ظلت الجوهرة تمشي على غير هُدى مثل قبل.. والتعب جاهدها.. وتحس ان حيلها منهد من كثر المشي.. خصوصا انها
بالشهور الاخيرة وكانت حالتها الصحية متدهورة شوي من فترة..
.. بس الجوهرة ما استراحت بالعكس واصلت المشي والمشي .. بس رأسها كان يدور
.. وانتظرت لما توقف الإشارة وبتمر من الشارع..
في الإشارة الواقفة الحمراء كانت سيارة واقفة تنتظر الاشارة الخضراء عشان تمشي وتروح
عبدالله : يدق ع موبايل الجوهرة ما كنت ترد ع احد
عبير : ياربي وين راحت وظلت تدور عليها
الجوهرة كانت تمشي ومن كثر التعب تتعثر اكثر من مرة بالعبايه
.. بس كانت ما تقدر تحس بشي.. وتمشي بالشارع
من غير وعي.. وتحس بالدوخه.. والتعب آخذ منها مأخذ.. بغير إحساس عبرت الشارع والإشارة كانت
تأشر باللون الأصفر ومن بعده الأحمر .. ومع صرخة الأذان الله اكبر تعلن أن الوقت وقت مغرب... ضربت
سياره الجوهرة وطارت الجوهرة من مكانها على الارض ... مغمي عليها ...
دقت عبير ع عبدالله تشوف الجوهرة ارجعت للبيت:
عبير : السلام عليكم
عبدالله : وعليكم السلام
عبير: حبيت اسأل الجوهرة ارجعت
عبدالله: لا تو كنت بدق عليك ليش تأخرت وين راحت
عبير: مدري طلعت من عندي معصبه ولا راحت بسيارتها
عبدالله/ زاد خوفه شلون طيب الحين وينها
عبير: مدري جالسه ادور عليها اكيد ما راحت بعيد
عبدالله : طيب انا الحين جاي عندك,,,..
عبير: خلاص انا استناك واذا قربت دق علي
عبدالله : طيب إن شاء الله
خالد. وين ماما عبير
أم سلطان: الحين تجي ...
عبدالله : يرجع عبدالله يدق ع عبير
عبير : هااااا وينك
عبدالله : يابنت الحلال انا قريب بس في حادث مسكر الطريق
عبير:وين أي شارع
عبدالله: قريب من الفيلا طيب خلينا نسأل في المستشفيات
علشان ما يضيع الوقت علينا
عبير: فال الله ولا فالك
عبدالله : الحين لها ساعتين يعني وين تروح
عبير : خلاص انت اسأل ورد لي خبر
بنص الليل في المستشفى وبالأخص قسم الطوارئ كان ممتلي بأهم أفراد العيله
عبير..... وش اوصف وش اقول عن حالتها.. عبير كانت قاعده ع الكرسي.....
...........
ماتت.. اي نعم ماتت.. ما تقدر تتكلم.. ما تقدرتحس............
.. حتى الدموع ما تقدر تذرفها لان حالتها النفسيه لا وصف لها
وتحس انها خلاص.. انتهت حياتها.. . كان قلبها ينزف من الالم
..
سلطان ينادي ع عبير بصوت واطي: يا عبير.. الجوهرة حالتها الصحية صعبه.. الدكتور يقول ان رأسها
تعرض لضربة قوية وعندها جرح عميق بجبينها وعلى جانبها اليمين بعد.. يقول بعد ان الكدمات كبيرة وانها
ان ما صحت خلال 48 ساعه يمكن تكون في حاله
... ( سكت سلطان لان شكل عبير كانت مصدومه.. فاتحه عيونها
وجلست تبكي بهستيريا انا السبب انا السبب ظل سلطان يهدي في عبير وراح فيها البيت.....
. أذن الفجر يعلن وقت الذكر.. والمستشفى كان في حالة نووم عميق وهادئ.. ما يعكر صفوه الا مرور المنظف
والآلة اللي يسحبها معاه.. يوقف دقايق يمسح الارض بالمعقم ويكمل الطريق.. لما ينتهي من الممر كله
وكان عبدالله واقف عند غرفة الجوهرة يطالعها من عند الشباك.. كان رأسها ملفوف بشاش
قوي مغطي معظم وجها.. ويدينها على بطنها وآلة تنفس داخل فمها وبطنها كان كبير على حالة والبيبي داخل
بصحة وسلامة.. بس المشكلة ان الحين لازم الجوهرة تقوم .. وإلا راح يطلع بعملية قيصريه..
أم الجوهرة : كانت في غرفة تصلي صلاة الفجر وتدعي ربها ان تقوم بنتها الوحيده بالسلامه
طلع الدكتور لعبدالله اللي كان مرتبك واقف مكانه ما يدري شيسوي..
عبدالله نط عليه:. ها دكتور وش فيها الجوهرة عسى ما شر؟؟
أم الجوهرة سمعت صوت الدكتور وعبدالله وطلعت تشوف......
الدكتور: لا ما عليش بس هي بتمر في مرحله الولادة وان شاء لله تعديها على خير
..
عبدالله فتح عيونه.. بتولد..
أم الجوهرة: طيب كيف حالتها الحين
الدكتور: والله تعبانه بس لان الولادة مبكرة شويه إن شاء الله تعديها ع خير..
دقت أم الجوهرة ع عبير علشان تجي
.. والدكاترة نقلو الجوهرة لغرفة العمليات.. الولادة طبيعيه لكن مبكرة.. مرره مبكرة.. باقي على ولادتها شهرين
.. ويارب يارب تقوم بالسلامة..
الجوهرة في غرفه الولادة كانت تمر بأفظع اللحظات.. كانت حياتها بتنتهي
.. الآلام قاتله.. ما تصدق هالآلام كيف انها
فضيعه.. عمرها ما فكرت انها راح تتألم بهالطريقه الجسديه.. مع الولادة وآلم الحادث...
بس تذكرت ولادتها بخالد,,,,,
اللي كانت تتذكرها مع كل انقباضة كانت تتألم.. كانت تبكي وتصرخ.. وتتلوى وتتعصر.. وعصراتها كانت
تاخذ أنفاسها.. تقبض على شرشف السرير وتسكر عيونها.. لان مع كل جفن ينطبق بجفن
ثاني.. تشوف صور مرعبه .. صور تهز كيانها .... تنزف.. قلبها ينزف مثل ما أهي
أنا تحملت كل شي خبيته ع اهلي وعشت اياااام مره والحين بكل سهوله تقول هذا خالد ولدك
ليش ..عبير.. وش راح يقول عبدالله علي ....
تنزف من زود الألم.. بس لا اله إلا الله.. مع كل انقباضه كانت تصرخ خالد .. ولا تتألم وتقول خالد .. ليش
... طلعت لهم الممرضه وخبرتهم بالخبر اللي كانوا ينتظرونه كلهم....
الممرضه بابتسامه باهته: مبرووك.. جاتك بنت .. مثل القمر..
عبدالله ما سمع اللي قالته الممرضه وسألها: الجوهرة شخبارها.. عساها بخير.
.
الممرضه ارتبكت يوم سألها هالسؤال.. ما تدري شتقول له.. وجاء الدكتورالمصري
اخ عبدالله احنا عملنا اللي علينا بس كان الحادث مرره قوي
البئيه في حياتك
وقف عبدالله منصدم ومتجمد مكانه.. ما يدري شيسوي.. .
أم الجوهرة : طاحت مغمي عليها وعبير منصدمه