الفصل الحادي عشر: موعد غير متوقع

نظرت ميرا إلى انعكاسها في المرآة، وشعرت بشيء من الثقة يتسلل إليها. ارتدت فستانًا أحمر أنيقًا يصل إلى منتصف فخذيها، حزام رفيع يحدد خصرها، وأكمام شفافة تزيد من أنوثتها. رفعت شعرها في تسريحة بسيطة، ووضعت مكياجًا خفيفًا يعزز ملامح وجهها. كانت تبدو جذابة بشكل لم تره في نفسها منذ مدة طويلة.

عندما خرجت من الغرفة، وجدت آدم ينتظرها في غرفة المعيشة، يرتدي قميصًا أسود وسروالًا رماديًا أنيقًا. كان يحدق في هاتفه، لكنه رفع عينيه عندما سمع خطواتها، فتجمد في مكانه.

صدمته كانت واضحة.

"ميرا…" همس، عينيه تتسعان وهو يراقبها. "تبدين… مذهلة."


شعرت ميرا بابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها، لكنها أخفتها سريعًا. "أوه، شكرًا. لم أكن أعلم أنني أحتاج إلى موافقتك على مظهري."

ابتسم بخفة، لكنه لم يقل شيئًا. كان لا يزال ينظر إليها، وكأنه يحاول استيعاب التحول الذي حدث أمامه. لم يعتد رؤيتها بهذا الشكل: واثقة، قوية، وجميلة.

"حسنًا، هل نخرج الآن؟" قالت ميرا، محاولةً كسر الصمت المحرج.

هز رأسه بسرعة، وكأنما يستعيد وعيه. "بالطبع. لنتحرك."

قاد آدم السيارة عبر شوارع المدينة المضاءة، عينيه تراقبان الطريق، لكنه كان يسرق نظرات خفية نحو ميرا بين الحين والآخر. كانت تجلس بجانبه، تنظر من النافذة، وشعرها ينسدل برقة على كتفيها.

"إلى أين نحن ذاهبون؟" سألت، وهي تدير رأسها نحوه.

"مكان للاستمتاع." أجاب ببساطة، ابتسامة غامضة تزين شفتيه.

عندما وصلوا، وقفت ميرا أمام المبنى الضخم المضاء بألوان النيون الساطعة. كان ملهى ليليًا فاخرًا، يصدح منه صوت الموسيقى الصاخبة، والمكان مكتظ بالناس.

"ملهى؟" سألت بدهشة، لكنها لم تستطع منع الإثارة التي شعرت بها.

"نعم، اعتقدت أننا نحتاج إلى تغيير الأجواء." قال وهو يفتح لها الباب بلطف. "لنجرب شيئًا مختلفًا."

ابتسمت بخفة، ثم خطت إلى الداخل، تشعر بالحرية بطريقة لم تشعر بها منذ فترة. كانت الأضواء الملونة تنعكس على وجوه الناس، والموسيقى تعج بالحياة.

داخل الملهى، جلسا على طاولة في الزاوية، يراقبان الناس يرقصون ويتبادلون الضحكات. أحضر آدم لميرا مشروبًا خفيفًا، بينما اكتفى هو بمراقبة الأجواء. كان كل شيء يبدو عاديًا… حتى لمح وجهًا مألوفًا بين الحشد.

وجه لم يره منذ سنوات.

تجمد آدم في مكانه، عينيه تضيئان بتوتر مفاجئ. دوم. كان دوم، أحد زملائه السابقين في المنظمة، يتجول بين الناس وكأنه جزء من هذا المكان. لكن آدم عرف على الفور: وجوده هنا ليس صدفة.

"ميرا، سأذهب إلى الحمام." قال بسرعة، محاولًا أن يبدو طبيعيًا.

"حسنًا." قالت وهي تأخذ رشفة من مشروبها. "لا تتأخر."

تسلل آدم خلف دوم بهدوء، عيناه تراقبان كل حركة. تبعه إلى الممر المؤدي إلى الحمامات، ثم اندفع نحوه فجأة، أمسكه من الخلف ووضع سكينًا صغيرًا إلى رقبته.

"شششش…" همس بصوت حاد. "لا تتحرك."

تجمد دوم في مكانه، لكن لم يظهر أي خوف على وجهه. نظر إلى آدم من زاوية عينه، ثم ابتسم ابتسامة صغيرة. "آدم… لم أتوقع رؤيتك هنا."

أخذ آدم هاتف دوم بسرعة، وفتح تطبيق الملاحظات، ثم كتب بسرعة:

"ماذا تفعل هنا؟ لا تتحدث. إنهم يستمعون لي."

نظر دوم إلى الكتابة، ثم رفع عينيه إلى آدم، حاجبيه يرتفعان بدهشة طفيفة. أخذ الهاتف وبدأ بالكتابة:

"أنا هنا في مهمة أخرى. لم أكن أعلم أنك عالق في هذا الهراء."

"ما مهمتك؟" كتب آدم بسرعة، عينيه تراقبان الممر بقلق.

أخذ دوم لحظة، ثم كتب: "لست هنا لقتلك، إن كان هذا ما يشغلك. لدي هدفي الخاص. لكن… صدقني، لا يوجد شيء اسمه 'مهمة أخيرة'. لا أحد يخرج من هذه المنظمة حيًا."

شعر آدم بقبضة من الجليد تعتصر قلبه. "ماذا تعني؟"

رفع دوم عينيه نحوه، ثم كتب ببطء: "كيف يمكنك أن تصدق أنهم سيسمحون لك بالرحيل بعد هذه 'المهمة'؟ اللعبة ليست حقيقية، آدم. إنها فخ. إذا كنت هنا، فهذا يعني أنهم يريدونك أن تموت ببطء… أو أن تفقد نفسك."

تجمد آدم، لكن قبل أن يتمكن من الرد، كتب دوم بسرعة:

"أعلم أن لديك أسئلة. لكن لا يمكننا الحديث هنا. التقي بي غدًا عند المرفأ، في منتصف الليل."

ثم نظر إليه مباشرة، عينيه تلمعان بجدية. "لا تخبر أحدًا. وإذا كنتَ ذكيًا، ستبدأ بالتخطيط لهروبك."

ابتلع آدم ريقه، ثم أومأ بصمت. أعاد الهاتف إلى دوم، ثم استدار وعاد إلى الملهى، قلبه ينبض بجنون. اللعبة ليست حقيقية؟ ما الذي يعنيه دوم؟

عندما عاد إلى ميرا، وجدها تتحدث مع رجل غريب. كان طويلًا، يرتدي سترة جلدية، ويميل نحوها بوقاحة، يقترب منها بطريقة غير مريحة.

"ميرا." قال آدم بصوت منخفض، لكنه كان يحمل تحذيرًا.


التفتت ميرا نحوه، لكنها كانت مندهشة. "آدم، هذا السيد كان يتحدث معي."

لكن آدم تجاهلها، وجهه متجهم وهو ينظر إلى الرجل مباشرة. "ابتعد عنها."

نظر الرجل إلى آدم ببطء، ثم ابتسم بسخرية. "وماذا ستفعل إذا لم أبتعد؟"

شعر آدم بأن الدماء تغلي في عروقه. لم يكن في مزاج جيد للجدال. "قلت: ابتعد."

ضحك الرجل، ثم وضع يده على كتف ميرا بطريقة استفزت آدم. "يا صديقي، لماذا لا نسترخي؟ نحن فقط نتحدث."

قبل أن يتمكن من إضافة أي كلمة أخرى، كان آدم قد أمسك بيده وسحبها بعيدًا، ثم لكمه بقوة على وجهه.

تراجع الرجل متألمًا، يمسك أنفه بصدمة. "أيها الحقير…! سأجعلك تدفع ثمن هذا."

اقترب آدم منه بخطوة، عينيه تلمعان بغضب قاتل. "إذا اقتربت منها مجددًا، سأجعلك تندم."


كان الرجل يتنفس بصعوبة، لكنه تراجع ببطء، عينيه تلمعان بوعيد. "سنرى… ستندم على هذا."

شعرت ميرا بالذهول، عيناها تتابعان آدم بصدمة. لم تره بهذه الطريقة من قبل. كان يسيطر على الموقف تمامًا، ووقف كأنه محارب مستعد للقتال.

"آدم، ما الذي تفعله؟" تمتمت بخفوت.

استدار نحوها، ثم أخذ نفسًا عميقًا، يحاول تهدئة نفسه. "كنت أحميك."

حدقت فيه بصمت، ثم شعرت بشيء جديد يتسلل إلى قلبها: نوع من الاحترام… والرهبة.



إعدادات القراءة


لون الخلفية