الجزء 22

ظل للحظات ينتظر الجواب ليأتيه بعد قليل صوت إيهاب المستغرب:"مرحباإيهاب كيف حالك "
:"مرحبا مراد ما سبب اتصالك هذا هل هناك شيء لقد أخبرتك سابقاً بأن أي حديث بيننا غير مجدي "
ليحدثه مراد بادعاء واهي للصبر:" اسمعني جيدًا بالتأكيد لا أسعى لرضا حضرتك، وأعلم جيدا كلامك وأخبرتك أن هذا قراري أيضاً ولكن أنا أتحدث اليوم لرد جميلك لا أكثر حتى لا أكون مديناً لك بشيء، كما رددت لي شيء ثمين وغالي عليّ ربما أساعدك فيما تبحث عنه وأرده إليك "
ليجيبه بحدة:" كف عن ألغازك مراد وأخبرني ما سبب اتصالك وعن أي شيء تتحدث ؟"
ليخبره مراد بلامبالاة غير عابئ بحدته في الحديث:" مثلما أعدت لي زوجتي وأطفالي ربما أعيد لك زوجتك وطفلك لقد رأيت مريم منذ دقائق فقط"
ليجيبه بصوت ملهوف:" ماذا ! هل رايتها حقاً أم تتلاعب بي؟"


ليهتف به بتأفف :"ولما قد أتلاعب بك ما الذي قد أكسبه من إخباري لك بهذا !، لقد رايتها الآن في محل حلوى شهير في وسط المدينة ولكنها للأسف هربت مسرعة ولم أجدها وسط الزحام"
ليجيبه وهو يقفز من مكانه وقد فقد سيطرته على أعصابه:" يا غبي تعلم أني أبحث عنها كيف تاهت منك لِمَ لم توقفها بالقوة إلى أن آتي إليك يا إلهي كم أنت غبي "
:" لن أرد عليك، وأتفهم ما أنت فيه ولكن لا أحد غبي مما رأيت إلا أنت، ولا لم استطع إيقافها لقد كانت ترافقها مجنونة ما اتهمتني بالتحرش بهم أو خطفها باستخدام طفلتي وأثارت فضيحة لي ربما الآن لولا تدخل مريم خوفاً على ميرا كنت أصبحت في قسم الشرطة فرفيقتها مجنونة كلياً "
:" كف عن الثرثرة بكلام تافه وأخبرني كل شيء بالضبط كيف تبدو رفيقتها "


:" لم انتبه لها غير أنها مجنونة "
ليزمجر فيه إيهاب بغضب:" مراد أنا لست إسراء أعرفك جيدًا ومتأكد أنك حفظت شكلها جيدًا فخبرني الآن كيف هي رفيقتها ولا تضيع الوقت"
ليجيبه مراد وهو يتنهد باستسلام بعض العادات لا يستطيع أن يتخلي عنها يعترف لنفسه لقد تفحصها جيدا ولكن ليس لسبب إلا أن يطبع شكلها في عقله للمساعدة ومحاولة التعرف عليها مرة أخرى.
ليقول :"حسن، سوف أخبرك ولكن اقسم إن أخبرت أحد ما أني وصفت لك امرأة"
ليقاطعه إيهاب يصرخ به:" أعرف مشكلتك جيدًا أخبرني فقط لا وقت لدينا ولم قد أخبر أحدا من الأساس "
ليجاوبه مراد:" حسن، حسن اهدأ واسمعني لتحاول التعرف عليها ربما ملامحها تبدو عادية ولكنها قصيرة، خمرية اللون، بشعر أسود وما يميزها حقا مندفعة ولا تفكر حتى في العواقب قبل أن تتحدث أعتقد أن ميرا قالت اسمها "
ليتمتم إيهاب يقاطعه بذهول وهو يدرك تماماً ما يخبره مراد كيف لم يتوقع شتم داخله هل سوف يستمر غبائه في كل ما يخص مريم ليقول :" مَي، تدعي مَي كيف لم أفهم بمجرد أن قلت مجنونة "
:"إذا أنت تعرفها"


:"إنها صديقتها وزوجة جاسر جلال رفيقنا "
ليجيبه مراد بإدراك:" جاسر !، تليق بِه تماماً "
ليجيبه إيهاب بتعجل :"حسن مراد، أنا أشكرك لا أعلم بماذا أشكرك حقا "
ليضيف يسأله قبل أن يغلق الخط بصوت متلهف يريد أن يعلم عنها أي شيء:" مراد كيف هي؟ كيف تبدو هل هي بخير صحتها جيدة ؟ حزينة أم تبدو سعيدة أي شيء كيف رأيتها؟ "
ليجيبه مراد بتأكيد:" لا تبدو سعيدة على الإطلاق أما عما رأيته فيجب أن تراه بنفسك إيهاب لن افسد عليك لحظة أن ترى صنع يديك وما فعلته بها "
ليسأله بألم:" هل تبدو حالتها سيئة لهذا الحد ؟ "
ليجيبه مراد:" وأسوأ ولكن ربما مظهرها الخارجي يعجبك أخبرتك لن أفسد عليك أي صوره قد ترها بها اذهب سريعًا وابحث عنها "
ليغلق بعدها إيهاب الخط متعجلاً وهو يشكره بدون أي سؤال أخر
لينظر مراد إلى ابنته يخبرها :" اعتقد أن خطة الكعكة فشلت تماما وهذا أفضل لنا من مواجهة ماما، سنكتفي أنا وأنت بما تناولناه ولن نخبرها ونتمنى لعمك الحظ الجيد وأن يجد مريم سريعا"


لتومئ له الصغيرة وهي تأكد له بدون فهم معظم كلامه :" نعم بابا لا نريد لإسراء أن تغضب منا" .
ليقود سيارته، متوجهاً إلى منزله وهو يفكر نعم لا نريد غضب إسراء، هذا على أساس أنها غضبت في الشهر الماضي، يتمنى حقاً أن تغضب، تصرخ به لكنها تتلبس قناع البرود التام، لا تخاطبه في شيء إلا إذا كان يخص الفتاتين.
يحاول على قدر استطاعته أن يجعلها تتفاعل معه، أن تسمع له، أخبرها أنهما يجب عليهما أن يتحدثا ولكنها تصر على الرفض ووضع الحدود بينهما.
حتى ليلا تذهب للنوم في غرفة الطفلتين، اللتان تنامان برفقته هو في غرفته؛ تحاول أن توصل له رسالة واضحة بتعاملها (أنا هنا من أجل الفتاتين حتى إشعار أخر) تنهد بضيق يجثم على صدره من أفعالها، كيف يصل إليها ويجعلها تخرج من البرود ويواجهها بخطأ كل منهما ؟ يريد وصالها، كيف تكون أمامه وبعيدة هكذا نار حارقه تشتعل به وهي تتحرك في كل ركن أمامه بسحرها الذي يسكره ولكنها تتصنع البرود يعلم جيدا انه يؤثر بها كما تشعل جموح أفكاره ولكنه يعلم أن تلك الهوة السحيقة التي ساعدا هما الاثنان بخطئهما في حفرها هي من تمنعها وبشدة من محاولة حتى الاستماع لمبرره، اشتعلت عينيه بإصرار يجب التحدث معها مهما حدث وفِي أقًرب فرصة حتى لو أجبرها وقام بتقييدها وتكميم فمها الذي يعلن بإصرار رافضها الدائم عن الاستماع له ؛
وصل المنزل ليقوم بفتح الباب وأنزل ميرا ولكن أوقفه بصدمة صراخ إسراء الملتاع الذي يهز الإرجاء المحيطة من حوله باسم ابنته الصغيرة .
************************
توجه من فوره إلى منزل صديقه وهو في قمة غضبه منه هل جاسر كان يعلم بمكانها ويخبأها هو وزوجته ويقف يشاهد جنونه وحرقة قلبه ؟ ألا يوجد لديه صديق جيد ومخلص واحد يستطيع الثقة به؟، بالتأكيد كان جاسر يعلم لهذا كان يبدو هادئ ومطمئن وهو يمثل عليه أنه مهتم بل ويشاركه في البحث عنها، وصل منزله يطرق الباب بتعجل لتفتح له والدة صديقه باب المنزل لترحب غير مدركة لنيران الغضب التي تشع من وجهه:" مرحبا إيهاب كيف حالك بني هل يوجد أي أخبار عن مريم ؟"
ليرد عليها بتعجل وهو يسيطر على نبرات صوته يسألها مباشرة:" كل أخبار مريم عند جاسر بك فهو الوحيد القادر عن إخبارنا "
لتعبث بوجه وهي تقول:" لا أفهم كيف جاسر يعلم أي أخبار عنها لو كان يعلم شيء كان بالتأكيد أعلمنا بالأمر"
ليرد عليها بنبرات غضب مكتومة متعجلة:" أين هو لقد مررت عليه في مكتبه ولم أجده واتصل به ولا يرد "
لتعقد حاجبيها وهي لا تفهم ما به وسبب غضبه هذا
لتشير ناحية الدرج وهي تخبره:" هو في شقته في الأعلى لقد أتى منذ ساعة و .."
ليقطع كلامها وهو يتوجه لما تشير فورا يعلم جيدا طريقه ليصل إلى باب الشقة يطرقه بعصبية لبضع دقائق ليفتح له جاسر الباب و يبدو على وجهه أثار النوم ينظر له بغرابة غير مستوعب للجنون المتلبس للشخص أمامه.
ليعاجله إيهاب بلكمة على وجه وهو يهتف به:" لقد وثقت بك وكشفت لك كل ما في قلبي، رأيتني أتعذب وأنزف ببطء وأنا أبحث بجنون عن امرأتي وولدي وأنت تعلم مكانهما يا خائن ألا يوجد صديق واحد مخلص لي اخبرني الآن"
لتعلو نبرات صوته الصارخة:" اخبرني جاسر هل قمت بمساعدتها في قتل طفلي "
ليتراجع جاسر للوراء خطوات بعيدا عنه حتى لا يعيد الكرة بضربه يمسد على فكه وهو يبتسم باستفزاز، ليسأله ببرود مستفز وهو يرفع حاجبيه :"من أخبرك أني اعلم مكانها كاذب، أنا لا أعلم أي شيء عنها كيف تظن بي هكذا وتسارع لاتهامي"
ليجاوبه بغضب :" كف عن أسلوبك هذا أنا أعلم جيدا وأعلم أفكارك الخارقة للعادة، لديك دماغ غير جميع البشر والآن أنا تأكدت أنك تعلم مكانها لقد رآها مراد بصحبة زوجتك التي ينطبق عليها الوصف تماماً غير وارد تطابق المواصفات إلا على زوجتك" ، ليصرخ به متسائلاً:" أين هي جاسر أين تخبئها ؟ وهل ساعدتها في تنفيذ تهديدها لي اخبرني الآن؟"


:" حسنا هل عدت لصحبة مراد مرة أخرى؟ وأنا الذي قطعت علاقتي به من أجلك؟"
ليقترب منه يمسكه من ملابسه يصرخ به:" جاسر لا تزد في جنوني واستفزازي واجب عن أسئلتي أين تخبئ زوجتي ؟"
ليمسك جاسر يديه بهدوء يبعدها عنه وهو يخبره بادعاء الاستسلام ربما يكفي عليه كل هذا يجب أن يحل هذا الوضع ويتفاهم معها وطالما قد عرف أن زوجته من تخبئها لا داعي لادعائه بالجهل بمكانها ليقول له:" يبدو أن لا فائدة من الإنكار، حسنا أنا أعلم مكانها بالطبع وهي أمانة ولكن صدقني أنا لم أساعدها ولم أعلم بخطتها من الأساس، أقر واعتراف أن زوجتي من ساعدتها وأنا كنت أراقب من بعيد حتى لا يتهورا، هي بخير اطمئن ولكن سؤال واحد فقط وأعلمك بمكانها بل واصطحبك بنفسي، لو أخبرتك أن مريم أجهضت الطفل بالفعل هل ستكون بهذه اللهفة والقلق عليها وسعيك لإيجادها أم أنك ستحاول إيجادها لمعاقبتها لقتله ؟ حدد والآن من أهم إليك وسبب قلقك وغضبك هذا؟"
نظر إليه بصمت وعيون متحجرة هل يفهم من سؤاله هذا أنها قتلت طفله بالفعل المنحة التي أتت إليه على غفلة منه قتلوها بدم بارد، ليتمتم بالسؤال على الفور:" هل قتلت ابني يا جاسر؟"
:" أنا لم اقتل أحد ولم أقترب منها حتى أخبرك لقد تأكدت من وجودها سالمة بعد هروبها بوقت، سؤالي محدد: من تريد وبدون خداع يا إيهاب؟ !"
صمت للحظات من يريد وهل لديه اختيار سؤال سأله لنفسه منذ اختفائها ووضعه احتمال كبير بتخلصها من الطفل وكانت دائما الإجابة الدامية لقلبه يريدها هي فخسارته لطفل واحد أفضل بالتأكيد من خسارته لاثنين، ربما هذا العقاب العادل لما فعله بها، نعم هو يستحق كل ما يجري له حتى لو كان العقاب ذابح له وقتل بصيص الأمل الوحيد الذي أعاد له ثقته في رجولته التي اتهموه بالنقص فيها


ليرد بتأكيد قاطع رغم الألم الذي يذبحه:" أريدها هي ربما أنا استحق هذا العقاب منها ربما استطيع أن أتحمل خسارة طفل لم أره رغم أنه كان حلم يداعب كل أفكاري في صحوتي ومنامي، تعلم جيدا ماذا كان يعني لي بزوغ أمل فجأة رغم ضعف احتمال وجوده ولكن هي أهم هي طفلتي أيضاً التي كبرت أمام عيني وعلى يدي فإن كان الاختيار بين طفل كان في أحلامي ولم أره حقيقة يوما وطفلة، حبيبة وزوجة كانت دائما جزءً مني بالتأكيد سأختارها هي"
ليجاوبه جاسر وهو متأكد من صدق كل كلمة خرجت منه يعلم جيدا أنه لا يكذب أو حتى مجرد شعارات يتفوه بها :"حسنا إيهاب لحظات فقط أبدل ملابسي وأتي معك"ليوقفه صوت مَي الصارخ به .


ليلتفت لها ما بهم اليوم هل علق يافطة على باب المنزل (رجاء من يريد الحديث معي يصرخ بي أولاً)
لتتوجه له فورا وهي تخبره بتعجل وكلمات غير مترابطة من توترها غير مدركة بعد لوجود إيهاب معهم :" جاسر ساعدني أرجوك لقد ارتكبت كارثة بدون أن أعي توابعها ظننت أني أسيطر عليها جيدا أنا وعمتي اقسم لك كنّا لا نتركها لحظة كنّا نساعدها لعجزها وقتها لحالتها النفسية آنذاك كانت بحاجة ملحة للابتعاد عن محيط أسرتها وصديقك ولكن يبدو أنها أذكى منا جميعاً وغافلتنا ورتبت الأمر جيدا لمغادرة البلاد لم أكن اعلم اقسم لك وهذا خطر كبير عليها أنا خائفة أرجوك تحرك وامنعها أو حتى أخبر صديقك"


ليتوجه لها إيهاب غير واعي لما يفعل وهو يفهم معنى كلامها، يسألها بحدة:" هل تتحدثين عن مريم ؟ أخبريني ما بها وعن أي مغادرة تتحدثين وأي خطر هذا الذي يهددها ليصرخ بها أين هي الآن تكلمي؟ "
ليتحرك جاسر سريعا يزيحه بحدة قبل أن يصل إليها وهو يصرخ بِه:" سيطر على نفسك إيهاب وأدرك مع من تتحدث هل جننت، اسمح لك بأي شيء إلا الاقتراب من زوجتي أقسم لولا ذرة عقل متبقية لأدرك حالتك الآن لكنت أبرحتك ضرباً لتعي لنفسك "
لتعلو نبرات صوت مَي تأمره ولكن بصوت متوتر ومتعجل :"اصمتا الآن لا اهتمً جاسر بما يفعل، دعني الآن، هناك المصيبة التي يجب أن تمنع لن أسامح نفسي إن تضررت مريم أرجوك، "


لتتوجه للأخر تخاطبه:" إيهاب جيد أنك هنا، أنا آسفة حقاً ولكن يجب أن تلحق بها لقد كانت ترتب للأمر منذ وقت طويل بمساعدة ابن عمتي ولكن لم اعرف أنا أو عمتي بالأمر، مما فهمًت من تجعلها وإصرارها وهي تخبرني بعد رؤيتها لشخص يدعى مراد أصابها بالذعر وعلمت أنك سوف تعلم مكانها بالتأكيد وهي لا تريد هذا لتقوم بعد أن وصلنا بيت عمتي بأخبارنا أنها ستتوجه المطار فورا وتغادر البلاد ولم نستطع منعها لقد قامت بالاتصال بالفعل أمام أعيننا بشركة الطيران والتعجيل برحلتها لتجد رحلة بديلة"


لتنظر لساعتها وهي تنظر له بيأس باقي على الموعد الذي أخبرتنا به خمسه عشر دقيقه فقط "
لتدمع عينيها وهي تضيف:" يا الهي مستحيل أن تلحق بها "
لم يرد عليها إيهاب وهو يتحرك بخطوات أقرب للركض متوجها فورا ربما يستطيع اللحاق بها ولكنه يعلم جيدا أنه كما أخبرته مَي هذا من المستحيلات .



إعدادات القراءة


لون الخلفية