الجزء 42: إنتقام

وقف يحملق بوجه مكفهر ، و عينين مظلمتين في هذا البيت العتيق المتهالك ..
تراصوا العساكر من خلفه في إنتظار آمره بالإنطلاق ، فلم يجعلهم ينتظروا طويلا ..
أعطي "إياد" الأمر بإقتحام المنزل ، فإندفع العساكر أفواجا أفواجا إلي الداخل ..
تبعهم هو بخطي متباطئة و هو يشد قامته الضخمة بإعتداد و عدائية ..
أمر مجموعة بالتوجه إلي الطابق الذي يقطن فيه المدعو "إسلام" ..
بينما أخذ هو مجموعة أخري و توجه بها نحو شقة السيدة "هويدا" .. عمة المرحومة "هنا" ...
وصل عند باب الشقة ، طرق مرتين ، ثم رن الجرس في الأخير و إنتظر ..


سمعت الأم ذلك الطرق العنيف علي باب المنزل ، فهرعت لتفتح و هي تهتف بإنزعاج عصبي:
-ايووه ياللي عالباب جاية اهو ... طيب جاية ! ايه ده ؟ مين اللي بيخبط بالشكل ده ؟؟؟!
و فتحت الباب ، في نفس اللحظة إجتمع باقي أفراد الأسرة بمن فيهم "إسلام" الذي بـُهت عند رؤية العساكر و ضباط الشرطة ..
بينما تساءلت والدته بقلب واجف:
-خير يابني انت و هو ؟ .. عايزين ايه ؟؟!
نطق أحدهم بصوت جهوري غليظ:
-إسلام صادق رشوان .. هو فين ؟؟
-و عايزين اسلام ليه ؟؟
قالتها الأم مذعورة ، بينما لمحه الشرطي المسؤول بغتة ، فأمر بعض العساكر بإحضاره:
-هاتوه !
عند ذلك .. تصايحت الأم و الأخوات و هن يندفعن صوب "إسلام" في محاولة منهن لمنع الشرطة من أخذه ...


علي الطرف الأخر ...
فتحت السيدة "هويدا" باب شقتها لتتفاجأ برؤية "إياد" أمامها ..
شهقت مرتابة في بادئ الأمر ، لكنها سرعان ما تداركت وجوده ، فطرفت بعينيها و هي تقول:
-إياد باشا ! .. ازيك يابني ؟ خير في حاجة ؟ .. وصلتوا لقوت و لا ايه ؟؟!
ظهرت "سمية" من خلفها في تلك اللحظة بوجه خائف متوجس ، فتطلع إليها "إياد" بشراسة فتاكة قبل أن يقول:
-انا جاي اخد بنتك يا ست هويدا .. يا ريت تسلميهالي بهدوء ، بدل ما هتضطريني اتصرف بإسلوب مش هيعجبك و انا لحد دلوقتي عامل حساب انك تقربي لهنا.
عقدت حاجبيها و هي تصيح فيه بضراوة:
-يعني ايه جاي تاخد بنتي ؟ تاخدها ازاي يعني ؟ و بمناسبة ايه يا إياد باشا ؟؟!
لأول مرة يبتسم "إياد" في شر مطلق ، ثم تطلع إلي "سميه " مجددا قائلا بلهجة ناعمة و لكنها مرعبة:
-تقوليلها انتي يا سمية و لا اقولها انا ؟؟؟
إزدردت "سمية" ريقها بتوتر و هي تحدق برعب في عينيه المستعرتين الشامتتين ، لتقطع أمها الصمت بعصبية متفاقمة:
-تقولولي ايه بالظبط ؟؟؟!
تناهي إلي سمعهم جميعا في هذه اللحظة صوت صراخ "إسلام" المقترب ..
أدار "إياد" رأسه نحو مصدر الصياح ، ليراه مقبلا عليه و هو بين قبضة العساكر ..
كاد ينقض عليه ، لولا يد زميله التي حطت علي كتفه:
-سيادة المقدم ! ... سيبهولي ، أنا هتصرف معاه و هقرره بنفسي لحد ما يعترف علي زمايله الباقيين.
بأعجوبة تخلي "إياد" عن فورة غضبه الشديد ، فغض بصره عنه لئلا يتجدد غضبه ثانية ..
ليعود "إسلام" إلي الصراخ مجددا حين وصل أمام شقة "هويدا" :
-اوعووووا .. سيبوني ، انا ماليش دعوة .. انا ماغتصبتهاش لوحدي ، سمية هي اللي دبرت لكل حاجة ، هي اللي زقتنا علي بنت خالها ، هي اللي عملت كل ده .. هي السبب !
صعقت "هويدا" لسماع هذا ... فإستدارت ببطء نحو إبنتها مفغرة فاهها من الصدمة ، و بعد صمت ثقيل .. سألتها:
-ايه اللي بيقوله الواد ده ؟ .. الكلام ... الكلام ده صحيح يا سمية ؟ .. انتي اللي وزيتي علي بنت خالك ؟ ... يعني انتي اللي كنتي السبب في دمارها و موتها ؟ و حسرة امها عليها ؟
انتي يا سمية ؟؟؟
تهدجت أنفاسها و نبرات صوتها ، و هي تحاول أن تقول:
-آاا .. آانـ آانا .. آنا ... آنا ...
-انتي ايــه ؟؟؟!
صرخت "هويدا" بوجهها ، ثم إندفعت نحوها تلطمها علي خديها بكلا كفيها مواصلة صراخها:
-انتـي ايـــه ؟ .. انتـي ايـه يـا و*** ؟ ازاي فكرتي تعملي كده في بنت خالك يا ***** ؟ .. يا نهار اسود ! يا نهار اسود ! .. ازاي عملتي فيها كل ده ؟ ازااي ؟ ازااااي ؟؟؟؟!
قاطعها "إياد" هنا بصوته الصارم القوي:
-هاتوهالي !
إنتابتها حالة من الذعر الهستيري ، فأخذت تهز رأسها يمنة و يسرة بقوة و هي تهتف برفض و تتراجع للخلف بظهرها:
-لأ .. لأ ... انا ماليش دعوة ، انا ماعملتلهاش حاجة ، هما اللي عملوا كل حاجة .. انا ماليش دعوة بموت هنا ، ماعملتش حاجة !
و ظلت تتراجع حتي إلتصق ظهرها بالحائط ..
تسمرت عيناها علي أفراد العساكر الذين أخذوا يزدادون إقترابا منها ..
فقدت عقلها في هذه اللحظة ، و إندفعت صوب النافذة صارخة:
-انا مالييش دعـوة .. مـاعملتـش حاجـة !!
و قفزت ... قفزت من النافذة لتهرب من قبضتهم ..
فإنفلتت من أمها صرخة مولولة:
-بنتــــــــي ، سميـــــــــــة !


" الرجاء ربط الأحزمة .. سوف نهبط إلي مطار بـاريس شـارل ديجـول في غضون لحظات "
صدح هذا الصوت الأنثوي عبر المكبرات الصوتية علي متن الطائرة المنطلقة من القـاهرة نحو بـاريس ..
قاربت الساعة علي السادسة صباحا ، بينما كان "عاصم" يجلس بجوار النافذة المطلة علي أبهي معالم المدينة الساحرة تحت ضوء كسور النهار ..
و لكنه ما عابئا بأي شيء الآن سوي بأخيه ... فخاطب "زين" الجالس بجانبه بشأن "شهاب" للمرة العاشرة خلال تلك الساعة فقط:
-انا هقوم اطمن عليه !
رد "زين" بحزم لينهي المسألة:
-خلاص يا عاصم احنا ثواني و هننزل من الطيارة ، و بعدين انت قمت تطمن عليه مليون مرة لحد دلوقتي .. اهدا شوية ماينفعش التوتر العصبي اللي انت فيه ده.
ثم أضاف بلطف يطمئنه:
-بعدين هو معاه مسعفين ماتقلقش !
و لكنه لم يطمئن إطلاقا .. بل ظل يتحرق قلقا و ذعرا من فكرة فقدان شقيقه الوحيد ..
فإن "شهاب" ليس فقط مجرد أخ بالنسبة له ، أنما هو في منزلة إبنه أيضا ، فهو الذي رعاه و أعده منذ كان طفلا حتي نضج أمامه و أصبح شابا يافعا ..
نمي تحت كنفه ، و إحتمي فيه طوال عمره ..
ضغط "عاصم" صدغيه ببعضهما و هو يتوعد لمن ألحق ذلك الضرر بأخيه بحساب عسير ..
لن يرحمه مهما كانت الظروف ، في تلك المرة ، سيكون في إنتقامه أعمي القلب و البيصرة ، لقد أقسم علي ذلك ..
حامت الطائرة في الجو ، ثم هبطت ببراعة و رشاقة في مدرج مطار ( بـاريس شـارل ديجـول ) ...
ذهبا كلا من "عاصم" و "زين" إلي "شهاب" علي الفور ..
رافقاه حتي تلك الحافلة التي آقلتهم جميعا عند أبواب التفتيش الطارئة ..
أنهي "زين" الإجراءات سريعا ، ثم خرجوا بعد ذلك من المطار ، ليجدوا عربة الإسعاف في إنتظارهم ..
إستقلوها ... ليصلوا إلي المشفي الخصوصي خلال عشرة دقائق فقط ، و يرجع الفضل في ذلك لحسن سير المرور المنتظم هنالك بالطبع ..
نُقل "شهاب" إلي داخل المشفي بواسطة السرير النقال ..
أدخلوه فورا إلي حجرة الفحص الدقيق و المزودة بأحدث المعدات و الأجهزة الطبية ..
في هذه الأثناء .. كان يقف "عاصم" بالخارج ثائر الأعصاب ، يهاب مرور الثواني و الدقائق المقبلة ..
يخشي وقوع أمرا محتوما ... لن يستطيع تحمل هذا ، و أمه .. بدون شك إذا وقع مكروها لشهاب ستلحق به من فورها .. و سيغدو وحيدا تماما .. ستكون هزيمته الكبري التي لن يكون بعدها وثبة أخري مطلقا !!
إقترب "زين" يواسيه و يؤاذره بقوله:
-ان شاء الله خير .. ماتخافش يا عاصم.
ملامحه العابسة تنطق بالخوف حقا ، و لم تؤثر فيه البتة كلمات "زين" اللينة ..
بل أنه تقريبا لم يسمعها من شدة هطول تصورات عقله المرعبة أمام عينيه ...
خرج الطبيب في هذه اللحظة من حجرة الفحص ، فإستدار "عاصم" إليه في لمحة و إقترب منه بحواس مترقبة ..
بينما ناب عنه "زين" في الكلام ، و راح يسأل الطبيب بالإنكليزية لجهل "عاصم" التحدث باللغات الأجنبية:
-Doctor , please tell us .. the youth who is inside , we are his brothers , how is he now ??
( دكتور ، من فضلك أخبرنا .. الشاب الذي بالداخل ، نحن إخوته ، كيف حالته الآن ؟؟ )
زم الطبيب شفتيه في آسف ، و قال:
-I'm sorry .. His condition is very difficult , he almost dying !
( أنا آسف .. حالته صعبة جدا ، هو تقريبا يحتضر ! )
إتسعت عينا "زين" في وجل ، فقال يترجاه:
-no Please , do something ، anything .. Just save him !
( لا أرجوك ، أفعل شيئا ، أي شيء .. فقط أنقذه ! )
أطرق الطبيب رأسه معربا عن جم آسفه و هو يقول:
-Oh , really I do not know what to say to you !
( أوه ، حقا لا أعلم ماذا أقول لك ! )


لكنه عاد يرفع رأسه بسرعة مرة أخري ، ثم فتح فمه و قال ببطء:
-Look , last night ,There are two men signed for them an accident On the highway .. One of them died Because of a deep fracture at the bottom of the skull , But his body is fine , His family is coming after couple hours To take him .. I can talk to them about your brother , I will try Convince them by Taking the heart of their son and transfer it to your brother , cause problem of your brother originally it is his heart !
( إسمع ، ليلة أمس ، كان هناك رجلان وقع لهما حادث علي الطريق السريع .. أحدهما مات بسبب كسر عميق في قاع الجمجمة ، و لكن باقي أعضاء جسده سليمة .. عائلته ستأتي بعد ساعتين من الآن لآخذه ، من الممكن أن أتحدث إليهم بشأن أخيك ، سأحاول إقناعهم بنقل قلب إبنهم لأخيك مقابل تعويض مادي ، حيث أن مشكلة اخيك الأساسية في قلبه المتضخم الذي يعجز بالتدريج عن إنتاج الدم )
أشرق وجه "زين" بإبتسامة أمل و هو يسارع إلي القول:
-yeah , please do it doc .. and bleave me , money is not important , my brother's life is more important.
( أجل ، أرجوك دكتور أفعل ذلك .. و صدقني ، النقود ليست مهمة ، حياة أخي أكثر أهمية. )
إبتسم الطبيب بدوره و هو يرد بهدوء:
-i promise you , I will do my best !
( أعدك ، سوف أفعل ما بوسعي )

و إستأذن منه و ذهب ..
و للحال ، أمسكه "عاصم" بذراعه و سأله بشيء من التوتر العصبية:
-قالك ايه الدكتور يا زين ؟ .. شهاب كويس صح ؟ ... ماجرالوش حاجة ؟ اتكلم يا زيـن !!
طمئنه "زين" بإبتسامة و نظرات واثقة:
-اطمن يا عاصم .. هيبقي كويس بإذن الله.
و حكي له ما دار بينه و بين الطبيب ...
بث فيه بعض التفاؤل و الأمل ، و لكنه ما زال عصبيا ، فقال:
-طيب و احنا مستين ايه ؟ .. لازم اروح اقنع الناس دول بنفسي دلوقتي .. يلا يا زين !


تحت سماء مدينة القاهرة ..
تحديدا داخل ڤيلا ( الطحان ) .. خرج "جاسر" في كامل أناقته إلي جراچ المنزل ، فتح سيارته و صعد إليها ..
شغل المحرك و إنطلق بها إلي الخارج ..
لطالما كان يهوي السيارات ذات السرعة القصوي ، و كانت سيارته من أحدث طراز العام ..
لذا أزاد سرعتها ، فكانت كالطلقة تشق الطرقات الفارغة أمامه بسرعة مذهلة ..
أخرج هاتفهه من جيب سترته ، و أجري إتصالا بإحدي فتياته:
-الوو ! .. ازيك يا قلبي ؟ ... وحشتيني موووت .. يا شيخة ما انا سألت اهو .. و عموما مسافة السكة و هتلاقيني قصادك ... عاملك مفاجأة .. لأ يا روحي لما أجي بقي هتعرفي عشان تبقي مفاجأة بجد .. يلا ، سلام مؤقت !
فتح ستريو السيارة علي مزيكته المفضلة ، و راح يدندن معها و هو لا يزال يزيد السرعة بالتدريج ..
حتي لفت نظره هاتف أخر غير هاتفهه ، يرن و يضيء أمامه فوق المسند خلف المقود ..
مد يده بسرعة ، و أخذ الهاتف ..
كانت هناك رسالة جديدة .. فتحها ، ليجد المحتوي كالآتي:
" الصباغ الكبير و الصباغ الصغير .. باعتنلك سلام خاص أوووي من باريس " !!!
تجهم وجهه فجأة ، و ضغط علي مكابح السيارة ليوقفها ..
ما هذا ؟ .. السيارة لا تتوقف ؟ ... المكابح قد أتلفت !
من وراء هذا ؟ ... المسألة ليست صعبة ، و لكنه قبل أن يعلنها لنفسه ، إنحرف بسيارته لتنقلب به عدة مرات في الهواء .. قبل أن تسقط مهشمة .. ينفث منها الدخان ...


إسبوع كامل ..
مر علي "عاصم" في مدينة النور ( بـاريس ) .. موطن والدة زوجته و حبيبته ..
لم يبارح مكانه بالمشفي ، فقد حجز جناحا إضافيا حتي يكون إلي جانب شقيقه ..
إنما "زين" فقد حجز بفندق قريب من المشفي ليتمكن من التواجد معهم أغلب الوقت ثم يعود في الليل لينام هناك ..
علي النقيض ..
تمت عملية زراعة القلب لـ "شهاب" بنجاح ، يعد أن تفاوض "عاصم" مع أسرة الشاب المتوفي و دفع لهم مقابل معروفهم مبلغا باهظا ..
بخلاف تكلفة العملية ، و الإقامة بالمشفي داخل أفضل الغرف ، زائد الإمدادات العلاجية سواء علاج بقية الأعضاء المتضررة في جسد أخيه ، أو علاجه من نسبة الكوكايين الهائلة التي إمتزجت بدمائه ثانية ...


كان داخل الغرفة التي حجزها لنفسه في هذا الوقت ، يهاتف والدته التي بدا القلق علي صوتها و هي تقول:
-يا عاصم انا قلبي مش مطمن .. كلامك مش داخل دماغي يابني ، طيب انت سافرت ، خدت اخوك معاك ليه ؟؟!
حاول أن يبدو صوته طبيعيا مرحا و هو يرد عليها:
-في ايه بس يا امي ؟ .. ليه القلق ده كله ؟ يا حبيبتي خدته معايا يغير جو ، ايه المشكلة في كده ؟؟
قالت علي نفس قلقها:
-بردو قلبي مش مطمن ، حتي اخوك لما كلمته صوته متغير كده !
-يا حبيبتي لا متغير و لا حاجة ، ممكن بيتهيئلك بس عشان مش متعودة تكلميه في التليفون.
سألته بتشكك:
-طيب ليه ماجيتوش تسلموا عليا قبل ماتسافروا ؟؟
حقا وضعته بمأزق ، إنما خرج منه بمهارة كعادته:
-و الله يا ماما السفر جه فجأة ، و كنت فاكر اننا هنغيب يوم و لا يومين بالكتير .. بس ابنك بقي اصر يقعد كام يوم كمان ، ماحبتش اكسر بخاطره .. قلت منه يتفسح و في نفس الوقت يبقي تحت عنيا !
ثم واصل متهربا و متسائلا عن صحتها في آن:
-المهم .. قوليلي انتي اخبارك ايه ؟ الخدم اللي عندك مريحينك و لا لأ ؟ .. و بتاخدي الدوا في المواعيد ؟؟
-ماتقلقش عليا يا حبيبي .. انا كويسة ، مش ناقصني الا انتوا بس .. متتآخروش عليا !
-حاضر يا ماما .. هنرجعلك بسرعة.
و بعد تبادل بضع كلمات أخري ، أغلق معها ..
ليتفاجأ بقدوم "زين" بعد ذلك ..
باغته الأخير بسؤال متجهم:
-ايه اللي انت عملته ده ؟؟!
إلتفت إليه "عاصم" مقطبا:
-عملت ايه ؟؟
-من امتي يعني بتتصرف من ورايا ؟؟!!


هدئه "عاصم" بلطف:
-اهدا بس .. اهدا و قولي في ايه !
أجابه عابسا ، و بصوت جاف:
-كلمت سيد شكري بالصدفة و عرفت منه اللي سيادتك كلفته يعمله في جاسر الطحان !
همهم "عاصم" و هو ينظر إليه:
-هممم ، انت زعلان عشان كده بقي ؟ .. انا يا سيدي ماحبتش ادوشك ، الحق عليا يعني ؟؟
وجه إليه نظره حاده و هو يقول:
-سيبك من الكلام الفارغ ده و رد عليا عدل .. و لما البوليس يحقق و يلاقي الموبايل اللي حضرتك بعتله عليه الرسالة موقفك هيبقي ايه ؟؟
قهقه "عاصم" بخفة ، و قال:
-هو سيد نسي يقولك انه كان ماشي وراه و انه رجع ياخد الموبايل من عربيته تاني زي ما حطه و لا ايه !
-يعني انت شايف انك اتصرفت صح ؟؟!
رد مزمجرا و قد كسي الغضب وجهه و صوته بغتة:
-ايوه طبعا .. خدت حق اخويا اللي كان هيموت علي ايديه ، يحمد ربنا اني رحمته و ماقتلتوش اصلا.
-طب لو جراله حاجة فعلا ؟؟
إبتسم "عاصم" مجددا و هو يجيبه في هدوء:
-هو و نصيبه بقي .. و عموما محدش بيموت ناقص عمر يا زين ! .



إعدادات القراءة


لون الخلفية