كانت السيارة تندفع بسرعة عبر الطرق الريفية المهجورة، وأضواء المدينة تختفي خلفهم تدريجيًا. جلس آدم خلف المقود، أنفاسه تتباطأ تدريجيًا، لكن عقله كان يعمل بأقصى طاقته. الآن… ماذا نفعل؟ كان يعلم أن المنظمة لن تتوقف حتى يحصلوا على ما يريدون.
"إلى أين نحن ذاهبون؟" سألت ميرا، صوتها يحمل نبرة من القلق. "هل… هل سنهرب إلى مكان آخر؟"
شعر آدم بوخزة من الألم في صدره. هل نركض فقط؟ إلى متى؟ لكنه هز رأسه ببطء. "لا، ميرا. نحن لا نهرب فقط… نحن نخطط لخطوة أكبر."
"خطوة أكبر؟" سألت، عيناها تلمعان بالحيرة.
نظر إليها بسرعة، ثم أدار رأسه مرة أخرى نحو الطريق. "علينا أن نجد مكانًا آمنًا أولاً. مكان لا يعرفه أحد. بعدها… سنضع خطة."
"ماذا عن… والدك؟" سأل ماكس، الذي كان يجلس في المقعد الخلفي. "إذا اكتشفوا أننا نحاول الهروب، قد يذهبون إليه."
شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. نعم، جون سيستخدم أي شخص كوسيلة ضغط. "علينا أن نصل إلى والد ميرا ونؤمنه أولاً."
"لكن كيف؟" سأل ريك، عينيه تركزان على وجه آدم عبر المرآة. "إذا عدنا إلى المدينة، سيلتقطون إشارتنا فورًا."
فكر آدم للحظة، ثم هز رأسه ببطء. "لدينا فرصة واحدة. سنذهب إلى مكان بعيد، وسنحاول الاتصال به من هناك."
"لكن هل يمكننا الوثوق به؟" سألت جيني عبر سماعة الأذن. كانت لا تزال في موقعها، تراقب الأمور من بعيد. "إذا كان والد ميرا متعاونًا مع المنظمة—"
"إنه ليس متعاونًا." قاطعها آدم بحدة، صوته يحمل نبرة من القوة. "هو فقط… في موقف صعب. علينا أن نحميه."
شعرت ميرا بشيء من الدفء يتسلل إلى قلبها. آدم… هل هو حقًا يحاول حماية عائلتي؟ لكنها أبقت أفكارها لنفسها، عينيها تراقبان وجهه بتركيز.
"حسنًا." تمتم ماكس ببطء. "أين نذهب الآن؟"
أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم نظر إلى الطريق أمامه. إلى أين نذهب…؟
"هناك كوخ صغير في الجبال." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الحذر. "مكان استخدمته كملاذ آمن منذ سنوات. إذا استطعنا الوصول إليه، سنكون بأمان مؤقتًا."
"لكن إذا كان ملاذًا قديمًا، قد يعرفونه." قال ريك، صوته يحمل نبرة من القلق.
"ربما." قال آدم ببطء. "لكن هذا هو أفضل خيار لدينا الآن."
"حسنًا." قال ماكس، ثم أومأ ببطء. "لنذهب."
بعد ساعات من القيادة، وصلوا إلى منطقة جبلية نائية. كان الجو باردًا، والضباب يغطي الطرق الضيقة. عندما أوقف آدم السيارة أمام كوخ خشبي صغير، شعر بشيء من الارتياح.
"هذا هو." قال، ثم نزل من السيارة ببطء.
نظرت ميرا حولها، عيناها تلمعان بالدهشة. كيف يمكن لآدم أن يعرف مكانًا كهذا؟ الكوخ كان قديمًا، لكنه كان يبدو قويًا وصلبًا، وكأنه مصمم لتحمل أقسى الظروف.
"هل… هذا هو المكان الآمن؟" سألت بصوت منخفض.
"نعم." قال آدم، عينيه تركزان على الباب الخشبي. "لا أحد يعرف هذا المكان… حتى جيني."
"ماذا؟" جاءت صوت جيني عبر السماعة، لكن آدم ابتسم بخفة.
"آسف، جيني." قال ببطء. "هذا المكان… لم أذكره لأحد من قبل."
"حسنًا، هذه إهانة." تمتمت جيني، لكن كان هناك شيء من الحذر في صوتها. "إذا كان هذا المكان آمنًا حقًا… فربما يمكنكم البقاء هناك لبعض الوقت."
"لن نبقى طويلاً." قال آدم ببطء، عينيه تلمعان بالتصميم. "علينا أن نتحرك قريبًا."
"ماذا تعني؟" سألت ميرا، عينيها تركزان على وجهه.
"علينا أن نذهب إلى مكان آخر… لإخفاء إشاراتنا." قال، ثم أشار إلى الكوخ. "لكن الآن، سنستخدم هذا المكان كقاعدة. سنستعد، ثم سنهاجم."
"نهاجم؟" سألت ميرا، صوتها يحمل نبرة من الدهشة.
نظر إليها آدم ببطء، عينيه تلمعان بالغضب. "لن أستمر في الهروب. إذا أرادوا اللعب، سنلعب… لكن بشروطي."
شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. آدم… هل يخطط للعودة إلى المنظمة؟ "لكن كيف؟"
"سنبدأ بإرسال رسالة." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الغضب. "رسالة توضح لهم أنني لن أستسلم."
"كيف ستفعل ذلك؟" سأل ماكس، عينيه تركزان على وجه آدم.
ابتسم آدم ابتسامة خفيفة، لكنها كانت خالية من الرحمة. "سنضع خطة… لخطف أحد رجالهم."
"ماذا؟" صرخ ريك، عينيه تلمعان بالصدمة. "هل جننت؟"
"لا." قال آدم ببطء، عينيه تلمعان بالتصميم. "إذا أرادوا أن يلعبوا معي، سأريهم كيف تكون اللعبة الحقيقية."
شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. آدم… هل يعقل أنه—؟
"لكن من سنخطف؟" سأل ماكس، صوته يحمل نبرة من الحذر.
نظر آدم إلى وجوههم جميعًا، ثم همس بصوت خافت: "جون."
تجمد الجميع في مكانهم، عيونهم تتسع بالدهشة.
"جون؟" تمتمت ميرا، عينيها تلمعان بالخوف. "لكن… إنه أحد أخطر رجالهم!"
"بالضبط." قال آدم، صوته يحمل نبرة من الخبث. "إذا تمكنا من خطفه، سنحصل على كل المعلومات التي نحتاجها."
"لكن هذا خطر." قال ريك ببطء، عينيه تركزان على وجه آدم. "إذا فشلنا—"
"لن نفشل." قال آدم بحدة، عينيه تلمعان بالغضب. "هذه هي فرصتنا الوحيدة."
شعرت ميرا بشيء من الخوف يتسلل إلى قلبها. هل يمكنهم فعل ذلك حقًا؟ لكن عندما نظرت إلى وجه آدم، رأت شيئًا آخر… شيئًا لم تره من قبل.
إصرار… غضب… ورغبة في الانتقام.
"حسنًا…" همست، صوتها يحمل نبرة من الحذر. "إذا كانت هذه خطتنا… سأكون معك."
نظر إليها آدم ببطء، عينيه تلمعان بشيء من الدفء. "ميرا… لا أريدك أن تتعرضي للخطر."
"لن أتركك وحدك." قالت بجدية، عينيها تلمعان بالتصميم. "إذا كنت ستواجههم… سأكون بجانبك."
شعر آدم بشيء من الراحة يتسلل إلى قلبه، ثم أومأ ببطء. "حسنًا… سنفعل هذا معًا."
"لكن علينا أن نكون حذرين." قال ماكس، عينيه تركزان على وجه آدم. "جون ليس سهلًا."
ابتسم آدم ابتسامة صغيرة، لكنها كانت خالية من الرحمة. "أعلم."
ثم نظر إلى الجميع، عينيه تلمعان بالإصرار. "استعدوا. سنبدأ الخطة قريبًا.