الجزء 41: رحيل

كانت بنصف وعي ..
تشعر بأشخاص يسندونها ... و تسمع أصواتا ممتزجة دون أن تميز كلماتها أو أصحابها !
تتحرك دون أن تسير ، لا تدري إلي أين ؟ .. تتمني لو يكون كل شيء ليس أكثر من حلم ..
بداية من إقتحام عمها قصر « عاصم الصباغ » وصولا إلي مكوثها ببيته ، ثم تلك الغيبوبة الثقيلة التي خطفتها ..
كان بإمكانها أن تري شريط ذكريات السعادة التي صنعتها مع "عاصم" ..
إستطاعت أن تري كل شيء كما لو أنها داخل قلب الحدث !
وخز آليم ينخر بقلبها .. يزيد عذابها ، و يؤنبها ...
إنها الآن ضائعة في غياهب ملكوت ربها ... لا تعلم ، قد تموت عما قريب و كم تتمني لو كان بجانبها في هذا الوقت لتخبره مدي حبها له ..
لكنها عبثا تبحث عن وعيها التائه و قد بدأت أنفاسها تنسحب بسرعة من جسمها المتقلص ..


-حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي !
سمعت "هانيا" هذا الصوت متهدجا قلقا ... فعاد إليها وعيها علي الفور ..
كانت مستلقية علي ظهرها ، فوق فرشة لينة .. إنما باردة بعض الشيء !
بعد وقت قصير ... حركت رأسها بضعف شديد ، ثم إنتظرت حتي إتضحت الرؤية ، فوجدت نفسها في سرير معدني صغير ، داخل حجرة رمادية اللون إضاءتها بيضاء مشعشعة ..
رأت حولها عمها "توفيق" و زوجته ، و إبنته ..
شعرت بحكة علي ظهر يدها اليسري ، فأرسلت بصرا مستكشفا إليها ، لتري ( كاينولا ) لنقل المحلول المدعم ..
في تلك اللحظة أدركت أنها بالمشفي ، فإنقبض قلبها ، و تذكرت ماهية الآلم الذي شعرت به قبل أن تفقد الوعي ..
تقلصت ملامحها بآلم و هي تنظر إلي عيني عمها في تساؤل !
ففهم هو مقصدها ، ليبتسم لها بدوره ، ثم يقول و هو يمسح علي شعرها بحنو:
-ماتخافيش يا حبيبتي .. انتي كويسة خاالص ، جت سليمة الحمدلله !
قالت "هانيا" بنبرة خاملة متداخلة الأحرف ، من تآثير الآدوية العلاجية التي دخلت إلي جسدها:
-هـ و هو ا يه اللي حصل ؟ ... انا فـ يـن ؟؟!
رد "توفيق" بلطف يطمئنها:
-انتي في المستشفي يا حبيبتي .. اغم عليكي بس فإتخضينا و قلنا نجيبك هنا نطمن ... و الحمدلله كله كويس يا هانيا .. و اللي في بطنك بردو كويس ماجرالوش حاجة.
سمعت "هانيا" عبارته ، و بالأخص جملته الأخيرة ، و أحست كل مقطع منها يقع عليها كما الصدمة ..
رغم أن أحساسها آكد لها مسبقا ، لكن هذا التآكيد الموثق وترها بصورة مفاجئة ..
و هنا .. جاء صوت "دينار" المضطرب يقول:
-آاا طيب .. انا هـ هروح اسأل الدكتور نقدر نخرج بيها امتي يا توفيق !
و سارعت "رضوي" إلي القول بدورها:
-و انا كمان هروح اشوف مروان خرج علي فين !!
إنسحبتا في هدوء .. حتي تبقي "هانيا" علي راحتها و لا تشعر بالحرج في وجودهما ..
بينما جلس "توفيق" علي حافة السرير بجوارها ، ثم تنهد بعمق ، و سألها بنفس الهدوء و التفهم السابق:
-كنتي عارفة يا هانيا ؟ .. كنتي عارفة انك حامل ؟؟!
أجابته بصوت مبحوح ، و عيناها تدمعان:
-كنت حاسة !


لح عليه تساؤل ثقيل .. فقطب و هو يستفسرها في حيرة شديدة:
-ازاي ؟ ... ازاي قدرتي تحبيه للدرجة دي ؟ ازاي قدرتي تتقبليه و تقبلي تكوني حامل منه كمان ؟ .. ازااي يا هانيا ؟؟؟!
كانت ترتجف دون إرادة و قد لمستها كلماته ، فإنهمرت الدموع الغزيرة علي وجنتيها الشاحبتين الناعمتين و هي تقول:
-ماعرفش يا انكل ... ماعرفش .. انا حاولت اهرب منه كذا مرة ، حاولت انتحر كمان عشان اخلص منه .. حتي اني فكرت اقتله مرة قبل كده ... بس ماكنش بيسمحلي بأي حاجة من دول .. لا سمحلي اهرب ، و لا انتحر ... و لا انا جاتلي الشجاعة اني اقتله و اخلص نفسي منه ، و بدل ما اعمل كل ده .. فجأة لاقيت نفسي بحبه ، غصب عني يا انكل .. غصب عني !!
ثم أغمضت عينيها بشدة هربا من عينا عمها الحادتين ..
لكنه ظل قربها ، بل و أمسك بإحدي يديها المرتجفتين بكلتا يديه ، و طفق يردد بصوت رقيق و خفيض:
-طيب يا حبيبتي .. خلاص ، خلاص اهدي ... اهدي عشان خاطري ، كده هتتعبي اكتر !
تطلعت إليه صامتة لبرهة ، ثم توسلته بوهن:
-انكل توفيق .. انا عايزة ارجعله ، ارجوك يا انكل رجعني له .. انا مكاني معاه ، و دلوقتي بقي جوايا حتة منه ... مش هينفع اسيبه يا انكل !
كانت كلماتها ممتزجة بنيشجها المتقطع ، فخاطبها "توفيق" بلين و هو يربت بخفة علي خدها المبلل بدموعها:
-حاضر .. حاضر يا حبيبتي ، هعملك اللي انتي عايزاه .. بس تقومي بالسلامة من هنا ان شاء الله و كل اللي انتي عايزاه انا هعملهولك.
إنفتح باب الحجرة في تلك اللحظة بعد طرقة بسيطة ، و دخل الطبيب بوجهه الباسم ..
أقبل نحوهما قائلا بصوته الهاديء:
-مساء الخير !
ردا له سلامه ، فوقف عند مؤخرة السرير ، و إنتزع دفتر الملاحظات .. طالعه في سرعة و هو يقول:
-انشالله تكوني حاسة بتحسن يا مدام ... احب اطمنك وضعك مستقر خالص و مافيش داعي تقلقي ابدا ، و كمان البيبي بخير .. بس انتي ماكنتيش تعرفي انك حامل و لا ايه ؟؟
أجابته "هانيا" بصوت ضعيف متقطع:
-لأ يا دكتور .. ماكنتش اعرف ، كنت مشغولة اوي طول الفترة اللي فاتت و ماخدتش بالي كويس من نفسي !
أومأ رأسه متفهما ، ثم قال:
-عموما زي ما قلتلك وضعك و وضع جنينك مستقر ماتقلقيش .. و بالمناسبة ، هو عمره تقريبا 4 أسابيع .. فأهم حاجة في الفترة دي هي الراحة التامة ، يعني ماتبذليش اي مجهود من اي نوع ، مفهموم ؟؟
أومأت رأسها إيجابا و هي تمنحه إبتسامة هادئة .. و لا شعوريا ، إرتفعت يدها و تحسست بطنها في تعبير ممتن لسلامة طفلها ...


تناول "عاصم" من "زين" كأس الماء ، و إرتشف جرعة كبيرة ليزدرد حبة الدواء المسكنة ..ثم أعاده إليه فارغا و هو يهتف بعصبية:
-اديني هديت و اكلت و اخدت العلاج كمان ... ممكن بقي تعمل اللي قولتلك عليه ، اولا طقم الحراسة كله يتغير و تزود العدد .. تانيا كلملي المحامي دلوقتي حالا يلا !
وضع "زين" الكأس الفارغ علي منضدة الطعام التي أمامه ، ثم إلتفت إلي صديقه ثانية ، و بطريقة فاترة طغت علي حركاته و نبرة صوته ردد:
-اسمع يا عاصم .. انا شايف ان من مصلحتك المرة دي تنسي هانيا دي بقي و كفاية اوي اللي حصل ، انت لغاية اخر لحظة كنت محقق كل اللي انت اتمنيته .. خدت حقك و حق ابوك مرتين ، مرة من ابوها و مرة منها ، زائد كمان انا كنت ملاحظ انك عيشتلك معاها يومين حلوين الفترة اللي فاتت .. يعني خرجت كسبان بردو و اتمتعت بيها زي ما كنت عايز بالظبط ، زي ما قولتلي يا عاصم .. انت عملت كل حاجة كنت عاوزها
اظن كفاية كده ... ماعادش هيجيلك من وراها الا المشاكل !
آثار "زين" فيه مكامن الغضب و الثورة بكلامه الإستفزازي ، ذلك أن عينيه كانتا تقدحان شررا ، و شفتيه ترتجفان بتوتر ملحوظ ، حتي صاح به:
-ماتتكلمش عليها بالطريقة دي يا زين ، فاهم ؟ .. دي مراتي ، و انا مش هسيبها ، مستحيل ... و اذا ماكلمتليش المحامي دلوقتي ، هقوم البس و اروحله بنفسي.
نفذ صبر الأخير ، فصاح بدوره:
-ما تبطل عنادك ده بقي يا اخي .. شوف وصلك لفين ؟ ... حرام عليك امك اللي هتموت من القلق عليك و انا مش عارف اقولها ايه ؟ .. سيبك شوية من ست الحسن بتاعتك و إلتفت لعيلتك ، اخوك و امك !
قطب "عاصم" و هو يسأله في قلق و إهتمام:
-مالها امي يا زين ؟ .. كانت عايزة ايه ؟ فيها حاجة ؟؟؟
بشيء من الغيظ ، أجابه:
-مافيش حاجة يا سيدي .. زي ما تقول بس حست بيك و بالمصيبة اللي وقعت فوق دماغك ، اومال انا ليه بقولك خد العلاج اللي كتبهولك الدكتور الصبح و كل كويس ؟ .. عشان تروح تطمنها عليك ، و لو اني مش عارف وشك المشلفط ده هيلم امتي ؟ انت كنت ناقص اصلا ؟ بالطريقة دي مش هتعرفك .. المهم ... انا روحت اطمنها بنفسي بس هي مش مصدقاني.
-قولتلها ايه ؟؟
-قولتلها سيادتك سافرت فجأة تتفق علي صفقة شغل برا.
-و قالتلك ايه ؟؟
-ماقتنعتش طبعا ، و قالتلي من امتي حضرتك بتهتم بشغل الشركة و لا بتطلع برا البيت اصلا ! .. كانت عايزاني اطلبك عشان تكلمك و تتآكد بنفسها .. اتهربت منها بأعجوبة.
أشاح "عاصم" عنه عابسا ، و لكنه ما لبث أن عاد ينظر إليه مجددا و يسأله بصوته العميق:
-هو فين شهاب ؟؟
ما كاد "زين" ليجيبه حتي سمعا في نفس اللحظة طرقا متلاحقا علي باب الغرفة ..
سمح "عاصم" بالدخول ... فإنفتح الباب ، و أطل من خلفه أحد الخدم ..
إمتثل أمام "عاصم" مباشرة و هو يقول لاهثا بوجه مذعور:
-عـ عاصم بيه .. الحق ، شهاب بيه !
هب "عاصم" من الفراش لفوره صائحا:
-ماله شهاب ؟؟!!
أجابه الخادم متلعثما:
-فـ في عربية عدت من قدام القصر ... ظهر منها اتنين رموا حاجة كده عالبوابة و مشيوا بسرعة .. لما روحنا نشوف في ايه لاقينا .. لـ لاقينا آاا ...
قاطعه "عاصم" صارخا:
-لاقيتوا ايـــه انطــق !
رد الخادم بسرعة من فرط خوفه و توتره:
-لاقينا شهاب بيه هو اللي مرمي قدام البوابة.
لم ينتظر "عاصم" ليسمع منه المزيد ، و إندفع كطلقة رصاص متجاهلا آلامه كلها من غرفته إلي الأسفل يتبعه "زين" ..
وصل عند بوابة القصر ، ليجد حلقة ضيقة تضم جميع أفراد الخدم حول شيئا ما !
صاح "عاصم" فيهم ليبتعدوا و هو يزيحهم من طريقه بكلتا يداه ..
ليطلق صياحه المجنون لحظة وقعت عيناه علي شقيقه الفاقد وعيه و الهامد تماما فوق الأرض الصلبة ..
جثي علي ركبيته بجواره بهزه بقوة ليفيق ، لكن بلا فائدة ..
جسد "شهاب" يتحرك فقط تبعا لدفعات "عاصم" العنيفة .. :
-شهـاب ! ... شهــاب ، رد عليـــا .. مالك يا شهـاب فيـك ايــه ؟؟؟
ظل يناديه ، و لكنه لم يجيبه ... فرفع وجهه إلي "زين" المذعور بدوره صارخا:
-اطلب الاسعاف يـا زيــن !


وقف "إياد" بـ الزي الرسمي الخاص بعمله أمام مدير الجهاز ..
كان وجهه جامدا كالصخر ، لا ينم عن أي تعبير .. رغم ذلك إقترب الأخير منه ، و ربت علي كتفه قائلا بفخر:
-انا بعتبرك ابن من ولادي .. و بعد كام سنة لما اسيب الخدمة و افتكرك ، هتشرف بجد اني في يوم من الايام كنت رئيسك يا إياد.
ثم واصل بجدية:
-انا واثق فيك .. و عارف انك هتتصرف صح ، و الا ماكنتش سمحتلك تنزل تجيبهم بنفسك.
لا زال "إياد" علي صمته ، لا يريد أن يبوح بنيته أو مكنونات صدره ، ليستطرد مديره:
-لاجل ما تهدا و ترتاح بس .. انا وافقت انزلك مع القوة ، عشان قلبك يبرد و لو شوية.
ثم أضاف محذرا للمرة الأخيرة:
-مش هاوصيك يا إياد .. لازم تبقي قادر تتحكم في اعصابك ، انا ماعنديش شك في قوة ارادتك ، عشان كده مش قلقان.
و عاد يبتسم مرة أخري و هو يربت علي خده بأبوة:
-يلا يا بطل ، حصل زمايلك .. انا قاعد هنا مستنيكوا ، مش هروح .. هستني بشرة كويسة يا سيادة المقدم.
أدي "إياد" التحية العسكرية لمديره بلهجة خشنة:
-تمام يافندم !
ثم إستدار مغادرا المكتب ...

**********************************

داخل قسم الطوارئ بالمشفي الخصوصي التابعة لمدينة القاهرة ..
أمام حجرة الفحص ، كان "عاصم" يذرع الطرقة ذهابا و إيابا كالنمر الحبيس ..
بينما "زين" يحاول إستراق النظر عبر لوح الزجاج البيضوي المرفق بباب الحجرة ..
راح "عاصم" يخاطب نفسه بأعصاب تالفة:
-يا تري فيه ايه يا ربي ؟ .. و مين اللي آذاه كده ؟ توفيق علام ؟ ... لأ ، لأ مش هو !
و بغتة رنت بأذنه تلك العبارة .. " لو كان فاكر نفسه شاطر و دونچوان .. يبقي من دلوقتي يا صباغ ، حضرله كفنه " ..
غمغم "عاصم" بشراسة فتاكة:
-ابن الـ *** !
خرج الطبيب من حجرة الفحص في هذه اللحظة ... فإندفع "عاصم" صوبه متسائلا بلهفة و شيء من العصبية:
-دكتور .. طمني من فضلك ، اخويا عامل ايه ؟؟!
تنهد الطبيب بعمق ، قبل أن يجيبه آسفا:
-انا حذرتك قبل كده .. قولتلك لو البودرة دخلت جسمه تاتي انا مش هعرف اعمله حاجة !
عبس "عاصم" و هو يباغته مستهجنا:
-بودرة ايه يا دكتور ؟ .. انا اخويا متعافي ، مبطل بقاله 5 شهور و بيتابع و بيحلل في المصحة اسبوع كل شهر ، لو كان بياخد حاجة كنت عرفت !!
بهدوء ، شرح له الطبيب و هو يرفع النظارات عن عينيه:
-عارف ان اخوك متعافي .. بس بآكدلك انه رجع يتعاطي تاني ، من وقت بسيط مش طويل ، جايز من اسبوع اوي كام يوم .. اصل الكمية اللي واخدها كبيرة جدا جدا ، يكفي اقولك بالبلدي كده ان نصه الشمال كله عطلان ... انا آسف مش هقدر اعمله حاجة ، المسألة مسألة وقت !
توسعت مقلتا عينيه هلعا و هو يحملق فيه بقوة ..
و ما أن أدرك معني كلامه حتي إنقض عليه ، فأمسك بتلابيب معطفه الطبي و هو يجآر بصوته:
-انت بتقول ايه ؟ يعني ايه آسف ؟ يعني ايه مش هتقدر تعمله حاجة ؟ يعني مسألة وقت ؟ .. اخويا مش هيموت يا دكتور سامع ؟ .. شهاب مش هيموت.
تدخل "زين" في تلك اللحظة محاولا نزع يدي "عاصم" عن الطبيب و هو يقول بحزم:
-عـاصم .. خلاص يا عاصم اهدا مش كده !
-خلاص ايــــه ؟؟؟؟
صرخ بوجهه بعنف هائل إجتمع علي إثره جميع من في المبني ، ثم واصل علي نفس الوتيرة:
-انت مش سامع هو بيقول ايه ؟ .. انا لو اخويا جراله حاجة مش هسيبه ، ههد المستشفي دي فوق دماغه ، هحرقها باللي فيها.
-طيب اهدا .. اهدا عشان نعرف نتصرف و نلاقي حل ... سيبه بقي !
و بجهد ، نجح في إبعاده عن الطبيب ..
فأخذ الأخير يعدل ملابسه التي تجعدت في قبضتي "عاصم" ..
إقترب "زين" من الطبيب. ثم قال معتذرا بلطف:
-احنا آسفين يا دكتور .. و ارجو تكون مقدر موقف عاصم ، هو بس قلقان علي اخوه ، من فضلك قولنا .. قولنا مافيش حل ؟ مافيش اي علاج في اي حتة في العالم ؟ .. احنا علي استعداد لأي حاجة و مش مهم الفلوس ، المهم شهاب يبقي كويس !
زفر الطبيب بقوة محاولا كبت عصبيته ... ثم إنتظر لثوان ، و قال بإقتضاب:
-يافندم بقول لحضرتك في عطل في وظايف حيوية لبعض اعضاء جسمه.
ثم فرد كف يده ، و راح يعد له:
-تليف في الكبد ، إلتهابات في بطانة و صمامات القلب دي لوحدها عملاله تضخم و قلة في انتاج الدم ، هبوط حاد في الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي مع انخفاض مستوي آداء الجهاز التنفسي .. حضرتك ده محتاج معجزة صدقني ، مافيش فايدة لو روحتوا بيه فين ده كفاية قلبه ، ممكن في اي لحظة يقف !
جادله "زين" بكياسة ، و لكن بحدة ملحوظة أيضا:
-قولنا بس انت يا دكتور ممكن نروح بيه فين و مالكش دعوة ، احنا معاه للآخر و مش هنسيبه.
هز الطبيب كتفيه بلا إكتراث قائلا:
-اللي انتوا شايفينه بقي ... انا من جهتي هعمل اتصالاتي فورا ، و ربنا يسهل ان شاء الله !



إعدادات القراءة


لون الخلفية