الفصل الرابع عشر: الغيرة المفاجئة

كانت ميرا جالسة في غرفة المعيشة، منشغلة بتصفح هاتفها، عندما سمعت ضحكات مألوفة تأتي من المدخل. لم يكن هناك حاجة للنظر لتعرف من يكون. صديقاتها. رفعت حاجبيها بدهشة وهي ترى لينا وسالي ونادين يدخلن المنزل، وجوههن تلمع بالحماس والمرح.

"ميرا، يا فتاة!" صاحت نادين وهي تندفع لتعانقها. "كيف حالكِ؟"

"اشتقنا لكِ!" أضافت سالي بابتسامة واسعة، عيناها تلمعان بالفضول.

"ماذا تفعلن هنا؟" سألت ميرا بدهشة، لكنها لم تستطع إخفاء الابتسامة التي بدأت ترتسم على شفتيها.

"أتينا لنتفقدك… ولنتأكد من أن حبيبك الوسيم لا يزال هنا!" قالت لينا بنبرة ماكرة، ثم نظرت حولها بفضول.

"آدم، أليس كذلك؟" سألت نادين وهي ترفع حاجبها بمكر. "هل ما زال هنا؟"

شعرت ميرا بحرارة خفيفة تتصاعد إلى وجهها. "أجل، هو… هنا."

"و… هل اعتدتِ عليه أخيرًا؟" سألت سالي، عيناها تلمعان بالمرح. "بعد كل شيء، هو ليس حبيبًا عاديًا، صحيح؟"

ابتسمت ميرا بخجل، لكنها لم تجب. كيف يمكنها أن تشرح أن الأمور ما زالت غامضة بينها وبين آدم؟ حتى بعد كل هذا الوقت، لم تستطع التكيف مع فكرة وجوده في حياتها… أو حقيقة أن صديقاتها هن من دفعنها لشراء "حبيب" من الإنترنت!

لكن قبل أن تتمكن من الرد، انفتح باب الحمام فجأة.

"آدم!" صاحت نادين بحماس، لكن صوتها اختنق في حلقها عندما رأت المشهد أمامها.

خرج آدم من الحمام، جسده مبلل، ومنشفة بيضاء مربوطة حول خصره بإحكام. كان جسده المتناسق والمشبع بالعضلات يلمع تحت الأضواء، وشعره المبلل ينساب على جبينه بطريقة مغرية. وقف للحظة في مكانه، ينظر إلى الفتيات بعينين نصف مغمضتين.

"صباح الخير، سيداتي." قال بصوت منخفض، ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه.

شعرت ميرا وكأن الهواء يُسحب من رئتيها. لم يكن هذا ما كانت تتوقعه. لماذا خرج هكذا؟!

لكن صديقاتها كن أسرع منها في الرد. تقدمت لينا بخطوات مترددة، لكن عينيها كانتا مثبتتين على عضلات بطنه المشدودة.

"واو…" همست، ثم رفعت يدها ببطء. "هل… هل يمكنني؟"

شعرت ميرا وكأن شيئًا غريبًا يتحرك داخلها. "لينا، لا—" حاولت التدخل، لكن يد لينا كانت قد لمست عضلات بطن آدم برفق.

"يا إلهي…" تمتمت لينا، عيناها تلمعان بالإعجاب. "ميرا، أنتِ محظوظة جدًا."

"لينا!" صاحت ميرا، وجهها يتحول إلى لون أحمر داكن. "توقفي!"

لكن لينا لم تستمع، بل ابتسمت بخبث، ثم نظرت إلى آدم مباشرة. "ميرا محظوظة بك، حقًا. كيف تشعر بوجودك هنا… كحبيب 'مستأجر'؟"

لمعت عينا آدم بلمعة خفيفة، لكنه ابتسم ابتسامة هادئة، ثم تراجع خطوة للخلف، يرفع يديه ببطء. "أنا آسف، لكن… حياتي الخاصة مع ميرا ليست للنقاش."

اتسعت عينا ميرا من الصدمة. هل هو جاد؟! لم يكن هذا الرد الذي كانت تتوقعه.

لكن قبل أن تتمكن من استيعاب الأمر، نظرت نادين إلى ميرا بابتسامة ماكرة. "ميرا، هل يعقل… أن لم يحدث شيء بينكما؟"

شعرت ميرا بأن قلبها يكاد يقفز من صدرها. "نادين، أنتِ مجنونة!" صاحت، محاولة إخفاء ارتباكها.

لكن نادين ضحكت بخفة، ثم اقتربت خطوة أخرى. "جسد مثل هذا، ووسامة مثل هذه… لا أصدق أنكِ لم تضعفي أمامه حتى الآن!"

"نادين!" حاولت ميرا السيطرة على غضبها، لكن قبل أن تتمكن من قول شيء آخر، كانت لينا قد أدارت عينيها نحو آدم.

"أخبرنا، آدم." قالت بابتسامة ماكرة. "ما رأيكِ بميرا؟"

شعرت ميرا بأن قلبها سيتوقف. ماذا تقولين؟!

لكن آدم، رغم كل شيء، حافظ على هدوئه التام. نظر إلى ميرا، ثم ابتسم ابتسامة صغيرة، لكنها كانت تحمل شيئًا من الدفء.

"ميرا… شخص مميز." قال ببطء، عينيه لا تفارقان وجهها. "وأنا ممتن لوجودي هنا."

شعرت ميرا بالحرارة تتصاعد إلى وجهها، لكنها لم تستطع الرد. كانت عيناه تلمعان بصدق، مما جعلها تشعر بأنها لا تعرف ما تفكر به.

"أوه، ميرا!" صاحت سالي فجأة، وجهها يحمل نظرة حماسية. "هذا… هذا يبدو جديًا! أليس كذلك؟"

"كلا، ليس كذلك!" صاحت ميرا بسرعة، لكنها شعرت بأن كلماتها خرجت بشكل خاطئ. حاولت أن تنظر بعيدًا، لكن عينيها كانتا تعودان دائمًا إلى آدم.

"حسنًا، حسنًا." قالت نادين بابتسامة واسعة. "يبدو أن الأمور أكثر تعقيدًا مما كنا نظن."

وقف آدم هناك، يراقب الموقف بهدوء. ثم انحنى قليلًا، عينيه مثبتتان على ميرا.

"سأترككن تتحدثن." قال بهدوء. "سأكون في الغرفة الأخرى."

شعرت ميرا بأن قلبها ينبض بعنف، لكنها لم تقل شيئًا. فقط أومأت ببطء، محاولةً استيعاب ما حدث للتو.

عندما غادر، التفتت صديقاتها نحوها، عيونهن تلمع بالفضول والدهشة.

"ميرا…" بدأت سالي بصوت هادئ. "ما الذي يجري حقًا بينكما؟"

"لا شيء!" صاحت ميرا، لكنها شعرت أن صوتها لم يكن مقنعًا.

"أوه، لا شيء، أليس كذلك؟" سألت لينا بابتسامة ماكرة. "إذن لماذا شعرتِ بالغيرة عندما لمستُ عضلاته؟"

"أنا… لم أكن غاضبة!" تمتمت ميرا، لكن وجهها احمرّ بشدة.

"يا إلهي!" صاحت نادين، عيناها تتسعان. "هل أنتِ… تغارين، ميرا؟!"

"كلا!" صاحت ميرا بسرعة، لكنها لم تستطع إخفاء الارتباك في صوتها.

تبادل الفتيات النظرات، ثم انفجرن بالضحك.

"يا فتاة، يبدو أن الأمور تسير في اتجاه مثير!" قالت سالي بضحكة خفيفة. "سنرى كيف سينتهي هذا."

لكن ميرا، رغم ضحكهن، شعرت بشيء غريب يحدث داخلها. هل هي تغار حقًا؟ لماذا شعرت بتلك الوخزة عندما لمست لينا آدم؟

هل يعقل… أنها بدأت تهتم به حقًا؟
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية