الجزء 11

خرجت إسراء من غرفة مريم بمشاعر محيرة لها..تتضارب أفكارها بتعثرأكثر
تتساءل في سرها، ما الذي حدث حقا معها؟؟، انكسارها يوحي بوضوح غير مستساغ عما حدث لها، ولكن استشعرت أن هناك لغزا أقوى وأكبر تسبب في عقدة من نوع أخر.. فهي لم تقم أبدا من قبل بالإفصاح مقارنة ومصارحة بما كانت تشعر به وهي صغيرة، والآن وفِي هذا الوقت. لماذا؟؟..ما معنى كلامها بأنها تتذكر كل شيء يخص علاقتها وزواجها من إيهاب ؟؟، ولما نظرات الحسرة التي تملأ عينيها ونبرات الندم في صوتها.
عقدت حاجبيها بقنوط، تتذكر ما شكت به سابقا بان كلا من مريم وايهاب على علاقة، ولكن هذا مستحيل ربما ...ربما لا تستطيع الا ان تسمح لخيالها أن يتجرأ على الجزم ببعض قبلات لا أكثر.. هذا ما توصلت له بخيالاتها، فشخص كإيهاب لا يمكن أن ينجر لشيء أخر..لا تستطيع أن تصدق ذلك، لذا كان هذا ما توصلت اليه كما انه قد لا يكون هناك أي قبلات من الأساس وعقلها النشط هو من صور لها ذلك. لتهز راسها بنفي مؤكدة لنفسها من المستحيل ان يكون هناك أي علاقة بينهم هذا غير وارد بالمرة.

لتنتبه لصوت رنين هاتفها، لتتنهد بتعب، بعد أن علمت هوية المتصل تساءل نفسها، لماذا ظهرت الآن مراد ما الذي تريده مني؟؟، كأن ينقصني حيرة وقلق لقد تجنبت الرد على اتصالاتك الملحة منذ يومين ورسائلك الغاضبة التي أستشعر فيها التهديد.
لتحدث نفسها بصوت خافت، سوف ترد عليه وتعرف ما يريد منها وربما هذه المرة تستطيع ان تجعله يقتنع أخيرا في الابتعاد عنها.
لترد بصوت هادئ، تحاول جاهدة ألا تنفلت منها أي نبرات للغضب الذي يعتمل بداخلها، فهي الى الان عند سماع صوته لا تتذكر الا مظهره في اخر مرة رأته فيها،
لترد قائلة مباشرة:"ماذا تريد مراد ؟؟"


ليأتيها صوته هادئ قاطع :"أخبرتك إسراء سابقا ...أريدك "
لترد عليه بصوت بارد:"وأنا اخبرتك ايضاً مراد نجوم السماء أقرب لك مني"
لياتيها صوته قائلا بصوت هادئ لكن جملته تشي قوته وتستشعر التهديد في نبراته:"وهل اعتقدت بأني سوف استمع لكلامك واستسلم... ما بك اسراء؟؟، يبدو أنك لم تعرفيني جيدا طوال الفترة الماضية، لذا سامعيني جيدا وكما اخبرتك من قبل مهلتك التي أعطيتها لك بكرم مني انتهت والآن حان وقت ان تتعقلي وان تعودي لصوابك.. وبيتك "، ليكمل بصوت آمر:" يجب ان نتحدث وجها لوجه، واجهيني ولا تتهربي بجبن "
لترد بصوت مكبوت بغضب تضغط على حروفها بتأكيد:"ما بيننا انتهى مراد. فعن أي فرص تتحدث، لا حديث بيني وبينك أنت صفحة طويت من حياتي وانتهت لم يعد لك أي مكان بها وانا ارفض أي حديث بيننا عن هذا الموضوع"
ليرد الاخر بصوت مهدد وصريح:"اسمعيني جيدا انا خارج منزلك الحصين الآن انتظر خروجك بكل أدب منك كأي زوجة مطيعة والا اسراء سوف اقتحمه لأجذبك خارجه جذبا ولن اهتم بأي اعتبارات أخرى، أقسم إسراء باني سوف افعلها تعلمين جيدا بان لا شيء سوف يمنعني "

لترد باستفسار صادم لها:"عن أي منزل تتحدث وكيف أنت خارجه هل أنت في البلاد. "
:"هل الغباء تملكك اسراء اخرجي حالا أمامك خمس دقائق لا غير وسوف اقتحم المنزل مثير فضحيه ولن اهتم بأحد "
لترد بغضب بعد تداركها معاني كلامه وتهديده لها:"لن تستطيع مراد إيهاب سوف يقف لك ان فعلتها انت تعلم ذلك "
ليصرخ فيها بغضب عند ذكرها تحصنها بايهاب الجدار الذي كان ومزال بينهم تشبتها بماضيها وسبب انهيار حياتهم :"جربيني اسراء لا إيهاب ولا غيره سوف يمنعني من أخذ زوجتي انا الى الان احترم صورتك امام اهلك لكن اقسم كلمة اخرى منك بتحصينك بزوجك السابق وسوف افعل ما سوف تندمين عليه بقيةحياتك... اخرجي حالا "
ليغلق الخط تاركها ترتجف من نبرات صوته، تعرفه حق المعرفة بجبروته، ما يقوله لا يتراجع عنه كيف كانت غبية وصدقت عشقه الكاذب بها.
لتأخذ قرارها بعدم تفكير، تغادر المنزل فما يهمها الان ان لا يعرف أحد بظهور مراد في حياتها مره اخرىلا أحد متفرغ لها ليسمع مخاوفها ومشاكلها مع زوجها المجنون..تعلم ذلك جيدا لتدرك استحالة تهربها منه، فالحل هو المواجهة معه.
ستعرف ما يريده منهاوتجعله يخرج من حياتها وهذه المرة الىالأبد، لتصل الى باب المنزل فتجده في الجهة الأخرى يقف بملامح غاضبة الى جانب سيارته.
لتتوقف للحظات تتأمله، كم مر عليها منذ أخر مرة رأته فيها، ربما عام..لا تذكر. تتفحصه بتأمل غير قادرة علي تذكره الا بصدره العاري وملامحه الباردةعندما فتح لها باب شقته والحقيرة عارية تقف ورائه تنظر لها بنصر وتحدي لم ينطق كلمة واحده وقتها ولم تتغير ملامحه ولم يتحرك قيد أنملة حتى مع صراخها وضربها له، كأنه غير معني بخيانته لها.. ولم يكن طرفا فيها.
لتتركه بعدها وتفر هاربة الى منزلها لتحمل طفلتيها وتعود الى منزل أبيها تجر ذيول الخيبة ورائها، لتطلب منه الطلاق رسميا، لم يكلف نفسه حتى ليأتي لقد تكفل محاميه بكل شيءلإتمام الإجراءات وكأنها لا تستحق حتى اعتذارا منه او ان يقوم بالأمر بنفسه لتحمل اطفالها بعدها هاربةمن شماتة فريال بها وبرود ابيها معها، لتأتي الى هنا لعلها تنسى وتعيد ثقة انهارت من الجميع بها وإيجاد حياةأفضل لها ولطفلتيها.

لتتحرك بعدها بهدوء إلى جهته لم ترى حتى أن ملامحه تغيرت او تحرك من وقفته فقط أومأ لها بدون صوت وكانه يأمرها بان تتبعه ليفتح لها باب السيارة، لتصعد هي الأخرى بدون أي كلمة ليلتف بعدها بهدوء يحتل مقعده وينطلق بها .


في إحدى المنازل الكبيرة، التي تحتل مساحات شاسعة، يكفي النظر اليها لتعرف أصول من يسكنها.
يجلس إيهاب وجاسر في حجرة مغلقة يواجهان رجل يبدو في الظاهر عليه ملامح الهيبة والوقار لكلمن يراه. رجل له سمعته الجيدة واصله العريق اللذان لا يوجد عليهماغبار ولكن للجالسين امامه يعلمان حقاً ماضيه الذي حاول ان يصلحه ويخفيه، ولكن هناك أخطاء لا يمكن ان تمحى مهما مر عليها من الزمن وكأن القدر يحاول ان يذكرنا بفداحة جرائمنا والضحايا التي تعقب أنانية ذواتنا وزلاتنا. اوليس هو خير مثال ؟؟

ليقطع جاسر الصمت الذي حل بهم، منذ دخولهم الغرفة، كل من مرافقيه يتأمل الاخر وكأنه يحاول استكشاف بعضهما البعض وما يدور في عقل كل أحد منهما للأخر.
يحاول التحدث بهدوء حتى يحصلا على ثقة الرجل ويستطيع أن التوصل إلى حل يرضي الجميع، فصديقه يبدو انه لن يبدأ في الحديث بنفسه، لا يعلم ما الذي يدور بخلده، ليتحدث مخاطب الرحل الذي امامه:"أشكرك علىتلبية طلبا سريعا واستقبالنا في منزلك "
أومأ الرجل له بصمت يحاول صبر أغوار من امامه من طبيعة تلك المقابلة الملحة منهم وماذا يريدون؟؟، فبعد مقابلته لآخر في أمريكا وما حدث في تلك المقابلة ظن انه تقطعت به كل السبل للوصول معهم الى حل فيما اكتشفه ولم يعلم بِه طول تلك الفترة ولم يحسب أي حساب لوجوده ولكن داخله كان يشعر ويعلم ان هناك شيء مجهول شيء ناقص كان قلقا من العواقب التي كان يعلم انها لن تنتهي الي هذا الحد لذلك عندما اكتشف الامر لم يصدم تمام بما رأى.

ليقطع صمته بصوت هادئ مرحبا:"مرحبا بكم في أي وقت،بيتي مفتوح للجميع وانت بالأخص جاسر لك منزلة عندي "

ليرد إيهاب هذه المرة بهدوء يماثل هدوء الرجل:"إذا سوف استغل هذه المكانة لتستمع لي وأرجو ان نصل لحل يرضي الجميع ويعيد الحق لأصحابه "
ليحاول الرجل التهرب منه وهو يفهم معنى إشارته تلك جيدا من اجل الجالس بينهم لا يريد ان تهتز صورته امام أحد:"بالطبع إيهاب ولقد اتيت لك بنفسي لعلنا نصل لحل مرضي ولكنك قابلت يدي الممدودة ومطالبتي بحقي برفض قاطع وتهديد صريح"
ليرد عليه إيهاب يواجه بما شعره منه قائلا:"ربما لأني استشعرت عدم تحديدك لما تريد حقاً لقد اتيت تطالب بسرية تريد إقرارا بما اكتشفت ولكن لم تكن متأكدامما تريد "

ليضيف :"سيد ياسر لا داعي لكلامنا المبهم جاسر صديقي وأخي الذي اثق به واعلم ايضاً صلتك به لذلك اخترته هو من بين الجميع ليعلم الحقيقة كاملة"

ليطرق ياسر برأسه مفكرا فيما يقول للحظات لطريقته ينظر بقوة واستكشاف للذي امامه يوجه سوال مباشره له او ربما إقرار :"إذا جاسر يعلم أخبرته بشيء ليس من حقك ان تبوح به لأحد"، ليلتف لجاسر كنوع من الاعتذار وهو يردف :"لم اقصد اهانة لك بالطبع بني انا اثق بك ولكن .."
ليعود لوجه إيهاب الذي بدأت تظهر عليه علامة التحفز:"ليس من حقه إخبار أحدبأشياء خاصةوحساسة وأيضا بعد ان رفضه بشكل قاطع الاعتراف بها لي او تأكيدها من نفيها بل تجرأعلى تهديدي وانا في مكتبه الخاص لم يراعي أي أصول في التعامل بيننا "

ليرد عليه إيهاب بصوت صريح يعبر به ما شعره منه ويضعه امامه نفسه :"ربما سيد ياسر لأني لم استشعر حزمك وقوتك، او حتى تحديد ما تريد لقد اتيت تريد تفسير وسؤال لم تطالب بحقوق وبعدها تخبرني بدون أن أجيبك بالحقيقة أنك لن تستطيع المجاهرة من اجل المحافظة على مظهرك امام المجتمع ومركزك وأيضا من أجل استقرارك الاسري إذا ماذا كنت تريد مني تحديد أن أرحب بالفكرة وأخبرك لا تقلقك افعل ما تريد كلنا طوعا لرغباتك "
ليرد عليه ياسر بصوت حازم يحاول ان يشير له فيه على ما فعله هناك من مقابلة جافة وأيضا يلفت انتباهه بضرورة أن يسيطر على نفسه في الحديث معه :"لن أرد عليك بما يليق بلهجتك الساخره تلك إيهاب انا احترم أنك في منزلي ولن افعل مثل ما فعلته معي هناك ، اخبرتك ظروفي وقتها ولكن ضع نفسك مكاني وتخيل للحظات ..


أنك تجلس في مكان ترى فيه كل المعارف والأصدقاء بعيدا عن الوطن.."
ليضيف بصوتيسترجع الذكرى وكأنها امامه:"لتفاجأ بنسخة مصغرة من ابنتك الكبرى او لتنظر لعينين لتجد عينيك انت روحك في قسمات وجهها...لتحول عينيكلمن يرافقها تحاول ان تنفي ما ترى، تستكشف انه مجرد شبه او صدفه.. أو حتى مجرد خدعة.. وأردت حدوثها.. وان قلبك وأبوتك التي تحركت ربما هي مجرد اشتياق للوطن او اشتياق لابنتك أيقظته فيك من تشبهها"..
ليضيف ببعض الندم والكره يقطر من نبرات صوته:" لتجد أخطاء عمرك الذي لم تستطع محو اثاره يوما يرافقها ليزيد شكي بما ارى وبعد محاولة فاشلة استطيع جذب اهتمام تلك الطفلة محاولا أن استشف أي شيء منها لقطع شكي باليقين هل تلك ابنتي أم لا ؟؟ّ، ولكن ما تأكدت منه بدون أي اثبات بعد الحديث معها ان التي امامي قطعة مني ابنتي والتي لم اعرف عنها يوما شيء وبالطبع هلع فريال بعد ان رأتني مع مريم هو ما أكد لي" ليضيف بصوت قاطع ما اخبره سابقا لإيهاب في مكتبه :"مريم ابنتي إيهاب صحيح اخبرتك يومها حدسي تأكد وبحسبة بسيطة لعمرها ومولدها لا يمكن ان يكون هناك أي احتمال أخر ولكنك استكثرت علي أن أتأكد من الأمر وأصررت على نفيه"
ليرد إيهاب بغضب ضاغط علي حروفه وهو يهب واقفا من مجلسه غير قادر بالسيطرة على مشاعره وهو يشعر بالالم من اجل مريم وحقها الذي ينكره الجميع، غاضب من هذا الرحل الذي يلقي الاشعارات ومشاعر الابوة التي تحركت ولكنه لم يفعل شي لم يحارب من اجلها اكتفى بان يلقي لهم خبر معرفته وأكتفي برده هو بالنفي والتهديد وابتعد ..ابتعد بعد ان خرب كل شيء وجعل أفكار فريال الخطرة مثلها تخطط لرمي صغيرته في جحيم من اجل فقط ان لا ينتصر ياسر الرواي عليها ولكن مريم لا تهم ما سوف يجري لها لا يهم المهم تجبرها وكبريائها وعدم انتصار ياسر عليها، ليواجهه قائلا :"لن أضع نفسي مكانك ياسر لاني لو وضعت نفسي مكانك سوف تكون الخاسر في المقارنة، بل أسألك أن تضع أنت نفسك مكان مريم واخبرني حينها كيف ترى نفسك ان فكرت لمرة بما عانته تلك المسكينة من كليكما أم متجبرة لا تفكر بغير نفسها وابن غير واع بالمرة وحتى بعد معرفته لم يحرك بالأمر شيئا ...لذا لا تطلب مني ان اضع نفسي مكانك بل سوف اخبرك ما هي خطواتي ان حدث كنت سوف اجبر الجميع وأقيم العالم لإثبات حقي في ابنتي كنت سوف أحاول الاقتراب منها ولو وضعوا امامي الاف الأبواب".
ليعلو صوته بغضب:" لكن أنت ماذا فعلت بظهورك غير التسبب لها في ضرر أكبر مما هي تعيش فيه من الأساس لتختفي بعدها بدون أي اكتراث مخلف ورائك زوابع ظهورك اكتفيت ان تاتي الي تخبرني مريم ابنتي إيهاب ولكن لن استطيع الاعتراف او هدم استقرار اسرتي والمخاطرة بها لكن انا أريدها اريد ان اخذها معي لتكون امام عيني كيف تكون امام عينيك وانت لن تجاهر بوجودها كنت تريدني ان أسلمها لك بكل صدر رحب لتأتي بها الي هنا والله وحده اعلم بما كنت سوف تفعله بها ربما تضعها في مكان حقير ما الى إشعار اخر ترضي ضميرك بأنك فعلت الصواب ماذا يعني هذا بحق الله اخبرني أي عقل يقبل هذا أسلمها لك لانسان لا تعرفه لمكان تجهله اخبرتك يومها ياسر مريم ليس ابنتك او ابنة فريال مريم تخصني انا وحدي وسوف ادفع عمري من اجلها "

ليقف جاسر يوازي وقوفه بعد ان شعر بان كل شيءسوف يخرج عن السيطرة وهذا ما لا يريدونه الان بل يريدون بعض التعقل ليجدو الحل المناسب ليحاول انا يهدئ من غضب صديقه مخاطب إياه :"اهدأ إيهاب لم نأتي هنا لفرض حقوق او حتى عتاب" ليتوجه بالقول لياسر الذي بدى هو الاخر الغضب على ملامحه في الظهور ليقول له:" سيد ياسر رجاء ما حدث هناك أي كان انتهى"، ليضيف بنوع من الحزم كلاكما أخطأعلى حد سواء في الطلب أو حتى الرد، والآن نحن أمام كارثة ويجب أن نناقشها بهدوء ونجد الحل الذي يرضي جميع الأطراف ولا ننسى ان نضع في الحسبان ان هناك ضحية تنتظر الخلاص من هذا الوضع ورد حقها "
ليحاول إيهاب ان يهدئ نفسه مذكرا إياها بانه هنا لإثبات حق زوجته وابنه هو هنا من أجلهما هما ومن أجلهما يجب ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يسمح للرجل أن يثير حفيظته وغضبه، ولا يخرج عن شعوره من هذ ا المستفزالذي امامه يتحدث عن ابوة وشعارات ولم يتحرك ليفعل شيء بل ظهر لقلب حياتها واختفى بدون حتى أن يعود مرة أخرى لمحاولة ولو واهية لإثبات حق ابنته كما يدعي.

لياتيهم صوت ياسر بداعي واهي للهدوء والوقار مؤكد على حروفه ومستفسر عما يريدون :"أوافق جاسر هذا ليس وقت عتاب او تبادل اتهامات إذا ما الذي اتي بك إيهاب الان وماذا تريد؟؟؟، في اخر مقابلة لنا انت أوضحت موقفك من الامر بشكل قاطع ورفضت حتى ان أحاول ان أراها مرة اخرى او اقترب منها وردا على اتهامك من أخبرك أني لم آت للبحث مجددا لقد اتيت بعد شهرين لمحاولة مقابلتك ورأيتها مرة اخرىولكن علمت بأنك أخذتها وعدت إلى هنا فارتحت للأمر قليلا بأنها تحت سماء واحد معي الي ان ارتب بعض أموري واعود المطالبة بها لم أكن لأتخلى عنها بعد ان علمت بوجودها "

ليرد إيهاب بعد ان هدء قليلا بعد ان استشعر من كلام الذي امامه انه ربما هناك امل في يسعي اليه هو :"لا اريد الا شيء واحد فقط منك وبعدها لن ترانا او حتى نطالبك بشيء غيره،فقط اثبات إبوتك لها في الأوراق الرسمية"

ليفاجئ ياسر من الطلب والنبرات القاطعة مهما تصور طلب الذي امامه لم يكن يتخيل بانه سوف يطلبه بذلك بعد رفضه هناك حتى علي التأكيد بان مريم ابنته
ليردف أيهاب مكمل حديثه بعد ان راي ملامح ياسر المتفاجئة:"وانا سوف اتي لك بكل الاثبات الازم أوراق مريم الاصلية التي تحمل اسمك ولو اردت ان تقوم بفحص (دي ان ايه) فأنا مستعد لمساعدتك في ذلك حتى يستريح قلبك من أي شك بشكل قاطع "

ليعم الصمت الغرفة لحظات أو ربما دقائق لا يعلم فقط كل منه يدوي في مسامعه وعقله طلب إيهاب القاطع للذي أمامه ونبراته التي تحمل التصميم وكان حياته تتوقف على تحقيق مطلبه، ليتحدث ياسر مقطع الصمت المطبق بينهم يوجه سؤال واحد فقط :"لماذا الان إيهاب ظننت انا من سوف يسعي وأنتم من سوف ترفضون باصرار 
ليرد إيهاب:" لي أسبابي الخاصة ياسر "

ليرد ياسر:" بتأكيد ...انت تطلب مني ان اقلب حياتي واعترف للعالم بوجود ابنة غير شرعيةوالمخاطرة بمركزي واسمي ولا تريد مني ان اعلم سبب سعيك هذا اقل حقوقي "

ليرد إيهاب بصوت مستنكر:" حقوقك تبحث عن حقوقك وحقها هي المهدر بيننا الا يعنيك الامر شيءانت الان كنت تخبرني بأنك كنت سوف تعود اليها إذا ما المشكلة انا اريد اسمك فقط لها لن نعلن الامر او نطالبك بشي ياسر بك "

ليرد ياسر بقوة:"لماذا إيهاب من حقي ان اعلم ماذا حدث لتغير رأيك وهل وافقت فريال وعمك بهذه السهولة ليبعثوا بك تطالب الآن بهذا الحق "

ليرد إيهاب بتأكيد:" لا فريال ولا عمي يعلمان بالأمر ولن يوافقا يوما هذا حقها هي وانا الذي أطالب بِه "

ليردف بنبرة قاطعة مؤكدة:" ولن يقف أحد في طريقي وان كنت تريد تعلم لماذا باصرار هكذا وسبب سعي ليرتاح تفكيرك وشكك.....أريد أن اثبت حق زوجتي وتصحيح نسبها"

ليردّد ورآه مستنكر الامر:" زوجتك مريم زوجتك كيف ومتى؟؟"



:"لا يهم كيف او متي ياسر اريد منك اجابة قاطعة نعم ام لا هل سوف تمنح ابنتك حق لها"
ليرد ياسر بعد ان تمالكه الغضب من هذا الذي امامه يأمر وينهي ويهدد بشيء ليس له حتى حق المطالبة به، فهم جميعا من أخفوا حقيقة الامر عنه من البدايةأنكروا عليه ان يعلم حتى بان هناك جزء منه يحمل لقب واسم رجل اخر وان لم يرسم القدر خططه بان يرى ابنته صدفه ربما لم يكن ليعلم يوما وحتى بعد ان علم سارعوا بتزويجها وكانهم يثبتون الامر له بانه لا يعني وجوده شي ولن يستطيع الاقتراب منها "
ليقول بصوت فاقد السيطرة على انفعالاته :"تريد إجابة قاطعة والآن تاتي لتآمر تولد ابنتي وتحمل اسم غير اسمي تربى في بيت غير بيتي وفِي أحضان عائلة ليست عائلتها وعندما اعلم بوجودها ترفضون حتى ان تجعلوني اقترب منها والآن تأتي لتخبرني بأنك تزوجتها وتاتي الان لتآمر بأنك تريد اسمي "
ليردف بصوت مستنكر:"كيف استطعتم انها مراهقة لا تكبر عن كونها طفلة بأعوام قليلة"

ليأتيه هذه المرة صوت جاسر الذي كان يلتزم الصمت يحاول أن يعطي الاثنان فرصة للتفاهم بدون تدخل:"اهدأ قليلا سيد ياسر مهما قلنا الان واستنكرنا ما حدث قد حدث لنحاول فقط الوصول لحل مرضي لكليكما ولا تنسيا ان هناك من تتوقف حياته على تفاهمكم هذا "

في نفس الوقت كان أيهاب يستمع لاتهامات ياسر ومحاولته قلب الطاولة عليه ليصبح كل الحق عليهم خدعة قديمة للتهرب من سؤال خطير وتحديد موقف يجب ان يتحلى بالبرود حتى يستطيع ان يسيطر على الرجل، ليتحدث موجه الحديث لياسر:"اسمعني سيدي ...أي ان كان غضبك لديك الحق به ليكمل وهو يشير لما أخبره به سابقا، كما اخبرتك عندما علمت بوجود ابنتك لم تحدد ماذا تريد وهي لم تعلم بك ولم يكن هناك أي حل وقتها غير رفض طلبك المتردد الغير واثق لن اخبرك الان ما حدث بظهورك لتزيد حياتها مصاعب غير المستقرة من الأساس تستطيع القول ان زواجي منها كان إنقاذا لها او ربما لكليناولكن والآن مع الوضع القائم لا يوجد حل امامي الا انت مريم يجب ان تحصل على اسم لتستطيع أخذ حقوقها كانله مني ايضاً واشهار زواجنا "
ليدمدم ياسر بخفوت:" حقها منك واشهار زواج"، لتعلو نبرات صوته باستفسار وهو يتفحص الذي امامه ليحاول ان يفهمً كلامه تخرج منه ويفرق ان كان يكذب ام يقول الصدق :"كيف بالضبط تحصل على حقوقها وعن أي اشهار تتحدث الم تقل انها زوجتك بالفعل"
ليقول إيهاب بتأكيد:"كما اخبرتك هي زوجتي بالفعل وليطمئن قلبك زواج شرعي علي يد مأذون ولكن بسبب القوانين التي تعلمها جيد لم أستطع اثباته فهو الان مجرد زواج شفهي بورقة غير مثبتة"
ليوجه له ياسر سؤال اخر يحاول ان يفهم أكثر ليعلم بالوضع كامل:"ولما لم تثبته هنا مثال كل المهاجرين الذين يفعلون ذلك "
ليحدث إيهاب نفسه حسنا سؤاله يعني انه يهتم ربما يفكر سوف يحاول التحلي بأكبر قدر من الهدوء والدبلوماسية لمحاولة كسبه، ليرد قائلا:" لم أستطعللأسف عمي لم يمنح مريم جنسية البلاد ولم يثبتها هنا من الأساس ربما كان قلق من القوانين هنا ان يثبت طفل ليس بطفله ويمنحه اسمه اكتفي بمنحها اسمه هناك وبالطبع تحمل الجنسيه بحق المولد ولن يحاسبه أحدعلىشيء ان اثبت ان مريم ليست بابنة له فهذا يحدث طوال الوقت في أمريكا "

ليستفهم ياسر منه أكثر:"ولو وافقت على ما تريد كيف سوف نفعل ذلك هذا الامر يحتاج برفع قضية وكسبها طبعا لن اذكر لك ماذا سوف تفعل الصحافه بِنَا ان حدث هذا وخطورته على وضعي "
ليتجنب إيهاب حرص الرجل على سمعته هكذا مضحيا بابنته يريدها فقط في الخفاء وكان مكتوب لمريم ان تعيش في الظل دائما:"لن نحتاج لهذا ياسر انااسعىللامر منذ أشهر مضت معي شهادات ميلاد مريم الاصلية التي تحمل اسمك انت وبحث في الامر جيدا مريم سوف تغير اسمها وكنيتها هناك بورقة تمنحها انت الإذن باستخدام اسمك ونستطيع بعدها ان نثبته هنا كأي اثبات لطفل ولد هناك واتي والده لاثباته هنا أي محامي جيد سوف يستطيع ان يفعل الامر بتكتم لن يعلم أحد بالأمر اما عمي فأنا كفيل به وفريال"

ليتفكر ياسر للحظات في كل المعلومات التي قالها وبعد يرد بعدم اقتناع وتردد:" كل ما تقوله جيد إيهاب ولكن هذا به مخاطرة كبيرة لسمعتي واسمي "

ليخرج إيهاب عن شعوره يرد بصوت غاضب كل ما قاله وتهديده له لم يعنيه شيءمازال كل ما يهمه اسمه ينكر الامر وهو سبب رئيسي فيما تعاني منه مريم هو من أوصلهم لذلك لا يفكر الان الا في انكسارها يحرقه ألما عجزه عند رؤيةعينيها تتهمه وفقد ثقتها به بعدها عنه خسارته لها هما السبب في كل ذلك ربما لو وضعها كان طبيعي لاستطاع ان يجاهر للعالم به بدون أي تكتم بدون سرية مهينة لها.

ليوجه كلامه له وهو يصرخ :"بعد كل ما أخبرتك به وتعود لتقول سمعتي مما انت مصنوع أي قلب لديك تتغنى بأنك شعرت بأنها ابنتك وتريدها ولكن لن تعطيها حق لها اخبرك بان ابنتك زوجة بلا حقوق يفترض ان تصرخ بي ان تنتفض بثورة علي لتقف في صفها وتسبت حقها ولكن كل ما يهمك اسمك الغالي "

ليرد ياسر هو ايضاً بصوت غاضب عال :"هل تأتي الآن للومي وكأن الخطأ خطئي أنتم من أخفيتم وجودها عني طوال عمرها ولولا تدخل القدر ما كنت علمت بوجودها من الأساس تريد مني ان أخبر العالم فجأة انه قد ظهرت لي ابنة من العدم لم أكن اعلم عنها شي ان أخاطر بنفسي في قضية نسب في يوم وليلة هكذا "

ليقطع صراخهم المتبادل وسيل الاتهامات ومحاوله جاسر الفاشلة للسيطرة على الوضع هو أيضا يريد ان ينقض علي ياسر الرواي ويشبعه ضربا من بروده وعدم اكتراثه، صوت فتح باب الغرفة بصوت مرتفع وضجيج متعمد، يلفت انتباه الثلاثة الى السيدة التي ولجت الى الغرفة تتقدم نحو مجلسهم يسبقها صوتها الهادئ بنبرة رزينة يأمرهم بالهدوء لامرأة في منتصف العمر يبدو عليها ملامح الوقار والطيبة.

تخاطب الجميع:" آسفة للتدخل ولكن أرجو الهدوء من الجميع صراخكم وصل الى أرجاء المنزل ..لكنه لن يحل شيئا..أيا كان ما يحدث "
اقتربتأكثر بخطوات هادئة ولكن واثقة نحو إيهاب في محاولة منها لبادرة سلام تعرف عن نفسها:" مرحبا بك بنيانا زوجة ياسر الرواي"، لتبتسم بمجاملة:" تستطيع ان تناديني مني القاسم "

ليكتم إيهاب غضبه قليلا يتفحص السيدة التي امامه وجهها فقط يبعث على الاطمئنان ليرد بمحاوله سيطرة واهيه على غضبه:"مرحبا بك "
لتلتفت بترحيب لجاسر الذي يعرفها سابقا من بعض زيارات عائلية في المناسبات فقط لصلة العمل التي تربطه بياسر ولكن يعلم جيدا بأنها سيده تتسم بالطيبة والرزانة مناصرة للحق ليرد على:" مرحباً بها "
لتتحرك بعدها متوجهة لجانب زوجها بجانبه لتتحدث بهدوء مخاطبه الجميع:"اسفه لتتدخلي ولكن صوتكم كان عال قليلا"
لترفع عينيها بعدها تواجه زوجها الذي يبدو عليه بعض الارتباك من الموقف، يبدو عليه انه لم يكن يريدها ان تعلم وتتدخل لكن الامر خرج من يده ومن نظرات عينيها علمت بما يدور، لتضيف بعدها بقوه وحزم لهم:"الامر الذي تتناقشون به ويبدو إنكم لم تصلوا لحل يخص جميع الأطراف ومن حقي ان اعلم به وبقرار ياسر "
لتوجه كلامها لإيهاب بعد غير منتظرة الإجابة من زوجها. تعلم بماذا قد يجيبها لقد خسر ثقتها به منذ زمن وحتى عندما اتى منذ أشهر يخبرها بوجود ابنة له انتظرت أي فعل منه ولكن لم يتحرك لم يفعل شيئا بالطبع كعادته المهم هو وهو فقط بأنانية ذاتية واي شيء اخر لا يهم، تعلم جيدا ما يوقفه عن المطالبة بابنته سمعته واسمه امام المجتمع .

لتقول بعدها متوجهة بحديثها للمتحفز الغاضب امامها بمحاولة واهيةيتظاهر بالهدوء للسيطرةعلى غضبه:"انا اعلم سبب وجودك اليوم ولكن اريد ان اتحدث معك أولا في كل شيء يخص من تسعى لإثبات حقهاوبعدها يقدم الله ما فيه الخير للجميع "

ليتسائل إيهاب باستفسار لرغبته ان يفهم ما تسعي اليه:"لما وماذا سوف يفرق معرفتك بها انتتعلمين بأنها صاحبة حق في كل الأحوال "
لترد عليه منى بصبر تحاول تفهم موقفه المتحفز:"انت تطالب بنسب بني يقلب عالما تطلب أن اعترف بابنة غريمتي كأخت لأولادي تأتي بعد عشرون عاما تطالب بحق لم نعلم عنه شيئا من قبل.. أنت لك حق التصرف بانفعال ونحن لنا حق التصرف بحذر أفلا تريد منا بعض الاسئلةالبسيطة عنها وعن أسباب سعيك الان "

ليجاوبه إيهاب:"لقد أخبرت ياسر بكل الأسباب والدوافع ولكنه يصر على الرفض "
لتنظر منى إلى زوجها مرة أخرى لتجده يتفحصها يحاول استكشاف ردة فعلها وما تسعى اليه من تدخلها في هذا الامر بكل هذا الهدوء ولكن يعرف جيدا انها تتألم وكل الجراح فتحت بقوة مرةأخرى.

لترد مني علي إيهاب بهدوئها الغريب وكأنها لا تتحدث عن اثبات نسب لابنة غريمتها من كانت السبب في ذبح روحها والجرح الذي لم يغادرها ابدا الى هذه اللحظة:"انا اسألك الان اريد ان اسمع انا منك كل شيء بني يخصها"
لتردف بصوت جاد:" ربما أستطيع مساعدتك بعد تفهم أسبابك "

ليصمت إيهاب لبرهة يطرق بنظراته للأرض كأنه يدرس المرأة،كلامها وإصرارها الغريب علي معرفة كل شيء عنها.
ليأخذ قرارا وفِي عقله لا يفكر الا بصغيرته والعذاب الذي رأته، نظراتها القاتلةالمذبوحة وهي تخبره بكل شيء حدث معها، عزوفها عنه انتظارها هناك بغير ثقة او شعور بالأمان لإثبات حقها وحق طفلهما.
ليرفع عينيه بعدها اليها بعزم قائلا لهما:"سوف اخبركم بكل شيء من مولدها الى هذه الساعة ربما السيد ياسر يشعر بما صنعت يداه والضحيةالتي تركها خلفه تعاني انانية الجميع وتدفع وحدها ثمن اخطائهم "
ليقاطع جاسر حديثهم وهو يخبر إيهاب بانه سوف ينتظره في الخارج لان الامر أصبح خاص بينهم ومن الأفضل عدم وجوده ليستطيع الثلاثة التحدث بحرية أكبر.
لينظر له إيهاب بامتنان لتفهمه الوضع.
ليرد بعدها جاسر علي كلام غير منطوق من إيهاب:"بالطبع لا مشكلة سوف انتظر الىان تنتهي"
لينسحب بعدها بهدوء الي الخارج تاركا إياهم خلفه.
ليجلس إيهاب في مواجهتهم،يراقب علامات الترقب من ياسر الذي ينقل النظرات بينه وبين المرأة الهادئة الواثقة، يجهل ما تفكره به زوجته وإلى ما تسعى وسبب إصرارها على معرفة كل ما يخص ابنته ليؤكد لنفسه نعم ابنته ولكن لم لا يفهمه أحدبانه غير قادر على المخاطرة متردد فقط من خوضها.. فقد تكون زلة ماضيه سباب في تشويه سمعته وصورته لدى الاخرين بلطخة قد لا تزول الى الابد ..ليسمع 
إيهاب يحاول بداء الحديث وهو يواجه زوجته، قائلا بصوت حازم مؤكد:"ما سوف اخبرك به سيدة منى لتوسمي فيك خيرا وكما أخبرني جاسر حبك لرد الحق ولو كان على مصلحتك شخصيا، من أطالب بالحق لها عانت من رفض الجميع والظلم والقهر منذ مولدها وكانت تصمت..."
ليضيف وهو يتهم نفسه:" وللأسف انا ايضاً وقفت في صف العائلةبصمتي والمداراة عليهم وانانيتي وتملكي لها مريم منذ مولدها لم تعلم بأحد غيري ولكن ما يحدث الان يجب ان يوقف الجميع عند حده وان أقدم مصلحتها على الجميع "
لترد مني بصوت هادئ منصتة باهتمام له:"أقدر اهتمامك بني وثقتك بي وهنا انا أسمعك وتفكيري كله في معاناة فتاة ليس لها ذنب في اخطائنا جميعا انا لدي أربع فتيات أخاف عليهن وهنا انا احسب مريم اخت لهن فقط... أي ما يسيء اليها يسيءلبناتي.. لذا انا أسمعك اريد ان اعلم كل شيء"
ليبدأ إيهاب بعدها في سرد كل شي يخصها ويخص تعامل الجميع معها....منذ البداية.
****************

منذ صعودها الى السيارةلم ينطق بحرف واحد، تركها تغرق فيتساؤلاتها ماذا يريد منها؟؟ ولم عاد بعد ان تركها؟؟، عام بأكمله بدون حتى ولو سؤال واحدعنها اكتفى فقط بان يخبر والدها بانه يريد ان يرى اطفاله كما أخبرها ممدوح.
لتوجه اليه السؤال مباشرةبصوت جاد :"ماذا تريد مراد ها انا قد اتيت ونفذت طلبك اعتقد ما بينا انتهى بخيانتك المتعددة لي "
لتصمت منتظرة الرد تراقب انفعالاته، ولكن كل ما حصلت عليه الصمت التام والوجه البارد وكأنها لا توجد معه، لتضيف بصوت أكثر قوة:" لا تدعي عدم سماعي مراد انا لست نكرة هنا ولم أفرض عليك تواجدي بهذه اللحظة ...فانت من احضرتني وغصبت علي مقابلتك لذا تكلم بحق الله وأجبني ما الذي تريد ان تصل اليه بظهورك بعد كل هذه المدة"

ليجبيها ببرود:" انت نكرة بالفعل اسراء وانا عندما اريد الرد سوف أرد بنفسي لا بأمر منك" ليضيف بعدها بسخرية:" وتلك جلالتك "
لترد بصوت غاضب صارخ:" انا لست نكرة بل انت الخائن لقد دمرت حياتي والآن تعود لتزيدها تعاسة بوجودك بعد ان تخلصت من أي ذكرىلك من حياتي الى الابد ورميت وراء ظهريكل كذبك وتفاهاتك، عدت لحياتي واستقراري ونسيت أي لحظة كانت معك أندم عليها من قلبي "
ليهتف بها بصوت صارخ خارج عن بردوه يشدها من ذراعها :"قلت اخرسي تمام ..متبجحة قذرة"
لتهتف به بشراسة:" بل انت الخائن القذر مراد ابتعد عني وعن طريقي ما الذي تريده مني لقد تركت كل شيءلك حتى حياتي هناك تركتها لأستطيع الفرار منك والبعد عن وجودك في نفس القارة لأبدأ من جديد حياة نظيفة لا تشاركني بها كل يوم امرأة"
ليقوم مراد بإيقاف السيارة على جانب الطريق ويلتفت لها يمسكها من كلا ذراعيها بقسوه ولكن بداخله نار مشتعلة يسيطر عليها بصعوبة يريد قتلها إخراج ذلك الكائن الاناني من داخلها يمزقه بيديه و محو افكارها البشعة وماضيها الذي طلما تغنت به امامه وأعلنت ندمها غير عابئة بطعن رجولته وحبه لها دائما كانت تتغني بإخلاص إيهاب وندمها على تركه ثقته بطليقها والتي لم تمنحها له هو يوما اتهامها الدائم له بالخيانة التي لم تحدث لقد ترك كل العالم من اجلها خسرجميع أصدقائه في سبيل ان تكون له اتهم بالخيانة من المجتمع تحمل نظرات الخيبة من والديه على زواجه من طليقة صديقه ولكن ماذا يفعل وقتها لقد احبها حاول الابتعاد ان ينساها ان يراها زوجه لصديق مراهقته وشبابه لكن قلبه الخائن هو من تعلق بها هو من أعلن بضجيج عن دقاته لها وحدها غير عابئ بأي اعتبارات واتهامات بالخيانة لأنه أحبها وأراد فرصة معها لعلمه ان صديقه من المستحيل ان ينظر لها مرة اخرى بعد ان تخلت عنه ورغم ذلك هو تقبلها بكل عيوبها بكل نواقصها مبررا لنفسه بان إيهاب لم يفهمها وهو استطاع في أشهر قليلة بان يكسب قلبها او هكذا ظن ؟؟
ليهدر بها وهو يهزها قائلا :"تركت كل شيء اسراء خلفك صحيح لنسياني ولكن كان املك وهدفك ان تعودي لطليقك متناسية الاحمق الذي يحمل لقب زوجك من الخائنة والقذرة هي من تحمل زوجتي تسعى لطليقها وتحتمي به "
لترد بشراسه غيرعابئةبالألم الذي تشعر به من جراء ضغطه علىساعديها :"انا لست بخائنة وأخبرتك أكثر من مرة لم أعد زوجتك لم أعد لك ام فقدت ذاكرتك"
ليعلو صوتها بصراخ حاد:" انت طلقتني مراد لم تهتم حتى ان تواجهني بعث لي بمحاميك ليتمم الإجراءات هكذا كجرثومة منبوذة، رحبت بنفيها بعيدا حالما سنحت لك الفرصة أخيرا ...وتجرؤ على اتهامي بالخيانة ...بل أنت ...أنت الخائن..خنتني مرارا وتكررالم تهتم حتى بعد ان رأيتك بعيني وتأتي بعد عام تحاسبني ماذا هل استيقظت رجولتك الان وانت تعلم باني تحت سقف بيت طليقي منذ شهور "

ليرد بحدة:" بل مازلت زوجتي يا جاهلة قلتيها بنفسك لم أت... لم اخبرك بطلاقي لك..لأنه لم يحصل من الأساس ..أنا لم أطلقك ..هل كنت تظنين أني سأسمح لك بالفكاك مني بهذه البساطة لتعودي لزوجك السابق ...واهمة أنت...ولكن من أحدث جاهلة لا تعلم اقل أمور دينها التي تنتمي له ..عمياء تبكي على اطلال ماضيها غيرعابئة بأن تدقق في الامر"


ليضيف بتشدق وسخرية:" ظننتك امرأة صاحبة خبرة سبق لها الزواج والطلاق وتعلم أركانه جيدا..وستحاول المحافظة على زواجها بعد أن اثبت لك كل مرة كم احببتك ...لكن ...أخبريني اسراء كيف تم طلاقك السابق..اممم لا سوف ّأخبرك انا لقد قام بطلاقك علي يد مأذون شرعي طلاق بأن علىما اذكر وأتممت الأوراق القانونيةفي السفارة بعد إصرار منه ان يتخلص منك باي طريقك من الممكن تربطك به ام عن وضعك الان انا لم أقم بالامر فقط أرسلت لكي محامي يمضيعلى أوراق لا يعترف بها في شرعا أي انت ما زلت زوجة لي أنا شئت أم أبيت"

لتجحظ عينيها بصدمة:" انت تكذب مستحيل انا تطلقت منك.. وزواجنا انتهى منذ زمن ...انتهي الامر.. ما تقوله مستحيل"
ليضحك بسخرية ويرد بقسوةوشماتة بطعنها بكلماته كما طعنته في كبريائه:"بلا يا غبية مؤكد اما عن تسائلك لم صمت عن وجودك لاني لم اعلم برجوعك الى هنا لقد اوهمني والدك العزيز أنك في ألمانيا وعلمت بوجودك هنا منذ شهرين من الغبي اخيك كما أني اعرف جيدا من تسعي اليه لن ينظر لك مرة اخرىبعد طعنك له انه يشمئز منكرأيتها كثيرا في عينيه ولن يقترب رجل من امرأةيعافها...انا اراقبك وأرصد تحركاتك منذ علمت بوجودك هنا لم أكن لاسمح بان تلوثي اسمي الذي لا تستحقينه "
لتقاومه بعنف وثورةعلى كرمتها وكلامه الذابح لها :"اخرس اخرس انت كاذب مدعي حقير تريد تدميري فقط اكرهك "
:"وانا اكرهك اسراء بل أصبحت مثله أشمئز من النظر اليكِ "
:"إذا اتركني لما عدت ما الذي تريده مني "
:"الانتقام منك رد كل طعنة منك تحملتها بصبر متفهماعقدك وتشوه روحك أخبر نفسي سوف تتعقل حبي لها سوف يزهر تشوه روحها طفلتيك ستكونان الدافع لها لفك عقدها سوف تبادلك عاطفتك التي أغدقتها عليها ولكن لا فائدة منك سوف تظلين هكذا مشوهة الروح قاسية القلب حتى طفلتينا لم تحركا فيك مشاعر امومة لتحافظي عليهماوعلى بيتك "
لتصرخ به ودموعها تجري على خديها من قسوة كلماته ومشهد خيانته عند رايتها له الذي لا يترك ذاكرتها:"أي انتقام انت خنتني كل يوم في أحضان امرأة غيري رأيتك بعينيحتى لم تهتم لم تحاول حتى الاعتذار توضيح الامر..ادعي انه لم يحدث أي حب وصبر تتحدث عنه".
لتقاومه تضربه على صدره بقوة واهيةغير قادرةعلى السيطرةعلى نفسها وكأن المشهد يعاد وكأنها تراه هناك يقف ببرود غير مهتم برؤيتها له مع امرأة اخرى تهتف بنشيج:" خائن قذر ذبحتني خدعتني بحب واهي لترميني بعدها وكأنك ما صدقت الخلاص مني اكرهك مراد لم أكره في حياتي مخلوق مثلك "

ليترك ذراعيها يمسك بيديها يصد الضرباتعنه ينظر لانهيارها يذكره بانهيارها وصراخها به عند رؤيتها له يشعر بالالم القاتل عليها لكن يبرر لنفسه هي تستحق.. كانت تستحق ما حدث وتمثيله الرخيص برؤيتها له في هذا الوضع وقتها كانت تستحق ان تشعر بالالم والمرارة التي سقتها له مرارا وتكرارا كان يجب ان تشرب من نفس الكأس .
ربما لم تخنه بجسدها مثلما اوهمها هو انه فعلا لكن كانت تخونه بفكرها بحنينها لزوجها السابق بتشدقها بالكلمات عنه وعقد المقارنات دائما..
باتهامها له بالخيانةدائما وهي تعلم يقينا انه لم يحدث ما ذنبه هو في عقدتها من والدها لماذا لم ترى إيهاب هكذا لم رأته هو ووضعته في خانة الخائن ليعود 
لينظر لانهيارها وكلماتها التي لم تتوقف عن طعنه لها ما زالت غبية لا ترى ابعد من افكارها من خوفها ان تصبح مثل والدتها لم تشعر بعشقه لها لم تعلم بخطئها في حقه
ولكن رغم كل ألامها لن يرحمها لن تأخذه بها شفقة لا تستحق يجب ان تتعلم الدرس يجب ان تفيق من أوهامها يجب ان تعاقب ربما تدرك أخيرا اخطائها وتطهر روحها من شرور نفسها لتصبح كما رآها هو نقية طفلةمذعورةضحية لأب اناني وامرأة دمرتهم بقسوة.
ليقول بحزم :" اسمعي اسراء وافهمي عقلك الغبي او حتىحركي فكرك ولو قليلا، لا اهتم لكن يجب ان تعلمي ذلك مازلت زوجتي وملكي وهنا لن تستطيعي أن تحتمي بأحد سوف اعاملك بقوانين البلاد هنا ان حاولتحتى الفرار لقد وضعت نفسك في سجنك بنفسك ولكن كرم مني سوف أمنحك بعض الوقت لترتبي افكارك لتعودي الي لننشئ طفلتينا بينا لن اسمح لتجربتك انت واخيك بان تتكرر"

لتقول بتقطع من بين دموعها :" ولكن انا لا اريدك حتى لو ما زلت زوجتك انت خائن انا آكرهك ولن تستطيع ان تأخذني إجبارا إيهاب سوف يتصدى لك ويحمي طفلتي "
 


لتشعل به نار غضبه وجنون لم يعد يستطيع السيطرةعلى نفسه من تكرارها وتشبتها بحماية إيهاب، بمن كان يملكها في الماضي. وبدون ان يشعررفع يده ليهوي على وجنتها بصفعه قوية أرجعتها الي الخلف لتصدم بنافذة السيارة بعنف.
وهو يهتف بجنون:" الم أخبرك حقيرة وضيعة تذكرين زوجك السابق كجدار حمايتك من زوجك ...تحتمين باخر مني انا ؟؟"
لتمسك وجنتها بصدمة لا تشعر بالدماء التي تنزف ببطئ من فمها من عنف الصفعة وارتطامها القوي بالنافذة، لتتمتم بذهول وكلمات بطيئة:" انت قمت بضربي مراد "
ليجذبها من ذراعها بعنف تواجهه يخبرها بشراسة:" وسوف أقتلك اسراء..سوف أقتلك كوني متأكدة من ذلك ..ان تجرأت على ذكر اسمه بيننا ..او حتى على التفكير بطلب الحماية منه مرة أخرى ... يومين...يومين بساعاتهما لا أكثر وسوف تخرجين من بيته او من بيتكم لا اهتم بصفته وسوف تأتين للعيش معي ..انت وابنتاي"
 


لتدارك أخيرا صدمتها تقاومه بعنف:" لقد تعديت علي يا ..."
ولكن قبل ان تتم سبابها كان يقربها منه بحدة يضمها اليه ويقبلها بعنف وهي تقاوم بشراسة ليضغط عليها بقوة غير مهتم بمقاومتها 
ولا لطعم الصداء للدماء التي تسيل من شفتيها
ربما لم تكن قبلة بالنسبة له كانت أشبه بعقاب اشتياق كبت قهر او انتقام لا يعلم كل ما يعرفه انه يريد ان يعاملها بإهانة ربما هذا يشفي غليله منها ولو بقدر ضئيل للغاية.



إعدادات القراءة


لون الخلفية