الجزء 25

ليخرج صوته متألم مثلها: "لم ألمسها، كانت ترتيب مني كما أخبرتك لتشعري بما أشعر كنت يائس منك ومن نفسي رجولتي اللعينة هي من ثأرت لكرامتي لألعن، كم أكره الاثنان" 
ضحكت بصوت مكتوم من بين دموعها في كتفه الذي تدفن رأسها به ليكمل هو: "كيف أقنعك حقاً بأنه لم يحدث يا حبيبتي، كان كل شيء ترتيب مني لم ألمسها بل قمت بطردها بما ترتدي خارج الشقة فورا والتي بالمناسبة قمت بتكسير كل أنش بها وبعدها تخلصت منها لأنها شهدت على ألمك "


رفع وجهها إليه مرة أخرى وهو يحدثها: "اسمعيني كررتها كثيرا، وسوف أظل أكررها إلى أن تؤمني بها أنا أحبك ولم أحب امرأة غيرك، لم أخنك يوماً وأعدك إلى أخر يوم في عمري لن يحدث هذا، أعلم أن رغم كل ما نقوله الآن سيبقى هناك حاجز ما بيننا، بناه أبوك وساعدت أنا في تشييده ليصبح أقوى ولهذا يجب أن تذهبي إلى معالج نفسي، حبيبتي شخص يساعدنا حتى نتخطى أزمتنا من أجلنا و طفلتينا، ما رأيك؟؟"


تمتمت بصوت خافت وصوت أنفاسها يبدأ في الاستقرار، لتستفسر كأنها طفلة تريد الإرشاد: " لا أعرف أنا أريد حقاً إنقاذنا، أريد المساعدة أريد أن أثق بك كيف أفعلها" ليتحرك قليلا يعود إلى مكانه ويجذبها معه ليشد الغطاء مرة أخرى عليه وعليها 


وهو يخبرها بصوت مشحون بالعاطفة والرجاء: "فقط أحبيني وأمني بي استمعي لي امنحيني القليل من الثقة لأساعدك" 
أومأت له بموافقة ليردف هو وصوته يخرج مصحوبا باشتياقه الذي ينبض دائما إليها ولا ينتهي: "أحبيني بلا عقد وسلميني كل مقاليدك، أحبيني ولو مجرد ساعات فأنا لن أهتم بالوقت، لأني قادر أن اجعله يتحول إلى الأبد، ذوبي في بدون تحفظ ولا خوف، حبيبتي دعيني احتلك يا إسراء كما أنت تحتلي كل جزء من كياني" 
نظرت إليه، إليّ سحره الطاغي، جاذبيته المهلكة، مشاعره الجارفة دائما إليها كلامه المتناهي الرقة معها.
ما الذي تريده أكثر من هذا؟، أين ستجد إنسانا واحدً يحبها هكذا؟، يتحمل منها كل أفعالها مثل ما يقول آن أرد خيانتها أو حتى أخذ طفلتيها ما الذي سوف يجبره على فعل كل هذا منها، أن يحاول مساعدتها هكذا.


تعلم ما يمنعها عنه ماضي أسرتها المؤلم والذي هو ساعد دون إدراك منه في بنائه. 
تمتمت بصوت اقرب للهمس وهي تلصق جسدها به أكثر: "أنا أوافق على أي شيء يقربني منك، لا أريد الابتعاد عنك مرة أخرى، أريد أن أتحرر لأحبك أكثر لأني اكتشفت أني أحبك بالفعل"


صوت أنفاسه هدرت بجنون: "ماذا قلت أخبرتك سابقاً لا تقوليها إلا إن كنت تعنيها يا إسراء"
اقتربت من وجهه أكثر لتطبع قبل رقيقة جدا على طرف فمه وهي تهمس له: " ولكني أحبك بالفعل وأشعر به الآن حقا"ً 
ليسألها بأنفاس هادرة: "وكيف تحبين شخص لا تثقين به ! "
لتجيب ببعض الشقاوة: "يا مسكين !، هذا قدرك، أحبك نعم لكني لا ثق بك أنت في ورطة ويجب أن تساعدني لتخرج منها "
ضمها إليه بخشونة، لتصرخ به: " مراد أنت تؤلمني "


: "وسوف اكسر أضلعك وعظامك انتقاما منك، وبعدها أعالج كل شيء فيك مرة واحدة وتجرئي واعترضي" 
لتضيع ضحكاته بين شفتيها، ليتركها وهو يميل بوجهه يلثم عنقها يخبرها بصوت أجش عابث: "سوف استغلك يا فتاتي في موجة عشق أخرى قبل أن تعودي لجنونك وجفائك "
بدل أن تغضب علت ضحكتها وهي تستلم له و تخبر نفسها أنا استحق أن ابدأ من جديد؛ من أجل نفسي ومن أجله هو، بعض المجازفة لن تضر إذا هي ضائعة على كل حال فلتختر الضياع فيه. 



إعدادات القراءة


لون الخلفية