الجزء 38

كانت تبذل جهداً مضاعفاً لتستطيع الاستمرار في الوقوف على قدميها، عند باب غرفة مكتبه المفتوح، وقد كان الألم موجعا؛ طعنة قوية وجهت إلى قلبها مباشرة، فبعثرت كيانها مرة واحدة بل إن ذات الطعنة تصر على هدم كل ما بنته هي وبجهد كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، رغماً عنها كانت نظراتها موجهة بتيه إلى مصدر الطعنة –مراد-، تقاوم بكل ما استطاعت أن تجده من قوة متبقية لديها كي لا تنهار أمام عينيه التي لم تحد النظر عن عينيها، كانت نظرته تحمل نفس البرود، نفس التحكم والهدوء كأنها لم تضبطه في نفس الوضع المخزي سابقا والتهمة خائن...حبيبها مع غيرها ...


لا تستطيع أن تصدق...بل لا تقبل أن تصدق ...لكن عيناها كانتا تغرقانها في المتاهة ومازال المنظر أمامها ماثلا.
جسدها كان ينكمش بعجز بينما يراقبها هو بصمت؛ تطعنه نظرة الشك الذي تقاومه وتفضحه عينيها،تحت غطاء التحكم الذي فرضه على نفسه ...منتظرا!
كان يقتله اهتزاز حدقتيها، فجعلت اليأس يتسلل إليه ببطء، وذلك البطء في انتظار ردة فعلها جعل الثواني أطول زمنا، عندما لاحظ بداية تحركها، سأل نفسه مشككا، هل سوف تغادر؟، هكذا ببساطة ستعيد الكرة مجددا.؟ !
خرج من البرود الذي يحتل عينيه ليستجديها بصمت ألا تخذله، تثبت أن الحب الذي جمعهما اخر فترة والعلاج الذي تتغني به يستحقان التضحية، فحقه منها وعليهاأن يطمئن.


التقطت استجداءه الصامت على الفور، حركت عينيها لتنظر لحمراء الشعر التي ابتعدت عنه خطوات، تقف بسكون تراقب صمتهما المشحون برسائل عدة، وتكتفي بتأملها مرتبكة، لكنها تحاول إيهامها بالقوة.
بينما عاد عقل إسراءيومض بعده مشاهد متلاحقة...
(أنا احبك إسراء، لم أخنك ولن أستطيع حتى و أن أردت )
صراخه (متى تصدقين؟ لم اقترب من امرأة قط إلاأنت)
صوت الطبيب وهو يؤكد لها في نهاية كل لقاء(الحب والثقة طرفين متساويان متعادلان منجذبين لن تستطيعي منحه أحدهما دون الأخر وإلا فشلت معادلتك)
) أعطيه ما يحتاجه إسراء ( 
عادت بنظرات إليه وهو يتأمل وقفتها.


مازال وجهه غير مقروء، ملامحه مغلقة، يده فقط من تعلن عن توتره وهو يطرق بأنامله بتوتر ملحوظ على سطح مكتبه وعينيه تفضحه؛ رسالته كانت مختصره وتصلها بدون كلا
لا تخذليني!!!!!!!
اتخذت قرارها وهي تخطو داخل الغرفة بعزم، وجهها الشاحب احتلته ابتسامة ساحرةوقد اتخذت قرارها بتحدي لنفسها قبله، وتمنت أن يصله الرد واضحا؛ بل لن اخذل نفسي.. !
عندما وصلت إلى جلسته التي لم يتحرك منها، بهدوء اتجهت الى الجهة الأخرى ووقفت على الطرف الأخر من المكتب الخشبي، ثم مالت على سطحه بليونة، استدار إليها مفاجئا، عندها استغلت الفرصة لتحوط عنقه بأحد ذراعيها ويدها الأخرى مازالت على سطح مكتبه. بصوت خافت واضح لمسامع الأخرى وابتسامتها الساحرة الهادئة مازلت تزين محياها، أجابته على سؤاله المعلق قبل أن يعقبه بتعليقه البارد: "اشتقت إليك فلم أتردد أن أتى لأراك، أردت أن أفاجئك فلم أخبرك بقدومي..فما رأيك في مفاجأتي حبيبي!"
أعقبت سؤالها الممطوط بأن قبلته على وجنته بحرارة لتبتعد قليلاً، تنظر إلى وجهه المصدوم الذي لم يستوعب فعلتها بعد، استقامت على الفور تبتعد عنه خطوة واحدةتنظر للأخرى باستخفاف مهين وهي تسأل: "إذا حبيبي !، من الواضح أني ضبطتك بالجرم المشهود، لا تقل إنك عدت للعبث مع الحمراوات"
ثقتها التي تسلحت بها كلماتها بهدوء تام؛ جعلته ذاهلا للحظة بينما يعقد حاجبيه وهو يتأمل وقفتها الصلبة، لم يكن يبدو عليها أي من تذبذبها الواضح لعينيه عما كانت عليه منذ دقائق، عينيها التي تحتلها الشراسة بدل الألم، الثقة بدل الاهتزاز، ثم اخرها الدفاع!
إسراء كانت تدافع عن حقها فيه،أخيرا كانت تتحداه هو لا الأخرى!


صاد صمت متوتر بينهم أعقب تعليق إسراء الصريح، ليقطع هو بهدوء غريب بعد أن استطاع أن يستعيد اتزانه من فعلتها، قائلاً: "كما رأيت ِ بعينيكِ حبيبتي، أعتقد أنرؤيا العين لا تحتاج لمزيد من الشرح"
ببرود ردت وهي تلتفت إليه: "أعرف ما رأته عيناي مراد ولكن أنا أسألك ما الذي كان يحدث وإلى أي نقطة وصلت فعلتك مع الحمراء؟؟"
بتلاعب رد وببطء مستسلم: "أصدِقْكِ القول الأمر لم يكن من جهتي كما رأيت إنا كنت أجلس أتابع عملي وهي من كانت تحاول إغوائي"بهتت الأخرى من تصريحه الفج لكن أحدهما لم يبال بها فيما نظرت إليهإسراء استنكار ورده أثار فيها رغبة متناقضة بين الضحك أو ربما ضربه حتى يستفيق من هلوساته، ماذا هل يعتقد نفسه طفلا صغير وأحد الأشرار يحاول استدراجه.
التفت إسراء مرة أخرى عندما نطقت الأخرى ببرود به بعض الغضب وهي تقول بوقاحة: "الرجال عزيزتي عندما يتم ضبطهم متلبسين يحاولون رمي الأمر على المرأة كالعادة، فهي من تغوي وهم أبرياء تماما، تعلمين أن هذا غير معقول وأنا لم أكن لأقترب منه إن لم أجد التشجيع والإلحاح"
ابتسمت !، هل تبتسم؟، هزت رأسها لعينيه المراقبة وهي تقول باستهانة: "نعم أعلم جيداً هذا ولكن لن تنجر لاستدراجه وتقف أمامه طائعة تغويه كالساقطات إلا امرأة عديمة الأخلاق، مثلك عزيزتي!"
تراجع في كرسيه ينظر للمشهد أمامهبالكاد يجرأ أن يفعل بعدم تصديق، ما يراه منها كان أخر شيء توقعه، ولا يدري حتى كيف يستطيع أن يحافظ على برود أعصابه وهدوئه مكتفيا بذلك،بل زاد عليه أن رفع يديه ليضعهما خلف رأسه ينتظرإلىحين ينتهي هذا المشهد، فهو لا يصدق أن الامر مع إسراء سيكون هادئا الى النهاية، بينما عادت الأخرى لتجيبها وقد ظهر الحنق عليها من الاتهام الصريح: "وهل هو طفل كان ينتظرك للدفاع عنه؟،أعتقد أنكلو تأخرت قليلاً فقط، كنت سوف ترينه في مشهد أكثرحميمية"
لم ترد إذ كل تركيزها معه هو.. هو من يعنيها، تأكد لنفسها أن تلك المتبجحة لا تعنيه، ثقتها الوليدة بمراد وأنه لن يؤذيها، مستحيل أن يفعلها وهي مازلت في أول الطريق معه.
عندما نطقت باستجداء اسمه وكأنها فقدت أخر ذرة صبر وتجلد تحاول أن تتسلح بهما، اختار التدخل لينهي الأمر،لن يضغط عليها أكثر، يكفي أنها لم تثور كالسابق، لم تتهمهعلى الفور ولم تفر هاربة.
استقام من مجلسه يقترب من وقفةإسراءالمتصلبة التي تحارب بشجاعة انهيارها 
ليقول بحزم: "اخرجي نادين"
حاولت نادين التماسكوهي ترد: "هل تطردني مراد؟ !"
ارتفعا حاجبه مراد يدعي الاستغراب،لينظر إليها يتأملها بتمهل ثم يرد بقسوة: "اسمي المهندس مراد بالنسبة لك،وظفتك هنا من أجل العمل لا اغوائي، هل كنت من الغباء أن تعتقدي أن رجلا عاش حياته في دولة غربية سينجر لحركات إغوائك الفاشلة"
تلعثمت وبدى عليها الارتباك وهي ترد: "أنا لم افتعل شيئا مما تقول،أنت كنت تشجع تحركاتي نحوك ولم تصدها بل كنت تتجاوب معي والآن فقط وبعد وصول زوجتك تحاول الإنكار !"
ببرود أردف: "تعلمين أنك كاذبة وفاشلة تجابهيني وأمامي، من تظنين نفسك، ربما نسيتِ أنني عندما وظفتك أخبرتكأنك في فترة تجربة رغم أنك كمهندسة مساعدة جيدة ولكن شخصيا أنت لا تصلحين للعمل في مؤسستي، لست المثال المناسب"
لذا صمت للحظة وهو يردف ببساطة: "أنتمطرودة"


لم تستطع المجادلة أكثر وهو يهين كرامتها بكلام مستتر وعلانية بدون تردد أطرقت رأسها وغادرت.
التفت لإسراء ينظر لوقفتها رغم ضعفها البادي واستجداءها به ولكن كانت تتحدى أن يفعل معها مثلما فعل مع الأخرى، هي ليست ضعيفة بعد الأن ويحتاج لأكثر من إبداء رأي لإقناعها، لذا استمرت وقفتها شامخة لم تنهار، تحدي،غضب وحيرة أما هو فكانت نظراته تحمل الانتصار والعنفوان، هل تستشعر الفخر كذلك؟
مطت شفتيها قائلة: "إذا هل هناك تفسير لما رأيت؟؟"،بنفس وتيرتها رد: "سوف تصدقيني إن جاوبتك إسراء؟"
: "وهل تعتقد مراد أنه لو عنديالنية في عدم تصديقك كنت مازلت أقف أمامك الآن واستفسر منك مباشرة؟"
ادعى التفكير للحظات ثم أجابها ببساطة: "إذا الحقيقة الكاملة، هي مجرد مهندسة تقدمت للعمل منذ أسابيع قليلة ومنذ بدأت العمل تلاحقني، وتبدي إعجابا صريح، لم رد أن أظلمها وادعيت عدم الانتباه حتى لا أتسرع واتسبب في طردها ولكن اليوم ولأول مرة أتفاجأ من تصرفها الفج في إغوائيوالذي صادف وصولك تماما وكما رأيت بنفسك أناحتى أتذكر اسمها بصعوبة"
بغضب توجهت إليه ترفع قبضتيها تضربه على صدره: "أيها النذل بل إنها نوعك المفضل مراد، الحمراوات لطالما كنت تحب مصاحبتهم حتى قبل زواجك مني"
أمسك معصميها بين يديه وهو يشدها يستمتع بغيرتها ويشعر بالانتصارلأنها لم تهرب بل تقف تتحداه وتجابه فتزيد من غروره ونشوة الأمل فيما يعنيه ذلك له، لها لحياتهما معا!


أمالرأسه يساوي وجهها الغاضب ليقول لها: "كذب !،أنا لا أفضلالحمراوات بل أفضل شرقيات الملامح وإلا ما كنت وقعت في أسركأنت"
حاولت التملص منه وهي تهدر بغضب: "أيها الكاذب إن كنت تستشعر إغوائها وتعتبره فجا لما كنت مستسلما له، لم كنت معها في هذا المشهد ولم لم يبدو عليك الرفض، ها أخبرني لم !" 
كان مستمتعا ويبدو لعينيها استرخاء ملامحه وهو يقولً بهدوء: "إن انتظرت دقيقة واحدة كنت رأيت ما تطلبينه يحدث فعلا وكنت قمت بطردها بلا رجعة ولكن مفاجأتك عندما أتيت هي من أخرت تصرفي قليلا، كأن القدر يساعدني إسراء فيما أريد وقد تحقق لي فعلا"
أنفاسها العالية مازلت تلفح وجهه، الغضب والغيرة تمكنت منها ما كانت فيه اللحظة كان غيرة وليس شك، بل امرأة تغار بجنون، لتقف وتدافع عن رجلها.
صرخت به: " وما الذي تريده بحق الله؟، ما الذي قد تريده من إيلامي؟، هل هذا مخطط فاشل منك مرة أخرى؟،تضعني قيد الاختبار إن كنت سأنجح أم أفشل وأتبت رأيك البائس في؟ ألم تكتفي بعد؟،أيها المنحط ...أنت ...أنت منحط سمحت لها بأن تحيطك.. كانت سوف تقبلك وأنت.. أنت لا تبدي أي ردة فعل؟؟"
رفع حاجبيه بإغاظة، يكتم تأثره بما تعنيه كلماتها تلك ولم تكن تدري ما تفعله به، قائلاً: "أنت من قلتِ، هي من كانت ستقبلني لا أنا"
قاومته بعنف وهي تهدر بجنون: "يا بارد الأعصاب ..يا لبرودك !، سوف أقتلك إن اعتقدت أني سوف أهرب بجبن مرة أخرى، اترك الساحة لهن ولك لتكرر أفعالك تلك فأنت واهم"
لتهدر بجنون وهي تحاول الفكاك منه قائلة بانفلات: "أنت ملكِ لي أنا وحدي مراد، لن تقترب منك امرأة سواي أنا ولن ترغبك أخرى غيري.. أتسمع ؟!"
كان مستمتعا بجنونها،هدرها، بل كان راضيا تماماً عما يحدث، فأخيرا هناك فعل تملك مجنون منها لطالما تمناه.
أحكم طوقه حولها ليقيدها بجسده، حاشرا يديها التي تحاول الوصول إلى وجهه بينهما وهو يقول: "اسرائي وفتاتي تغار، تقف وتواجه وتعلن تملكها لي هل أنا أحلم أم ماذا؟"
ظلت تتلوى وهي تصرخ: "اتركني لأستطيع تحطيم وجهك مراد، بل ربما جسدك كله"
ضحك بخشونة وهو يقول باستمتاع: "كيف حبيبتي وأنت لا تستطيعين حتى الإفلات مني"
لم تهدأ ولم تكف عن محاولة التحرر من أحضانه المتملكة، حررتإحدى يديها تحاول دفعه من كتفه عندما مال إليها يهمس في تجويف عنقها: "أنت لم تهربي،وقفتِ، قاومتِ، تقاتلين لأجلي وتدافعي عن حقك في رجلك، في أنا!"
أحست بالضعف يدب في أوصالها من اقترابه الحميمي هكذا، لتهتف به، تقاوم وتدعي الغضب: " ابتعد مراد !،إلى أن تفهمني ما الذي كان يحدث هنا"
لم يبال بما تفعل ولا بغضبها وهو يطبع قبلات متفرقة في نحرها وينزل بها لجيدها يهمس بحرارة: "ترددت للحظات في التدخل بينكما ولكن اغفر لك لم تخيبي ظني بك"
أبعدت رأسها وهي تدفعه من صدره بكلتا يديها تبتعد بنصف جسدها العلوي عن مرمى هجوم قبلاته لتقول بصوت متوتر: "ابتعد مراد، لقد رأيتك في وضع مخل للتو"
رفع رأسه عندما ابتعد عنها، ينظر إليها وهو يحرك إحدى يديه يقرب رأسها منه مرة أخرى: "كنت سوف أطردها ولكن عندما رأيتك أردت أن أرى رد فعلك، حبك الذي تحاولينأن تقنعيني به،أردتك أن توقفيها بنفسك"
بتحدي وعينيها تناظره بغضب: "وقد فعلت سيد مراد ولكن إن لم أتِماذا كنت ستفعل؟"
بغموض سألها: " وماذا تعقدين كنت سأفعل؟"
بدون تردد قالت: " كنت سوف تطردها!"
بصوت خافت وجل أخبرها: "انت تثقين بي؟ !"


ضربته على صدره باهتياج مرة أخرى وهي تقول: " بل أحبك أيها الغبي ولم يعد لدي استعداد للمجازفة بك أو خسارتك ولكن سوف تدفع ثمن الرعب الذي عشته عند باب مكتبك"
حاول أن يتفادى ضربتها وكان رد فعله الضحك يستمتع باهتياجها الواضح وهو يقول: "اسرائي تغار أم البنات نجحت في أخر امتحان"
عندما ناظرته بغل واهتياجها أخذ في الازدياد ضمها سريعاً اليه وهو يقول: "أقسم أنه لم يكن اختبارا مقصودا ولكن وليد الموقف فقط استغللت الوضع"
بهدوء غريب أردف: "أنا أحبك وأنت فقط نوعي المفضل، بل أنت الزوجة والحبيبة المفضلة...أنت كل وصف أنثوي تتبعه كلمة مفضلة.. هل ترضين الآن !،أنا لا أريد التسبب لك في الأذى إسراء وتعلمت درسي جيداً لم أكن لأجازف مرة أخرى وأفعل ذلك المسلسل الفاشل"
بغيظ هتفت: "ولكنك فعلته الآن"
رد باستسلام: "أخبرتك استغللت الوضع فقط"
استفسرت وجسدها يستكين بين ذراعيه ولكن أنفاسها مازالت تلهث: "لما حاولت إيهامي بذلك التعليق السخيف؟"
أجابها وهو يقترب بوجهه منها يغمرها بأنفاسه: "تفاجأت بوجودك عندما فتحتِ الباب، عندما احتلت ملامح وجهك نفس الصدمة القديمة، عدم ثقتك أثارت غضبي، فأخذت قراري على الفور أن أستغل الوضع لأعلم هل تعلمتِ درسك مثلي أم لا؟"
عقلها استرجع ذكرياتها على الفور، الذكرى القديمة التي كان يعاقبها بها والذكرى القريبة والأخرى تحاوطه بين ذراعيها.
لتجهش بالبكاء على صدره فجأة قائلة: "لقد كانت تحيطك، كانت تغويك، كيف استطعت أن تجعل عقلي يطوف بأفكار بشعة؟ كيف قدرت أن تطعن قلبي مرة أخرى؟"
أفلتها قليلا ليميل ليدها التي تضغط على قلبها في حركة متلازمة معها، يعلم جيدا أنها تفعلها بدون إرادة منهاوكأنها تحمي قلبها من الألم.
مال إلى يدها الموضوعة على قلبها ليقبلها برقة هامسا لها ببساطة: "أنا آسف"
أزاح يدها ليطبع قبلة مباشرة فوق دقات قلبها الهادرة يتمتم بخفوت: "أنا آسف لأني استغللت الوضع ولكني غير نادم، ماذا عنيإسراء وعقلي أيضاً يطرف بِه فكرة واحدة، متى تثقين بي، متى تدافعين عن حقك في امتلاكي،ماذا عن قلبي اسراء؟ الذي تصرين بأفعالك أن دقاته محرمة عليك"
يدها ارتفعت تغرز أصابعها في شعره الكثيف تشده إلى قلبها بقوة وشهقاتها تعلو تعلن عن انهيار وشيك.


رفع وجهه ببطء ويدها ما زلتمتعلقة به ليلف يده حول خصرها يرفعها عن الأرضويلاصقها به، ليضعها على سطح المكتب، دموعها مازلت تغرقه، لم ترد فقط تشده إليها وهو يغرق جانب وجهها نزولالنحرها بقبلاتمتلهفة ناريةكانت تذوب بين يديه مع كل لمسةمحترقة منه يوجهها إليها،ابتعد عنها قليلاً ويديه ما زلت تطوقها،ليسألهاوالخوف يطرق قلبه من الإجابةالمنتظرة: "لم لم تهربي وتتهميني مباشرة إسراء؟ لم لم تشكي في ما أخبرك به؟"
تهدج صوتها وهي تختنق بالإجابة: "لأنيأحبك، أثق بك،لأني لا أريد خسارتك، سوف أحارب أيأنثى تحاول الاقتراب منك"
عاد إليها وهو يقبل خديها حلاوته تختلط بملوحة دموعها، ليقول بصوت هادر: "إذاً لما الدموع الآن هل هي ثورة لكرامتك أم ليأنا؟"
أجابته بحرقة: "لا لأني أغار مراد،هذا حقي أنا أغار عليك لأني شعرت بالاحتراق عندما رأيتها بالقرب منك،أبكي لأني أردت قتلها وانتزاع رأسها عن سائر جسدها لأنها أحاطتك بيديها تلك....."
لا تعلم متى ألقىجسدها على سطح المكتب، يفك أزرار بلوزتها بتسارع قائلاً بصوت حار: "تغارين علي،تحبينني وتثقين في، كل هذا لي أنا؟، متى إسراء؟ متى؟"
حاولت مقاومة الطوافان الذي يجرها إليه،تقاومه وصوتها يتهدج من عاطفته: "مراد ابتعد ما الذي تفعله؟ نحن في المكتب"
رد بعنف عاطفي: "أنا مرادك الوحيد"
ردت بصوت مبحوح تؤكد: "أنت مرادي ونهاية سعي لا أريد سواك رجلا، ولم أحبك غيرك ولا أثق بأحد من عالم الرجال إلا أنت"
عندما هم ليكمل ما يفعل وكل عقله مغيب مع إجابتها وتأكيد حبها له، فتح باب المكتب عليهما لتطل منه سكرتيرته.
شهقتها الخجولة مما ترى جعلته يتراجع معتدلا في مكانه بسرعة بينما أنفاسه ما زلت تهدر، يشد إسراء يحاول مداراة جسدها الظاهر من تحت بلوزتها بجسده لكن لم يستطع أن يسيطر على نفسه وهو يصرخ بغضب في السكرتيرة التي مازالت تقف متسمرة بعينين متوسعة بصدمة، قائلاً: "ماذا هناك؟ كيف تقتحمين المكتب هكذا دون استئذان؟"
ردت الأخرى بارتباك وهي تزيح عينيها عنهما بخجل: "آسفة لقد طرقت الباب ولم أسمع الرد...لدي بعض الأوراق تحتاج توقيعك على وجهالسرعة"
لم يرد وهو يشير لها برأسه ان تخرج، وهي نفذت دون إبطاء، ليسمع صوت اقفل الباب السريع خلفها واضحا.
ليعود لإسراءالمرتبكة تنفصل عنه وهي تضحك بارتعاش وخجل، قائلة: "عندما أتيت لأخبرك أمرا ما كنت متأكدة من افتعالك فضيحة"
جذبها وهو يوقفها على قدميها يساعدها بتعجل لتغلق أزرار بلوزتهافيشدها من يدها بعنف وهي تتعثر في خطواتها ليغادرا مكتبه بينما تبدي اعتراضها: "مراد، ما الذي تفعله؟"
التفت إليها برأسه يخاطبها بشراسة قائلاً: "اخرسي !،إلى أن نصل لمنزلنا وإلا أعدتك للمكتب غير عائب بشيء" صمتت وهي تبتسم بقلة حيلةلتنظر لتلك الفتاه التي تراقب خروجهما وهي مازالت غارقة في الخجل مما رأته منهما منذ ثوان.
لتهمس لها إسراء قبل أن يختفيا عن أنظارها: "آسفة لما رأيت"
************
بعد وقت قصير، وصلا إلى منزلهما لم يتبادل معها أي حديث وجسده الضخم يجاورها بتوتر ينظر لها بتأملوكأنهعلى وشك الانفجار.
عند دخولهما حديقة المنزل، راقبت بعين الخيال طفلتيها ومربيتهم سحر تلاعبهما ويبدوا الثلاثة في غفلة عن دخولهما السريع، سحب يديها مرةأخرىإلى داخل المنزل متوجهاإلى غرفتهمامباشرة، أوقفها في منتصف الغرفة ليعود ويغلق الباب بالمفتاح.
ليقترب منها مرة أخرى وهو يتخلص من ملابسه أمام عينيها المراقبة له، يقترب منها ببطء متمهل كأسد يقترب لينقض على فريسته، يخاطبها بتمهل: "إذاً اسرائي سوف تعيدين كل كلمة قلتيها عندما قاطعتنا تلك الغبية"
ابتعدت عنه خطوات للوراء عند كل اقتراب منه وهي تحذره بدلال: "ابتعد مراد سحر والطفلتين بالمنزل"
اقترب منها إلىأن ألصقها به يتلاعب بملابسها وهو يقول ببطء: " هن دائماً في المنزل ما الجديد؟"
عندها عادت لنطق اسمه بميوعة،عندما سمعها منها، تنطقها ببطء وهي ترفع يديها تحيط عنقه: "موووارد، مورادي، أحبك وأثق بك ولن أسمح لك وإن أردت حتى أن تقترب من امرأة غيري سأحاربك بكل قوتي"
كان رده أن يعبث بجيدها الذي يأسره بين ذراعيه بجنون، انفلات، هوس وعنف عاطفي، حاولت التحرر من طوفانه وعقلها المغيب بعاطفة كان يتبقى منه جزء أكثر يقظة لتحاول دفعه تنبهه وتنطق اسمه بعاطفة لم تستطع مقاومتها: "موووووراد البنات"
تمتم بشراسة من وسط قبلاته يؤكد لها: "لا أهتم"
لا تعلم متى حملها بعقل مغيب إلى فراشهماليضعها هناك وينضم إليها،حاولت الاعتدال والاعتراض لينضم إليها سريعاً ويعود لسحب استسلامها منها بسهولة لترفع رايات استسلامها وهي تهمس له بحرارة تكتسبها منه: "موووراد أريد أن أخبرك سرا"
رفع وجههعن جيدها وهو يلهث وبعينيه رغبته الواضحة بحبها، لتتأمل مظهره المشعث بفعل يديها بنصرعليها، لتقرب شفتيها من أذنه هامسة بدلال: "احترس من اجل الطفل لأني سوف أقوم بقتلك إن أصابه ضرر"
توسعت عينيه بذهول ليسألها: "هل أنت حامل؟؟"
دفنت أصابعها في شعره مرة أخرى لتهمس أمام شفتيه بثقة وحب نابعة منه إليها تحاول أن تبثها له كما زرعهم فيها، لتقول مازحة: "وهل أنت غبي لم تستوعب كلامي ما الغريب ونحن لدينا...."
لم تستطع أن تكمل كلامها عندما عاد لضمها بعنف وصوته يهدر بصراخ عال، عندها فقط أدركت حجم الفضيحة التي سوف تنتقل لمسامع سحر في الحديقةالخلفية للمنزل.
****************
كانت تقف على باب المنزل المفتوح، تواجهه عندما خرج من المصعد. يقابلها جسد شاب يافع يعطي بظهره ناحيته ويبدو أنهما منهمكين في الحديث.الغضب تسلل له وهو ينتبه أنها مندمجة في الحديث مع ذلك الشاب الذي استطاع أن يتعرف عليه -نزار-.
أخذ أنفاسه بضيق وهو يستمع لهزارهما بينما يقترب والآخر يخبرها: "لقد نفذت بصعوبة من تشكك بدور عندما رأتني أخرج من وراء سور المنزل"
لترد عليه صغيرته بعتاب ترشده بتعقل: "أنت جننت نزار سوف تقتلك بدور بدون تردد إن علمت أنك تحاصر شيماء"
تنهد بهيام يعبر بانطلاق عن مشاعره المراهقة الوليدة وهو يخبرها: "لم أستطع ألا أراها منذ أن توقفت عن زيارتك هنا، كان يجب أن أراها لأستطيع أن أملي عيني منها"
بسخرية ردت عليه: "سوف يقتلك ياسر حي وتمزقك بدور إلى أشلاء إن علمت بما تفعله فشيماء بالنسبة لها خط أحمر"
عندها تدخل إيهاب وهو يمسك ياقة قميص نزار من الخلف، قائلاً بصوت مرعب: "أو أقتله أنا حبيبتي وأتخلص من سخافته"
ليردف بصوت حاول أن يجعله شريرا وعيناه تبرق بالغضب: "ألم أخبرك يا ولد ألا تأتي إلى هنا وأنا غير موجود"
استدار نزار إليه برأسه بلا اهتمام وهو يقول: "وكيف أعلم أنك موجود أم لا في المنزل، كما أني كما ترى أقف على باب المنزل ولم أتخطى عتبته كي لا تغضب حضرتك كأني أتسول منها"
: "ما الذي أتى بك من الأساس؟"
رفع علبة في يده قائلاً ببرود: "بدور أعطتني هذه العلبة وقالت أن آتي بها لمريم عندما رأتني صدفة لأنها ليس لديها وقت فاستغلت رؤيتي"
عندها ضحكت الأخرى بتوتر قائلة: "إيهاب اتركه من أجلي"
تركه على الفور ليخطو داخل المنزل يسحبها من يدها ويهم بغلق الباب ليمط نزار شفتيه بامتعاض قائلاً وهو يحشر العلبة في الباب: "انتظر، يا حج ! قبل أن تحجب الأميرة التي تخاف أن تخطف وخذ علبتها، لا تضيع مشواري سدى"
همس إيهاب لمريم قائلاً: "هل تصرين أنك تخافين من غضب هناء لأني أريد أن أضربه"
ابتسمت له، لتهمس: "حبيبي أعلم أنه مستفز ويستحق الضرب ولكن من أجل هناء، اتركه !"
بملل نبهه نزار من الحديث المكرر كل مرة يتصادف مروره مع رؤيته قائلا: "يا حج خذ هذه العلبة ودعني أذهب.."
: "يقول لي ..حج !"


رد نزار باستفزاز: "وماذا أقًول لك وأنت في عمر جدي"
عندها تولت مريم الرد وهي تخطف منه العلبة تحاول منع توجه إيهاب إليه قائلة بسرعة تدعي الحزم لتنهي الحوار المشحون: "اذهب من هنا يا ولد وإلا سوف أخبر أمك"
بامتعاض وهو يهرب من الأخر الذي يحاول الوصول إليه: "قدر ووجد غطائه !، أنا ولد يا بؤساء؟ !"
عندما أغلقت مريم الباب توجهت إليه تحاول رسم ابتسامة باهتة، تخاف من رد فعله إذ نبهها ألا تفتح الباب لأي إنسان إذا صادف قدومه مع غيابه وعدم تواجده، تعلم أنه مازال لم يتحرر من خوفه عليها.
لتقترب منه، ترتفع على أطراف أصابعها بصعوبة من ثقلها لتلثم خده....
برفق أمسك ذراعيها وهو يعيدها لتقف بشكل صحيح ليقول: " لا تحاولِي فعلها مرة أخرى الأمر قد يجهدك وقدميك متورمة بالفعل"
تنهدت بضيق لتقاطعه: "أنت غاضب؟" هز رأسه بنفي وهو يتحرك إلى غرفة المعيشة يأمرها برفق: " تعالي !"
اقتربت بذنب تخبره سريعاً: "إنه نزار وأنا أثق به وأيضاً هو لم يدخل إلى هنا فعلا، واحترم حدوده حتى بدون علمه بعدم وجودك "
عندما اقتربت، شد يدها برفق ليجلسها على ركبتيه قائلاً بصبر، يحاول كتم غضبه منها: "الأمر ليس في من هو؟ ولا حتى في كونه يدخل المنزل أم لا؟، الأمر وما فيه أني مازلت أقلق عليك فينشغل بالي طوال الوقت حين أكون خارج المنزل بينما أنت ترفضين أي حراسة أو حتى وجود خادمة لمساعدتك"
هزت رأسها رافضا، وهي تقول: "ربما عند ولادة الطفلين قد أوافق أن تأتي لي بأحدهم لمساعدتي ولكن الآن أريد المنزل فارغ لي ولَك وأيضاً أنت مازال جرحك لم يبرئ بعد وتركتني لتذهب لعملك وأنا أريدك أنت لتجالسني لا أحد أخر"
رد بهدوء: "إذاً أنت تحاولين الضغط علي مريم"
أراحت رأسها على صدره لتقول بدون تردد : "نعم"
مسد على رأسها بتفهم ليخبرها بدون مواربة وبهدوء: "تعلمين أني أثق بك"
هزت رأسها تحت يديه بموافقة، فأكمل يوضح لها: "مريم عندما نبهتك سابقاً بخصوص صداقتك مع نزار كان التنبيه حبيبتي لأن وضعنا هنا يختلف، نظرة المجتمع تختلف وأعتقد أننا جربنا الأمر بأنفسنا وانظري النتيجة الأحكام يطلقها المجتمع ويتهم كما يحب جزافاً"
أطرقت برأسها وحقيقة ما يقوله تؤرقها، ألم تكن الأحكام المسبقة سبب عذابها طوال الفترة الماضية، لترد بجمود: "أعرف إيهاب"
بهدوء أردف وهو يضمها ليقول: "حاولي أن تفهميني، أنا لا أمانع في أن يكون لك كيان مستقل، أصدقاء تثقين في وجودهم من حولك، لكن هذا يجب أن يتم في حدود المعقول وما يسمح به المجتمع الذي تعيشين فيه، لن أطالبك أن تنهي حديثك معه إذ أعلم جيداً أنه كان مساندا لك في وقت سابق ولكن في وجودي أو أحد من العائلة، استمعي له كما تحبين وساعديه، لكن بدون صداقة قوية اتفقنا"
هزت رأسها بموافقة بدون مناقشته لتوضح:" ولكنه أتى لأن بدور أرسلته "، رد وهو يبتسم لها يقول: "وأيضاً ليخبرك بتسلله لرؤية أختك الصغرى، هو يشاركك أسراره ويعتمد عليك في حفظها، وربما لتؤثري عليها أيضا"
ضحكت بجذل وهي تتذكر حماسة نزار في التكلم عن أختها، لتهدر على الفور بانطلاق قائلة: "نعم يبدو أنه معجب بشيماء وهي أيضاً تبادله شعوره، ويبدو أنه يتسلل لرؤيتها من وقت لأخر، سوف يقتل حتماً إن اكتشفوا أمرهما"
مسد على شعرها الذي يغطي وجهها ليقول: "نعم سوف يسبب لها ولنفسه مشكلة كبيرة، سوف أحاول التحدث معه ليقلل من اندفاع مشاعره المراهقة"
بهتت ملامحها فجأة وهي تخبره بصوت جامد: "نعم إيهاب إندفاع مشاعر المراهقة يتسبب في كوارث كبيرة ولن تؤذى إلا شيماء، في النهاية نزار رجل لن يحمله أحد العواقب، بينما هي الأنثى التي تخطأ دائما"
تصلب هو الأخر في جلسته، يفهم مغزى كلامها وما تشير له، ليحركها برفق، يريد الهرب منها لا الخوض في الحديث مجددا ومتجنبا المزيد من العتاب، يحاول بكل قوته، أخبرها بصوت مكتوم وهو يدعي عدم الانتباه لتغيرها: " العمل كان متراكما مريم وأرهقني قليلاً، أحتاج لَقسط من الراحة"، تركها وتحرك على الفور ناحية غرفتهما، راقبته وهي تقف على قدميها بيأس. 
مازال عند كل حديث بينهما يغلق على نفسه، تعلم أنها تهدر بغباء أحياناً وجعها من نفسها وألمها السابق لم يذهب عنها بعد. 
منذ خروجه من المستشفى منذ قرابة الشهر، لم يقربها بأي طريقة حميمة، رغم محاولاتها معه، يتحجج دائما بجرحه أو خوفه على حملها مع اقتراب موعد ولادتها، ليستغل أي فرصة يتطرقان فيها إلى الماضي ويبتعد بمشاعره، فيثير ما يحدث جنونها، والحنق حين يتسلل الخوف لها، هل توقف عن حبها ورغبته فيها كامرأة؟، ربما قد يكون عاد لسابق عهده معها؛ يحيطها بحنانه ورفقه، حتى أنه يقوم في كثير من الأحيان بتحضير الطعام بنفسه حتى لا يرهقها ولكنه مازال بعيدا عنها، تعلم أن ما يمنعه ليس الحجج التي يخبرها إياها ولكن عند أي مبادرة منها للاقتراب يبعدها عنه على الفور وترى في عينيه الألم الذي يحتله وذكرى اتهامها له في رجولته تطوف في عينيه، فيخبرها عقلها أنه ربما كره قربها لهذه الأسباب.
تنهدت بيأس وهي تلحقه لتقف على باب غرفته تراه يحدق في سقف الغرفة، بينما يستلقي على السرير بعد أن استبدل ملابسه ليبقى ببنطال قطني فقط، يترك صدره عاريا وجرحه مازال ببشاعته لم يختفي، التئم بالفعل ولكن مازال الشق الطويل يظهر بوضوح ليذكرها بوجع فقدانه، قلبها خفق بعنف وهي تقترب منه بوجل لتجلس على طرف السرير تمد يدها الباردة كسائر جسدها تتلمس جرحه برفق جفل للحظة من ملامستها له ليمسك يدها يقبض عليها وهو يقول بقلق: "لم هذه البرودة حبيبتي؟؟"


هزت كتفيها وهي تقول باستسلام: "ما زلت كلما أرى هذا الجرح أعود لتذكر الحادث وأرتعب خوفاً من فقدانك مجددا "
طوَّق خصرها بيديه ليشدها برفق يمددها بجانبه يلصقها بصدره وهو يريح رأسها على قلبه ويميل ليضع قبلة فوق شعرها قائلاً بهدوء: "لن أذهب لأي مكان، أنا بجانبك دائماً، أريدك أن ترتاحي مريم من أفكارك وأن تنسي هذا الحادث حبيبتي"
غمرها في أحضانها يبثها ما تحتاج من دفء وهو يستشعر برودة سائر جسدها بين يديه
تنهيدة ندت من قلبها وهي تستشعر الراحة بين ذراعيه، جسده المتوتر الملتصق بها يخبرها أنه يكبح رغبته في حبها بصعوبة، ومثل كل مرة في الأيام السابقة حاولت معه وهي
تغمغم له بنعومة قائلة بتعليق مغري: "تستطيع أن تدفئني بطريقة أخرى وتنسيني ما حدث"
تنهد بكبت؛ نفس محاولتها التي لم تهدأ ألا تعلم أنه يستدعي كل قوة لديه ليقاوم نفسه عنها، ليست بحاجة لبدل مجهود لإغرائه، فيكافح نفسه ومحاولاتها ليمتنع عنها، الغبية لا تعلم حجم معاناته وخيالاته التي تعذبه وأنه يستدعي كل ضبط نفس تعلمه سابقاً وأفلت معها هي في الماضي حتى لا ينجر إلى تحقيق ما تريد، ربما ما يخبرها بِه صحيح، خوفه وقلقه عليها لكنه ما يمنعه عنها عند كل تلامس بينهما ذلك الوجع الكامن في صده فيؤرقه، عند تذكره ألمها منه، ما حدث بينهما مازال ذكرى ألمه حيا يسكنه، كم يريد التحرر منه ولكنه مازال يحاربه بقوة لينسى. 
بحزم أمرها يتلبس فظاظة النبرات، ليدعي البرود وعدم تأثيرها عليه بينما مازالت يدها تتلمس صدره بإغواء: "نامي مريم واتركيني أرتاح، حاولي أن تجدي بعض الخجل ليمنعك عما تطالبيني به بإلحاح" 
دفنت رأسها في صدره وهي تقول بسخط متبرم: "أنت لا تطاق ولا أعرف لما أتحملك حتى الآن؟"
ضحك بصوت مكتوم وهو يخبرها بتأكيد: "لأنك لن تستطيعي البعد عن أحضاني بالتأكيد"
باستلام هزت رأسها بتأكيد وصمتت بعد وقت قصير كان قد ذهب في النوم كما أخبرها وعلامات الإرهاق ترتسم على وجهه بوضوح، تأملته في نومته، لترتفع قليلاً تتحرر من تأملها لملامحه فتخبره: "نعم إيهاب لأني لا أستطيع البعد عنك حتى دقيقة واحدة، أنا سامحت فمتى تتحرر أنت من سجنك وتنسى مثلي، تطالب بإلحاح أن أنسى وأنت الذي لم ينسى بعد، مازلت هناك إيهاب تحبس نفسك في ذلك اليوم ومع تلك الذكرى حتى هذه اللحظة، وهذا يؤرقني حبيبي، أرجوك إنسى."
***************
بعد ساعات استيقظ من نومه وهو يستشعر فراغا بجانبه، نهض ببطء من الفراش يبحث عنها في أرجاء المنزل ليستمع إلى صوت صادر من ناحية المطبخ، اقترب ببطء ليقف على بابه يراقب ما تفعل باستمتاع مماثل لها، كانت تغمض عينيها بانتشاء، تتذوق حلوى شرقية مكسوة بالشوكولا، تتناولها بنهم من تلك العلبة التي كان قد أتى بها نزار سابقا. 
تصدر صوتا نهما مغريا لرجل جائع فيتابع بنهم هو الآخر همهمتها المتكررة عند تناولها كل قضمة منها.
حاول تصنع الجدية يكابد ليتحرر من إغوائها، لكن رغما عنه كانت النار قد تمكنت من جسده لتسري فيه مع مراقبتها، أعصابه تحترق لوعة واشتياق كغر لم يرى النساء من قبل.
مرر عيناه يتأمل وقفتها بقميص قطني أبيض يفصل جسدها الممتلئ بإغراء حتى بطنها المنتفخ يجذب النظر ليسرح على جسدها الناعم مثلها بنظرات انسيابية وصولا لذراعيها وعنقها الأبيض المكشوفين من قميصها، مغرية أنت ناعمتي إن قصدت أم لم تقصدي ! 
ابتلع ريقه بتوتر، ليقاطع استمتاعها مع استنفاد قدرته، يدعى التماسك وهو يقول بصوت أجش مختنق بعاطفته رغماً عنه: "ما الذي تفعلينه ألم تحذرك الطبيبة من عدم تناول السكريات"
شهقت من المفاجأة وهي تفتح عينيها بارتباك وفمها مازال مملوءا بقطعة الحلوى لتقول مرتبكة بصوت محمل بالذنب: "كنت جائعة"
عقد ما بين حاجبيه وهو يكتف ذراعيه على صدره وكأنه يخبرها بأنها كاذبة فاشلة، لتهز كتفيها باستسلام قائلة: "حسناً أنا لا أستطيع مقاومة طعم تلك الحلويات وأحتاجه بشدة وبدور ترسله لي من وقت لأخر"
رفع حاجبا وحدا وهو يقول: " وإذن !!؟؟"
ابتسمت له ببهوت طفلة مذنبة قائلة: "إنها لذيذة ولا أستطع مقاومتها أنت لن تمنعني عنها لقد اقترب موعد الولادة على كل حال القليل منها لن يضر"
اقترب منها بهدوء وقلبها يخفق بعنف عند التقاطه إحدى الحبات يقربها من فمه وعينيه تراقب وجهها المتوتر يتناولها مدعيا الاستمتاع مثلها يغمغم بلذة مغرية وهو يقول: "حلوى بلح الشام إختيار موفق يا مخادعة"
ابتسمت بحبور وهي تقترب منه تبتسم بخبث وقد عزمت أخرها أنها لن تترك فرصتها، محاولة أخرى لن تضرر بعد أن التقطت محاولته هو الأخر لمجاراتها لتضع إحدى يديها على صدره العاري الدافئ وباليد الأخرى تلتقط حبة من بلح الشام، لتضعها ببطء أمام عينيه المراقبة تهمس له وتقول: "أخبرتك أنها لا تقاوم"
وضعتها في فمها لترتفع على أطراف أصابعها تلامس طرف فمه بها في دعوة صريحة منها ليتناولها معها، رعشة استجابته اكتسحتها بينما انحنى ببطء يراقب عينيها بعاطفتها التي تتألق لأجله تحدثه عن اشتياقها وما تسعى إليه، التقط طرف القطعة المقدمة له بتمهل فيمضغها ببطء ليصل إلى شفتيها يلمسها بإثارة وهو يمضغ باقي القطعة من بينهما فيغمغم من بين قضمة وأخرى باستمتاع لملامسة شفتيها: "لذيذة" 
تجرأت أكثر وهي تلتصق به تقول بصوت أجش: "ما هو إيهاب؟؟"
التقط شفتيها يقبلها برقة يأخذ طعم العسل من شفتيها المخالط لطعم الحلوى ليخبرها وهو يغمغم لها وقبلته تنزل إلى طرف فمها يلتقط بقايا الحلوى بلمس خفيف مثير: "أنت وحلاك المتسللة يا مخادعة لم أتذوق من قبل أجمل منهما"
يديه ازدادت جرأة وهو يرفعها عن الأرض قليلاً، بحرص ينثر قبلته على ما يطوله من وجهها وعنقها نزولاً إلى جسدها عندما قابلت جرأته بلهفة وحرائق مماثلة حاول أن يجعل عقله يتوقف عله يجبر جسده أن لا ينهار معها. 
بصعوبة وجهد ابتعد عنها يتبادلان نظرة ملئ بالمشاعر الجياشة أنفاسهما الساخنة تلفح أحدهما الأخر لتقاطعه بصوت لهث وهي تقترب منه مرة أخرى تتلمس صدره بنعومة وهي تهمس بتردد وبخجل حقيقي تمكن منها: "أنا اشتقت لعاطفتك نحوي، هل هذا فعل عديم الحياء مني أريد ألا تتركني إيهاب هذه المرة أكمل ما بدأت..."
اقترب منها يتلمس فكها بحميمة قائلاً بصوت خشن: "لا هذا حقك في تستطيع المطالبة بها عندما تريدين"
كبح رعدة جسده بقوة عندما التصق جسديهما مرة أخرى باقتراب مهلك وناقوس الخطر يدق في عقله يخبره بالابتعاد لا تكرر خطئك مرة أخرى واستمع لصوت العقل يجب أن تفهم قبل أن تكرر فعلتك معها 
كان يجاريها في التصاقها الحميم بت، يقبلها وينثر قبلاته بتفرق على طول وجهها متذبذبا بين نداء رغباته وصوت عقله، وأخيرا استطاع عقله أن ينتصر بصعوبة لينفصل عنها بكبت أمام أعاصير شوقه الذي يحاربه ويكاد يفتك بكليهما إن سمح له. 
بتشوش وجسدها الهش كان يوشك على الانهيار بين ذراعيه، فتحت عينيها ترفرف بأهدابها وكأنها تسأله عما حدث، بصوت مرتعش قالت: "لما توقفت أخبرتني أن هذا حقي"
بتوتر وأنفاسه الثائرة لم تهدأ بعد أخبرها: "مريم يجب أن تعلمي أنا لا أرفضك بل أقاوم رغبتي بسهولة فهي تفوق أي محاولة منك لوصالي... ولكن قبلها يجب أن نتحدث"
بيأس أخبرته: "نتحدث في ماذا أنت ترفضني، لم تعد تحبني، هل تعلم ما الشعور المقيت الذي يتمكن مني عند كل مرة وكل رفض منك لي"
ضمها بهدوء وجسده الصلب لم يهدأ بعد يحاول بثها الاطمئنان: "أخبرتك أنا لا أرفضك لمجرد الرفض مريم، أنا أحافظ عليك صغيرتي وعلى الطفلين، دعينا نتحدث أولاً حبيبتي"
بتشوش وقلق سألته: "نتحدث، فيما سنتحدث إيهاب "
أبعدها عنه قليلاً وهو يبتسم بارتعاش متوتر قائلاً: "توضيح بعض الأمور "
 


بعد قليل كان يجلس ويجلسها بين ركبتيه المفرودة يحيط بجسدها، يضم ظهرها إليه ويريحها على صدره في الشرفة المطلة على النهر، مسترخيا على بعض الوسائد المنثورة على الأرض كان أحضرها خصيصاً لها منذ أسبوعين عندما لاحظ ارتياحها للجلوس على أرضية الغرف أكثر من الأرائك.
كان الصمت يسود جلستهما بعد أن استطاع بصعوبة أن يهدئ انفعالاتها ويسيطر على نفسه لوقت طويل قطعه هو، يحاول أن يبدأ الحديث بشكل ودي مريح، ليذكرها بماضيهما البعيد قبل أن يتزوج منها: "لقد أتيت لك برباط شعر على هيئة قطتين"
التفت تنظر له لتقول بغيظ: "حقاً يا لفرحتي، لقد تحررت من دور الزوج لتعود لدور الأب"
ضحك بقوة وهو يلف رأسها للإمام مرة أخرى، ليعبث بشعرها يقسمه إلى جزئيين متساويين ويخرج ما أخبرها ليربط لها شعرها على هيئة قطتين أدارها إليه يتأمل وجهها بملامحها الناعمة الغاضبة بسخط عليه، يحتويها ويجمع شعرها بعقدتيه لتذكره بطفولتها البعيدة القريبة عندما كانت تجبره أن يسرح لها شعرها بنفسه، ابتسم وهو يرفع يديه يحاوط وجهها ليقول بصوت أجش: "كما الماضي لقد عادت قطتي وطفلتي"
نظرت إليه بسخط لتخبره بامتعاض: "في الحقيقة سيد إيهاب أنا لست طفلتك بل زوجتك وتذكر أيضا أني لم أعد قطتك"، لتعقد حاجبيها مدعية التفكير لتنطق ببطء: "أو ربما أنا بالفعل قطتك الأليفة بالنهاية القطط تأتي بتوأمين ويصادف أني أحملهما، إذاً أنت لم تخطئ" عادت ضحكاته تترد بقوة وصخب في أرجاء الشرفة. 
نظرت له بغيظ وهي تهتف: "هذا ليس مضحكا البتة، ماذا أفعل حبيبي للحق أنت أجدت التشبيه وأنا وضحت الأمر فقط"
عندما انتهى من ضحكته، عاد ليحاول ضمها بينما أبعدت ذراعيه من حولها بحدة وهي تفرد جسدها تتمدد وتضع رأسها على إحدى ساقيه. 
عدل وجهها لتواجهه وهو يطل عليها من علو ليقول محاولا ترضيتها: "لا تغضبي ولكن أنا أجدت التشبيه كما قلت، وأنت أجدت التوضيح" أغمضت عينيها وكأنها تخبره أنها مازالت غاضبة ساخطة بسبب تفكهه على حسابها.

عاد لهدوئه وهو يعقد عزمه على أن ينهي الأمر مازالت تربط أمر علاقته معها بالحب، تأخذه محور حياتهما وهو المخطئ عندما كان يثبت لها، دائماً إنها الشيء الوحيد بينهما كزوجين مرر يده على وجنتها، ليقول بصوت أجش خافت: "اسمعيني حبيبيتي،
بدايتنا كانت خطأ، سوف أجيبك على كل أسئلتك الغير منطوقة والتي تشوش تفكيرك الواضح، أعلم أن ممارستنا للحب لم تكن لشغفك بها فقط بل كنت توافقين عليها وتلجئين إليها لأنها في اعتقادك التعبير الوحيد عن الحب واثبات نجاح علاقتنا"
فتحت عينيها ببطء تنظر لوجهه الهادئ الملامح لتنفي بتردد: "لا أنا كنت أبادلك عاطفتك لم...."


وضع يده برفق ليقول بصوت رتيب: "لا تقاطعيني، ربما لم أنتبه في السابق لهذا حبيبتي ولكن ما حدث جعل عقلي لا يتوقف وأنا أراجع كل ردة فعل منك عند كل لقاء حميمي بيننا مواجهتك لي وأنت تصفين علاقتنا كيف كنت ترينها"
هزت رأسها ببطء تتمتم من تحت يديه قائلة: "لا ما أخبرتك به كان تنفيسا فقط في لحظة غضب لا أنكر أن معظمه كنت أشعر به وقتها ومقتنعة بأنه الحقيقة الثابتة لذا كان صحيحا حينها ولكن"
لم تُمحى ابتسامته وهو يقول: "أنا لا تهمك بشيء ولا أريد ذكر ما حدث ولكن أريد أن أوضح لك بضع نقاط لنبني حياتنا سوياً على أساس جيد "
أخد نفسا عميق وهو يحرك يده ليمسد على شعرها برفق، ليقول: "مريم العاطفة الجسدية شيء مهم وأساسي في العلاقة الزوجية ولكنها ليست محور الزواج وقد كان ظلما مني لك وأنا اثبت لك مرة تلو الأخرى أن علاقة الأزواج تعتمد على هذا فقط، هناك أشياء أخرى يا قلب إيهاب أهم، رعايتي لك، اهتمامي لمشاعرك، حمايتك، تفهمك، المودة والرحمة المتبادلة بيننا ثم السعي لجعلك أفضل وأن تبني نفسك لأجل نفسك ولعائلتنا الصغيرة أيضا، هذا هو الحب الحقيقي حبيبتي، المعاشرة الزوجية فقط ليست دليلا لإثبات حبي لك بل هو التوازن لعلاقتنا ولأجل السعادة المتبادلة بيننا،


 التفاهم والمصارحة يا مريم، أساس لا تستقيم دونه أي علاقة فما بالك بالزواج..الزواج حياة مريم فكيف ستمضي بيننا إن لم يصرح أحدنا للآخر بكل ما يشعر به، الوضوح والاهتمام والحرص عليك، كل ما حدث حبيبتي سابقا لأني قصرت في ذلك وعلاقتنا اعتمدت على الحب فقط" كانت تتابع ابتسامته وهدوئه وهو يحدثها برفق، تتفهم كل كلمة تخرج منه، تشعر بالتيه نعم، هذا ما كانت تريده ولم تستطع أن تطالبه به في السابق أو حتى كانت تجهل معناه، كانت تعلم أن علاقتهما ليست سوية و ينقصها العديد من الأشياء ولكنها كانت متخبطة ولا تعلم طريقها ولا ما ينقص فعليا. لم ترد وهي تخرج تنهيدة مكبوتة كل لحظة وأخرى تتأمله كما يتأملها. ثم برفق مال عليها، يقبل شفتيها الرقيقة بهدوء ليعتدل مرة أخرى وهو يخرج حاسوبه من تحت إحدى الوسائد عندما يئس من ردها وملامحها التي لا توضح أنها فهمًت ما يحاول أن يخبرها به، ويشرحه لها باستسلام وكأنه يريد أن يفضي كل ما كان يخفيه عنها ليبدأ هو بالمصارحة التي شرحها هو الآن ليقول: " حسناً مريم أريد أن أريك شيئا ما " اعتدلت ببطء وعينيها تبرق بفضول منذ أن تحدث عنه في المستشفى وهي تشعر بالفضول بينما يؤجل هو الأمر كل مرة ويزيد فضولها عند كل تردد منه يبديه. راقب عينيها اللامعة باهتمام، ابتسم ابتسامة جانبية وهو يجذبها ليعدل جلستها بين ذراعيه يضم جانبها إلى صدره حتى يستطيع أن يراقبا الحاسوب سوياً وهو يضعه أمامها


قائلاً: "أيا كان ما سوف أريه لك الآن لن يؤثر على علاقتنا مريم، سواء أرضاك أم لا، فهذه هي الحقيقة الوحيدة أنت زوجتي وحبيبتي" نطقت أخيراً بتوجس وهذا الغموض والتردد منه يجعل عقلها يخاف رغماً عنها: "لم ماذا به الحاسوب؟" فتح الحاسب وهو يضمها بأحد ذراعيه ويده الحرة تعبث بالأزرار لتفتح ملفهم السابق ذو الرموز. مرت أمامها صورهما الخاصة بتعجل وهو يميل يلثم جانب وجهها المواجهة له عندما امتدت يدها توقفه وهي تقول: "انتظر أريد أن أرى صورنا مرة أخرى" تمتم لها من فوق وجنتها: "سوف ترينها كما تحبين لاحقا فقط اصبري حتى أتخلص من هذا الحمل الذي يطبق على صدري وأريك ما كنت أسعى إليه" كان أول مستند فتحه أمام عينيها باللغة العربية والإنجليزية على حد سواء، كان اعترافا منه بزواجهما ومرفق به عقد الزواج أشار إليها بصمت لتنظر إلى تاريخ ورقة الاعتراف وهو يتأمل باهتمام ردود أفعالها. نظرت إليه مصدومة كانت الأوراق بتاريخ يتبع تاريخ عودتهما من إسبانيا بأسبوع واحد فقط، هذا يعني أن الأمر لم يكن ابدا كما رسمته وتخيلت، لم يكن ....أبدا لتكون معاناتها بذلك الحجم لو علمت! همس لها بهدوء وهو يقول: "عندما أتمتت زواجي منك انتابني الخوف والقلق المحمل بالذنب، سألت نفسي كثيرا عما قد يحدث لك إن أصابني مكروه، كيف ستستطيعين متابعة حياتك وشرح موقفك للجميع" التفت إليه تناديه بصوت مبحوح يفضح تعجبها: "إيهاب!"



إعدادات القراءة


لون الخلفية