ردي على رسائلي مهما تهربت مني، وهربت لن تستطيعي الفرار ،أريد أطفالي وسوف احصل عليهم حتى لو ادعى الأمر استعمال القوة، فمن الأفضل لك أن نتفاهم ونصل لحل ".
كانت هذه الرسالة، التي لم تعد تعلم رقمها كم، وكم تكررت مرات إرسالها حتى باتت تعجز عن العد، من مراد طليقها، لا تعرف ماذا يريد منها..؟؟ والى ماذا يسعى..؟؟. لقد ظنت انه نسيها وأخرجته من أحداث يومها وانتهى من حياتها إلى غير رجعة، لكن من الواضح أنها ارتكبت غلطة عمرها،لأنها وثقت برجل مثله، رجل يظن الجميع أنها خانت إيهاب معه، بل حتى إيهاب نفسه يظن ذلك. لكنها لم تخونه أبدا كل ما حدث أنها أرادت الفكاك من هذه الأسرة ومع ظهور مشاكل إيهاب وراتين والذي لم تتعود عليه، أرادت الانطلاق بحرية بعيدا عن قيودهم، ألم تكن أمها خير مثال لتتبع مصيرها وحدها،
ألم تكن أمها من أخلصت وتفانت وماذا كانت النتيجة الموت وحيدةيائسة بعيدا عنهم.ومن أخذت مكانها عاشت لنفسها فقط وربحت كل شيء، فريال كم تكرهها وتمقتها لو استطاعت لتخلصت منها هي الأخرى،
فتلك الحقيرة هي من زرعت الشك ونفذت بجدارة وهي تعلن بتأكيد صريح عند زواجها بمراد،أنها رأتها معه أثناء زواجها وسمعت محادثاتهم. ولكن هذا لم يحدث...لم يكن كما صورته لم ببشاعة، بل إنما حدث هو أن مراد بعد طلاقها من إيهاب حاول التقرب منها وحتى أنه حاول التأثير عليها باعترافه بحبه لها من قبل زواجها وأن ما وقف عائقا أمام إعلان ذلك أنه لم يستطع البوح بذلك بسبب علم الجميع بأنه من المقرر زواجها من ابن عمها.. لا تعلم صدقا كيف مالت مشاعرها لمراد فورا وتعلقت به...هل كان الاهتمام والإحساس بالاختلاف أنهاأنثى مرغوبة ومحبوبة، الفرصة أن تكون هي الرقم واحد في حياة رجل يقدرها ويحبها ..لذا تبعت الحلم ذاك واستغلت تحقيقه أقرب مما تخيل الآخرون، ومع انتهاء عدتها تزوجته عاشت معه ايّام رائعة ولكن بعد فترة مل مراد وعاد لحياة العبث. سرعان ما ذوي الحلم وازداد بهوته مع مرور الوقت.
أخذت تكذب نفسها وتتغاضى عن أفعاله إلى أن رأته بعينيها مع إحدى صديقاته في شقة قديمة صغيرة من أيّام عزوبيته. يومها أصرت على الطلاق وحملت طفلتيها فورا وأتت إلى هنا إلى المنزل كسيرة، عادت إلى إيهاب تحديدا نادمة أشد الندم على تركه، وأيضا تعلم عند الازم لن يقف في وجه مراد ويدافع عنها وعن طفلتيها غيره لقد كانت تتعشم أن يعود إليهالأنه لم يتزوج بعدها لقد ظنت انها هنا امامه سوف يتذكر كل شيء ويعودا لبعضهم لكن ابنة فريال كعادتها ملتصقة به وتقف حائل بينهم تتمنى من كل قلبها ان ينجح ممدوح في إخافتها حقا ويريحها منها إلى الأبد.
ليرن هاتفها، قاطعا تفكيرها مظهرا رقم غير معلوم، لتفتح الهاتف ترد ليأتيها الصوت الساخر التي ربما لم تسمعه منذ عام:"لا اصدق الأميرة قامت بالرد أخير"
لترد بطريقه ساخرة مثله بعد ان تداركت نفسها من المفاجئة:" مرحبا بالخائن، ماذا تريد مراد..؟؟ لقد ابتعدت عنك وعن طريقك وانت مازالت تلاحقني ما الذي تريده مني ..؟؟"
"احترمي نفسك وأنت تحدثيني وهذبي ألفاظك، طبعا أريدأطفالييا إسراء..وأنت " لتجاوبه إسراءبسخرية:" أطفالك الآن تذكرتهم وأصبحت تريدهم إذا أين كان أطفالك وأنت تهملهموتنتقل منامرأةلأخرى" لتضيف بصوت متحدي:" ليس لديك أطفال لدي يا مراد، وأنا نجوم السماء أقرب لك مني"
ليرد عليها ببعض الغموض:" حسنا يا إسراء كما تريدين..إن شئت أن تتحدينني فأنا له ولك، لكن أريدأن أنبهك أن وقتك نفذ لدي والفرصة التي أعطيتها لك مرة لتعودي لعقلك قد نفذ وقتها أراك قريبا يا زوجتي العزيزة"
لترد عليه بغضب:" افعل ما تريده وأنا لستزوجتك "
ليسخر منها بالقول:" بل يا عزيزتي أنتما زلت زوجتي وسوف ترين ما سوف افعله قريبا جدا "
ليغلق الخط بعدها تاركا إياها تصرخ بجنون، تعلم مراد وأساليبه الملتوية جيدا ماذا يعني بأنها مازالت زوجته؟ لقد تم الطلاق الرسمي في المحكمة هناك والأوراق لديها. هل ردها الحقير بدون ان تعلم ولكن كيف القوانين هناك لا تسمح بذلك.
شتمت بغل هذا ما كان ينقصها فعلا أن يظهر هذا الحقير مهددا،وفي هذا الوقت بالذات والآن حين تنتظر بتوتر،ألا يكفيها قلقها مما سوف يفعل ممدوح ورد إيهاب عما سوف يحدث،ألا يكفيها قلقها أن يكون ممدوح تمادى في الأمر مع مريم وان يعلم إيهاب بأنها مشتركة معهم تريد أنتعلم فقط ما حدث أن تطمئن فممدوح لا يرد على اتصالاتها، لقد طلبته على الهاتف عشرات المرات لكن بدون جدوى ولا رد .
أما لدى الأخر –ممدوح-، بعد ما حدث هرب بمنتهي الجبن،يلوم نفسه كان يجب أن يبقي ويراقب لا ان يتوجه الي مكان بعيد يختبئا به ما الذي حدث ليجبن هكذا كان يجب ان يعلم لماذا مريم وصل بها الحال مثل ما رأى هو لم يلمسها حتي كما انه الأقوىالان بما علم لا يصدق مريم وإيهاب الذي كان يملأ رأسهم بصداع إنها ابنته وبأنها اخته حقا ولا يشعر بأنها ليست منهم كيف هذا كيف استطاع أنيأخذها كزوجة. كان يعلم من نظرات مريم الهائمة بإيهاب أنها تحبه وتوقفت علي اعتباره اخا لها ولكن لم يلاحظ ابدا عليه هو أي فارق فنظرته لها لم تختلف حتي يوم زواجه منها الذي تم بتكتم كان يشعرأن إيهاب مجبر وداخل نفسه رافض لما يحدث لكنه مضطر اذا ما الذي حدث ليفعل زواجه منها ومتى حدث يجب أن يعلم أولا ماذا حدث لها بعد أن تركهم. في لحظة انقلب توتره زهورا بينما يبتسم لنفسه بانتصار فقد وجد أخيرا حلا ليستصغر مكانة إيهاب لدى الآخرين وخصوصا لدى والده، متخيلا منظره –والده- الذي يثق بإيهاب أكثر من نفسه ويسلمه كل أمورهمحين يخبره عن حقارةإيهاب واستغلاله لأمانته وتفعيله للزواج من مريم بعد أن وعدهم بأنه ورقة لا تعني له شيء وان مريم سوف تبقىأخته وتحت وصايته بتلك الورقة وأنها سلاح لحماية مريم وعدم اقتراب احد منها .
ولم تكن بسمته إلا لتزداد توسعا بينما يدمدم مع نفسه بخفوت أمنية أن يدفع نصف عمره ويرى جنون فريال بعد ما تعلم بما حدث بابنتها وأنها أصبحت زوجة فعلية بدون أي حقوق او إثبات مثلها تماما ابنتها. تعيد الماضي الذي حاولت فريال محوه وهدمه من ذاكرتهم.
ليضحك مع ختام أفكاره صوت عالي ليلفت أنظار كل بجانبه في الفندق الذي سوف يقيم به بشكل مؤقت حتى يحدد ماذا سوف يفعل وهو يتخيل وجه فريال وما سوف تفعل بوالده لأنه هو من إقناعها بفكرة إيهاب وتتخلى عن خطتها الأصلية لمريم.ليستل هاتفه ببطء وعينيه تلمع بإصرار يضغط ارقام والده ليأتيه بعد قليل صوته:" مرحبا"
ليتحدث بشر، وملامحه تعكس بعضا مما يعتمل بداخله:" مرحبا حسين بك أردت أن أعلمكبخبر عمرك كله، ابن أخيك البطل الهمام، من كنت تفضله وتتغنى بمزاياه، استغل الصغيرة مريم أو ربما هي استغلته، لا أعلم فربما هي جينات والدتها القوية تتحكم بالتأكيد "
ليجاوبه الطرف الاخر بغضب:" ماذا تريد ممدوح..؟؟ كف عن الغازك واحترم نفسك وانت تكلمني..تذكر ذلك والزم احترامك يا ولد"
"لا..لا يا أبي انتظر قليلا ..وتوقف عن اتهامي وكأني أنا السيء الوحيد في العائلة، افهمني أولا لتعلم من هو معدوم الاحترام.. السيد مثالي وشبيهة فريال التي أقحمتها في حياتنا لقد رايتهم في وضع مخل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رأيتهم بعيني يفعلان ما يفعلانه، ويسخران من العائلة بإسفار"
ليصيح الأخرى فيه بغضب جلل:" ما الذي تقوله يا عديم الاخلاق احترام نفسك ممدوح"
ليجاوبه ممدوح بغضب هو الأخر:" ما أقوله يا ابي من تثق فيه أكثر مني استغل الثقة وجعل مريم زوجة له بدون ان يدرك أحدا لقد رايتهم في وضع زوجين كامل وسوف اترك لك الفهم والتخيل بدون شرح فلا وقت لدي لذلك.."
ليغلق الخط في وجهه وهو فاقد السيطرة على غضبه، سوف يعلم بما جري معها وسوف يعود لهم ولكن بعد ان يعلم الجميع بما حدث لن يترك إيهاب يفلت بفعلته. يجب ان يعلم الجميع انه لا يفرق عنه شيء وأنهم وجهين لعملة واحدة، ولكن إيهاب اختار وجه المثالية ليخبأ أفعاله ويظل الجميع يضعه في إطار الشهامة، ولكن لما هناك شعور يبغضه يسيطر عليه الان عند رؤيته لمريم بهذا الضعف لماذا لم يرى وجه فريال القبيحة تنبض استغلالا وبشاعة تتلاءم مع قبح وبشاعة روحها التي كانت دمار عائلته ..لماذا؟؟
دمدم إيهاب معترفا بإقرار:" هذاالسبب القوي الذي جعلني أفكر بالزواج منها،لحمايتها به لم يكن هناك حل اخر فبعد ظهور هذا الشخص وخطة فريال وعمي لمريم لم أجد حلا سواه.. لم يكن بإمكاني إيجاد طريقة تمنحني الاطمئنان غير زواجي انا منها، ليبتعدوا جميعا عنها إلى ان تستطيع الاعتماد على نفسها قليلا".
وقد كانت علامات الإرهاق على صوته واضحة لجاسر المواجه له وعلى وجهه علامات مبهمة.
لينطق جاسرصوت قوي صريح يواجه الجالس امامه:" انت اناني وشاركتهم في افعالهم بدون ان تدري لقد سلبتها حقها في الاختيار من اجل ان لا تفقدها لا تحاول الإنكار إيهاب انت وجدت المبرر بظهور هذا الشخص لتربط مريم بك أكثر"
ليحاول إيهاب الإنكار وإقناعه ان يفهم :"ما الذي تقوله جاسر بعد كلما اخبرتك إياه تأتي لتتحدث عن الأنانية وحق الاختيار أي اختيار بحق الله كنت تريدني ان اخرجها من جحيم لرميها في جحيم اخر مجهول".
ليرد جاسر بقوة:" وما الفرق هنا جحيم والاختيار الاخر جحيم بل ربما يكون أفضل"
"قلتها جاسر ربما يكون أفضل، وربما لا كنت تريدني ان أخاطر على الأقل جحيم أسرتنا انا موجود به امام عيني موجود انا لها "
"يا إلهيإيهاب انت لا تفهم ام تدعي عدم الفهم لم اعهدك من لهم طرق ملتوية ويحاولون التهرب" ليردف بتأكيد:" انت ايضاً استغلتها انت لا تفرق عنهم كثير"
ليرد إيهاب بغضب:" جاسر انا اخبرتك لولا ما حدث من المستحيل كنت أقدمت على الزواج منها لم أفكر في مريم يوما بهذه الصورة"
"إذا ماذا حدث لتفكر إيهاب ماذا حدث لتفقد تماسكك وتحولها لزوجة في الخفاء بدون حقوق وكأنها عشيقة"
لينهيهالاخر بغضب:" جاسر توقف عما تقول "
ليرد جاسر بطبيعته غير المبالية:" لا لن أتوقف إيهاب انت اخترتني بالذات لتواجه نفسك انت اخطئت في حقها كيف ارتضيت لزوجتك ان تكون بهذا الوضع كيف ارتضيت لمريم الذي ربيتها على يديك بهذا.. أرأيت كيف حالتها انها ترفض حتى الاعتراف بأنها زوجتك وبأن ما حدث طبيعي تتهم نفسها بأبشع الصفات يفترض ان تكون عالم بوضعها الحساس انا حقا أشفق عليها انت من اوصلتها لهذا الإنكار"
ليرد إيهاب بقنوط غير قادر علي الشرح أكثر فما بينهم أكبر من ان يفهمه أحدأكبر من ان يتحدث به،كان يحتاجها وهي كانت تحتاجه ولكنه كان غبي ولم يفهم سبب سعيهااليه ليوجهكلامه لجاسر:" لا تلقي الأحكام جاسر في وجهي بدون ان تعلم كل الحقائق "
ليقول جاسر بتساؤل:" وما هي الحقائق إيهاب أخبرني ما السبب القوي الذي جعلك تفقد سيطرتك وتجعل زواجك في السر هكذا"
لينظر له إيهاب بوجوم:" هناك أشياء تبقي خاصة جاسر ولا نستطيع البوح بها "
"وانا لن ألح عليك بالطبع"، ليضغط على حروفه:" وهو يقول ما بينك وبين زوجتك يبقي خاص زوجتك إيهاب لا اختك "
ليضع إيهاب يديه على وجهه يفركهما بتعب:" وهو يتمتم انا لا اصدق إلى الان مريم حامل هذا اخر شيء كان من الممكن ان اتوقعه"
ليرد عليه جاسر باستنكار:" لم تكن تتوقعهإذا لم تكن تفكر في ان هذا يمكن ان يحدث "
"لا كيف يحدث تعلم المشاكل التي لدي انا لم أكمل العلاج فلقد توقفت بعد فترةبسيطة من تناول الأدوية،لأنه بلا فائدة فأنا لم اتزوج، كما انا لم احسب لأمر حسبا مريم طفلة كيف سوف تصبح تحمل طفل "
ليرد الاخر بصوت ساخر:" طفلة هل تمزح إيهاب طفلةعلى انها تحمل طفل ولا تراها طفلة عند تعاملك معها كزوجة، هل لديك شوز فرنيا يا صديقي ؟؟! "
"يكفي جاسر حقا أصبحت لا اتحملك وانت تقحم نفسك في أشياء تعلم ان لا إجابة" عليها لينهض من على كرسيه بحدة، منهياالحديث وهو يقول:" ما اخبرتك به كله لثقتي بك جاسر وأيضا لأني أحتاجك في القادم وفِي حربي التي سوف تبدأ فهل انت معي؟؟"
"تعلم أني معك بحياتي ولن أتأخر لحظةوبعد ما سمعته الان أظن حربك سوف تصبح على جهتين "
ليجاوبه الاخر وقد حل به الإرهاق:" أعلم هذا واتمنى ان أنجح في ذلك شكرا لك حقا انا الان سوف اصعد لأطمئن عليها "
ليحاول جاسر نصحه وهو يرى مظهره المزري:" لما لا تذهب للمنزل أفضل غير ملابسك الممزقة تلك وارتاح قليلا وعد ان سوف ابقي ومي معها "
ليجاوبه بصوت قاطع:" لن أستطيع يا جاسر ان اتركها "
ليحاول جاسر معه مرة اخرى ان يعلم سبب ما حدث:" أ لن تخبرنيعما حدث وأوصلكم لتلك الحالة"
ليهز إيهاب راْسه بنفي وهو يقول:" هناك بعض الأمور من الأفضل ان تبقي طي الكتمان"
ليهز الاخر رأسه بتفهم بعد ان تأكد بانه من المستحيل ان يتحدث في هذا الامر ولكنه يبدو امر جلل:"كما تحب يا صديقي ولكن انا دائما موجود للمساعدة ان احتجتني في هدا الامر ايضاً "
ليجاوبه إيهاب بثقة وإصرار:" اعلم هذا لكن هذا الامر بالذات لن يحله غيري انا بدون مساعدةأحد"
ليجاوبه جاسر بعملية وهو ينهض ويلتقط مفاتيح سيارته من علىالطاولة:" إذا اصعد انت اليها وانا سوف اذهب لأي مكان مجاور أقوم بشراء بعض الملابس لك"
طرق الباب بخفوت، حتى لا يزعج النائمة داخل الغرفة مع انه يعلم ان أثرالمهدئ لن يجعلها تشعر بشيء وأيضا من اجل ان ينبه الجالسة معها بدخوله لتجيبه مَي:" تفضل "
ليفتح الباب ببطء يتأمل المستلقية هناك بالألم ليحدث نفسه كيف كنت غبي ولم الحظ كل الرسائل التي كنت ترسلينها الي، بل إلينا هم لم يهتموا لكن انا ما مبرري امام نفسي وأمامك جاسر محق في شيء واحد كنت أنكره لنفسي لقد استغللتك مثلهم تماما لطيب جروحي بحث عن راحتي فيك أنت ولم ابحث عن أسباب استسلامك انت وسعيك لأحضاني ولكن لم خبأتي عني سرك ظننتك تثقين بي ظننت انكل الحواجز بيننا أزيلت لكن اتضح الان انا ما بيننا طريق طويل مليء بالحواجز والعقبات والتي يجب ان اتخطاها كلها لأجل الوصول اليك حقا ...وليس كما حدث فعلا.
"هيييي أنت؟!ما الذي تفعله هنا ؟؟ وأين جاسر؟؟ الم أمنعك من الدخول " قالتها مَي بنفاذ صبر .
لينظر لها عاقد حاجبيه وقد نسي وجودها تماماً، يرد باستنكار:" ماذا ؟؟ منعتني من ماذا ؟؟"
لترد مَي بقوه وجنون:" اخرج حالا خارج الغرفة انت طلبت ان أبقى معها وانا اشترطت عدم رأيت وجهكهنا"، لتكمل وهي تنظر لمريم:" لا اعلم صدقك من كذبك ولااثق بك ولكن يكفي ان انظر الى المسكينة وحالها لأعلم أنك أنت السبب الرئيسي فيما يجري لها بمظهرك المزري هذا انظر إليها لا مقارنة بينكم يبدو أنك قمت بالاعتداء عليها بالضرب بعد أعلمت بحملها كما أنك أخبرتنيبأنها لن تريد ان ترىوجهك فيتأكد حدسي مما جرىإذا اخرج حالا من هنا كما لا يجوز انت تدخل الغرفة وتجلس معي وزوجي غير موجود "
لينظر لها إيهاب بذهول واستنكار:" ماذا ما الذي تقولينه من اعتدىعلى من ومن ضرب من"، ليعقد حاجبيه بتوجس:" لحظة هل انا دخلت غرفت نومك انها غرفة زوجتي المريضة في المستشفى"
لترد مَي بسخرية:" زوجتك اممم، اذكر انه بالأمس القريب كانت اختك"،لتضيف بجدية آمرةإياه:" اخرج حالا والا صرخت بأعلى صوتي ليطردوك خارجا "
ليتمتم في سره يا إلهيهذا ما كان ينقصني جنون هذه أيضا الان، إنها تستحق فعلا لقب حمقاء بجدارة كما يطلق عليها زوجها. هل هرب من جنون زوجها واستجوابه ليجد نسخة منه أعلى حماقة يبدو انها ألفت سناريو وأخرجته ايضاً وصدقته.
لا يعلم بالضبط ما الذي يجب ان يقوله لها، بدون ان يفقد أعصابه احتراما لزوجها.
لينقذه الطبيب وهو يطرق الباب ويقوم بالدخول ينظر الى الأثنان المتواجهين مَي بغضب واستعداد واضح للشجار وإيهاب علامات استنكار وذهول يبدو انه يمسك أعصابه بصعوبة.
ليخاطبهم الطبيب قائلا:" لقد اتيت اطمئن عليها"،ليقترب من سرير مريم وايهاب يهز رأسهعلامةالموافقة على كلامه. ليمر الطبيب بجانبه مقتربا جدا منه ليهمس له:" هل أطلقت لسانها عليك"، لينظر له إيهاب بتساؤل"من".
ليشير الطبيب فادي بطرف عينيه لمي المتحفزة-زوجةجاسر- ليقول إيهاب بصوت هامس:" اه نعم انها تتهمني بمحاولة اجهاض مريم وضربها وأيضا تطردني من الغرفة".
ليتنهد فادي قائلا:" أنت لم ترى من الجنون شيء كان يجب ان ترى يوم ولادتها لطفلتها لم تترك أحد والا سبتهواتهمت لقد قامت باتهامي بمحاولة قتلها كان يوم يجب ان يوثق في طرائف وغراب "
لتقاطعهم مَي وهي تنظر لهم بتوجس:"على ماذاتتحدثان أنتما الاثنان؟"
ليقترب فادي من مريم بفحصها باهتمام وهو يقول لمي:" لا شيء انا فقط اسأله عن أشياء تخص المريضة"
لتمتم مَي بامتعاض بصوت خافت:" ألم يجدوا غيرك لا اعلم ثقة جاسر بك وانت فاشل "
لينظر لها الطبيب بذهول: "ماذا قلتي؟؟"
"لم اقل شيء، اهتم بها فقط وأخبرنا بما يجعلنا أكثر اطمئنانا عليها "
ليتمتم إيهاب في سره:" يا الهي الم يجد غيرك كيف عثر جاسر عليك
ليحاول ان يحدث الطبيب متجنب مَي تماما:" ما هي حالتها الان هل هي والطفل بخير؟؟"
لينظر له الطبيب متجنب هو الاخر مَي ومحاولتها في استفزازهيجاوبه:" نعم وضع الطفل مستقر لا تقلق"
"لا يهم الطفل بقدرها هي لدي "
ليجاوبه الطبيب بعملية:"مؤشراتها الحيوية جيدةالان ولكن الدور النفسي جزء مهم لديها ولن نعرف بالضبط ان نقيم الوضع الا عندما تستفيق تماما أرجو ان ما حدث منذ ساعات ان لا يتكرر "
ليقول إيهاب باهتمام:"متى سوف تستيقظ؟؟"
"ربما بعد ساعة او ساعتين ينتهي مفعول المهدئ، لكن في اعتقادي انها سوف تستسلم للنوم تهرب مما يحدث بالطبع انا لا افهم ما يجري بينكما ولكن اتفهم حالتها النفسية في بعض الأحيان تمر حالات هكذا لدي "
"حسنا شكرا لك "
ليستأذن الطبيب بعد ان انهي الفحص قائلاً:" ان احتجت أي شيء فورا استدعيني وانا سوف امر مرة اخرى قريبا"
ليهمس له بعد بنفس الطريقة الأولى:" حاول ان تتمالك أعصابك"مشيرا ناحية مي:" انها تفقد الحجر صمته وصبره "
أومأ له بموافقة واتجه بعدها إلى كرسي قريب يجلس بتعب،يدفن وجهه بين يديه يحاول ان يرتب أفكاره وخطواته الأتية، كان وضعهم صعب من الأساس ويستحيل المجاهرة به كيف الان سوف يجاهر بحملها منه كان يفكر في تصحيح وضعهم وأن يحاول جعل أسرتهم تتقبل أولا وضعهم كزوجين لكن الان وفي الظرف الحالي يأتي طفل في المقام الأول لذا وجب ان يجاهر للمجتمعأجمع به طفل لطالما حلم به وفقد الأمل في وجوده ليختار القدر من بين جميع نساء الأرض ان تكون مريم هي من تحمله.
ليسمع رنين هاتفه ليسحبه من جانبه ينظر الى الرقم باستغراب ليفتح الخط يحاول ان يتحدث بصوت هادئ، ليأتيه صوت عمه صارخ فيه بغضب يأمره بكلمات قليلة:"أريدك ان تأتي على اول طائرة الي هنا انت ومريم في أقرب فرصه اتفهم هذا "
ليعقد إيهاب حاجبيه يستغرب نبرة صوته فعمه لا يمكن ان يتحدث معه هكذا
ليحاول تصنع الهدوء يجاوبه:" لما عمي ماذا حدث؟؟"
ليقول عمه بصوته الغاضب بقوة:" عندما تأتي انت وهي سوف تعلم بما حدث اريدك امامي في اقل وقت ممكن الحديث لن ينفع على الهاتف يجب ان اراكم أنتماالأثنان "
ليقول إيهاب بصوت بارد:" اسف يا عمي لن أستطيع ان اتي الا ان افهم السبب ومريم لن تأتي في كل الحالات ولن تتحرك من هنا "
"اترفض امري إيهاب هل جننت "
ليردف ببرود:" لا عميلم اجن وانت تعلم ماذا يعني كلامي ورفضي لن أتحرك من هنا الا ان افهم ومريم لن تأتيإليكم "
"إذا سوف ات انا وأخذها بنفسي "
ليخرج إيهاب عن بردوه:" قائلا بصوت متحفز حاول يا عمي واريني كيف سوف تأخذها مني وتجبرها "