الفصل الثامن والعشرون


كان آدم يقود سيارته بسرعة، عينيه تركزان على الطريق أمامه، لكن عقله كان غارقًا في أفكار متشابكة. مارك قال إن العملية كانت ناجحة، لكن ماذا بعد؟ هل سيكون قادرًا على التحرك بحرية الآن؟ هل سيتخلص من سيطرة المنظمة أخيرًا؟

شعر بشيء من الارتياح الطفيف، لكنه لم يكن كافيًا. ما زالت ميرا في خطر، وما زلت أنا جزءًا من هذه اللعبة. نظر إلى هاتفه، الذي كان ملقى على المقعد بجانبه، لكنه لم يتلقَ أي رسائل أو تحذيرات جديدة.

"ربما الأمور ستكون هادئة اليوم." تمتم لنفسه، لكن إحساسًا غريبًا كان يجتاحه. لماذا أشعر بهذا القلق؟

ثم، فجأة، رن هاتفه. نظر إليه بسرعة، وعندما رأى اسم المتصل، تجمد في مكانه. والد ميرا؟

ضغط على زر الاتصال، ثم وضع الهاتف على أذنه. "مرحبًا؟"

"أنت السبب." جاء صوت والد ميرا من الطرف الآخر، لكن نبرته كانت مختلفة… كانت مزيجًا من الغضب والخوف واليأس.

تجمد آدم في مكانه، عينيه تتسعان. "ماذا؟ عن ماذا تتحدث؟"

"كنت أعرف!" صرخ والد ميرا، صوته يحمل نبرة من الذعر. "كنت أعرف أن وجودك معها سيجلب الكوارث!"

شعر آدم بأنفاسه تتسارع، لكنه حاول الحفاظ على هدوئه. "انتظر، ماذا حدث؟"

كان هناك صمت قصير، ثم جاء صوت والد ميرا مرة أخرى، لكنه هذه المرة كان يحمل نبرة من الاستسلام. "لقد أخذوها."

تجمدت يدا آدم على عجلة القيادة، وكأن جسده كله توقف عن العمل. "ماذا… ماذا تقصد؟ من أخذها؟"

"ميرا!" صرخ والدها، صوته مليء باليأس. "لقد اختطفوها! أولئك الرجال… أخذوها من الشركة!"

شعر آدم بأنفاسه تنحبس في صدره. ميرا… اختُطفت؟ لا، هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا. هل يعقل أنهم…؟

"أنت السبب!" صرخ والد ميرا مرة أخرى، عينيه تلمعان بالغضب. "لو لم تدخل حياتها، لما حدث هذا! لقد كنت أعرف أن هناك خطبًا ما بك!"

"أين هي؟" سأل آدم بسرعة، صوته يحمل نبرة من الذعر. "أخبرني، أين أخذوها؟"

"لا أعلم." تمتم والدها، لكن صوته كان يرتجف. "جاءوا إلى مكتبي… أعطوني هذا." سمع آدم صوت ورقة تُفتح، ثم…

"إذا كنت تريد استعادة ابنتك، اجمع المبلغ المطلوب في غضون 48 ساعة، وإلا… ستفقدها للأبد."

شعر آدم بأنفاسه تتسارع. مبلغ؟ هل يعقل أنهم يطلبون فدية؟ "ما هو المبلغ؟"

"خمسون مليون دولار." تمتم والد ميرا، صوته يحمل نبرة من الصدمة. "إنهم يريدون خمسين مليون دولار… في 48 ساعة."

شعر آدم بأن جسده يتجمد. هذا مستحيل. "وهل… هل هذا كل شيء؟ هل تركوا أي وسيلة للاتصال؟"

"رقم هاتف… لكنهم قالوا إنه مخصص للتواصل مرة واحدة فقط." قال والد ميرا، صوته يحمل نبرة من الرعب. "أخبروني أنني إذا اتصلت بالشرطة، سيقتلونها."

شعر آدم بأن قلبه ينبض بعنف. اللعبة تغيرت. نظر حوله بسرعة، وكأنما يبحث عن حل في الظلام. خطفوها… وطلبوا فدية.

"استمع إلي." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الجدية. "لا تحاول الاتصال بالشرطة، ولا تحاول التحرك. سأجدهم."

"أنت؟" قال والد ميرا بمرارة. "ماذا يمكنك أن تفعل؟ لقد كنتَ السبب في كل هذا!"

شعر آدم بوخزة في قلبه، لكنه لم يتراجع. والدها محق… هذا كله بسببي.

"أعدك." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من التصميم. "سأستعيدها… مهما كلف الأمر."

كان هناك صمت قصير، ثم تنهد والد ميرا ببطء. "إذا لم تفعل… سأقتلك بنفسي، آدم."

ثم أغلق الهاتف.

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ، لكن قلبه كان ينبض بعنف. ميرا… لقد أخذوها.

"كيف… كيف حدث هذا؟" تمتم لنفسه، لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، شعر بهاتفه يهتز مرة أخرى.

نظرة واحدة إلى الشاشة… ورأى رسالة من رقم مجهول.

"مرحبًا، آدم." كانت الرسالة قصيرة، لكن حملت نبرة من السخرية. "هل أعجبتك خطتنا الجديدة؟"

شعر آدم بأن جسده يغلي. جون… هو يعلم من يكون صاحب هذه الرسالة. جون… أنت وراء هذا.

"إذا أردت رؤيتها مجددًا، عليك أن تتحرك بسرعة." استمرت الرسالة، وكأن جون يقرأ أفكاره. "لدينا مفاجأة لك. أريد أن أرى ماذا ستفعل الآن، أيها البطل."

شعر آدم بالغضب يتصاعد داخله. مفاجأة؟ أخذ نفسًا عميقًا، ثم ضغط على زر الاتصال بسرعة.

لكن… لم يكن هناك رد.

"تبًا!" صرخ، ثم ألقى الهاتف على المقعد بجانبه. عليك أن تهدأ… عليك أن تركز.

جلس هناك لبضع لحظات، أنفاسه تتسارع، لكنه أجبر نفسه على الهدوء. إذا أردت إنقاذها… عليك أن تفكر.

"حسنًا…" تمتم ببطء، عينيه تركزان على الطريق أمامه. "إذا كانوا يريدون المال… إذًا لا يريدون قتلها."

شعر بقلبه ينبض بقوة. لا يريدون قتلها الآن… لكنهم قد يفعلون إذا لم أتحرك بسرعة.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم نظر إلى هاتفه مرة أخرى. جون يريد اللعب… لكني لن أدعه يفوز.

ضغط على زر الاتصال، ثم اتصل بأحد أرقامه الخاصة.

"مرحبًا." جاء صوت رجل خشن من الطرف الآخر.

"ماكس، إنها حالة طارئة." قال آدم بسرعة، صوته يحمل نبرة من التوتر. "أحتاج إلى فريق. الآن."

كان هناك صمت قصير، ثم سمع آدم صوت الرجل يضحك بخفة. "إذن، الأمور أصبحت خطيرة؟"

"نعم." قال آدم بجدية. "أريد أن أستعيد شخصًا… ولا أستطيع فعل ذلك وحدي."

"حسنًا، أين نلتقي؟" قال ماكس، صوته يحمل نبرة من الحماس.

"في المستودع القديم." قال آدم بسرعة، ثم أخذ نفسًا عميقًا. "علينا التحرك خلال ساعتين."

"مفهوم." قال ماكس، ثم انقطع الاتصال.

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. عليّ أن أتحرك الآن.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية