الجزء 28

بعد وقت كانت قد نامت بالفعل لتقطع هناء الصمت وهي تتحرك باتجاه الباب لخارج الغرفة تخاطب منى التي تقوم بتدثير مريم بالغطاء: "منى أريدك بالخارج من فضلك في حديث خاص بيننا إذا سمحت لي "
نظرت لها منى بغموض وهي تجزم بما تريد الحديث فيه وهي تهز رأسها بموافقة صامتة على إتباعها للخارج 
: "تفضلي "
قالتها هناء وهي تشير للمقعد المواجه لها في الشرفة المطلة على النهر
لتكمل هناء بملامح ثابتة وهي تقوم بتقديم فنجان من القهوة لمنى بهدوء بعد ان جلست الأخيرة مكان ما أشارت 
تناولته منها منى بتمتمة شكر خافتة 
صمتت بعدها منتظرة ان تبدأ هناء في الحديث 

بعد دقائق من الصمت، نظرت لها هناء توجه لها السؤال مباشره تنظر لها بتفحص وكأنها تريد سبر أغوارها لتقول بصوت قوي مباشر: "ما الذي تريدينه من مريم منى ؟؟ ما زلت لا افهم أسباب وجودك معها وإبداء كل هذا الاهتمام"
استمرت منى في صمتها بعض الوقت بدون رد
وهي تحرك أصابعها على حرف الفنجان في دوائر لتقطع الصمت وهي ترد بصوت رتيب هادئ لتقول: "مساعدتها وما الذي قد أريده منها اعتقد اني قد أجبتها هي على هذا السؤال منذ قليل"
لتسأل هناء مرة أخرى مستفسرة أكثر: "كيف أخبريني عذراً ولكن عقلي لا يستوعب الأمر بعد , يفترض بأن تأخذي موقفا من الأمر ترفضين وجودها او اقل رد فعل أن تبتعدي عنها ولا يكون لك علاقه بها لا أن تأتي هنا وتقيمي معها بل وتهتمي هكذا بها"
 


لتقول منى ولم تتغير نبرات صوتها وهي تنظر أمامها تتأمل النهر: "ولما لا تستوعبين , أنت تساعدينها ولا تعرفينها أو تقربيها من الأساس مما فهمته من حديثكم , أنها كانت تقيم لديك وقت هروبها ولم تعرفك من قبل , اذاً لماذا انت تساعدينها ؟؟ "
لتقول هناء: "لا تحاولي تشبيه الأمر أنا وضعي مختلف عنك تماماً قد أساعدها لأني استشعرت حاجتها لي ولأني لا أكن لها أي مشاعر رافضة كما يفترض بك ان تكوني" 


عادت منى برأسها تتفحص هناء التي يبدو على ملامحها القوة والثبات بل والاستعداد للهجوم في الدفاع عن مريم ارتسمت ابتسامه هادئة على شفتيها 
لترد على هناء بملامح بشوشة: "ولما قد أرفضها أعطيني أسبابا قوية لهذا إنها أخت لأولادي رغما عني أخبرت إيهاب يوم أن أتى يطالب بحقها أني لا أراها بعد ما أخبرني به الا طفلة أهدر حقها ويجب ان يعود لها جزء من كرامتها المهدورة حاولي تصديقي أنا لا أنوي لها أي ضرر لو كنت أريد هذا كانت لدي الفرصة وأنا أجالسها وحدي لثلاث أيام حتى زوجها لم يستطع ان يتخطى الغرفة لرؤيتها أو حتى الآن انا من اهتم بأدويتها وغيرها ان أردت التلاعب لن يستطيع أحد اكتشاف هذا" 
نظرت لها هناء بتوجس وكأنها لفتت انتباهها لنقطة لم تكن تأتي بتفكيرها 
لتضحك منى من ملامح وجهها برزانة وهي تهز رأسها بيأس وتتناول فنجان قهوتها مرة أخرى ترتشف منه
لتقول هناء بنزق: "لما الضحك الآن هل هذه سخرية أم ماذا أنت نبهتني لأمر لا أكثر" 


التفت لها منى وهي ما زالت على بشاشتها لتقول: "هل حقاً تعتقدين أني لو انوي آمرا كهذا سوف أتحدث عنه معك انا فقط أحاول ان أوضح لك لو أردت أذيتها لن أنتظر او أتصنع كل هذا الاهتمام أنا حقاً اهتم بها وأريد مساعدتها" 
لتقول هناء باسترسال في الحديث: "لما فقط أريد أن يطمئن قلبي مريم هشة للغاية يا منى عاشت طول حياتها محرومة من أي عاطفة امومية لقد تقبلت عاطفتي في وقت قليل جداً بل وكانت تطالبني باحتضانها كما رأيتِ أنا لم أعرفها إلا قبل شهرين ووثقت بي كأنها تعرفني لأعوام وباهتمامك هذا قد تثق بك حقاً كما تريدين أن تصلي نعم أنا لاحظت هذا أنتِ تريدين التقرب منها وثقتها صحيح , نعم أصدقك انك تريدين المساعدة ولكن لابد أن يكون هناك سبب آخر لن تقنعيني بغير هذا , كيف تدعين حبها ؟؟ كيف تستطيعين التقرب منها ومحاوله ضمها وتريدين كسبها لصفك ؟؟ سامحيني على ما أقول لا أريد جرحك ولكن أنت زوجه أبيها هي ابنة امرأة أخرى كيف تتقبلين الأمر برحابة صدر هكذا" 


لترد منى بصوت واثق تنهي أي حديث لا تريد الاسترسال به أكثر لما لا احد يتقبل حقاً أسبابها لماذا لا يقتنعون بأنها تهتم ولا يوجد لها أهداف أخرى قد تؤذيها 
لتقول: "هناء إجابتي الأخيرة ولا حديث أخر لدي ليس كل النساء سواسية وبالطبع لا يوجد إنسان رد فعله كأي إنسان آخر نعم أتفهم أي امرأة مكاني يجب أن ترفض بل وتكرهها ولكن بالتأكيد يوجد فئة ولو قليلة لا تنظر للضحية وتعاقبها على أفعال غيرها ويصادف أني من هذه الفئة , هناك ما يدعى الرحمة , العفو بطريقتنا الخاصة ليس العفو لمن أخطأ في حقنا ولكن عفو نمنحه نحن لأنفسنا بعد أن تنازلنا عن جزء منها وخسرناه لمظاهر اجتماعيه فارغة أو من اجل ترابط أسري ولهذا أنا أحاول أن أساعد غيري لأشعر بالرضى عن ظلمي لنفسي , مريم ضحية مثلي , أنا وهي ظلمنا من اثنان كلاهما أناني فلما أعاقبها على أفعال غيرها جاوبيني أنت"
أومأت هناء بتفهم وهي تشعر بالراحة قليلاً كان الأمر يؤرقها لا تنكر وكانت في تحفز دائم لن تنكر أنها ارتاحت قليلاً وربما سوف تستمر في مراقبة منى ولكنها بالطبع تشعر بالطمأنينة عن ذي قبل لتضيف أخيرا برجاء: "أتفهمك ولكن فقط لا تخذليها إن كنت حقاً تنوين الاقتراب منها هكذا هي صدمت كثيراً في كل من وثقت به ولن تحتمل صدمات أخرى , سيقضي عليها هذا إن حدث مهما كان الأمر بسيط " 


اومأت لها منى بشرود وهي تتمتم بالمشيئة بصوت خافت وفكرها يعقد الإصرار كما أخبرت ابنتها على الهاتف نعم لن تخذل مريم ولكن يجب أن تثق بها وفِي أقرب وقت , هذا ثأرها الخاص ربما لن يتفهمه احد ولكن هي فقط من ستحقق الانتصار لنفسها به 
شردت قليلاً لتقطع الصمت تعود لهناء ربما تساعدها في الشيء الأهم 
لتقول: " صحيح هناء مريم طفلة حمقاء دعينا من تعاطفنا معها ولكنها هدت المعبد على من فيه ولن يدفع الثمن أحد غيرها" 
لتعبس هناء بعدم فهم وهي تقول: "لا أفهم وضحي؟؟" 
لترد منى وهي تنوي ان تفهمها كل شيء ربما تساعد تلك المتهورة في الداخل 
لتقول: "أقصد إيهاب هو لم يخذلها في شيء هي لا تفهم دعينا من علاقتهم الخاصة والتي مهما بلغ سوؤها بالتأكيد يستطيعون أن يصلوا لحل لكن إيهاب لم يكن سيء أو شخص حقير كما تدعي الغبية التي في الداخل ولم يهرب منها بعد اكتشاف الحمل بل كان يبحث عن حقها ويحاول تعديل كل أوراقها عندما تركها وسافر إلى أمريكا" 
لتسأل هناء باهتمام: " حقاً كيف اخبريني كل شيء "
: "حسناً سأخبرك ربما نجد الحل المناسب لنخبرها بهدوء لعلها تتراجع عن خطئها ..............."

 



صرختها لم تتوقف تردد طوال الوقت كما الآن: "أريدهاااا، لا يعنيني أي مبررات منك، أنت من قمت بإقناعي لأسلمها بيدي له، إذاً أعدها لي، لقد صبرت أكثر من شهرين الآن على وعودك الفارغة منذ أن أتى الحقير يهتف بوجهي بزواجه منها" لتضيف بغل وشرر يتطاير من عينيها: "بل ويريد إعادتها لياسر الرواي لينتصر علي"
كانت تموج وتثور كبركان ثائر رذاذه يصيب من حوله، لكن هو في غنى عن كل ذلك كان للمرة الأولى ينظر لها بلا مبالاة حقيقية، لما لم يعد يؤثر به غضبها لماذا أصبح يراها كما كان يصفها الجميع دائماً؟؟ سوداء القلب والتفكير؟
ليجبها ببرود لم يعتاده معها إلا في الفترة الأخيرة: "أنا أقنعتك يا فريال وأنت كنت متلهفة للخلاص منها بآي طريقة، فلا تحمليني الخطأ وحدي على كل حال سوء راضيناً أو رفضنا آنذاك كان سيجد الحل ليأخذها كما أخبرنا نحن منذ مولدها كنا نرميها له إذا ما وجه الاعتراض الآن؟ !" 
لترد بشرر وصوت صارخ وهي تمسك بكوب زجاجي ترميه بقوة ناحية الحائط ليسقط متحطما إلى قطع صغيرة، لتقول بفحيح: "اقسم يا حسين، إن لم تأتي لي بها في اقًرب فرصه لخنقها بيدي العاريتين هذه لسوف تكون أنت محط انتقامي وسوف أفرغ فيك كل غضبي"، لتضيف بجنون: "القذرة الصغيرة شبيهة أبيها تسلمه نفسها وتعطيه نصر علي سوف انتقم منها ومنه وأنا اجعله يتجرع مرارة فقدان هذا الطفل الذي يفتخر بت، العقيم القذر جعل ابنتي أنا تحمل جزء منه؟ !" 
نظر إليها بلا مبالاة طويلا وهي تغلي تبدو له مثل ساحره شريرة بعينيها، بضيقها الملحوظ التي تحولت لسواد يحيطها اللون الأحمر لشعرها القصير المصبوغ بعناية باللون الأصفر، جسدها الممتلئ قليلاً ينتفض غضبا بالفعل، رغم قصر قامَتَها الواضح لكنها تبدو كوحش عملاق في غضبها، وانفها المميز بكبر حجمه ينفتح وينغلق بوضوح وهي تتنفس حقاً كأنه يرى دخان يخرج من فتحتيه. 


كيف لم يرها قبلاً بصورتها الحقيقة؟؟، كيف لم يرى بشاعة روحها؟؟، كان يراها أجمل النساء كان مدلها بحبها ضعيفا وحقيرا، حطم طفليه بيديه وحتى ابنتها هي حطمها معهم، هي المذنبة في بعد أولاده عنه، ابنته لا يعلم عنها شيء ترفض التواصل معه وابنه أصبح عاجزا مشوه الوجه، مكسور النفس رفضا حتى أن يراه أو يستنجد به بل السفارة هي من قامت بتجهيز أوراق سفره لعودته لأمريكا. 
لقد خسر كل شيء حتى جميع أمواله باسمها هي وما تبقي منها ليستطيع أن يعيش بكرامة وترف كما تعود أن يملكها ابن أخيه. 
النذل الآخر هو السبب في عجز ابنه، هو المسؤول الوحيد، ليعد جميع أسباب حقده على إيهاب...كل الشركات والأموال، يملكها طفل منتظر من صلبه وريث له بعد أن كان اطمئن لعقمه وإضرابه عن الزواج.. 
وعجز ابنه الذي تسبب تابع الفصل الواحد الواحد والعشرون
صرختها لم تتوقف تردد طوال الوقت كما الآن: "أريدهاااا، لا يعنيني أي مبررات منك، أنت من قمت بإقناعي لأسلمها بيدي له، إذاً أعدها لي، لقد صبرت أكثر من شهرين الآن على وعودك الفارغة منذ أن أتى الحقير يهتف بوجهي بزواجه منها" لتضيف بغل وشرر يتطاير من عينيها: "بل ويريد إعادتها لياسر الرواي لينتصر علي"
كانت تموج وتثور كبركان ثائر رذاذه يصيب من حوله، لكن هو في غنى عن كل ذلك كان للمرة الأولى ينظر لها بلا مبالاة حقيقية، لما لم يعد يؤثر به غضبها لماذا أصبح يراها كما كان يصفها الجميع دائماً؟؟ سوداء القلب والتفكير؟
ليجبها ببرود لم يعتاده معها إلا في الفترة الأخيرة: "أنا أقنعتك يا فريال وأنت كنت متلهفة للخلاص منها بآي طريقة، فلا تحمليني الخطأ وحدي على كل حال سوء راضيناً أو رفضنا آنذاك كان سيجد الحل ليأخذها كما أخبرنا نحن منذ مولدها كنا نرميها له إذا ما وجه الاعتراض الآن؟ !" 
لترد بشرر وصوت صارخ وهي تمسك بكوب زجاجي ترميه بقوة ناحية الحائط ليسقط متحطما إلى قطع صغيرة، لتقول بفحيح: "اقسم يا حسين، إن لم تأتي لي بها في اقًرب فرصه لخنقها بيدي العاريتين هذه لسوف تكون أنت محط انتقامي وسوف أفرغ فيك كل غضبي"، لتضيف بجنون: "القذرة الصغيرة شبيهة أبيها تسلمه نفسها وتعطيه نصر علي سوف انتقم منها ومنه وأنا اجعله يتجرع مرارة فقدان هذا الطفل الذي يفتخر بت، العقيم القذر جعل ابنتي أنا تحمل جزء منه؟ !" 
نظر إليها بلا مبالاة طويلا وهي تغلي تبدو له مثل ساحره شريرة بعينيها، بضيقها الملحوظ التي تحولت لسواد يحيطها اللون الأحمر لشعرها القصير المصبوغ بعناية باللون الأصفر، جسدها الممتلئ قليلاً ينتفض غضبا بالفعل، رغم قصر قامَتَها الواضح لكنها تبدو كوحش عملاق في غضبها، وانفها المميز بكبر حجمه ينفتح وينغلق بوضوح وهي تتنفس حقاً كأنه يرى دخان يخرج من فتحتيه. 
كيف لم يرها قبلاً بصورتها الحقيقة؟؟، كيف لم يرى بشاعة روحها؟؟، كان يراها أجمل النساء كان مدلها بحبها ضعيفا وحقيرا، حطم طفليه بيديه وحتى ابنتها هي حطمها معهم، هي المذنبة في بعد أولاده عنه، ابنته لا يعلم عنها شيء ترفض التواصل معه وابنه أصبح عاجزا مشوه الوجه، مكسور النفس رفضا حتى أن يراه أو يستنجد به بل السفارة هي من قامت بتجهيز أوراق سفره لعودته لأمريكا. 
لقد خسر كل شيء حتى جميع أمواله باسمها هي وما تبقي منها ليستطيع أن يعيش بكرامة وترف كما تعود أن يملكها ابن أخيه. 
النذل الآخر هو السبب في عجز ابنه، هو المسؤول الوحيد، ليعد جميع أسباب حقده على إيهاب...كل الشركات والأموال، يملكها طفل منتظر من صلبه وريث له بعد أن كان اطمئن لعقمه وإضرابه عن الزواج.. 
وعجز ابنه الذي تسبب بت زاد الأمر سوءا عن سوء...كل ذلك يثبت خسارته لميراث عائلته وأضحى ابن أخيه الفائز. 
ليرد عليها ونار تغلي في قلبه غل وحقد يتقد بِه ويسيطر على جميع تفكيره، ليقول وهو يلقي لها ورقة ما على الفراش المتواجد بغرفتهم داخل الفندق الذي يقيماً به منذٌ أتوا للبلاد 


ليقول: "هذا العنوان التي تتواجد به ابنتك، النذل إيهاب آتى لها بشقة خاصة وقام بتسجيلها باسمها ووضعها فيها وحسب معلوماتي لقد تركها وحدها بالفعل وهي تقيم هناك منذ أسبوع لقد كنت أراقب جميع تحركاته لقد اختفى هو هذه المرة ولكن قذرتك الصغيرة كما تقولين متواجدة هناك اذهبي إليها وافعلي بها ما يحلو لك لا يعنيني الأمر" 
لتضيق عينيه بشرر: "وسوف يكون أفضل إن تخلصتي من الطفل بالفعل لأني سأجد أبيه وأضع نهاية له وانتقم لعجز ابني منه"
ليضيف لدواخله وربما حينها استطيع أن أتخلص من سحرك أنت....

لتضيف وأنفاسه تهدأ وابتسامة مقيتة اعتلت وجهها: "بالتأكيد سأتخلص منه وبرضاها هي الكامل سأعطيها ما كانت تستجديني إياه طوال عمرها"، لتضيف بسخرية: 
"حبي وحناني بالكامل، لتكون هي السلاح الذي يذبح الجميع فهي ابنتي في النهاية" 
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية