الفصل العاشر: الحقيقة المفاجئة

عادت ميرا إلى المنزل، تملؤها مشاعر الغضب والارتباك. كانت الأحداث التي شهدتها في اليوم مرهقة، ومع وجود آدم في حياتها، بدأت تشعر بأن الأمور خرجت عن السيطرة. عندما دخلت إلى المنزل، وجدت آدم جالسًا بهدوء على الأريكة، وكأنما كان ينتظر عودتها. لكن هذه المرة، لم تكن مستعدة للسكوت.


"آدم!" صاحت بحدة، عينيها تلمعان بالغضب. "أريدك أن تخرج من هنا. لا أستطيع تحمل هذا بعد الآن!"

نهض آدم ببطء، ملامحه هادئة كعادته، لكنه كان يراقبها بعناية. "ميرا، علينا التحدث."

"لا!" قاطعت وهي تشد قبضتيها. "لقد سئمت من هذه اللعبة. أنت غير مرحب بك في حياتي. أريدك أن تخرج!"

نظر إليها بهدوء للحظة، ثم تنهد. "أفهم غضبك، لكن قبل أن تتسرعي، دعيني أذكرك بشيء مهم." أخرج ورقة من جيبه ووضعها أمامها. "هذا العقد الذي وقعتِ عليه."


تجمدت ميرا في مكانها. العقد؟ لم تتوقع أن يُذكّرها به الآن. أخذت الورقة بسرعة، عيناها تحدقان في الكلمات المطبوعة. قلبت الصفحات بارتباك، حتى وصلت إلى أحد البنود الرئيسية. وجهها تحول إلى لون شاحب عندما قرأت:

"في حال قرر أي من الطرفين إلغاء العقد قبل انقضاء مدة السنة المحددة، سيتم تطبيق غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار، بالإضافة إلى السجن لمدة لا تقل عن 5 سنوات لكلا الطرفين."

"ماذا؟!" شهقت ميرا، عيناها تتسعان من الصدمة. "مستحيل! لا أستطيع دفع هذا المبلغ… والسجن؟! هل تمزح؟!"

هز آدم رأسه ببطء، صوته هادئ لكنه جاد. "لا أمزح. هذا هو الواقع، ميرا. لقد وقعتِ على هذا العقد بنفسك."

شعرت ميرا بأن الأرض تدور من حولها. كيف لم تقرأ هذه البنود؟ كيف كانت غبية لهذه الدرجة؟ نظرت إلى آدم، وجهها مليء بالغضب والخجل. "يا لي من غبية… كيف لم أقرأ العقد جيدًا؟!"

بينما كانت ميرا تحاول استيعاب الوضع، ظهرت على هاتف آدم رسالة تنبيه مفاجئة. نظر إلى الشاشة بسرعة، وقرأها بتمعن:

"تحذير: معدل السعادة أقل من المطلوب. تحرك فورًا لتحسين الوضع."

رفع رأسه لينظر إلى ميرا، التي كانت تموج بالغضب. كان عليه أن يتصرف بسرعة. أخذ نفسًا عميقًا، ثم اقترب منها بخطوات هادئة.

"ميرا…" قال بهدوء، محاولًا تهدئتها. "أفهم تمامًا أنك تشعرين بالغضب والخيبة. أنا مثلك. لا أريد أن أكون في هذا الموقف. ولكن… نحن مجبران على البقاء معًا لمدة سنة كاملة."

نظرت إليه بحدة، لكن قبل أن تتحدث، تابع كلامه: "اسمعيني. إذا حاولنا إلغاء هذا العقد، ستكون العواقب كارثية. لا نملك المال لدفع الغرامة، ولا أعتقد أن أحدنا يريد قضاء 5 سنوات في السجن."

شعرت ميرا أن الغضب داخلها بدأ يتراجع ببطء، لكن الإحباط ما زال حاضرًا. "إذن… ما الحل؟"

"الحل الوحيد هو أن نعمل معًا." قال آدم بثبات. "علينا أن نتأقلم مع هذا الوضع، وأن نتصرف كحبيبين أو حتى كزوجين لمدة سنة. بعدها، يمكن لكل واحد منا أن يذهب في طريقه."

ترددت ميرا للحظة، عيناها تحدقان في وجهه. كان صوته هادئًا، لكنه يعكس الجدية في الوضع. هل يمكنها حقًا البقاء معه لمدة سنة؟

أخذ آدم خطوة أقرب، وابتسم ابتسامة صغيرة، كأنه يحاول تخفيف التوتر. "فكري في الأمر… نحن هنا بالفعل، ولا يمكننا الهروب. إذن، لماذا لا نحاول أن نجعل الأمر أكثر سهولة على أنفسنا؟"

شعرت ميرا بشيء من الهدوء يتسلل إليها. كان كلامه منطقيًا. لم يكن لديها خيارات أخرى. بعد لحظات من الصمت، تنهدت أخيرًا وقالت: "حسنًا… أعتقد أنني لا أملك خيارًا."

ابتسم آدم بلطف، وكأنه كان يتوقع هذه الإجابة. "جيد. إذاً، بما أننا مجبران على هذا الوضع، ما رأيك في أن نخرج الليلة؟"

رفعت حاجبها بدهشة. "نخرج؟ إلى أين؟"


"في موعد غرامي." قال آدم بابتسامة خفيفة. "لنفعل شيئًا مختلفًا. لنحاول نسيان هذه الأحداث لبعض الوقت، ونستمتع بقليل من الحياة."

ترددت ميرا، لكن فكرة الابتعاد عن كل هذا التوتر بدأت تبدو مغرية. ابتسمت أخيرًا بخفة وقالت: "حسنًا، لنرى ما يمكننا فعله."

ابتسم آدم بحماس. "ممتاز! سأجهز كل شيء."

بينما كانت ميرا تراقبه وهو يتحرك نحو الغرفة الأخرى، بدأت تشعر بأن الأمور، رغم كل الفوضى، قد تبدأ في التغير. لكن في أعماقها، كانت تعرف أن هذه ليست سوى البداية.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية