الفصل الخامس والعشرون: عملية محفوفة بالمخاطر


وقف مارك وآدم في غرفة صغيرة في الطابق السفلي من المستشفى، بعيدًا عن أعين الموظفين والمرضى. كانت الغرفة مظلمة، والهواء مشبعًا برائحة المطهرات. نظر مارك حوله بقلق، عينيه تركزان على المعدات البسيطة التي جهزها بسرعة.

"آدم…" بدأ بصوت منخفض، عينيه تلمعان بالقلق. "هل أنت متأكد من أنك تريد القيام بهذا؟"

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ، لكنه أومأ بحزم. "نعم، مارك. لا خيار لدي. طالما أن هذا الجهاز موجود، لن أتمكن من التحرك بحرية."

تنهد مارك ببطء، ثم نظر إلى مجموعة الأدوات أمامه. "إذاً، دعنا نبدأ. لكن تذكر، هذه العملية خطيرة للغاية. هذا الجهاز قريب جدًا من قلبك… إذا حدث خطأ ما، قد تفقد حياتك."

ابتسم آدم ابتسامة باهتة، لكنها كانت خالية من الخوف. "لقد واجهت الموت مئات المرات، مارك. لن يكون هذا مختلفًا."

شعر مارك بارتعاش في يده، لكنه أخفى قلقه. هذا الرجل… كان دائمًا هادئًا حتى في أخطر اللحظات. أخذ نفسًا عميقًا، ثم التقط السكين الجراحية.

"سأحتاج إلى تخديرك." قال ببطء، عينيه تركزان على وجه آدم. "لكن ليس كليًا، لأننا لا نعرف كيف سيتفاعل الجهاز مع المواد الكيميائية. سأبقيك نصف مستيقظ، حتى أتمكن من مراقبة ردود فعلك."

أومأ آدم ببطء، ثم جلس على طاولة العمليات. خلع قميصه ببطء، كاشفًا عن صدره المليء بالندوب القديمة، آثار لكل معركة خاضها. كان هناك ندبة عميقة عند صدره الأيسر، في المكان الذي زرعوا فيه الجهاز قبل سنوات.

"هل هذا هو المكان؟" سأل مارك، عينيه تركزان على الندبة.

"نعم." قال آدم بصوت منخفض. "إنه قريب جدًا من القلب، مدمج في الأنسجة."

شعر مارك بقشعريرة تجتاح جسده. كيف يمكنهم فعل هذا؟ لكنه أبقى أفكاره لنفسه. "حسنًا، استلقِ بهدوء."

استلقى آدم على الطاولة، جسده مشدود، لكن عيناه تركزان على السقف. هذا هو… إذا تمكن من إزالة هذا الجهاز، سيكون قد خطا أول خطوة حقيقية نحو حريته.

"سأبدأ." قال مارك بهدوء، ثم حقن مادة مخدرة في وريد آدم. شعر آدم بوخز خفيف، ثم بدأت عيناه تثقلان، لكنه لم يفقد الوعي تمامًا. كان كل شيء ضبابيًا، لكنه لا يزال يشعر بالألم الخفيف في صدره.

"ابقَ هادئًا." همس مارك، ثم رفع السكين الجراحية.

مرت الدقائق ببطء، وكل ثانية كانت تبدو كأنها ساعة. شعر آدم بالضغط على صدره، ثم بوخزة حادة عندما بدأ مارك بشق الجلد فوق الندبة القديمة. كان الألم يزداد، لكنه أبقى جسده ثابتًا، أنفاسه منتظمة.

"أنتَ بخير؟" سأل مارك، صوته يحمل نبرة من القلق.

"نعم…" تمتم آدم، لكنه شعر بقطرات العرق تتصبب على جبينه. ابقَ هادئًا… كل شيء سيكون بخير.

استمر مارك في العمل، عيناه تركزان بشدة على الجرح. بعد بضع دقائق، انطلق صوت خافت. بيب.

"هذا هو." قال مارك بصوت منخفض، عيناه تتسعان. "لقد وجدته."

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. هذا هو… الجهاز الذي قيدني لسنوات.

"حسنًا، سأحاول فصله الآن." قال مارك، لكن صوته كان يحمل نبرة من التوتر. "إذا حدث أي خلل… لا أعلم ما قد يحدث."

"افعلها." تمتم آدم، صوته خافت لكنه كان يحمل نبرة من الإصرار. "فقط… افعلها."

أخذ مارك نفسًا عميقًا، ثم بدأ بفصل الجهاز بحذر شديد. كانت العملية دقيقة للغاية، وكل حركة كانت يمكن أن تؤدي إلى كارثة. كان الجهاز مزروعًا في الأنسجة المحيطة بالقلب، متشابكًا مع الشرايين.

"حسنًا… تقريبًا هناك…" همس مارك، لكن فجأة…

بيب بيب بيب!

انطلق صوت إنذار حاد، وجهاز صغير على الطاولة بدأ يضيء بشكل مشؤوم.

"ما هذا؟" صرخ آدم، عينيه تتسعان.

"إنه… إنه نظام أمان!" صرخ مارك، عينيه تلمعان بالذعر. "لقد فعلتِ المنظمة نظام الأمان الخاص بالجهاز! إذا لم أتمكن من فصله خلال عشر دقائق، سيفجرونك!"

شعر آدم بقلبه يتسارع. تفجير…؟ لكنه لم يستطع التفكير. كل ما شعر به كان الذعر.

"ماذا سنفعل؟" تمتم، عينيه تراقبان مارك بقلق.

"سأفعل ما بوسعي!" صرخ مارك، يداه تتحركان بسرعة محمومة. "لكن إذا لم أتمكن من إبطال النظام في الوقت المناسب—"

"ستنجح." قال آدم فجأة، صوته يحمل نبرة من القوة. "أنت مارك، أفضل طبيب عرفته المنظمة. لن تفشل الآن."

شعر مارك بوخزة في قلبه، لكن كلمات آدم أعادته إلى رشده. نعم، هو محق. لا يمكنني الفشل.

بدأ يعمل بسرعة، يداه تتحركان بخفة ودقة. كان هناك كابل صغير متصل بالجهاز، ينقل الإشارة إلى مركز التحكم. إذا تمكن من قطع الاتصال، قد يتمكن من تعطيل التفجير.

"حسنًا… حسنًا…" تمتم مارك، عينيه تركزان بشدة على الكابل. "بقيت… لحظة واحدة."

بيب بيب بيب!

كان الصوت يزداد حدة، لكن مارك لم يتوقف. بحركة دقيقة، قطع الكابل، ثم…

صمت.

"لقد نجحت!" صرخ مارك، عينيه تلمعان بالدهشة.

شعر آدم بشيء من الراحة يغمره. أخيرًا… أخذ نفسًا عميقًا، لكنه شعر بأن جسده لا يزال مشدودًا. "هل… هل انتهى الأمر؟"

نظر مارك إليه، ثم ابتسم ابتسامة باهتة. "نعم، الجهاز تم تعطيله. لكنني لا أستطيع إخراجه بالكامل الآن. عليك أن تنتظر حتى يشفى الجرح، ثم نقوم بعملية ثانية."

شعر آدم بمزيج من الارتياح والإحباط. إذن، الأمر لم ينتهِ بعد. لكنه كان قد خطا خطوة كبيرة.

"شكرًا، مارك." قال بصدق، عينيه تلمعان بالامتنان.

نظر إليه مارك ببطء، ثم أومأ. "لا تشكرني بعد. ما زال هناك الكثير لتفعله، آدم."

أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم جلس ببطء، يحاول استعادة وعيه. نعم، ما زال هناك الكثير.

"سأدمرهم." تمتم بصوت منخفض، عينيه تلمعان بالغضب. "سأجعلهم يدفعون الثمن."




إعدادات القراءة


لون الخلفية