تحركت الشاحنة عبر الطريق المظلم بسرعة، والأشجار الكثيفة تحيط بها من كل جانب، وكأنها تحاول إخفاء الفريق عن أعين المتلصصين. كان الجميع في الداخل يشعرون بالتوتر المتصاعد، لكنهم أبقوا وجوههم جامدة، وقلوبهم مركزة على هدف واحد: المقر الرئيسي للمنظمة.
"سنتوقف هنا." قال آدم فجأة، صوته يحمل نبرة من الحذر. أوقف الشاحنة على بُعد نصف ميل من الموقع المحدد، وأطفأ الأنوار. "من هنا، سنتحرك سيرًا على الأقدام."
"هل نحن قريبون؟" سألت ميرا، صوتها يحمل نبرة من القلق.
"نعم." قال آدم، ثم أشار إلى الغابة الكثيفة أمامهم. "المخبأ الذي يتواجد فيه جون يقع في عمق هذه الغابة. علينا التحرك بصمت وسرعة."
أومأ الجميع، ثم نزلوا من الشاحنة، خطواتهم تكاد لا تُسمع على الأرض الرطبة. كان الجو باردًا، والضباب يغطي المكان، مما زاد من شعورهم بالرهبة.
"جيني، هل هناك أي تحركات بالقرب منا؟" همس آدم عبر جهاز الاتصال، عينيه تركزان على الظلال المحيطة بهم.
"لا شيء." جاء صوت جيني من الطرف الآخر، يحمل نبرة من الحذر. "لكن احذروا. قد يكون هناك حراس مخفيون."
تحركوا ببطء عبر الغابة، يختبئون بين الأشجار ويتقدمون بحذر. كان الجو ساكنًا، لكن آدم شعر بشيء غريب… كأنهم مراقبون. ربما يكون هذا مجرد توتر الأعصاب.
"هناك." قال ماكس بصوت خافت، ثم أشار إلى ضوء خافت يتسلل من بين الأشجار.
اقتربوا ببطء، حتى وصلوا إلى حافة غابة صغيرة، حيث رأوا المخبأ: مبنى صغير محاط بسياج حديدي، وأضواء الحراسة تلمع في كل مكان. كان هناك حارسان يقفان عند المدخل، وأصوات خافتة تأتي من الداخل.
"ريك، لديك الرؤية؟" همس آدم، عينيه تركزان على الحراس.
"نعم." تمتم ريك، ثم رفع بندقيته المجهزة بكاتم صوت. "جاهز."
"انتظر إشارتي." قال آدم ببطء، ثم أشار إلى ماكس وميرا ليتحركوا معه نحو الجانب الآخر من السياج. عندما وصلوا إلى زاوية مظلمة، أومأ لريك.
بوف… بوف.
سقط الحارسان بلا حراك، أجسادهما تتهاوى على الأرض بصمت.
"تحركوا." قال آدم بسرعة، ثم اندفع نحو السياج. استخدم ماكس قاطعًا حادًا لفتح فتحة صغيرة، ثم زحفوا من خلالها بسرعة.
عندما وصلوا إلى الداخل، كان الجو مشحونًا بالخطر. علينا أن نتحرك بسرعة، قبل أن يكتشف أحدهم ما يحدث.
"إلى الخلف." قال ماكس، ثم أشار إلى باب صغير يؤدي إلى الداخل.
"انتظروا." همس آدم، عينيه تركزان على الباب. "إذا فتحنا هذا الباب، قد يُفعلون نظام الإنذار."
"إذن ماذا نفعل؟" سألت ميرا بقلق.
"سأتعامل مع ذلك." قال ريك بسرعة، ثم بدأ بتعطيل القفل الإلكتروني. بعد لحظات قليلة، انفتح الباب بصمت.
"جيد." همس آدم، ثم اندفع إلى الداخل، أسلحته جاهزة.
كان الممر ضيقًا، والجدران مغطاة بالحديد الصدئ. تحركوا ببطء، يراقبون كل زاوية وكل ظلال. عندما وصلوا إلى غرفة كبيرة في نهاية الممر، توقف آدم فجأة.
"انتظروا." همس، ثم أشار إلى الحراس الذين كانوا يقفون عند الباب. إذا دخلنا الآن، سنُكشف.
لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، سمع صوت ضحكة قادمة من الداخل.
"جون…" همس آدم، عينيه تضيء بالدهشة. هل يعقل أن…؟
تقدم ببطء، ثم نظر من خلال الفجوة الصغيرة في الباب. رأى جون جالسًا على كرسي في وسط الغرفة، يراقب شاشات تظهر عليها وجوه آدم وفريقه.
"أعلم أنكم هنا." قال جون بابتسامة خبيثة، عينيه تلمعان بالخبث. "تعالوا، لا حاجة للاختباء."
شعر آدم بأنفاسه تتسارع. لقد كشفونا… "الجميع، تراجعوا!" همس بسرعة.
لكن قبل أن يتمكنوا من التحرك، انطلقت الأضواء الحمراء في كل مكان، وصوت صافرة الإنذار ملأ الجو.
"لقد تأخرتم." قال جون ببرود، عينيه تلمعان بالانتصار. "أعلم أنكم تحاولون خطفي، لكن… الأمر ليس بهذه السهولة."
اندفع الحراس من كل مكان، أسلحتهم موجهة نحوهم. شعر آدم بأن قلبه ينبض بعنف. تبًا، لقد أوقعنا في فخ.
"ارموا أسلحتكم." قال أحد الحراس، صوته يحمل نبرة من التهديد.
نظر آدم حوله بسرعة، ثم رفع يده ببطء. "لا خيار لدينا… افعلوا ما يقولون."
أسقط الجميع أسلحتهم ببطء، والحراس اندفعوا بسرعة لتقييدهم.
"حسنًا، هذا مشوق." قال جون بابتسامة، ثم وقف من كرسيه. "لطالما أردت أن أرى هذا بنفسي."
نظر آدم إليه، عينيه تملؤهما الغضب. "جون… ستندم على هذا."
ابتسم جون بخبث. "أشك في ذلك."
ثم، بحركة سريعة، أشار إلى الحراس. "خذوهم إلى السيارة. سنذهب إلى المقر الرئيسي… هناك، سننهي هذه اللعبة."
شعر آدم بأن أنفاسه تتسارع. إذا أخذونا إلى هناك، سنكون محاصرين بالكامل… لكن قبل أن يتمكن من التفكير، شعر بأحد الحراس يدفعه بعنف نحو الخارج.
"سوف تدفع الثمن، آدم." همس جون، عينيه تلمعان بالخبث. "أنت تعرف ذلك، أليس كذلك؟"
لكن آدم لم يتراجع. رفع رأسه ببطء، ثم ابتسم ابتسامة باهتة. "سنرى، جون… سنرى."
بعد ساعة…
كانت الأجواء مشحونة بالخطر عندما وصلوا إلى المقر الرئيسي للمنظمة. المبنى كان ضخمًا، محاطًا بالأسوار العالية، والكاميرات تراقب كل زاوية.
"أدخلهم." قال جون ببرود، ثم أشار إلى الحراس ليدفعوا آدم وفريقه إلى الداخل.
لكن عندما دخلوا إلى الغرفة الرئيسية، شعر آدم بشيء من الراحة… لقد وصل إلى قلب المنظمة.
هذه هي الفرصة.
نظر إلى جون، ثم همس بصوت خافت: "هل تعرف ما هو شعور أن تكون الفريسة؟"
شعر جون بشيء من القلق يتسلل إلى قلبه. "ماذا تعني؟"
ابتسم آدم ببطء، ثم نظر إلى الحراس. "تعني… أنني أنا الصياد هنا."
وقبل أن يتمكن أحد من التحرك، انفجر ضوء قوي في الغرفة، والأنظمة بدأت تتعطل. جيني… لقد فعلتها.
"هيا!" صرخ آدم، ثم انقضّ على أقرب حارس، وبدأت الفوضى.