الفصل السابع والثلاثون: النهاية والانفجار


كانت الغرفة تعج بصوت الإنذار العالي وصدى خطوات آدم الثقيلة وهو يتجه بخطوات ثابتة نحو زعيم المنظمة. على الجانب الآخر من الغرفة، وقف الزعيم، عينيه تراقبان آدم بعناية، وجسده ينحني قليلاً في وضع الاستعداد. كان هذا هو الصراع الأخير بينهما، اللحظة التي ستحدد من سيبقى ومن سيُمحى من الوجود.

"هل تعتقد أنني سأستسلم بهذه السهولة، آدم؟" قال الزعيم، صوته يحمل نبرة من التحدي. رفع يده ببطء، مشيرًا إلى جهاز صغير مثبت على معصمه. "إذا حاولت الاقتراب أكثر، سأفجر المكان بأكمله."

توقف آدم لوهلة، عينيه تلمعان بالغضب والتصميم. هذه اللحظة… يجب ألا أفشل. أخذ نفسًا عميقًا، ثم رفع مسدسه ببطء، عينيه تركزان على الزعيم.

"إذا فجرت هذا المكان، ستموت معي." قال آدم ببرود، صوته خالٍ من أي تردد.

ابتسم الزعيم بخبث، ثم ضحك بخفة. "نعم، ربما أموت، لكن ماذا عن كل الأشخاص الآخرين الذين تحاول حمايتهم؟ هل أنت مستعد للتضحية بحياتهم أيضًا؟"

شعر آدم بوخزة من القلق. ميرا… والفريق… لكن ملامحه بقيت جامدة. "إذا كان هذا هو الثمن لإنهاءك… سأدفعه."

شعر الزعيم بأنفاسه تتسارع، لكنه حافظ على ابتسامته الخبيثة. "إذن، لنختبر هذا."

ثم، بحركة سريعة، ضغط على زر في جهازه.

في الخارج…

كانت ميرا تنتظر بفارغ الصبر في الممر، عينها لا تفارق الباب المغلق. شعرت بشيء من الرعب يتسرب إلى قلبها. ما الذي يحدث هناك؟

"علينا التحرك، ميرا." قال ماكس بقلق، عينيه تركزان على الأضواء الحمراء اللامعة التي بدأت تومض على الجدران.

"لا." قالت بحدة، عينيها تركزان على الباب. "لن أتركه هناك وحده."

"لكن إذا لم نخرج الآن، سنموت جميعًا." قال ريك، صوته يحمل نبرة من التحذير. "هذه الأنظمة تشير إلى أن المكان سيغلق بالكامل قريبًا."

لكن قبل أن يتمكنوا من التحرك، سمعوا صوت انفجار صغير يأتي من الداخل. تجمد الجميع في مكانهم، عيونهم تتسع بالذهول.

"آدم!" صرخت ميرا، ثم اندفعت نحو الباب.

لكن ماكس أمسك بها بسرعة. "لا، ميرا! لا يمكنك الدخول! إذا حدث شيء—"

"سأكون معه!" صرخت، صوتها يملأه الألم. "لن أتركه يموت وحده!"

لكن قبل أن تتمكن من التحرك، انفتح الباب فجأة، وظهر آدم هناك، وجهه مغطى بالعرق والدماء.

"آدم!" صرخت ميرا، عينيها تلمعان بالدموع. "هل أنت بخير؟"

لكن آدم لم يقل شيئًا. أخذ نفسًا عميقًا، ثم أمسك بيدها بقوة. "علينا الخروج الآن."

"وماذا عن الزعيم؟" سأل ماكس، عينيه تركزان على وجه آدم.

"لقد… انتهى." قال آدم ببرود، صوته يحمل نبرة من الإرهاق. "لكن ليس قبل أن أفعل شيئًا."

"ماذا فعلت؟" سألت ميرا، عينيها تلمعان بالخوف.

نظر إليها ببطء، ثم أخرج جهازًا صغيرًا من جيبه، وضغط على زر أحمر.

بيب… بيب… بيب…

"لقد فعلت شيئًا سيضمن أن هذا المكان لن يبقى واقفًا طويلًا." قال آدم ببرود، عينيه تلمعان بالغضب.

"ماذا…؟" همس ماكس، عينيه تتسعان بالصدمة.

"زرعت متفجرات في قلب النظام الرئيسي." قال آدم، صوته يحمل نبرة من التحدي. "خلال خمس دقائق، سينفجر كل شيء."

شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. خمس دقائق؟ "علينا الخروج الآن!"

"نعم." قال آدم بحدة، ثم أمسك بيدها. "اركضي!"

اندفع الجميع عبر الممرات بسرعة، أنفاسهم تتسارع مع كل خطوة. كانت الأضواء تومض بشكل متزايد، وصوت الإنذار يملأ المكان. كان الجو مشحونًا بالتوتر، لكن آدم كان يركز فقط على شيء واحد: إخراج ميرا والفريق من هنا سالمين.

"إلى اليسار!" صرخ ريك، ثم اندفعوا نحو الممر الجانبي.

لكن قبل أن يتمكنوا من التقدم، انطلقت أصوات طلقات نارية من الجانب الآخر. توقفوا بسرعة، ثم تراجعوا للخلف.

"الحراس!" صرخ ماكس، عينيه تركزان على الجنود الذين بدأوا يتقدمون نحوهم.

"احتموا!" صرخ آدم، ثم رفع مسدسه بسرعة وبدأ بإطلاق النار. الطلقات كانت تنطلق في كل اتجاه، والصدى يتردد في كل زاوية.

"لا وقت لدينا!" صرخت ميرا، عينيها تلمعان بالذعر. "إذا لم نخرج الآن—"

"سنهرب." قال آدم بحدة، ثم أطلق رصاصة أخيرة أصابت أحد الحراس. "اركضي!"

اندفعوا بسرعة نحو الممر الآخر، الحراس يتبعونهم من الخلف. عندما وصلوا إلى المصعد الرئيسي، ضغط آدم على الزر بسرعة.

"تعالوا!" صرخ، ثم اندفعوا جميعًا إلى الداخل.

عندما أغلق باب المصعد، شعر آدم بأنفاسه تتسارع. تبًا، هل سنتمكن من الخروج في الوقت المناسب؟

"كم تبقى لدينا؟" سألت ميرا، صوتها يرتجف.

نظر آدم إلى ساعته. "دقيقة واحدة… علينا التحرك فورًا عندما نصل."

عندما فتح المصعد أبوابه في الطابق الأرضي، انطلقوا بأقصى سرعة ممكنة نحو المخرج. كان المدخل الرئيسي يبعد بضع مئات من الأمتار فقط، لكن كل خطوة كانت تشعرهم وكأنها تأخذ دهرًا.

"هناك!" صرخ ريك، ثم أشار إلى الباب المعدني الكبير.

اندفعوا نحو الخارج، لكن قبل أن يتمكنوا من الوصول، انطلقت سلسلة من الانفجارات خلفهم.

بووووووم!

اهتزت الأرض تحت أقدامهم، والجدران بدأت تتصدع. شعروا بحرارة اللهب تلامس ظهورهم، لكنهم لم يتوقفوا.

"اركضوا!" صرخ آدم، ثم دفع ميرا إلى الأمام.

عندما وصلوا إلى الخارج، شعروا بانفجار ضخم يهز المبنى بالكامل. اندفعوا بعيدًا، وأجسادهم تتهاوى على الأرض.

بووووووووم!

انفجر المبنى بالكامل، والنيران ارتفعت إلى السماء، تلتهم كل شيء. وقفوا هناك، أنفاسهم تتقطع، وعيناهما تراقبان اللهب المتصاعد.

"هل… هل انتهى؟" همست ميرا، صوتها يحمل نبرة من الدهشة والصدمة.

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ، ثم أومأ ببطء. "نعم… انتهى."

لكن في داخله، كان يعلم أن هذا ليس إلا بداية جديدة. لقد انتهت هذه المعركة… لكني سأبقى في حالة حرب حتى النهاية.

ثم أمسك بيد ميرا، وعيناه تلمعان بتصميم جديد. "لقد فعلناها، ميرا… لقد فعلناها."




إعدادات القراءة


لون الخلفية