الفصل السادس والعشرون: فشل الخطة الأولى


كان الجو في الغرفة مشحونًا بالتوتر. جلس جون على كرسيه، عينيه تركزان على الشاشة أمامه، حيث كان العرض يوضح جميع التحركات الأخيرة لآدم. منذ اللحظة التي دخل فيها المستشفى، إلى وقت خروجه بعد العملية. كيف… كيف تمكن من فعل ذلك؟

رن الهاتف فجأة، كسر الصمت الذي كان يلف المكان. نظر جون إلى الشاشة، ثم شعر بوخزة قلق تجتاحه عندما رأى الرقم الظاهر. الرئيس…

تردد للحظة، لكنه أخذ نفسًا عميقًا، ثم أجاب بسرعة. "سيدي."

جاء الصوت من الطرف الآخر، صوت غامض، بارد، لكن حمله رائحة الخطر والموت. "جون… هل يمكنك أن تشرح لي كيف فشلت خطتك؟"

شعر جون بقلبه ينبض بعنف. كيف علم؟ "سيدي، لقد كنت أراقبه. لم يكن من المفترض أن يتمكن من إزالته. كيف—"

"أنتَ لا تجيب على سؤالي." قاطعه الصوت بهدوء، لكن كان هناك نبرة من التهديد. "قلت، كيف فشلت خطتك، جون؟"

شعر جون بالعرق يتصبب من جبينه، لكنه حاول أن يبقى هادئًا. "آدم… وجد طريقة ما لإزالة الجهاز. لقد لجأ إلى أحد الأطباء الذين كنا نراقبهم في الماضي. لم نكن نعلم أنه سيلجأ إليه."

كان هناك صمت طويل من الطرف الآخر، كأن الرئيس كان يفكر في شيء ما. ثم جاء صوته مرة أخرى، هادئًا كالعادة، لكن حمله ثقل رهيب. "إذن… هو الآن حر؟"

شعر جون بشيء من الذعر، لكنه حاول السيطرة على نفسه. "ليس تمامًا، سيدي. لقد عطل الجهاز، لكن لا يزال هناك أثر له في جسده. يمكننا تعقبه إذا لزم الأمر."

"أثر…؟" تمتم الصوت ببطء، وكأنه يفكر. "وماذا عن ميرا؟"

شعر جون بارتباك طفيف. "ميرا؟ إنها لا تزال في البيت، لا تزال تحت المراقبة. لكن…"

"لكن…؟" ضغط الصوت، وكأنه يحثه على إكمال كلامه.

"لقد اكتشفا الكاميرا." اعترف جون أخيرًا، صوته يحمل نبرة من الاستسلام. "إنهما يعلمان أننا نراقبهما."

كان هناك صمت طويل، ثم فجأة…

"أنتَ غبي." قال الصوت ببرود، عينيه تلمعان بالغضب. "لقد أفسدت كل شيء."

شعر جون بأنفاسه تتباطأ. الرئيس غاضب… لكن قبل أن يتمكن من الرد، كان الصوت قد تابع.

"آدم الآن حر… وعليه، هو خارج سيطرتنا." قال الرئيس، نبرته تحمل نبرة من البرود. "لقد أعطيناه مساحة للتحرك، وهذا خطأ فادح. لكن لا بأس… لدينا خيارات أخرى."

"خيارات؟" سأل جون، صوته يحمل نبرة من الفضول.

"أجل." قال الصوت، ثم شعر جون بشيء من القشعريرة يزحف على جسده. "إذا لم نتمكن من السيطرة على آدم مباشرةً… سنضغط عليه بوسيلة أخرى."

"تقصد…؟" تمتم جون، لكنه شعر بأن قلبه ينبض بعنف.

"ميرا." قال الرئيس ببساطة، صوته يحمل نبرة من السخرية. "سنأخذها… ونرى كيف سيتصرف."

شعر جون بصدره يضيق. ميرا؟ هل يريدون خطفها؟

"لكن… سيدي، هذا قد يثير الشكوك. والدها—"

"والدها سيكون هدفنا التالي." قال الرئيس بهدوء، عينيه تلمعان بخبث. "إذا أخذنا ميرا، سيكون والدها على استعداد لدفع أي ثمن لاستعادتها. وبذلك… سنحصل على الفدية، ونقيد آدم من جديد."

شعر جون بقلبه ينبض بعنف. خطف ميرا؟ كان الأمر خطيرًا، لكن…

"هل… هل تريد مني أن أبدأ بالخطة الثانية، سيدي؟" سأل ببطء، عينيه تركزان على الشاشة أمامه.

"نعم، جون." قال الصوت ببرود. "ابدأ بتنفيذ الخطة الثانية فورًا."

شعر جون بشيء من الارتباك، لكنه أومأ بسرعة. "كما تأمر، سيدي."

ثم أنهى المكالمة، وعيناه تركزان على الشاشة مرة أخرى. خطف ميرا… وابتزاز والدها.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم ضغط على زر الاتصال. "أريد فريقًا جاهزًا للتحرك. الهدف: ميرا."

كان قلبه ينبض بعنف، لكنه لم يتوقف. آدم… سترى الآن كيف نلعب هذه اللعبة.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية