الجزء 13

بعد وقت طويل، كان قد انتهى من سرده عن حياة مريم وكل شيء يخصها..سرده عليهم مداريا لمحات كثيرة كانت تغلب فيها مشاعره حين يتكلم عن ذكرى تستدعي ابتسامة، حزن ...ووجع وما أكثرها ..وبالطبع تجنب ما عاشته مؤخرا وعانته علي يد ممدوح من تحرش مهين لها سوف يكون انتقامه الخاص وحده ولن يعلم به مخلوق مهما حدث.
ليوجه الكلام الى السيدة منى متجنبا النظر في وجه ياسر الذي بدأعلى قسماته الألم مما سمع :"هذه قصتها كاملة منذ نشأتها وما حدث لها على قدر جهدي حاولت حمايتها ولكن لم أستطع صد الجميع عنها ومنع كل الأذى"


لتنظر له مني ببعض التفحص لتنطق بعدها:" هل مريم تعلم حقيقتها ام تظن انها ابنة عمك"
ليهز راْسه بنفي قائلا:" مريم تعلم جيدا ان لا اب لها لقد اخبرها ممدوح ابن عمي في احدى مشاجراتهم وهي في الثانية عشر بأنها ليست اخت له وبأنها مثل من ترىفي أمريكا ولقبها في مجتمعنا ابنة حرام أتت تسائلني لا تعلم معنى الكلمة لم تخبرني بان ممدوح نعتها بهذا الوصف بل سالت عن معناه يومها لم انتبه لبكائها وأثر الدموع في عينيها واخبرتها محاولا ان ابسط الكلمة لها وذكرتها كيف أخبرتها ان تحافظ علي نفسها وبان ابن الحرام ناتج عن علاقة غير شرعية وبان هذا يغضب الله منا وان الله ينهانا عن ذلك ويحب الالتزام بكلامه سبحانه حتى لا نغضبه وبان طفل الحرام مكروه ولن يحبه احد...ولم أعلم وان أحاول ان اتخذ أسلوب النهي والترهيب ..انني أسيء الى مشاعر الطفلة الصغيرة بداخلها واجرحها جرحا أكبر...بل اشيد بما قاله ذلك الحقير ..انهارت يومها وعلت شهقاتها وتمتمت من بين شهقاتها اذا لهذا تكرهونني.."


:"ارتبكت متفاجئا بما تقول حاولت ان استفسر منها لم تقول هذا أخبرتني بأنها علمت سبب كرهنا لها وبأنها علمت انها ليست اخت ممدوح واسراء وبأنها ليست اخت لي حاولت ان انهيها ان افهمها ولكن مع ذكائها وانفتاح المجتمع من حولنا واضطهادهم لها كانت ادركت حتى مع سنها الصغير هذا الحقيقة ودخلت في حالة نفسية سيئة جدا لم تتبادل الحديث مع احد وتوقفت عن الالحاح علي فريال باستعطافها ومحاولة جعلها تحبها حاولت ان اخرجها من هذا وكنت مجبرا ان اخبرها بالحقيقة مبسطا إياها ما استطعت لكي يستوعبها عقلها الصغير بان هناك ما يسمي الزواج العرفي وبأنه سيء ايضاً لانه يحدث بالسر لكنه يبقيزواج ولكنها ادركت بانه لا فرق ان كان زواج عرفي او مجرد علاقة كلهما يغضب الله وفِي خضم انانية الجميع نسوا وجود طفلة منبوذة علمت بحقيقتها وتنزف بصمت "
ليقاطعه صوت السيدة منى هاتفة به فاقدة السيطرة على هدوئها مما تسمع:"يا الله كيف استطعتم ذلك، أي عائلة مريضة تعيش بها المسكينة ما كل هذا الألم ما الجريمة التي ارتكبتها"
لتنظر لزوجها الذي يتالم بصمت مما يسمع غير قادرعلى التفوه بكلمة يشعر ان قلبه يطعن مع كل كلمة يسمعها كيف كان أعمى لما لم يتأكد من جزء منه لم يختفي مع أكبر خطأ ارتكبه في حياته .
لتنطق زوجته بحدة موجهة اللوم له:" أتسمع ياسر كم ضحية تركت كم انسان حطمت وآذيت ما ذنبها هي في أنانيتك"
لتواجه الكلام بعدها لإيهاب بعزيمة وكأنها اتخذت قرار لا رجع فيه :" انا أريدها "
ليرد إيهاب باستفهام:" عفوا لا افهم من ؟"



لترد عليه بصبر:" انت اتيت لتطالب بحق مريم صحيح،انا أريدها هنا معي "

:"لماذا تريدينها ان لا افهم انا اتيت في طلب محدد سيدتي وهو اثبات حقها لتستطيع بعدها ان تأخذ حقها من الجميع"

:"اسمعني بني رغم انها ابنة من كانت في فترة سببا في انهيار اسرتي وكادت ان تجعلني اخسر أولادي ايضاً المنطق يقول ان أتشبث في حقي برفض ما تطلبه ولكن انا هنا كما اخبرتك لا ارى الاضحية اخرى انسان مسلوب حقه اريد هذه الفتاة ليعود حقها ربما بعد ان تجلس معنا نستطيع بثها قليلا من الاطمئنان عجزتم أنتم ان تمنحوه لها أعدك أني لن افرقها عن بناتي ابدا، والقرار في يد ياسر وحده في منحها اسمه وانا أخبره أمامك أني لا أمانع ابدا فالضرر وقع بالفعل فلن يضر منحها اسمه في شيء"
لينطق ياسر أخيرا قاطع صمته وحيرته مما سمع عن ابنته، يخاطب زوجته بعينه بامتنان لم تخذله يوما رغم كل الألم الذي سببه لها معدن اصيل لم تتخلي عنه يوما والان مستعدة لتقبل ابنته متناسية انها ابنةامرأةأخرى.
ليرد بقرار قاطع، مخبرا إياه :" رتب كل ما يلزم إيهاب ووعدت به انا سوف امنح مريم اسمي ونسبها الحقيقي كما تريد "
لا يستطيع إيهاب في هذه اللحظة تحديد مشاعره الفرح الانتصار لقد رد لها جزء صغير ومهم من حقها وسوف يرده كاملا بعد اثباته زواجه منها وإعلانها زوجه له وام لطفله الذي حلم به طويلا.
ليكمل ياسر قائلا:" لكن كما اخبرتك زوجتي انا أريدها إيهاب هنا معنا ان نعوضها جزء صغير من حقها "

ليرد عليه إيهاب بإعلان واضح حتى يحدد لهم كل خططه وما يريد :" لكن انا اخبرتك انها زوجتي وأول أسباب سعي لإثبات زوجي منها وانا لن أتخلى عنها مهما حدث او كان الثمن لا أستطيع تركها بعيداحتى ولو أيام "

ليرد ياسر بتأكيد:" ولكن هذا شرطي إيهاب على ما تريد "
:"لا تساومني سيد ياسر" ليفرك وجهه بيده بحيرة، هل يخبره باخر امر لديه سوف يخبره وليكن ما يكن .
:"سيد ياسر حاول ان تفهمني الوضع حقا معقد بما فيه الكفايه سبب سعي وتسرعي في طلبي وأيضا ان تزوجها لي هنا بنفسك وبأقصى سرعة، ليضيف بتردد يراقب الوجهين الذين يستمعا بترقب:" زواجي من مريم زواج كامل وهي تحمل طفلي "

ليصيح به ياسر بصوت جهوري:" ماذا تقول هل هذه لعبة حتى لا تبعدها عنك "
ليرد إيهاب بتأكيد وقوة:" لا أي لعبه ما يثبت الزواج لدي وأستطيع ان أجعلك تراه وأيضا هي زوجتي أي ما يحدث طبيعي لما تستنكر الامر او تظنه مجرد محاولةمني لإبقائها لدي "
:"ولكن انت أخبرتني هناك أنك تعتبرها ابنتك انت يا إلهي انت ضعف عمرها تقريبا"
لتقطع زوجته الحديث الذي يبدو انه سوف يشتعل مرةأخرى:" اهدأ ياسر على ماذا تلومه هي زوجته كما يخبرك هل تعترض على ما يحلله الله"، لتضيف بعدها بتشدق :"على الأقل هو زواج شرعي لا عرفي ياسر لا نعلم ظروفهم الكاملةحتى نستطيع الحكم عليه ولا تستطيع محاسبته بل شكره لانه سعى ان يعيد اليك ابنتك ويحاول ان يثبت حقها وحق طفلها "

ليصمت ياسر مفكر في كلام زوجته وكلامها المبطن لا يستطيعحتى الرد فهي لديه الحق في كل كلمه تتحدثبها .
لتعيد حديثها لإيهاب:" بالطبع لن يستطيع أحد يأخذ زوجتك منك ولكن طلبي منك ان اريد ان اراها اعرفها بان تتعرف علينا هدفي مصلحتها هي بني هذا سوف يسعدها هي على تقبل كل الحقائق مما شرحته ليأستطيع ان اتخيل ما تعاني منه ربما انت تجهله لكن اخبرتك لدي من مثلها وأستطيع بقلب ان اشعر بكل ما تشعره به من قهر مارأيك؟"


ليحدث نفسه لا يعلم ما تمر به هل يمازحونه هو أدرى الناس بماستها وبما تعاني منه وبكل الألم تشعر به.
ليوافق المرأة بهدوء:" انا لا يوجد لدي أي مانع ولكن أولا ننهي كل الإجراءات الازمه لستطيع ان أخبرها الامر بهدوء وتروي حتى لا يؤثر هذا عليها بالسلب ومع حالتها الصحية الراهنة يجب ان اتوخي الحذر في كل شيء معها"
ليوافقه ياسر وزوجته بصمت ويعقدون اتفاقهم أخيرا على سفر إيهاب الى أمريكا لياتي بكل ما هو مطلوب لإنهاء الامر في أقرب وقت مع التحفظ على السريةالتامة ليودعهم بعدها على الاتفاق بالتواصل وأخبارهم بكل ما هو جديد.
ليوجه شكره وامتنانه لتلك المرأة التي تمثل الان منقذته فلولا هي ما كان استطاع ان يصل لشيء.

بعد يومين، مما حدث في بيت ياسر الراوي واتفاقهم علي تسجيلها باسمه أخيرا، لا يستطيع تحديد مشاعره من فرح غامر ربما انتصار لها مازال لا يصدق ان الامر تم من جهة ياسر ولن يكون مجبرا بعد الان على خوض حرب طويلة معه يشعر بالانتصار من اجلها هي بانه رد جزءًولو بسيط من حقها من مجتمع ظالم يتمنى فقط ان يتم الامر بهدوء وسرعة، كم خطط له يقاوم نفسه بضراوة ان لا يخبرها هو يريد ان يتم الامر كامل حتى يستطيع مواجهتها بكل شيء يعلم جيدا انها سوف تغضب منه عندما تعلم بالحقيقة كاملة وبعلمه بوجود والدها الحقيقة الذي راته وتحدثت معه في لقائها في السفارة هناك وبأنانيته بان لا يفقدها قرر الصمت وان لا يخبرها لن تتفهم خوفه عليها وقتها من مجهول ومن اب لم يحدد ما يريده بحزم للأسف يعترف لنفسه أخيرا ان جاسر لديه كل الحق في اتهامه له بأنانيته فيها ومشاركة عمه وامها في خططهم وأفعالهم وقتها ولكن هو حاول ان ينقذها وقتها ظن في نفسه القوة بان يستطيع حمايتها حتى من نفسه وها هو يقف الان امام باب غرفتها يريد بان يدخل اليها بعد ان كان في الماضي القريب فقط لا يوجد بينهم أي زوال او حدود متردد أن يواجهها لا يستطيع النظر في عينيها القاتلة لها بنظراتها المختلطة بالألم والسخرية من اهتمامه وحرصه على طعامها او أدويتها ولكن يجب ان يطمئنها قليلا ان يودعها ويخبرها بسفره المقرر اليوم ليأخذ قراره ببعض الحزم والقوة يفتح بابها بدون استاذان كالعادة يقتحم حصنها وكم يتمنى ان يقتحم افكارها هي ليعلم فقط فيما تفكر وأين وصل بها عقلها.
فتح الباب لتقع عينيه عليها جالسةعلى اريكة بجانب نافذة غرفتها شاردةحتى لم تنتبه لوجوده بعد ليقترب منها بخطوات هادئة متمهلة ليصل إليها وهي على شرودها حتى لم تلقي نظرة اليه تشعره انها احست بوجوده حولها ليجلس جانبها بصمت يتأمل وجهها الذين يسكنه الحزن اه صغيرتي لو أستطع فقط ان اخبرك بكل شيء ان ابثك الاطمئنان ولكن هناك الكثير ما يمنعني ويقيدني ليعد نفسه فقط إيهاب بضع أيام اخرى وسوف تستطيع أخبارها بكل شيء.

ليقرب يده يلتقط يدها المستريحة بجانبها لتجفل وتلتفت له كأنها لم تتوقعه او فوجئت بوجوده لتنظر له للحظات بعد ان أدركت انه هو عينيه في عينيها بنظرات تحكي الكثير ولكن نظراتها غامضة يشعر بأنه يخوض في بئر عميق متسع ملئ بالحزن لا عيون حبيبته وطفلته المليئة بالشقاوة رغم كل ما رأته لتلتفت مشيحة وجهها عنه مرة اخرى تنظر من نافذتها تحاول ان تسحب يدها بهدوء من بين يديه ليترك يدها يحاول ادعاء البرود ليخبرها بصوت عادي غير مكترث في نبراته ولكن داخله يعلي شوقا اليها:" انا اتيت لأخبارك فقط بسفري لأمريكا لبعض الوقت لدي عمل هام هناك ولن أستطيع تأجيله "

لتغمغم لنفسها تردد كلمته:" تسافر لعمل"
أغمضت عينيها بيأس، ماذا كانت تنتظر ان يأتي يخبرها بندمه او اعتذار لها علي صمته ويعلن وجود طفله الذي يحاول أن يوهمها بأهميته لديه فلت دمعة واحدةمقهورة عندما وصلت افكارها الى نقطة محدد إيهاب لا يريدها ولا يريد الطفل هل يهرب منها ويتركها هنا وحيدةفي منزل يعرف جيدا ما تعانيه فيه، ان اكتشفوا امرها لن يرحموها ابدا يعلم ذلك ويعلم قلوبهم المتحجرة ورغم علمه سوف يتركها ويغادر غير مكترث فعمله اهم من فتاة الظلام لقد أصبحت ثقل يجب البعد عنه،لتأكد لنفسها للمرة التي لم تعد تعي عددها منذ ما حدث هي مصيبة في قرارها يجب ان تنفذ ما قد عزمت عليه وبدون أي تأخير او مزيد من الانتظار وماذا تنتظر لقد وضح كل شيء سوف يذهب ويتركها يهرب كعادته معها واي امر يخصها .
ليقترب منها عند رؤيته لنظرات الألم والدمعة الفارة من عينيها يغلبه قلبه وحنينه اليها كيف يستطيع السفر بدون ان يضمها إليّ صدره يشبع أنفاسه من راحتها يطمئن قلبه بأنها هنا في انتظاره والقاء قريب بعد ان يحقق ما ينصرها ويرفع شئنها امام الجميع.
ليقترب منها يحاوطها يضمها الي صدره بشدة لتقاومه للحظات فقط وبعدها تترك نفسها بين يديه تدفن راسها في صدره وتطلق لدموعها العنان مبررة لنفسها ووجيب قلبها العالي فقط احتضان أخير منه حضن وداع حتى تسجل في قلبها كل دقة منه تحفظ في ذاكرتها كيف هودفء صدره تذكر نفسها بالحنان الوحيد الذي حصلت عليه من انسان ولكنه حنان زائف على قدر ما أعطي أخذ..
ليحدثها بصوت هادئ بعد أن تغيرت نبرته الباردة يحاول بثها اطمئنان واهي:" لا تبكي ارجوك أعدك بالعودة سريعا أعدك عند عودتي بأخذ حقك مني وحل هذا الوضع "
لتتحرك يديها تحيط خصره بشدة تضم نفسها إليه تحدث نفسها حضن وداع يا مريم اخر ضمه لصدره ذكري نفسك جيدا وعود واهية اخرى وعد كاذب مثل كل وعوده زائف وخاوي لو أراد حل الأمر من كان سيمنعه او يقف في طريقه.

ظلاعلى احتضانهم بعض الوقت بدون تبادل أي كلمات وكأن ما عاد أي كلام يقال بينهم لا تعلم هل دام عناقهم لحظات دقائق لم تشعر بشي ليتركها ببطء مميت لهما بعدها يتفحص وجهها ينظر الي عينيها طويلا.
ليقطع الصمت محدثها بكلمات قليلة:" حافظي على نفسك جيدا وتجنبي الجميع سوف أحدثك يوميا حاولي الرد علي لأطمئن عليك "
 


لم ترد فقط تنظر اليه كأنها تحفظ ملامحه وتسجل صورته في ذاكرتها.
ليتحرك من جانبها بعدها ناحية باب غرفتها ليلتفت اليها قبل ان يغادر:" رحلتي بعد بضع ساعات من الان ثقي بي مريم لولا الامر الهام وما اسعي اليه ما كنت تركتك ابدا"
ليلتفت بعدها يهم بفتح الباب ليوقفه صوتها:" إيهاب"، ليلتفت اليها لتهب واقفه مسرعة اليه ليفتح احضانه اليها لترتمي بين يديه تضمه بشده تنطق الكلمات برجاء أخير يائس بصوت خافت:" لا تتركني لا تغادر ابقي إيهاب "

ليضمها إليه بشده يملأ رئتيه من عبير روحها لينطق بعد برهة الكلمات الطاعنة لها من دون أن يشعر:" ليت باستطاعتي حبيبتي ولكن الأمر هام يجب أن أغادر"، ليكمل بصوت يرجوها بحرارة:" حافظي على الطفل مريم هذه أمانتك طفلي وأنت اترك أمانتي لديك حافظي عليهما من أجلي"، لتنسحب من أحضانه ببطء ويأس تهز رأسها بموافقة واهية على طلبه ورجائه الكاذب بالنسبة لها. 
لتنطق ببطء وقنوط :" ارحل إيهاب، غادر "
لتراجع للوراء خطوات قليلة تلتفت بعيدا عنه تعلن لنفسها وضعف روحها وقلبها اتجاهه مؤكدة، لقد انتهي كل شيء وصدر القرار من كليهما.
***************
بعد أسبوع،، 
مر أسبوع على تركه لها لقد استطاع في وقت قياسي أن يحصل على ما يريد وما ساعده كثيرا انه كان بالفعل قد أخبر محاميه هنا منذ وقت طويل على البحث والتقصي على الأمر وجلب كل الأوراق اللازمة، يشعر بالانتصار كل الاوراق لديه الان وتم رفع القضية بتغير اسمها هنا فعل جيدا بالتوكيل الذي جعلها في الماضي تعطيه له ساعده كثيرا هنا سوف يتمم باقي الإجراءات بالسفارةالأمريكية في البلاد لن يستطيع ان يغيب عنها أكثر من تلك المدة
لكن قبل كل شيء يجب أن يواجه عمه وفريال لم يعلم أحد بوجوده حتى الآن أتي في سرية ليستطيع التحرك بدون أي ازعاج او تعطيل منهم يعلم أن مواجهتهم الآن قد تكون مدمرة وحرب ضارية يعلم الله وحده ما هي عواقب دمارها. 
ولكن كما أخذ قراره سابقا، سوف يخوض كل حروبه مرة واحدة ويحدث ما يحدث الان هو مطمئن لقد تم رفع القضية هنا كما انه تم ارسال جميع الاوراق لمحامي ياسر وأيضا محاميه هو ولم ينسى أن يطبع نسخة إضافية تحسبا لأي حدث وأرسلها لجاسر. 
ليفتح هاتفه يرسل رسالته اليومية في السؤال عنها يريد أي خبر يطمئنه عليها يتصل بها يوميا عشرات المرات ولكن لا رد عليه منها ابدا يرسل الرسائل لها ولكن لا مجيب يتقصى أخبارها من جاسر وزوجته المقيمة معها تقريبا بناء على طلبه حتى يطمئن قلبه قليلا عليها من الوحوش الذي تعيش معهم للأسف يعلم جيدا كيف هي امه واسراء وما هو ممكن أن يفعلوه بها في غيابه. 
ليضغط على أزرار هاتفه يبعث رسالته اليومية لها يسألها عن أحوالها متأملا أن تجيبه ولو بكلمة واحدة تطمئنه عليها. 
لينفض أفكاره قليلا عنها ليسلح نفسه بجميع أسلحته في أهم مواجهة له ليضع كل شخص عند حده، ليجري اتصالها بعمه ليأتيه مجيبا بهد لحظات:" مرحبا كيف حالك إيهاب هل تذكرت الآن أن تجيبني "
ليجاوبه باقتضاب:" مرحبا عمي أنا هنا عمي وأريد أن أراك أنت وزوجتك في امر هام للغاية قبل عودتي للبلاد "
ليدمدم عمه باستفهام :"ماذا تعني بأنك هنا هل أتيت لأمريكا؟؟"
:"نعم "
:"ومريم هل أتت معك ؟؟"
ليجاوبه بصوت قاطع ومؤكد مذكرا إياه بمحادثتهم الحادة:" أخبرتك يا عمي مريم لن تترك البلاد ولن تأتي إلى هنا وأنا ها قد أتيت وأريد رايتك لأسمعك وتستمع لي ونتحاسب على كل شيء"
ليجاوبه عمه ببعض الارتباك من نبرة صوته الحادة القاطعة، يسأل نفسه ما الذي يقصده بالحساب لقد ظن بما علمه انه الأقوى وسوف يستطيع كسره أخيرا ربما غضب قليلا بما علم وخاف ان يخسر فريال إن علمت بما جرى لابنتها ولكنه في داخل نفسه شعر بالراحة بانه أخيرا استطاع إيجاد شيء يضغط عليه به زلة صغيرة يمسكها عليه ويعيد زمام كل الأمور في يده هو لا يد ابن أخوه. 
ليقول بعد لحظات:" حسنا إيهاب انتظرك في المنزل الان سوف أخبر فريال بأنك سوف تأتي ولكن هل أستطيع أن اعلم طبيعة المقابلة"
ليرد عليه بصوت ساخر متشدق:" ما بك عمي عن أي طبيعة زيارة تتحدث هل نسيت ان البيت بيتي انا وعندما اريد ان اتي في أي وقت لا احتاج الإذن من أحد انا اخبرك فقط لتكون متواجد أنت وزوجتك"
:"لما اقصد إيهاب هل تعايرني الآن بأنه منزلك "
:"لا عمي بالطبع ولكن اذكرك بالأمر فقط ربما تكون نسيت مثل أشياء عدة نسيتها مثلا جميع ما تملك حولته لأموال ووضعتها في حساب زوجتكً وربما لولا وقوفي لك لكنت أضعت جميع شركتنا أيضا"
لينهيه عمه بحدة:" إيهاب ما بك أصبحت فاقد السيطرة غير مراعي لأحد "
ليظفر إيهاب بضيف قائلا:" فقط انتظرني الكلام في الهاتف لن يجدي لكلينا "


بعد وقت ليس بالقليل،،

وصل إلى المنزل الذي شهد على مراهقته وشبابه حتى زواجه السابق تم هنا بناء على وصية والده الذي حمله إياها أن لا يفترقوا هنا ويبقى الجميع يدا بيد ولكن والده كان يعرف جيدا بينه وبين نفسه ما يعرفه جيدا انهم لن يكونوا يوما العائلة الطبيعة المترابطة ولكنه حاول وضحى ودارى على جميع أفعالهم ولكن لا فائدة منهم اذا فليبحث عن نفسه وعن حق من تقدره حقا ويهمه امرها لا شيء يستحق ان يضحي بطفل تمناه وكاد يفقد الأمل في أن يحصل عليه يوما لعل ضميره يرتاح وهي تسامحه بعد رجوع حقها.

طرق باب المنزل بعزم على ما ينوي أن يواجههم به متسلح بكل قوته عازم أمره لن يتراجع مهم كانت النتائج يعلم أن المواجهة ربما كانت من الأفضل بعد ان يتم الامر لكن يحب أن ينهي جميع حساباته المفتوحة كما أنهما بالتأكيد سوف يقومان بإرسال خطاب لعمه يعلموه فيه ان ابنته قامت بطلب لتغير اسمها إذا فليسبقهم هو حتى يضع النقط علي الحروف له ويعلم انه سيقف له بكل قوته والخاسرة الوحيدة سوف يكون هو أن أنجر وراء خطط فريال.

فتحت له الخادمة الباب وبعد ترحيب معتاد منها دلف بهدوء إلى المنزل، متحدثا إليها بلغته الإنجليزية :"أخبري عمي أني وصلت وانتظره في حجره الاستقبال "
لتجيبه :"تحت أمرك لحظات فقط"، لتنصرف بهدوء تلبي طلبه. 
توجه إلى الغرفة مباشرة ينتظرهم هناك سوف يخبرهم بالأمر ويغادر فورا عائدا إلى الوطن إليها هي تحديدا. 
بعد دقائق، دخلت فريال أولا كالعادة هي دائما أولا وبعدها يأتي كل شيء بملامحها القاسية وعلامات البرود التي لا تفارق وجهها يعلم انه برود يحتل قلبها وروحها أيضا هذا إن كان لديها قلب أو روح مثل سائر البشر. 
ليدلف بعدها عمه وعلى وجهه علامات قلق وتوجس هذا نقطة في صالحه، حدث نفسه خوف عمه في صالحه وان كان خوف عمه كالعادة دائما خوف من فريال.
جلست أولا فريال تواجهه بجلستها المتغطرسة تعقد ساق فوق أخرى وجلس عمه من الجانب الأخر لتتحدث فريال أولا، بصوت بارد :"مرحبا إيهاب مر وقت طويل علي رأيتك" 
ليجاوبها ببرود مماثل لبرودها :"مرحبا زوجه عمي أنا بخير بالتأكيد"، ليضيف بتهكم :"جيد أنك تذكرتي بأن وقت طويل مر على مغادرتي "
ليقاطعهم عمه بصوت مشحون بأفكاره وانفعالاته مما يستشعر بأنه أتى من ملامح ابن أخيه يحاول مهادنته ربما لا يتسبب في كارثة:" جيد أنك بخير سعداء برؤيتك "
:"وأنا سعيد برؤيتك عمي بالتأكيد ولكن لا يوجد لدي وقت لكل هذا الترحيب لندخل فيما أتيت من أجله مباشرة"
لترد فريال بتغطرسها المعتاد:"وما الذي أتيت له على وجه الخصوص ووقت ضيق هكذا ولما تصر على وجودي أنا بالذات"
ليجيبها:"ربما لأنه يخصك ويهمك أو ربما أنا اعتقد ذلك، أولا لنوضح الخطوط العريضة لكليكما منذ أكثر من عام مر تم زواجي من ابنتك زواج بموافقة كليكما " ليضيف بسخرية:" هل تتذكرينها فريال تلك الصغيرة التي كانت هنا تدعى مريم، ربما قمت بنسيان اسمها"
لتقاطعه فريال متأففة بضجر:"هل أتيت كل هذه المسافة لتخبرنا بأمر نعلمه بالفعل ما الذي تريده كما ايضاً يجب ان أقوم بتذكيرك مثل ما ذكرتنا، زواج أنت قمت بالإلحاح عليه ولكنه ليس بزواج حقيقي ما مقصدك إذا بالتذكير" 
ليرد يواجهها بثقة يلقي كلماته بغير اكتراث لهما:" لا فريال هانم انه زواج فعلي وشرعي أمام الله، وما أردته من تذكيري لكم بان تعلمون ان الزواج أصبح كامل بالفعل"
لترد فريال ببعض التوجس بعد ان استشعرت الحزم في كلماته التي لم تفهم معناها 
:"ماذا تعني بأنه أصبح زواج كامل أو فعلي أي ما كان تقوله "
:"أعني يا زوجه عمي بانه زواج مكتمل الأركان انها أصبحت زوجتي بالفعل ما هو الغير مفهوم في كلامي بالضبط"
ليلتفت لعمه يشير له وهو يكمل:" هل لم يخبرك لقد علم منذ فترة واتصل بي يدعي غضبه" 
لتظهر علامات الشر الخالص على فريال وهي تصرخ بنبرات علت قليلا:" ما الذي تقوله أنت أخذت ابنتي سرا استخدمت زواج تعلم بانه غير حقيقي وبررت لنفسك به كيف استطعت..."


لتلتفت لزوجها:" وأنت تعلم ولم تخبرني ما الذي يحدث هنا هل هذه خطة بينكما أنتما الاثنين، أخبراني"
ليرد عليها أيهاب بقوة:" أي ابنة فريال التي تدعين الغضب من اجلها انت حتى لم تسأليني عن أحوالها، تحاولين الاطمئنان عليها ولو مرة.. عام كامل وبضع أشهر الآن لم ترهقي نفسك ولو كذبا بادعاء الاهتمام وإجراء مكالمة واحدة منك تشعرينها بأنها تعني لك شيئا"
لتصرخ فريال متجنب الرد عليه توجه صراخها لزوجها بجنون:" حسين هل تسمع ما يقوله ابن أخيك هل أنت تعلم انه أتم زواجه منها بالفعل "
ليرد حسين بارتباك وبعض الخوف من إغضابها لا يريد خسارتها:" اهدئي حبيبتي أنا لا اعلم ما يقول ممدوح اتصل بي من فترة يقول كلام غير واضح وعندما اتصلت بإيهاب نفى الأمر بالطبع، هل تصدقين هذا ربما إيهاب لم يقصد هذا ولا يعني ما يقول "

لينظر له إيهاب بذهول يا الله هل وصل جبن عمه وضعفه بها للكذب وأمامه لينظر له عمه نظرات ضعيفة بها رجاء صامت بان لا يكذبه ولكن إيهاب قرر وانتهى الأمر ولن يتراجع مرة أخرى:" لا يا عمي لم يحدث هذا، لم انفي شيء"
ليتوجه لفريال وعلامات الشر الخالص تكسي وجهها:" ابنتك زوجتي فريال وانتهى الأمر ما الذي تستهجنين منه الآن وغاضبة منه تحديدا هل اهتممت بها يوما لتغضبي هكذا اذكر قديما أخبرتني وأنت تعيدين كلماتي باني قلت أنها مسئولة مني وأنت أكدت بإعطائي موافقتك (كلها لك افعل ما تريد) وانا قبلت الصفقة فريال مريم ربيبتي وحدي وأصبحت زوجتي ولا تملكين حتى حق الاعتراض "

لتهتف فيه فريال بتهديد:" سوف ابلغ الشرطة والسلطات عنك بارتكاب جريمة يحرمها القانون" 
ليسخر إيهاب بكلماتها:" أي قانون تحديدا.. امّم نعم هل تقصدين قانون منع زواج الأقارب"، ليعقد حاجبيه يتصنع التفكير لحظة ليتشدق بعدها بكلماته مستمعا برؤيتها بجنونها وعمه بخوفهم مما قد يحدث:" أحب أن أخبرك افعلي ما تريدين فريال مريم ليست ابنة عمي وقريبا لن يراها القانون اختي أنا في طريقي لإعادة الحق لصاحبته وتساعدني من هي أفضل منك من تستحق لقب ام حقا حتى وهي تشفق على طفلة لم تراها إلى الآن ومستعدة لاحتضانها وهي ابنة عدوتها" 
لتعود فريال لتوجيهات من معاني كلماته لتقول بصوتها الغاضب:" ماذا تعني بما تقول، كف عن ألغازك وأخبرني مباشرة" 
:"حسنا سيدة فريال سوف أخبرك لقد سعيت لياسر الرواي بنفسي وأخبرته ما أراد ان يسمعه عندما علم بوجود مريم انها ابنته من صلبه وأخبرته باني اريد ان تحصل على اسمه وساعدتني امرأة بقلب طاهر يحوي كل مشاعر الإنسانية والرحمة على جعل ياسر يوافق وأعلنت عن تقبلها لها تحت سقف بيتها لأنها أم وتحمل الفطرة الرحيمة في قلبها هل تعلمين من هي منى القاضي زوجه ياسر فريال كما اني هنا منذ زمن وأنهيت جميع أوراق مريم مجرد وقت قصير وسوف يتم إرجاع حقها إليها " 
ليهدر عمه به قاطع الصمت مدافع عن فريال يعلم جيدا كم ترفض الامر خوفه عليها مم قد يحصل لها او مما سوف تفعل فيه:" هل تمزح إيهاب هل فقدت عقلك بالتأكيد كاذب هذا مستحيل هل ضحيت بأسمائنا وبعائلتك هكذا"
ليقترب من فريال يحاول ان يهدئها ويطمئنها متصنع الحزم مع إيهاب وهو يقول:" تجرأ وافعلها إيهاب ولترى ما سوف افعله بك سوف أتقدم ببلاغ أمنعك من تغير اسمها وارفع قضية عليك وعلي ياسر "
لتصرخ فريال وهي تنتفض يده بعيد عنها:" اخرس ...اخرس حسين أنت السبب انت من جعلتني أعطيها له انت من منحته الفرصة للتبجح الآن أمامي أخبرتك أن الحل كان زواجها من ابن صديقتي هو من كان سوف يجعلها تحت أيدينا" 
لتصرخ بجنون غير قادرة على السيطرة على نفسها تتهم زوجها:" وأنت ظللت تقنعني ان هذا الحقير هو المناسب لها وهو في صفنا كنت اعلم بانه هو سوف يضيعها مني ويجعل ياسر والغبية زوجته ينتصرون علي سوف احرقكم جميعا لن اسمح لك سوف ابلغ الشرطة وأقيم الدنيا وافضح ياسر في كل الصحف من قال انها ابنته من اخبركم انها له سوف أنكر الامر واريني ماذا سوف تفعل "
ليهدر بها إيهاب راد على كلامها:" التزمي حدودك فريال معي انا لست حسين ولا ممدوح ولا أحد من الخاضعين لك سواهما، كنت احتملك فقط احتراما له"، مشيرا إلى عمه.
:"واصبر عليك إكراما لمريم فقط حتي لا تحرميني منها ولكن الان لم أعد اهتمً او أبالي افعلي ما تريدين فريال وما يحلو لكي خرج الامر عن سيطرتك كل الإثباتات معي وهناك أيضا ما يدعى بتحليل إثبات النسب ولو أجبرت سوف افعله لها لا استطيع شكرك انت وعمي بانكم لم تسجلوها في بلادنا فلن تستطيعا الاعتراض او فعل شيء هناك والقانون هنا في صفها هي كما ان احب ان اخبرك مثل ما سوف تفعلون سوف أحاربكم بقوتي وأحب أن أذكرك يا عمي أن كل الاعمال انا الذي أملك الأسهم الأكثر بها وأستطيع لو أردت أن أسيطر على كل شيء بسهولة وابلغ عن جميع تجاوزتكم التي تعدت حدود العقل، أفيقي فريال لو أردت وقتها لنسفت صديقتك وابنها الفاشل المدمن الذي كنت تريدين القضاء على حياتها بتزويجها منه، ثم من أخبرك وقتها باني كنت سوف أوافق كنت سوف أقف وأعارض بكل قوتي لقد صبرت وأقنعتكم بصبر رغبة مني أن لا افتعل مشاكل معكم وان لا أفقدها هي واجعلها تتمرد لكن إن وصل الأمر لهذا الحد، كنت بلغت الشرطة بنفسي لتعديكم على حريتها.. أنا أردت ان أنقذها هي فقط من تداعيات الامر وما سوف يحدث علي أثره"
لتصرخ فريال بجنون والشر الذي تحتويه نفسها تلقي عليه كلمات طالما سمعها منها اكتر من غيرها وهي تلقيها بكلمات مبطنة سابقا:" أنا لن اسكت تهددني يا عقيم لن اسكت سوف ترى ما سوف افعله بك وبالحقير الأخر ياسر اتفقتم علي اقسم أن انتزعها منك، أنت تستغل ابنتي أنا وتبليها بك وبعقمك ماذا الم تكتف بمن خانتك وهي تحمل لقبك مع صديقك وتركتك وفرت هاربة إليه"


ربما الكلمات سابقا كانت تذبحه وهي تشعره بعجزه ونقصه رجل خانته زوجته مع أقرب الناس اليه وأيضا محاولتها بالتلميح بأنه برجولة ناقصة غير مثمر كأرض بور 
لكن الان لسخرية القدر لا يريد الا ان يضحك فابنة المتبجحة امامه الان من دون البشر هي من اثبت كذب اتهاماتهم وتحمل طفله بين احشائها هي من منحته بين ذراعيها كل شعور بالكمال وروت أرضه العطشى من روح أنوثتها هي ليعود جزء ناقص منه كان يبحث عنه طويلا متمثلا فيها هي صغيرته. 
وقف للحظات ينقل نظراته بين فريال وعمه لا يعلم شعوره انتصار أو ربما شماتة بتخبطهم انتقام بسيط بجنونهم ورأيت فريال وكل الأمور تفلت منها وأكبر مخاوفها بأن ينتصر ياسر عليها تحققت.
ليغادر بهدوء بدون أن يعطيها حتى كلمة رد واحد شيطانه يسيطر عليه بان يخبرها بحمل ابنتها من العقيم ولكن لن يفعل ليس لشيء ولكن ليحفظ سرها إلى أن يعلمها للعالم اجمع وهي زوجته القانونية كما انه يخاف عليها من أي خطط قد تفعلها حقيرة مثل فريال وهو بعيد عنها كل هذه المسافة ليصبر فقط بضع أيام أخرى فقط اقترب الأمر كثيرا"
**************
:"هل أنت مستعدة" نطقتها مَي بتردد للواقفة أمامها وكلها إصرار وعزيمة على ما تنويه.
لترد عليها مريم بصوت قاطع:" نعم مَي مستعدة ولن يجعلني شيء مهما كان أن أتراجع "
لترد مَي بصوتها المتردد تحاول ان تنهيها عما تنوي تشعر ببعض الخوف عليها لديها امل ان تحل الأمور بدون ان تلجأ مريم لخطتها لتقول لها:" ربما لو صبرتِ قليلا مريم وانتظرنا سوف يحل الأمر قرارك صعب وخطر" 
لترد مريم:" ماذا مَي هل تنخلين عني الآن أنا لن أتراجع في قراري وان كنت أنت تريدين أن تخلفي بوعدك لا مشكلة لدي صدقيني لن تكوني الاولى التي تعدني وتخذلني "
لتقترب منها مَي سريعا تمسك يديها وقد عزمت أمرها وأنهت ترددها:" لا تقولي ذلك أخبرتك أنني معك مهما كان ما تنوي فعله لن أتركك مهما حدث ولن أخذلك أبدا يجب أن تثقي بذلك أنا أحاول مناقشتك الآن لمخاوفي عليك حبيبتي لا أريدك ان تندمي يوما على قرارك هذا كنّت اريد إعطائك أنت كل الفرص والوقت الممكن" 

لترد مريم بصوت قوي حازم وعازم على قراره:" لا فرص أخرى مَي لا لي ولا له إيهاب أخذ كل الفرص ولكن اثبت ككل مره انه لا يستحق، وأنا لا فرص لي مع نفسي انا من ارتضيت لنفسي هذا الذل استحق ما أنا فيه وأيا كان مصيري...." 
لتصمت لحظات لتكمل:" المهم لدي أنك معي مَي ولن تتركيني "
:"لن أتركك أبدا مريم"، لتضيف بصوت تحاول تصنع المرح:" هيا بنا الآن لقد تأكدت خلو البيت من المعزة إسراء وزوجة سيد (الشمطاء )الهام "
:"كيف استطعت أن تعيشي معهم كل هذا لو انا مكانك كنت فجرتهم ودفنتهم في الحديقة الخلفية منذ زمن" 
لتبتسم مريم بألم وهي تقول:" لا أتمنى لك أنت تكوني يوما مكاني لا أنت ولا أي أنثى أخرى" 
لترتب مي علي كتفيها بحنو:" اسفة مريم من اجلكً حبيبتي سامحيني لم اقصد تذكيرك بشي "
:"لا تأسفي لم يحدث شيء اعلم أنك تمزحين والآن هي بناء لا اريد ان يضيع الوقت في الكلمات"

لتخرج من الغرفة بهدوء هي وصديقتها حتى لا يلفتن نظرا أحد متوجهة للخارج وفِي قرارها لن تعود لهذا البيت مهما حدث طول عمرها هذا ان كان في عمرها بقية تذكر. 
وصلا إلى سيارة مَي ليركبا بدون كلام متوجهتان إلى المكان المقصود، كلا منهما غارقة في تفكيرها.
كل تفكير مَي في الخوف على من جانبها من قراراتها ومستقبلها، وأيضا من شيء تخبئه على زوجها جاسر، تذكر بالأمس حاولت ان تبسط له الامر حتى لا يتهمها انها تفعل شيء من ورآه فهي جربت أن تخفي عنه شيء سابقا ولولا حبه لها وتفهمه لغبائها هذه الفترة كانت دمرت حياتها وحرمت ابنتها من أن تنشأ بينهم. 
اتخذت قرارها بالأمس أن تخبره أنها سوف تخبّأ عنه شيء لا تريده ان يعرفه
ليكون رده :"هل هو شيء لا تستطيعين البوح به لي لن أخبر أحد تعرفين ذلك حبيبتي "
لترد وقتها محاولة أن تفهمه بصعوبة ان تبوح بالأمر:"هو لا يخصني كما أخبرتك جاسر كل ما أريدك أن تعلمه باني سوف افعل شيء لا أريدك ان تعلمه ان تثق بي 
ان تتفهمني لو اكتشفت الامر "

ليصمت بملامح غامضة ليسألها بعدها :"هل أنت مجبرة على المساعدة وعلى عدم إخباري "
لتتنهد بضيق وهي تخبره بشكل قاطع :"هي صديقه لي جاسر ولن أستطيع التخلي عنها يجب ان أساعدها وعدتها بهذا حاول ان تتفهمي "
ليصمت بعدها محاولا ادَّعاء انه تفهمها، ليجعلها بعدها أن تعده بان لا تتهور وان تحرص ان مهما كان الامر لا تساعد في أذية من تساعدها ولا أذية نفسها. 
 


لتنظر لصديقتها الغارقة في افكارها تضغط على شيء ما في يدها بقوة.
لتنطق بعدها :"أوقفي السيارة مَي قليلا اريد اجراء مكالمة هامة"
لتجاوبها مَي وهي تحاول ان تأخذ جانب الطريق :"لحظة واحدة حبيبتي لنوقف السيارة بعدها في مكان امن وخالي نسبيا"
لتضع مريم ما بيدها بحرص شديد في حقيبتها وتخرج هاتفها، عاقدة العزم بداخلها، إيهاب يجب أن يتعذب مثلها يجب ان تذيقه مما أذاقها هذا إن كان لديه ذرة اهتمام واحده بها ولكن يجب أن يعلم بقرارها حتى لا يبحث عنها ابدا يجب أن تخبره للمرة الأخيرة بما يعتمل بصدرها. 
لتخرج من السيارة تبتعد قليلا عن مسامع مَي، تطلب رقمه لأول مرة من يوم مغادرته لم تجيبه علي أي اتصالاته أو رسائله الملحة لتنتظر لحظات على الهاتف ليأتيها صوته يرد بلهفة مناديا اسمها بعدم تصديق ...روحه تطالب بالتأكد أنها هي فعلا من تتصل به. 
لتجاوبه هي ببرد وجفاء وقسوة مما تنوي أن تخبره به فهو معلمها الأول وهي أصبحت تلميذة نجيبة لأستاذها:"مرحبا إيهاب."
ليرد عليها بلهفة غير مبالي ببرود نبراتها :"مرحبا حبيبتي لقد اشتقت اليك، لا اصدق أنك خرجتي من صمتك وحدثتني !! "
ليردف بصوت منتصر:"انا سوف آتي قريبا جدا مريم، ولدي خبر سوف يسعدك حبيبتي."
لتقاطعه بنبرات حادة باردة وكأنها ليست مريم التي يعرفها:"لا اهتم إيهاب حقا لم اعتد اهتم، أردت فقط ان اعلمك بشيء هام وأشكرك علي اهتمامك بي طوال حياتي.... لكن إيهاب على قدر ما أعطيت أخذت ..إذا أنا لم أعد مدينة لك بشيء . "
ليقاطعها ببعض التشوش من نبراتها ومعاني كلمتها:" مريم ما هذا الذي تقولينه أنا أخبرك أن ...... "


لتقاطعه هاتفه بحدة:" توقف قليلا إيهاب واسمعني، لقد اكتفيت منك ومن صمتك ومن حبك الزائف، من سريتك المهينة ."
لتتغير نبرات صوتها للألم والمرارة التي لا تفارقها:" لقد اكتفيت منك إيهاب أنا سوف أرحل واخلصك من العار الذي حملتني إياه" 
لتصمت لبرهة واحدة ثم تضيف بإصرار قاتل لكليهما:" سوف أقوم بإجهاض الطفل، سوف أقتل ابني بسببك وكم أتمنى من الله ان تؤخذ روحي معه ."
لتغلق الهاتف بعدها غير عابئة بصراخه المجنون بها وفقدان سيطرته وعجزه 
ليصرخ بقهر وعجز من وضعه وبعده عنها:" مريم انتظري اسمعيني مريم أجبيني


لينظر لهاتفه يطلبها بيأس مرار وتكررا ولكن لا مجيب أبدا"
وعندها هي صعدت إلى السيارة مرة أخرى دموعها تجري كالأنهار على خديها وقهر من كلماتها السامة التي ذبحتها هي ربما هو لا تعني له شيء ربما غضبه ان الأمور خرجت عن يديها ربما أرد ان يسيطر على الجسد الذي يستمتع به في الخفاء كما أخبرها سابقا.
لتنظر لها مَي بالألم وعجز تحاول أن تتأكد منها للمرة الأخيرة:" هل نذهب مريم هل أنت واثقه لن تندمي حبيبتي ؟؟"
لتنظر لها مريم بالألم تخبرها من بين دموعها:"لا يا مَي أخبرتك لقد اكتفيت حقا ولم يعد أي حل اخر امامي انا واثقه مما أريد تحركي الآن "
لتتحرك مَي السيارة تمضي في طريقهم و



إعدادات القراءة


لون الخلفية