صعد آدم وميرا الدرج إلى الطابق العلوي في صمت، خطواتهما بالكاد تسمع في المنزل الهادئ. كان التوتر يتصاعد بينهما، كل منهما يتساءل عما قد يكتشفانه في غرفة ميرا. عندما اقتربا من باب غرفتها، شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع.
"هل تعتقد حقًا أنهم…؟" سألت بصوت منخفض، عيناها تلمعان بالقلق.
"لا أعلم، ميرا." قال آدم، لكن صوته كان يحمل نبرة من الحذر. "علينا أن نتأكد."
فتح آدم الباب ببطء، كانت الغرفة مظلمة وهادئة، لكن هناك شيء في الجو جعل كل حواسه تتنبه. مشى ببطء إلى داخل الغرفة، وميرا خلفه، عينيهما تبحثان في كل زاوية.
"لا تتحركي كثيرًا." همس آدم، صوته بالكاد يُسمع. "علينا أن نتصرف كأن كل شيء طبيعي."
شعرت ميرا بقلبها ينبض بعنف. طبيعي؟ كيف يمكن أن يكون هناك شيء طبيعي في هذا الوضع؟
بدأ آدم في تفحص الغرفة بعينيه، باحثًا عن أي شيء غير طبيعي. نظر إلى الزوايا، إلى الأثاث، وحتى إلى السقف. كان يعرف أن المنظمة لا تترك أثرًا، لكن إذا كانت هناك كاميرا مخفية، فعليه أن يجدها.
ثم… لمح شيئًا. مجرد وميض صغير جدًا، كأنه انعكاس ضوء من قطعة زجاجية صغيرة. كان في زاوية بعيدة من الغرفة، مدمجًا بشكل لا يُلاحظ بين الأثاث.
"هناك." همس ببطء، عيناه تركزان على النقطة الصغيرة. "هل ترين ذلك؟"
نظرت ميرا إلى المكان الذي أشار إليه، ثم شعرت بقشعريرة تجتاح جسدها. كاميرا؟
"هل… هل هذا ما أعتقده؟" تمتمت بصوت منخفض.
أومأ آدم ببطء، وجهه جامد كالصخر. "نعم، إنها كاميرا. لقد وضعوها هنا."
شعرت ميرا بالغضب يتصاعد داخلها. كيف يجرؤون؟ "لكن… لماذا؟"
نظر إليها آدم بسرعة، عينيه تلمعان بالقلق. "لا تظهري أي ردة فعل. علينا أن نتظاهر أننا لم نرَها."
تجمدت ميرا في مكانها، ثم أومأت ببطء. لم يروا شيئًا. لم يكتشفوا شيئًا. أخذت نفسًا عميقًا، ثم حاولت أن تبدو طبيعية قدر الإمكان.
"هل… هل نتركها هنا؟" سألت، صوتها بالكاد يُسمع.
"نعم." قال آدم، صوته يحمل نبرة من الجدية. "علينا التصرف وكأننا لم نكتشف شيئًا. إذا أدركوا أننا نعرف، سينقلب كل شيء."
"لكن لماذا؟" تمتمت ميرا، عيناها تلمعان بالارتباك. "لماذا يزرعون كاميرا هنا؟"
شعرت بأنفاس آدم تتباطأ، وكأنه يحاول السيطرة على غضبه. "لأنهم يريدون تسجيل كل شيء، ميرا. يريدون مراقبتكِ، والتأكد من أنكِ تقومين بما يطلبونه."
"لكن… ما الهدف؟" سألت ميرا، صوتها يحمل نبرة من الرعب. "هل هذا فقط لمراقبة اللعبة؟"
كان آدم صامتًا للحظة، ثم نظر إلى ميرا، عينيه تلمعان بالغضب. "لا، هذا ليس فقط لمراقبة اللعبة."
تجمدت ميرا، عيناها تتسعان ببطء. "ماذا تقصد؟"
أخذ آدم لحظة ليلتقط أنفاسه، ثم همس بصوت منخفض، وكأنه يحاول إخفاء غضبه. "أعتقد… أن هذا لابتزاز والدك."
"ماذا؟" صاحت ميرا، لكنها خفضت صوتها بسرعة عندما رأت نظرة التحذير في عينيه.
"فكري في الأمر." قال ببطء، وكأنه يحاول شرح شيء معقد. "إذا قاموا بتسجيل شيء غير لائق… إذا ظهرتِ في موقف معين معي… يمكنهم استخدام ذلك ضدكِ وضد عائلتكِ."
شعرت ميرا بأن الدماء تجمدت في عروقها. "لكن… لماذا؟ لماذا يريدون ابتزاز والدي؟"
شعر آدم بالغضب يتصاعد داخله. "لأنهم لا يهتمون بنا، ميرا. كل ما يهمهم هو المال والسيطرة. والدكِ… لديه قوة وسلطة. إذا تمكنوا من الحصول على شيء لابتزازه، سيجعلونه يفعل ما يريدون."
"لكن…" كانت ميرا على وشك الانهيار، لكنها شعرت بأن آدم يمسك بيدها فجأة.
"ميرا، اسمعيني." قال بجدية، عينيه تركزان على وجهها. "علينا أن نلعب دورنا الآن. علينا أن نتصرف وكأننا لا نعلم. إذا اكتشفوا أننا نعرف، سيصبح الوضع أخطر بكثير."
كانت ميرا تحدق فيه، عيناها تملؤهما الدموع. لكن كيف يمكنها أن تتصرف وكأن كل شيء طبيعي؟
"لكن…" تمتمت، صوتها بالكاد يسمع. "أنت… ماذا ستفعل؟"
شعر آدم بالغضب يغلي داخله، لكنه حاول الحفاظ على هدوئه. "سأفعل شيئًا لم يتوقعوه."
نظرت إليه ميرا، عيناها تلمعان بالخوف. "ماذا تقصد؟"
ابتسم آدم ابتسامة صغيرة، لكنها كانت تحمل شيئًا من الخطر. "سأوقف هذه اللعبة. سأقضي عليهم جميعًا. لن أسمح لهم بأن يتحكموا بنا بعد الآن."
شعرت ميرا بقلبها ينبض بسرعة. يقضي عليهم؟
"لكن… كيف؟" سألت، صوتها يحمل نبرة من القلق. "إذا فعلت هذا، سيقتلونك!"
"لا." قال آدم، عينيه تلمعان بالتصميم. "لن يستطيعوا قتلي إذا كنت أنا من يتحكم في اللعبة."
"لكن كيف؟" سألت ميرا، عيناها تملؤهما الحيرة.
نظر إليها آدم بعمق، ثم همس: "سأكتشف من يدير هذه اللعبة. سأعثر عليهم، وسأدمرهم من الداخل. هذه ليست مجرد لعبة للبقاء، ميرا… إنها حرب. وأنا لن أخسر."
شعرت ميرا بقشعريرة تجتاح جسدها. آدم… هل يمكنه حقًا فعل ذلك؟
لكن في تلك اللحظة، عرفت شيئًا واحدًا: إذا كان هناك شخص يمكنه النجاة من هذه اللعبة… فهو آدم.
"سأساعدك." قالت فجأة، عيناها تلمعان بالإصرار.
نظر إليها آدم بصدمة. "ماذا؟"
"قلت إنك ستدمرهم." قالت، صوتها يحمل نبرة من التصميم. "وأنا سأكون معك. لن أدعهم يسيطرون على حياتي أكثر من ذلك."
نظر إليها آدم، ثم شعر بشيء دافئ يتسلل إلى قلبه. ميرا…
"حسنًا." قال أخيرًا، صوته يحمل نبرة من التحدي. "سنفعل هذا معًا."