لتتحرك مَي السيارة تمضي في طريقهم وقد اتُخِذ القرار المحتوم على الجميع
يدور حوله نفسه بجنون فاقد السيطرة تماما، حركة ارتباكه تجذب أنظار من حوله إليه، في الشارع المكتظ بالبشر في هذا الوقت من النهار، ينظرون باستغراب إلى هذا المجنون بصراخه الذي يملأ المكان ولكن لا احد يتوقف أو يبالي بركله سيارته تارة بقدميه وضربات يديه ولا سبابه بلعنات مرافقة، وتارة أخرى يمسك بهاتفه وكأنه يستجديه الرد، ولكن هل من مجيب أهات حارقة تخرج من صدره وكلمات تخرج بهذيان وكأنها أمامه حواره مع هاتفه وكأنه بشر وسيدركه في مصيبته يصرخ :" ردي أرجوك مريم ردي لما لا تجيبني، اسمعيني، افهميني، لا تقتليني كيف استطعت أن تقولي لي هذا كيف الصغيرة أصبحت بتلك القسوة، مستحيل أنت تهذين غير وارد أن تفعيلها بنا نحن الاثنين، لا يوجد لديك الشجاعة أن تقتلي جزء مني لن تعذبيني مريم" .
ليركل سيارته مرارا بقدميه ويديه تخبط بقوة على سقفها ليتوقف عما يفعل وكأنه أدرك مصيبته الآن بعده آلاف الأميال عجزه عن الوصول إليها وان كل ما يفعل غير مجدي لتتوسع عينيه بذهول:"يا الهي بل لن استطيع فقدانك أنت.. هل فقدتك .. هل فقدتك لا مستحيل "
ليعود إلى هاتفه غير قادر على التفكير في أي قرار صائب أو بمن يدركه، ليتمتم لنفسه بأعصاب منفلتة ويد مهزوزة من يستطيع منعها وإرهابها الآن عن الخروج من المنزل ربما لم تخرج لا بالتأكيد لم تغادر، عقله متوقف تماما لكنه مجبر باللجوء إليها يعلم انه سيقدمها لقمة صائغة ولكن ما الحل أمامه لمنعها. ليضغط علي هاتفه بإصرار ليجري ما يجري الآن، حتى إن لامته حتى طلبه المساعدة منها، ولكن لن يفقدها، لن يسمح لها بذلك بهذه السهولة، لذا توقف بعجز ينتظر لحظات قصيرة قاتلة بينما يرن الهاتف إلى أن يجيبه الطرف الأخر.
ردت إسراء بصوت مستغرب فهو لم يتصل بها من قبل لم يهتم يوما بعد ما حدث بينهم:" مرحبا إيهاب"
ليأتيها صوته صارخ يهذي فاقد السيطرة :" إسراء توجهي إلى غرفة مريم سريعا أوقفيها عن ترك المنزل لا اهتم كيف حتى إن تشاجرتما أو أجبرتها بالقوة ...كل ذلك لا يهم ..حتى ...حتى إن اقتضى الأمر، أنا اسمح لك قيديها حتى لا اهتم فقط لا تسمحي لها أن تترك غرفتها إلى أن أتي أتفهمين ما أقول"
لترد إسراء بصوت مذهول مستنكر من مطلبه :"ماذا ؟ هل إيهاب من معي ما الذي تقوله أنت لا استوعب شيئا "
ليرد عليها وصراخه يعلو بأمر قاطع :" نفذي إسراء لا وقت لمناقشات سخيفة تحركي حالا"،ً لتتحرك إسراء بعد استشعارها أن هناك خطر مؤكد يحدث إلا ما كان طلب منها هذا الطلب تخرج من غرفتها سريعا مندفعة في طريقها إلى غرفة مريم وتمسك الهاتف بيدها الأخرى لتقتحم الغرفة الخاوية تنظر بعينيها سريعا في كل مكان بحيرة .
لتجيبه على الهاتف:"إيهاب مريم غير متواجدة في غرفتها"
:"ابحثي جيدا إسراء في الحمام أو في إرجاء المنزل"، ليصرخ بها بلعنات:" اللعنة إسراء ابحثي تفحصي كل شيء "
لتجيب باستعجال وهي تتفحص كل مكان بالغرفة:" اهدأ إيهاب ما بك أنا ابحث الآن ولكن لا اثر هنا سوف افحص باقي المنزل و.... "
ليغلق الخط قبل أن تكمل حديثها لتعقد حاجبيها بتوجس وتساؤل يتردد في أفكارها المضطربة من كل ما يحدث حولها.
ما الذي يحدث مع هذان الاثنان وأين ذهبت مريم ولم هذا الجنون من إيهاب؟؟، ليلفت نظرها باب الخزانة المفتوح الفارغ من بعض الملابس لتعقد حاجبيها بتفكير وبعض الإدراك يضرب عقلها، هل رحلت بهذه البساطة لهذا كان فاقد السيطرة ولكن إلى أين ومن تعرف ولماذا هربت ؟؟.
مازال في تخبطه وجنونه وعدم سيطرته على نفسه ماذا يفعل لقد تركت المنزل الآن متأكد من يوقفها وكيف يجدها.
ليتذكر بإدراك جاسر ولكن هل يستطيع وهل يستطيع الأمل في أنها ربما أخبرت زوجته لقد تركها وهو مطمئن أنها لا تفارقها، ليطلب جاسر ويأتيه الرد سريعا ليهتف به مسرعا:"جاسر انجدني، مريم هربت اتصلت تخبرني بأنها سوف تُجهض الطفل "
:"اهدأ إيهاب وتمهل ما الذي تقوله ؟؟"
ليصرخ به بجنون:" اهدأ... اهدأ لا احد يدرك مصيبتي أخبرك مريم هربت من المنزل وذهبت لتقتل طفلي وربما تقتل نفسها وأنا بعيد عاجز عن فعل شيء ولا منعها لا اعلم عنها شيئا في هذه اللحظة...العجز يكبلني كليا ...لا أستطيع فعل شيء غير تذكر صوتها وهي تلقي بصاعقتها المصيبة فوق رأسي وتختفي، وتخبرني أن أهدأ"، ليرق صوته أكثر بينما يترجاه بسرعة:" تحرك أتوسل إليك افعل شيء أي شيء ابلغ الشرطة تحرك جاسر الآن"
ليأتيه صوت جاسر وهو يغادر مكتبه مسرعا:" حسنا إيهاب اهدأ فقط ستحرك الآن لا اعلم من أين ابدأ لكن سأحاول "
ليتوقف جاسر للحظات يتذكر كلمات مَي بالأمس القريب وارتباكها صباحاً ونظراتها المضطربة مي تعلم بالأمر هي الصديقة التي تساعدها، ليخبره على عجل:" حسنا إيهاب أنا سوف أتصرف سوف انهي المكالمة وأبلغك أي شيء أصل إليه "
ليرده عليه باضطراب ورجاء:" حسنا جاسر أنا أثق بك سوف توقفها، انتظرك.."، ليغلق الأخر الخط علي عجل.
لينظر إيهاب إلى الهاتف وقد انتابه الذهول من ما يحدث هل مريم اتصلت حقا هل هربت، ما يعيشه الآن من رعب حقيقي يحدث أم انه في كابوس مرعب لا يستطيع الخروج منه ليتحرك ناحية باب سيارته المفتوح ببطء قاتل يجلس في كرسيه ينظر بعينين متسعتين أمامه، يحدث نفسه بتساؤل كيف استطعت فعلها يا مريم وأنا بعيد مقيد هكذا لا استطيع الوصول إليك لا اصدق انك أنت مثلهم تستغلين ضعفي لتضربي الضربة القاتلة الآن يا مريم الم تستطيعي الصبر قليلا فقط الآن تسعي لأخذ الأمل مني بعد أن منحتيه لي تريدي قتل طفلي وقتلك نفسك للهروب مني حتى أنت فشلت معك . لا يستطيع أن يقاوم القهر الذي يشعر به العجز الذي أشعرته به الآن يجلس بعيد وربما الآن طفله يقتل ولا يستطيع أن يدافع عنه ليؤكد لنفسه ودمعة رجولية تطفر عينيه بل طفليك إيهاب طفل تمنيته وطفله ربيتها بيديك يقتلان الآن وأنت عاجز كعادتك دائما ليدفن وجهه بين يديه على عجلة القيادة يجهش بصوت عالي من كتمانه لدمعاته يهمهم بتساؤل، لماذا الآن؟؟؟، لم الآن بعد أن شعر انه اقترب من أن يحصل على سعادته واستقراره أخيرا...لكن لا لم يكتب له بعد أن يهنئ بتحقيق حلمه الرجولي أخيرا ...لا المرأة التي أحبها ولا الطفل الذي داعب خيالاته الأبوية لسنوات ....
فهمس بوجع محترق يفتك بأحشائه" اااااااااااااااا ه يا مريم لقد حطمتني...حطمتني كليا".
:"هيا مريم لقد وصلنا عيادة الطبيبة حبيبتي"
لتنظر لها مريم بعيون متسعة وكأنها لا تعي ما تخبرها به تشعر أنها في حلم تنجر إليه وتسايره غير قادرة على التوقف أو حتى الاعتدال عن رأيها، سوف تقتل طفلها، ستقتل قطعة من إيهاب، من الرجل الذي أحبته، هل هي بكل تلك القوة..ربما لا لكن في ظروفها ما كانت لتسمح لنفسها بأن تغامر بغير ذلك حتى ..
لتهز رأسها بحيرة وأفكارها تتبلور إلى حديث عاجز مع نفسها، فما من حل أخر أمامها هي تفعل ذلك من اجله، أن لا تكرر مأساتها، أن لا يعيش مثلها منبوذ مكروه، ابن حرام لا يحمل هوية إن كان هي وقد منحها عمها حسين اعترف بها.. كيف سوف يفعلها إيهاب ويسجله باسمه مع خوفه من القوانين لتضحك بالألم الذي يعتمل في داخلها أو تمثيل خوفه مريم تلك هي الحقيقة إيهاب لو أراد فعل شيء سيفعله تعلم هذا جيدا، لتهمس لطفلها وهي تحيط خصرها ودموعها تنزل على خديها:"آسفة صغيري سامحني أرجوك هذا من أجلك أنت كم كنت أتمنى أن الحق بك... والدك هو السبب أنا لم اقصد أن أتي بك أو أقتلك حبيبي"
لتربت مَي على ذراعها تحاول أن تلفت انتباها إليها تخاطبها:"يكفي مريم عذاب في نفسك أخبرتك حاولي الرجوع عن قرارك قتل طفلك ليس هو الحل حبيبتي هناك حلول أخرى أنت لا تعين الآن مريم ماذا يعني طفلك قطعة منك عالمك لن تشعري إلا وهو بين يديك تضميه إلا صدرك تكتفي من العالم بمجرد ابتسامة منه في وجهك عَل....."
لتنظر لها مريم بألم، تقاطع حديثها المسترسل الذي كان يدغدغ أفكارها وأمانيها لكنها لا تستطيع أن تتراجع وتضعف لذا همست بحزم:"كلام رائع منك لكن لمَ لمْ تفعل فريال ذلك معي لمَ لمْ تحبّني يوما ليس كل النساء مثل ما تصفين هناك أمهات لا يستحققن اللقب أنا عشت مع احدهم واعلم هذا جيدا"، لتضيف بعزم واهي:" هيا الآن لا أريد أن يضيع الوقت لا فائدة ولن أتراجع مهما حدث"
لتخرج كلتاهما من السيارة متوجهتان إلى العيادة الطبية.
طبيبة مَي الخاصة التي استطاعت بصعوبة أن تقنعها بما تريد بعد أن شرحت لها بعضا من ظروف مريم وخوفها أن تلجأ مريم لأحد ما غير جدير بالثقة أو الحرص علي حياتها.
بالداخل توجها لغرفة الطبيبة مباشرة والتي لا يوجد بها احد إلا ممرضة بناء على رغبة الطبيبة حتى لا يشك احد في الأمر إن حدث شيء، تقدمت مَي في المسير ومريم وراءها بخطوات بطيئة مترددة تمنع دموعها بصعوبة من الهطول ولكنها تشوش الرؤية أمامها.
لتسمع صوت مَي يخاطب ما تبدو مساعده للطبيبة تسألها:"مرحبا اخبري الدكتورة فريدة بأني هنا وقد أتت معي صديقتي.. هي تنتظرني"
لتجيبها الممرضة بتفحص بملامحها الهادئة التي لا تمثل طبيعتها فهي تعرفها جيدا أثناء متابعتها لحملها هنا والأخرى التي ورآها تقف بخوف وارتعاب كأنها منقادة لموتها، لتنطق تحدث مَي بهدوء مماثل لهدوئها:" مرحبا بك مدام الدكتورة فريدة تنتظركما بالفعل منذ بعض الوقت، لقد تأخرتما قليلا تفضلوا أمامي "
لتذهبا خلفها وهما على نفس الحالة وكل واحدة منهما غارقة في فكرها الخاص.
بعد دقائق تجلس مريم بارتباك مواجهه للطبيبة تبدو في منتصف العمر وجهها يعطي راحة غريبة من المفروض أن ترتعب منها تخشاها ولكنها تشعر بالراحة بين قسماتها رضي غريب.
لتخاطبها الطبيبة بعد أن كانت تحدث مَي بصوت هادئ يبعث على الاطمئنان :" مرحبا مريم سعيدة برؤيتك حبيبتي حدثتني مَي عنك وعن طلبك "
لترد مريم بارتباك وألم من وضعها الحالي كأي مخطئه تقوم بمداراة جريمتها:" مرحبا وأنا أيضا سعيدة برؤيتك"، لتضيف بتلعثم:" وأشكرك لقبولك مساعدتي"
لتغلق الطبيبة أهدابها ناظرة لما بين يديها وكأنها تفكر وتدرس من أمامها والتي لم يسبق لها أن رأتها تبدو صغيرة للغاية عن كل ما يحدث لتنطق بعد برهة:" علي الرحب مريم ولكن أريد أن أسألك بعض الأسئلة أولا"
:"تفضلي"
:"لما تريدين التخلص منه بنيتي إن كنت متزوجة أنت صغيرة للغاية حبيبتي علي مخاطره مثل تلك"
لا تعرف مريم بما تجيبها لتصمت لبرهة وبعدها تجيب ببعض التوتٍر:" ظننت أن مَي أخبرتك عن أسبابي أرجوك لا تقولي انك سوف تغيرين رأيك أنا مستعدة للإمضاء لحضرتك على أي ورقة تخلي مسؤوليتك أنا في الأساس لا اهتم واحرص علي حياتي"، لتنزل دموعها المحبوسة وهي تضيف بصوتها المتألم:" هذا ما أتمناه ومن الأساس لن يهتم احد بوجودي أم عدمه"
لتنظر الطبيب لمي ترى ردة فعلها من كلام صديقتها لتنظر لها مَي برجاء صامت وثقة أنها تستطيع أن تفعلها وتساعدهم لتتحرك الطبيبة من مقعدها متوجهة لمريم الجالس مقابل لها وهي تفكر ربما يكون إقناعها صعب مع كل هذا الألم النابع من صوتها ومظهرها لو لم تثق في مَي وتعرفها جيدا ما كانت صدقت كلامها وظنت أن من أمامها مخطئ كالعاديات من مروا عليها بحكم مهنتها وقامت بطردهم شر طردة بدون ذرة تفاهم ولكنها تتفهم ما أخبرته به مَي والآن مع مظهر من أمامها تأكدت أنها أخذت القرار الصحيح ربما مهنتها كطبيبة تحتم عليها أن تنحي مشاعرها جانباً ولكنها الآن لا تريد إلا أن تضم هذه الطفلة المذعورة وتبثها الاطمئنان عَل قدر استطاعتها كبت شعورها هذا بصعوبة لتصل إلى مريم تربت على كتفها بحنان
وهي تحدثها:"لا تقولي هذا بنيتي بالتأكيد هناك من يهتم أنا لم أرك إلا من دقائق واهتم حقا بك وبحياتك "
لتنظر لها مريم وكأنها ترجوها أنها لا تقول مجرد كلمات، لتهز الطبيبة رأسها بتأكيد صامت وهي تكمل:"الآن حبيبتي وقبل كل شيء يجب أن اعلم ما عمر جنينك ووضعه "
لتتساءل مَرْيَم بصوت خافت:"لما وما الفرق ؟؟"
:"لأستطيع أن احدد حبيبتي هذه مهنتي هيا أمامي لن تخسري شيء استمعي لي فقط واطمئني "
لتتوجه معها مريم بصمت لتعدل الطبيبة وضعها وهي تخبرها:"أنا صرفت المساعدة وسوف أقوم بالأمر بنفسي حتى تكوني أكثر راحة "
لتبدأ باستعداداتها وفحص الجنين أمامها على شاشة ما يدعي (بالسونار) لتلتفت لها الطبيبة مبتسمة تحاول بثها اطمئنان واهي تحدثها بنبراتها المطمئنة وهي ترى دموعها التي لا تتوقف:" أتريدين سماع دقات قلبيهما "
لتهز مريم رأسها بنفي وبعدها بتردد بموافقة من حقها توديعه كما ودعت والده
وتقف مَي هناك تراقب الوضع بصمت وترقب لديها أمل في إن تساعدها الطبيبة فيما فشلت هي فيه .
لتنظر لها مريم عند سؤال الطبيبة لتشجعها بنظراتها ومع موافقة مريم المترددة نطقت مَي لها:"اسمعيها مريم لن نخسر شيء انه سحر حبيبتي شعور لن تستطيعي تعويضه أبدا قطعة منك تنبض بداخل أنت من منحتيها الحياة"
وبدون أن تؤكد أو تنفي قامت الطبيبة بجلب جهاز ما وضعته علي بطنها المنتفخ قليلا وهي تحاول ضبطه وتحدث مريم بصوت مقنع دافئ:"عمرهم يتعدى الثلاث أشهر الآن
ما تريديه مخاطرة حبيبتي وحرام لقد دبت بهم الحياة أنت تريدين إن تقتلي روحين لا ذنب لهم في مشاكلك آنت وزوجك"
لتنظر لها مريم بتشوش لما تتكلم بصيغة الجمع لا تفهم وقبل أن تدرك كان يعلو الجهاز بضجيج بصوت دقات تعلن عن تشبثها بالحياة .
لم تستطع أن تتخلى على شهقاتها وهي تستمع إلى هذا الصوت لا تحدد بما تشعر لم تكذب مَي عندما أخبرتها بوصفها انه سحر صوت ساحر إن قالت أنها أجمل ما سمعت يوما هل سوف يصدقها احد لتحاول نظرتها إلى الجهاز الذي يوضح وضع الجنين لأول مرة منذ أن بدأت الطبيبة فحصها دموعها تشوش عليها الرؤية وصوت شهقاتها العالي يحجب عنها ذلك الصوت الذي يعلن عن اعتراضه بقرارها عن حق في الحياة مثلها من هي لتمنعه من فرصته لتمسح دموعها بعنف تريد أن تراه جزء منها ومنه اتحدا في كيان واحد بداخلها هي.
لتخاطبها الطبيبة عند رؤية محاولتها الواهية أن تنظر نحو الشاشة و أن ترى ما أمامها من بين ضباب الصورة:" هل رأيتهم حبيبتي لتحاول أن تشرح لها ترشدها عن وضعهم ومكانهم ليتضح لها الرؤية "
لتقاطعها مَي الغارقة في دموعها مثل الراقدة أمامها لديها آمل أن تتحرك مشاعر الأمومة لديها أن تشعر بهدية الرحمن إليها:"عفوا فريدة ولكن لما تتكلمين بصيغة الجمع "
لتنظر لها فريدة عاقده حاجبيها:"عفوا مَي هل انتم لم تعلموا من قبل أنهم توأم "
لتنظر مريم لها بصدمة تتفحصها أنها تمزح أو محاولة أن تجعلها تعدل عن قرارها
أم مَي تحدثت بذهول:"ماذا توأم هل أنت متأكدة، بالتأكيد هناك خطأ ربما الجهاز به عطل أو......"
لتقاطعها فريدة :"كفي عن استنتاجاتك مَي أرجوك بالطبع انا متأكدة والجهاز سليم"
للتوجه لمريم المصدومة أمامها بالسؤال :"متى آخر فحص قمتي به "، لتهز مريم رأسها بنفي بعينيها المتسعة مرة وبالتأكيد مرة
لتنطق بصوت مذهول مصدوم:" هل هذا حقا ما تقولين توأم هل تمازحونني، أنا لم أقم بأي فحص من قبل ربما عند اكتشافي الحمل "، لتضيف بتشوش :"لا اذكر كيف كان الفحص أنا.. أنا لا اعلم هل أنت جادة "
لتشير الطبيبة إلى الجهاز بتوضيح:"بالطبع جادة مريم وهل امزح معك انظري حبيبتي"، لتشير إلى الجنينين اللذان في مرحلة التكوين بتأكيد موضحة أين يوجد مكان كل منهما.
مازالت نظرتها المصدومة تتفحص الطبيبة الجادة ومي المذهولة تريد منهم أي نفي أي تكذيب ولكن لم يعطيها احدهم ما تريد، لتغلق بعدها الطبيبة الجهاز وتسحب منها جهاز فحص قلب الجنين ، لتواجه مريم الراقدة أمامها مصدومة.
لتحدثها بصوت جاد مخاطبة مشاعر الأمومة التي كانت تأمل أنها موجودة فيها حتى بدون أن تراها ترجع الأمر أن هذه هي الفطرة الذي خلقها الله داخل كل أنثى
:"انظري إلى مريم واسمعيني جيدا لأكون صريحة واضحة معك عندما أتتني مَي تطلب المساعدة لصديقة تثق بها وتحمل معزة خاصة لها كلمتني عن بعض من ظروفك ابنتي لن أجمل لك كلامي في أول الأمر رفضت رفضا قاطعا ما تطلبه مني، أنا لا افعل تلك الأمور مهما كانت الأسباب والظروف وكدت إن لطردها رغم ثقتي ومعرفتي الوطيدة بها، لكن عندما شرحت لي أنها فقط تريد أن تأتي بك وإيهامك باني وافقت علي ما تريدين كان كل أملها أن تغيري رأيك عن ما تريدين فعله عندما ترين طفلك وتسمعين نبضاته، وتستوعبين ما أسمعتك إياه ربما يبدو للبعض مشاعري مرهفة لكن حبيبتي أنت فقط من تستطيع أن تسمع وراء دقات طفلك خطابه لك وكأنه يخبرك تمسكي بي، أحبيني، احميني، أنا لا يوجد لدي غيرك لا اعتمد عليه... يا بنيتي أي كانت ظروفك هذا طفلك قطعة منك وان شاء الله إن أتم حملك علي خير سوف يصبح عالمك الصغير سندك إنسان يحبك ويتعلق بك بدون شروط آو قيود لا ينتظر منك إلا الاهتمام وحب متبادل منك له فكري مرة واثنتان حبيبتي كيف تستطيعي قتله بعد كل ذلك وهنا أنت لديك عالم صغير خاص بك عوضك الله به طفلين قطعتين منك يمنحونك الأمل في غد أفضل بهم هم هل تفهميني مريم "
لترد مريم من بين دموعها التي هطلت مره أخرى مع كل كلمه تخبرها الطبيبة بها
تمسد على بطنها بحركة لا شعورية وكأنها تعتذر بدون كلام :"أنا فقط لا اصدق حقا لا اصدق كيف حدث هذا أنا لا اعلم ...لا اعرف "
لتجهش عبرتها وهي تكمل:" أنا آسفة لم أعي أردت أن أخلصه من عذاب مؤكد سوف يراه انتم لا تعلمون ما رايته أن لن يجد من يدافع عنه أنت لا تفهمين أنا حتى لا يوجد معي ما أثبتهم به أمام المجتمع "
لتقاطعها الطبيبة:" اهدئي مريم وفكري في كل ما حدث منذ دقائق بهدوء أي كان ما تقولين أنا أتفهم مخاوفك لكن حرصك هكذا علي جنين لم يكتمل وخوفك عليه يؤكد لي انك أم صالحة وسوف تدافعين عنهما بكل ما تملكين من قوة أنا أثق بك راجعي تفكيرك حبيبتي "
لتضيف بوجه مبتسم مشجع :" طفلين حبيبتي عالم خاص بك وحدك جزء من روحك لن يستطيع احد أن يفصله عنك يوما لا ترتكبي ما يغضب الله منك حتى لو بالتفكير ستندمين يوما علي تفكيرك بقتلهم عند عملك لهما علي يديك، إذا تخيلي شعورك لو قتلتهما حقا"
لتنظر لها مريم برجاء لا تعلم ما الذي تريده منها ولكن داخلها وبعد سماعها لهم ورأيتهم لا تستطيع أن تحدد ما تريد مشوشة مذهولة طفلين لتبتسم بألم تخاطب نفسها:" كنت سوف اقتل نفسي، أقتل قطعه منك إيهاب فكيف الآن إذا أثناء آه وكأنك تؤكد علي امتلاكك لي جزأين من روحك اختلاط بروحي وأحشائي"
لتكمل الطبيبة كلامها:" اسمعيني مريم أنا أتفهم تماما شعورك وصدمتك الآن لكن كما أخبرتك كلي ثقة بك خذي وقت ابنتي فكري جيدا في كلامي وأنا أعدك وان كان هذا ضد مبادئي أن أساندك في أي قرار تقومي بالعزم على تنفيذه لاحقا... "
لتنظر لها مَي بنوع من الاستفهام بتبادلها الطبيبة النظرات بكلمات غير منطوقة تؤكد لها مريم لن تفعلها ولن تفرط في طفليها مهما حدث.
بعد وقت طويل تجلًسان في السيارة بدون نطق كلمات، مَي تنتظر منها القرار والخطوة القادمة والأخرى مشوشة تمام لا تعلم ماذا تفعل وكيف ستكون خطوتها التأليه، لتنطق مريم أخيرا تقاطع الصمت تخبر صديقتها:"مَي أنا إن عدلت عن قراري في أن أقوم بتأجيل إجهاض طفلي لن أتراجع آبدا في قرار عدم العودة للمنزل أو إيهاب ولكن أنا لا اعلم أين اذهب أنا لا اعرف احد هنا غيرك وان عدت لأمريكا لا يوجد لدي احد هناك لا اعلم ماذا افعل"، لتضيف بتذكر:"أنا لدي بعض المال هنا كان يضعه لي إيهاب في حسابي بشكل منتظم ولكن أنا لم استخدمه يوما استطيع سحبه وأخذ سكن صغير إلى أن اعلم خطوتي القادمة "
لترد عليها مَي بصبر وتفهم :"مريم أظن أننا تناقشنا في هذا الموضوع من قبل قرارك بأخذ سكن مستقل هنا صعب ومع حملك أيضا أنت لا تعلمين ماذا يعني فتاة حامل تسكن وحدها في بلادنا حبيبتي هذا مرفوض "
:"إذا ماذا افعل وأين اذهب هل اذهب لأحد الفنادق أو...؟ "ظلت تتمة سؤالها المرتبك معلقة بينما تقاطعها مَي :"مريم هل أنت تثقين بي صحيح حبيبتي أخبرتك أنا رتبت لكل شيء نحن سنذهب لعمتي ألان هي وافقت علي استضافتك المدة التي تريدين أنت هي تعيش وحيده هي وابنها شاب صغير في المرحلة الثانوية "
لتقاطعها مريم :"ولكن أنا لا أريد أن أثقل علي احد أو أثير التساؤلات لا أريد التحدث مَي افهميني أنا أريد مكان منعزل لأستطيع التفكير في القادم أيضا عمتك يعني أن يعلم زوجك وسوف يخبره بالتأكيد وان لا أريده أن يعلم مكاني مهما حدث "
:"لن تثقلي علي احد أخبرتك أنها متحمسة لرؤيتك حبيبتي واطمئني جاسر مستحيل ان يعلم من سيخبره صلته بعمتي تكاد أن تكون معدومة هي لا تحبذ حياة الصخب لديها بيت صغير يبعد عن المدينة ثقي بي سوف تحبينها وستحترم أي صمت منك طبيعتها لا تحب الفضول ولكنها مستمع جيدة وتحب المساعدة وقت الحاجة "
لتضيف بتساؤل :"هل نذهب مريم ؟؟"
لتنظر لها مريم بتشوش لا تستطيع اتخاذ قرار ولكن ما الحل الآخر المتاح الآن ستستمع إليها إلى أن ترتب خطواتها جيدا وبعدها تختفي من أنظار الجميع حتى مَي لتهز رأسها بموافقة مترددة.
لتتنفس مَي الصعداء وهي تأخذ إلى طريقها إلى الآن حققت ما خططت له يجب أن تكون مريم تحت أعينها حتى لا تفعل شي متهور تضر نفسها لديها آمل أن تصلح حياتها ولكنها تسايرها فيما تريد لأنها توافق وبشدة على انتفاضتها لنفسها وان كانت أتت متأخرة نعم متأخرة بطفلين مازالت مذهولة نعم هذا يحدث ولكن أن يحدث لمريم بالذات بظروفها تلك .
لتتحدث بصوت مستنكر طبيعتها تغلب عليها أن لا تصمت :"طفلين يا مريم دفعة واحده كيف فعلتيها "
لتنظر لها مريم باستغراب من السؤال :"كيف فعلت ماذا؟؟ "
لتضيف مَي بجدية، المغلفة بالاستغراب:" كيف استطعت أن تأتي بطفلين حبيبتي دفعه واحده أنا أريد الطريقة"
لتتوسع عيني مريم تنظر لها بتوجس وهي تخاطبها:"أي طريقه التي تريدين علمها تلك "
لترد مي بتعالي:" بالتأكيد يا بلهاء لا اقصد طريقه الحمل ولكن كل فضولي لأعلم كيف استطاع من يملأ رأسنا" لتضيف وهي تسخر من كلمات إيهاب تقلد صوته بتصغير للكلمة:"(صغيرتي طفلتي ) وأنت تحمليني طفلين لا أخبئ عنك لي خيالات في طرق قتله لا استطيع أن أتوقف عن تخيلها يستفزني، أختي طفلتي صغيرتي وأنت تحملين طفلين كيف فعلها "
لتنظر لها مريم بتوجس حسنا يبدو أن ما يدعوها به من حماقة لديهم كل الحق به.
بعد وقت وصل إلى بيت يبدو منعزل قليلا كما وصفته مَي لها محاط بسياج حديدي من كل جانب وباب حديد ضخم تم فتحه لهم فور ان عرف الحارس بهويه مَي.
ترجلت من السيارة لتشاهد حديقة بسيطة مشذبة بعناية يتوسطها بيت متوسط يبدو قديم الطراز وتنتهي أطراف الحديقة على جدول مائي رائق المظهر العام مريح للعين بمجرد أن تقع الأبصار عليه .
لتقف مَي بجانبها تشجعها علي التقدم بعد أن استشعرت ترددها:" هيا مريم أنت تنظرين إلى المكان الذي ستعيشين فيه، فلا تخافي أو تتردي أعدك سوف تحبين المكان ومن في المكانً"
لتخاطبها مريم بشرود:" لم تكن مشكلتي يوما مَي في أن أحب احد ولكن هل هؤلاء الأشخاص سيتقبلونني أو يحبونني لم يستقبلني احد يومنا إلا أنت وأسرتك "
لترتب مَي هلي يدها بتشجيع وهي تسحبها متوجهين إلى المنزل:"كفي عن كابتك قليلا أخبرتك مرارا وأكررها لك المشكلة لم تكن بك بل بهؤلاء معدومي المشاعر الذين كنت تعيشين معهم، كما انك قلتها أسرتي أحبتك وعمتي من أسرتي أي بالتأكيد ستحبك هي أمامي جاسر سوف يقتلني لما أحدثك منذ الصباح وتركت ابنتي لوالدته مؤكد مللت مني اليوم بعقلك الصدئ وأنت أيضا يجب أن تستريحي كما أخبرتك الطبيبة"
ليصل لباب المنزل تطرق مَي الباب متصنعه المرح والصخب فهي قلقه للغاية مما سوف يحدث لها هي من جراء ما يحدث تدعو الله أن لا يكتشفها جاسر ويقوم بالضغط عليها فهي لن تخبره بشيء ولكن تعلم كم ستكون ردة فعله قاسية.
انتظر لحظات فقط لتفتح لهم الباب امرأة تبدو في العقد الخامس من عمرها بملامح هادئة ووجه مرحب مبتسم أنيقة للغاية وكأنها ذاهبة لحفل ما بمظهرها هذا
لتفتح مَي ذراعيها تحتضنها بصخب :"هنون اشتقت إليك جدا ها قد أتيت وجلبت لكي مصيبة أخرى ربما تستطيعي أن تعلميها ما فشلتم فيه معي "
لترد عمتها بضجر:" ألن تعقلي آبدا يبدو أن زوجك من المجنون ذلك حماقة " لتتصنع الجفاء وهي تبعدها :" ابتعدي أريد أن أرى مصيبتك الجديدة وما جلبته لي"، لتبتعد مي وضحكتها تعلو
لترتكب مريم من كلم تلك المرأة وتشعر بالخوف قليلا يبدو أنها مجبرة على التقبل لا كم أخبرتها مي، لتلاحظ عمة مي عليها ذلك لتتقدم تسحبها من يدها وهي تقول بصوت جاد :"مرحبا عزيزتي سامحيني حبيبتي ولكن بعض العادات لا نستطيع التوقف عنها لا تخافي نحن نمزح فقط بل أنا كل شوق لرائك منذ حديث الحمقاء عنك"
لتقاطعها مَي باعتراض:" هنا أنت أيضا تدعوني بذلك الاسم الذي أطلقه علي المجنون "
لتنظر لها هناء وهي تجذب مَرْيَم من يدها بدون انتظار إجابة إلى الداخل:"هو مجنون وأنت حمقاء هذه هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة "
بعد وقت من تبادل التعارف المحدود لإدراكهم أن مريم مازالت متوجسة من الوضع كما أنهم يقدرن كل إحداث اليوم القاتلة وما مرت به لتوجه لها هناء الحديث:" حبيبتي أنا قمت بتجهيز غرفه لك بجوار غرفتي اعلم وضعك الصحي ويجب أن ترتاحي اكبر قدر ممكن تعالي معي سأريك غرفتك لترتاحي قليلا أريدك أن تتصرفي هنا كما تشائي وتحبي أناي مثل مَي تماما لا تقلقي حبيبتي "
لتمتم لها مريم بشكر خجل متلعثم فهي إلى الآن لا تستوعب كل ما يجري حولها وتوافقها علي اقترحتها تريد الانفراد بنفسها تفكر في كل ما حدث اليوم والذي يصعب تصديقه تماماً لعقلها، لتنهض مَي هي الأخرى:" أنا أيضا يجب أن أغادر هاتفي نفذت بطاريته وبالتأكيد جاسر سوف يجن وأنا لم اخبره عن وجهتي "
لتنطق مريم تخاطبها بتلعثم:" هل ستتركينني هنا وحدي ؟؟"
لتقترب منها هناء تتوالي الرد تحاول التقرب منها:"حبيبتي لن تترك وحدك أنا هنا لا تخافي مريم وأعطني القليل من الثقة لتضيف بمرح انتظري قليل فقط وستخرجينها زمن حياتك وتكتفي بي أنا "
لتلفت لمي:" هيا أنت إلى مجنونك وفنار وإني مريم هي أمامي هناك طفل يجب أن نعتني بأمه ونراعيها حتى لا يغضب منا "
لتغادر مَي أخيرا متنفسه الصعداء كل ما رتبت إليه إلى الآن سار بشكل جيدا تدعوا في سرها هداك الله إلى الصالح يا مريم ولينتقم الله منك إيهاب علي ما سوف ينزل بي من عقاب ولكن لا يهم لتحدث نفسها بزهو آه لو تستطيع أن تخبر جاسر بك بما صنعت من يدعوها حمقاء .
***************
بعد وقت وصلت مَي إلى المنزل لتجد الجميع في حالة ترقب وقلق، لتلقي السلام غير مدركة لحالتهم تلك، لتتوجه إلى ابنتها لحالتهم الجالسة في أرضية غرفة المعيشة تلعب ببعض اللعب لتجلس بجانبها تضمها إليها تتشمم رائحتها وهي والصغيرة تبادلها العناق وتصير الصخب بصوتها الطفولي مرحبة ب (ققا ) لتخاطبها مَي وهي تحتضنها ، تخاطبها بحنو:" يا روح (الققا) اشتقت لكِ حبيبتي لو تعلمين ما فعلته اليوم الققا بسببك أنت"
لتنتفض بمفاجأة مع سحب احدها لها بعنف من ذراعها لتنظر وقبل أن تهم بتساؤل تصدم بوجه جاسر الغاضب وعينيه الشرسة تلقي النيران لتبتلع ريقها بتوتر وتنطق بتلعثم:"ماذا هناك جاسر لم جذبتني هكذا. "
ليتمتم لها من بين أسنانه:" أين كنت مَي من الصباح وأنا أهاتفك وبحثت عنك في كل مكان لم أجد لك اثر "
لترد بتلعثم وخوف أن يكتشف شيئا مما حدث، ماذا تخبره لم تجهز لأمر أو تحسب للمواجهة :"أنا.....أنا "
ليصرخ بها:" انطقي أين كنت وأي مصيبة فعلت اعرف قلة عقلك وغبائك؟؟ "
لتبدأ الصغيرة في البكاء والهلع من صوت صراخه، لتحاول مَي التملص من إمساكه بها وهي تهتف به:" اتركني جاسر لقد فزعت ابنتي ؟؟؟"
لتدخل أمه تنهيه:" يكفي جاسر حاسبها في وقت لاحق ما ذنب ابنتك لقد اخفت الطفلة "
ليجر جاسر مَي من يدها وهو يقول بصوت غاصب :"اعتني بها أمي وهدئيها "
:"يا بني توقف ماذا فعلت لك ذلك "
ليجاوبه بصوت قاطع:" أرجوك أمي لا احد يتدخل اهتمي فقط بالطفلة التي تتركها الهانم من الصباح إلى الآن وتأتي تعترض علي الصراخ "
لتمتم مَي بخوف من ورآه وهو يسحبها إلى حجرة مكتبه داخل المنزل:"ماذا حدث جاسر لقد أخبرتك في الصباح بذهابي لمريم؟؟ "
ليتركها جاسر في منتصف الغرفة ويغلق الباب جيدا بعدها يتوجه إليها:"جيد مَي أتيت مباشرة في الحديث كنت لدى مريم التي اختفت مع إخبارها لإيهاب بقتل الطفل وقتل نفسها وأنا كالمجنون ابحث عنكما منذ اخبرني واتصل بك ولا مجيب أين مريم يا مَي"
لتنظر له مَي بصدمة لم تكن مفتعلة بسبب أنها لم تعلم بإخبار مريم إيهاب بالأمر هل وصل بها الضغط عليها لتنتقم بهذه القسوة .
لتمتم له مَي بذعر من ملامح وجهه ونبرات صوته وأيضا العهد الذي أخذته لمريم:" أنا لا اعرف لا اعلم عن ماذا تتحدث لقد زرتها في الصباح وكانت كانت جيده وبخير حال ووواه بعدها ذهبت لعمتي كانت مريضه تعلم نادرا ما أزورها ولم اشعر بالوقت "
ليمسك ذرعها يضغط على أسنانه بشراسة:"مـــــــــــــي هل تكذبي علي "
لتبتلع ريقها بتوتر:" لا أنا لا اكذب"
:" إذا من الصديقة التي أخبرتني انك سوف تساعدينها بالأمس ولن تستطيعي إخباري انطقي"
لتهز رأسها بنفي وهي تقول بصوت قاطع:"لن أخبرك جاسر مهما حدث أبدا لقد وعدتها وهي تستحق بعض الإخلاص من أي إنسان لن افعلها أبدا"
لينظر لوجهها الذي عليه علامات العزم والإصرار ووجها الكامل بكلماته القاطعة
ليسيطر على نفسه قليلا يحلل الوضع الراهن بعقله إن كانت مريم تأذت لن تأتي مَي إلى هنا وعلامات الراحة علي وجهها كما رآها عند دخوله عليها وهي تلعب ابنتهم ليحاول أن يتمالك نفسه وهو يلقي سؤاله بطريقة أخرى ملتفة فهو متأكد بشكل قاطع أن صديقتها هي مريم، ليقول بصوت جاف لها:"هو سؤال واحد مَي وأقسم إن لم تجاوبي بصراحة عليه أن تري مني ما لا تتوقعينه "
:"هل آذيت أي مخلوق أيا كانت الصفة التي يحملها أثناء مساعدتك تلك أجبيني هل صديقتك في أمان ؟؟"
لتنظر له بتوجس وخوف من نبرات صوته لتهز رأسها بنفس غير قادرة علي الكلمات.
:"اللعنة مَي ماذا يعني هذا؟؟، هل آذيت احد ؟؟"
لتقول بلهفه، غافلة عن زلة لسانها مع محاولتها تهدئة الشرر في عينيه:" لا اقسم لك لم آذي احد بل أنا أنقذت ثلاث أرواح اقسم لك هذا ما حدث وصديقتي في أمان تام الآن بل وضعها الحالي أفضل بكثير من وضعها السابق "
دمدم بخفوت والنظرة في عينيه تتألق بتربص مختلف:"متأكدة يا مَي "
فتصرح بتأكيد حازم:"اقسم لك جاسر ثق بي "
ليسخر منها وهو يتركها:" أثق بك مَي لماذا هل أنا أحمق لتناسي كل أفعالك أنت لن تنضجي يوما سوف تظلين حمقاء حبي لك لا يعني أبدا أن أنسى تلك الحقيقة ولكن يا مَي أن اثبت لي انك كنت طرف في أذية احد والله يا مَي لأعاقبك بنفس العقاب "
لترد بتوجس:" ماذا تعني كيف وأي عقاب ؟؟"
ليترك الغرفة مغادر وهو يهتف بها:" راجعي نفسك واعلمي بما ساعدت وأنت ستعلمين حينها ما هو العقاب "
ليتوجه فورا إلى والدته التي تحاول مهادنة ابنته التي لم تتوقف عن البكاء ينظر لها باعتذار ليأخذها منها يضمها إلى صدره لتهدئتها وهو يتمتم لها باعتذار
:"أسف صغيرتي سامحيني حبيبتي ولكن أنا اشعر بألم صديقي عندما انظر إليك فقدانه طفل حلم به شيء قاتل وان تكون زوجتي أنا لها يد من بين البشر كيف استطيع مسامحة نفسي"، لتهدأ الصغيرة بين يديه قليلا ، وهو يرتب علي ظهرها بهدوء متشبثة به وهو شارد مع من يؤكد يجن هناك عاجز أن يفعل شيء
هو يصدقك حمقائه الخاصة لم يحدث شي إلى الآن ولكن سوف يبحث ورائها ويتأكد بنفسه.
لن يخبر إيهاب بأنه يشك أين مريم فغبيته أخبرته ما يريد بدون أن تدري هي لدي هناء بالتأكيد مَي رغم كل حماقتها وتلاعبها ولكنها فاشلة في الكذب ولكن ربما الغبي الأخر إيهاب يستحق أن كانت مريم بخير وطفلها فليترك إيهاب يتعذب قليلا ليدرك غبائه وظلمه لزوجته لعله يقدر النعمة التي كانت بين يديه.
ليقف متوجها إلى طابقه بعد أن شعر بسكون جسد الصغيرة بين يديه ليجد وجهه مَي الباكي ينظر له برجاء وتفحص لتمد يدها تحاول أخذ ابنتها ليزيح يدها بحدة
وهو يأمرها بصوت خافت ومازالت نبرات الغضب تسيطر عليه:" ابتعدي إياك والاقتراب منها وأنصحك بالابتعاد عني تجنبيني تماما"، ليضيف بتشدق:" أو عودي إلى حصنك القديم ".
انتهي