الفصل الرابع والثلاثون: خطة النهاية


كان الجو باردًا ورطبًا في الغابة المحيطة بالكوخ الجبلي، لكن ذلك لم يمنع آدم من الاستمرار في وضع الخطط وتنسيق التفاصيل الأخيرة مع فريقه. جلس الجميع حول طاولة خشبية صغيرة، وأمامهم خرائط ومخططات للمبنى الرئيسي للمنظمة، وأجهزة اتصالات محمولة. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والترقب، لكن أعين الفريق كانت تحمل شعورًا واحدًا: الاستعداد التام للمعركة الأخيرة.

رفع آدم رأسه ببطء، ثم نظر إلى ماكس وجيني وريك، ثم إلى ميرا التي كانت تجلس بجواره. "حان الوقت." قال بجدية، عينيه تلمعان بالإصرار. "هذه هي الفرصة الوحيدة لدينا لتدمير المنظمة وإنهاء هذه اللعبة القذرة إلى الأبد."

أومأ ماكس، وجهه مشدود بالتركيز. "ما الذي سنفعله تحديدًا، آدم؟"

أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم سحب ورقة كبيرة من الخرائط، تظهر الموقع الرئيسي للمنظمة، محاطًا بالغابات الكثيفة والأسوار العالية. "لدينا هدف واحد: الوصول إلى المقر الرئيسي للمنظمة، وتفجير قلبها من الداخل."

"لكن كيف سنصل إلى الداخل؟" سألت ميرا، عيناها تملؤهما الحيرة والخوف. "هذا المكان محصن بشكل لا يُصدق."

ابتسم آدم ابتسامة صغيرة، لكنها كانت خالية من أي مرح. "جون سيكون تذكرتنا للدخول."

"جون؟" سألت جيني ببطء، عينيها تراقبان وجهه بحذر. "هل تعني أنه سيتعاون معنا؟"

"لا." قال آدم، صوته يحمل نبرة من الثقة والجدية. "جون لا يعرف ذلك بعد، لكننا سنجبره على فتح أبواب المنظمة لنا."

شعرت ميرا بدم بارد يجري في عروقها. إجباره؟ هل يعقل أن آدم—؟

"هذا ليس سهلاً." تمتم ريك، عينيه تركزان على الخريطة. "إذا حاولنا الاقتراب من المقر، سيكشفوننا فورًا."

"لكن لدينا خطة." قال آدم بهدوء، ثم أشار إلى نقطة على الخريطة. "وفقًا للمعلومات التي حصلنا عليها، هناك مخبأ مؤقت لجون خارج المدينة، في هذه المنطقة."

اقترب ماكس من الخريطة، عينيه تركزان على النقطة التي أشار إليها آدم. "إذن، سنخطفه من هناك؟"

"نعم." قال آدم بحزم. "سنقوم باقتحام المخبأ بسرعة، نأخذه قبل أن يتمكن من الاتصال بأي شخص، ثم سننقله إلى هنا."

"وماذا بعد ذلك؟" سألت ميرا، صوتها يحمل نبرة من القلق.

نظر آدم إليها، عينيه تملؤهما الجدية. "بعد أن نحصل عليه، سنجبره على فتح أنظمة الأمان الرئيسية للمقر. بدون مساعدته، لن نتمكن من الدخول."

"لكن… كيف سنجبره على ذلك؟" سألت ميرا، عينيها تلمعان بالخوف.

"سنستخدم كل الوسائل الممكنة." قال آدم ببرود، عينيه تحملان نبرة من الصلابة. "جون يعلم أن حياته على المحك. إذا فهم أنني لن أتراجع، سيضطر للانصياع."

شعرت ميرا بشيء من القلق يتسلل إلى قلبها. هل يعقل أن آدم سيفعل ذلك؟

"وهل تعتقد أن جون سيخضع بهذه السهولة؟" سأل ماكس، عينيه تلمعان بالحذر.

أومأ آدم ببطء. "جون ليس غبيًا. إنه يعرف أنني مستعد لفعل أي شيء لإنهاء هذه اللعبة. إذا شعر أنه سيخسر، سيتعاون."

"حسنًا." تمتم ريك، صوته يحمل نبرة من التحذير. "لكن ماذا لو لم يتعاون؟"

"إذا لم يتعاون، سنفعلها بالطريقة الصعبة." قال آدم بحدة. "لكن لا تقلقوا… لدي خطة بديلة."

نظر الجميع إليه بترقب. خطة بديلة؟ ما الذي يفكر فيه؟

"إذا لم نتمكن من استخدام جون للدخول، سنستخدم المعلومات التي لدينا لاختراق أنظمة الأمان عن بُعد." قال آدم، ثم أشار إلى جيني. "لكن هذا يعتمد على جيني."

شعرت جيني بأنفاسها تتسارع. "هل تعني أنني سأكون مسؤولة عن ذلك؟"

"نعم." قال آدم بجدية. "أريدكِ أن تراقبي كل تحركاتنا، وتكوني مستعدة لتعطيل أي نظام أمان يتم تفعيله."

"لكن هذا سيكون معقدًا للغاية." تمتمت، عينيها تلمعان بالقلق. "أنظمة الأمان في هذا المقر متقدمة للغاية. إذا فشلنا، قد يُفعّل نظام الدفاع الآلي."

"لن نفشل." قال آدم بصرامة، عينيه تركزان على وجهها. "عليكِ أن تثقي بنفسكِ."

شعرت جيني بشيء من الثقة يتسلل إلى قلبها، ثم أومأت ببطء. "سأفعل ما بوسعي."

"جيد." قال آدم، ثم نظر إلى الجميع. "الآن، لنراجع الخطة بالكامل."

جلسوا معًا لساعات، يضعون كل التفاصيل الصغيرة، يحسبون كل خطوة بدقة. كان آدم يتأكد من أن كل فرد يعرف دوره تمامًا، وكان يراجع معهم كل الاحتمالات التي قد تحدث. كان هذا أكثر من مجرد خطة… كان هذا إعلان حرب.

"ريك، ستكون مسؤولًا عن تأمين المحيط." قال آدم، صوته يحمل نبرة من الصرامة. "إذا حاول أي شخص الدخول أو الخروج، أوقفه بأي وسيلة."

أومأ ريك ببطء. "مفهوم."

"ماكس، أنت ستكون المسؤول عن نقل جون." تابع آدم، عينيه تركزان على وجه ماكس. "عندما نحصل عليه، تأكد من إبقائه تحت السيطرة."

"لا تقلق." قال ماكس بابتسامة صغيرة، لكن كان هناك شيء من الجدية في عينيه. "لن يذهب إلى أي مكان."

"ميرا، أنتِ ستبقين معي." قال آدم، ثم نظر إليها بعمق. "لا أريدكِ أن تبتعدي عني."

شعرت ميرا بشيء من الدفء يتسلل إلى قلبها، ثم أومأت ببطء. "حسنًا."

"جيد." قال آدم، ثم وقف ببطء، ينظر إلى الجميع. "الآن… سنذهب وننفذ الخطة."

"هل هذا هو وقت التنفيذ؟" سألت جيني، عينيها تلمعان بالدهشة.

"نعم." قال آدم ببطء، عينيه تلمعان بالإصرار. "الوقت حان… لإنهاء هذا الأمر."

توجهوا جميعًا إلى الخارج، حيث كانت الشاحنة الصغيرة تنتظرهم. جلسوا في أماكنهم، وكان الصمت يلف المكان، لكن كان هناك شعور واحد يتسرب بينهم… شعور بالنهاية الوشيكة.

"جاهزون؟" سأل آدم، صوته يحمل نبرة من الثقة.

"جاهزون." قال الجميع بصوت واحد.

ثم انطلقت الشاحنة عبر الطريق المظلم، متجهة نحو هدفها الأخير.

اليوم… ستنتهي اللعبة.




إعدادات القراءة


لون الخلفية