الفصل الثلاثون: المواجهة في المخبأ


تسلل آدم وماكس وريك إلى داخل المخبأ، حذرين من كل خطوة، عيونهم تراقب كل زاوية مظلمة وكل ممر خالٍ. كان الممر ضيقًا، مضاءً بأضواء خافتة تومض بشكل مزعج، مما خلق جوًا من التوتر والخطر. رفع آدم يده ليوقف الفريق، ثم أشار نحو الكاميرا في الزاوية.

"جيني، الكاميرا على بعد 10 أقدام منا، هل هي معطلة؟" همس بصوت منخفض.

"نعم، لديك نافذة أمان الآن." جاء صوت جيني عبر السماعة، لكن كان هناك شيء في صوتها حمل نبرة من القلق. "لكن عليك الإسراع، لم يتبقَ إلا 10 دقائق قبل أن يُفعل النظام الاحتياطي."

"سنفعلها." قال آدم بجدية، ثم تقدم بسرعة، يتأكد من أن ماكس وريك يتبعانه.

عندما وصلوا إلى نهاية الممر، توقف فجأة، عيناه تركزان على الباب المعدني الضخم أمامهم. هذا هو… الباب الرئيسي. نظر إلى ماكس، ثم أشار إليه.

"حسنًا، ريك، هل يمكنك تعطيل القفل هنا؟" سأل بصوت منخفض، لكن ريك هز رأسه بسرعة.

"هذا القفل مختلف." قال، عينيه تلمعان بالقلق. "إنه مؤمن بنظام أمان مشفر. سنحتاج إلى جيني."

"جيني." همس آدم بسرعة. "هل يمكنك التعامل مع هذا القفل؟"

كان هناك صمت قصير، ثم جاء صوت جيني. "أرسل لي الإحداثيات، سأحاول اختراقه."

رفع ريك جهازه الصغير، ثم بدأ بنقل الإشارات. "هذا هو."

"حسنًا…" تمتمت جيني، ثم شعر آدم بالوقت يمر ببطء شديد. كان كل ثانية تشعر وكأنها ساعة. إذا لم نتمكن من الدخول الآن…

"آدم، هناك حركة قادمة من الجهة الشرقية." جاء صوت ماكس فجأة، عينيه تركزان على ممر بعيد. "أعتقد أنهم سيكتشفوننا قريبًا."

شعر آدم بأنفاسه تتسارع. لا، ليس الآن… "جيني، أسرعي!"

"أكاد أنتهي!" صرخت، ثم فجأة… بيب.

"تم فتح القفل!" صرخت جيني، صوتها يحمل نبرة من النصر.

"هيا!" قال آدم بسرعة، ثم دفع الباب ببطء ليفتحه. كان هناك ممر طويل أمامهم، مضاءً بشكل خافت، لكن في نهايته… كان هناك باب آخر، أكبر وأكثر تحصينًا.

"هذا هو المكان." قال آدم ببطء، عينيه تركزان على الباب. "ميرا يجب أن تكون هنا."

تحركوا بسرعة نحو الباب، لكن قبل أن يتمكنوا من الوصول إليه، انطلقت صافرة إنذار حادة، تملأ المكان بصوت مخيف.

"ما هذا؟!" صرخ ريك، عينيه تلمعان بالذعر.

"النظام الاحتياطي!" صاحت جيني من السماعة. "لقد اكتشفوا وجودكم! لديكم دقائق معدودة قبل أن يحاصروا المكان بالكامل!"

شعر آدم بأنفاسه تتسارع، لكنه أبقى هدوءه. لا يمكننا التراجع الآن. "ريك، افتح هذا الباب."

"لكن—" بدأ ريك، لكن آدم قاطعه بحدة.

"افتحه!" صرخ، عينيه تلمعان بالغضب.

بدأ ريك بالعمل بسرعة، لكن النظام كان معقدًا. "إنه محصن… سنحتاج إلى قنبلة صغيرة لتعطيله."

"هل لدينا الوقت؟" سأل ماكس بحدة.

"لا، لكن ليس لدينا خيار." قال ريك بسرعة، ثم أخرج عبوة صغيرة من حقيبته. "سأحتاج إلى 30 ثانية لتفعيلها."

"افعلها." قال آدم بجدية، ثم أدار رأسه بسرعة، يراقب الممرات من حولهم. إذا جاء أحد الآن…

بدأ ريك بوضع العبوة على القفل، يده تتحرك بسرعة ودقة. كان الوقت يمر ببطء، كل ثانية تشعر وكأنها ساعة.

"10 ثوانٍ." تمتم ريك، ثم تراجع بسرعة. "ابتعدوا!"

تحركوا جميعًا للخلف، ثم…

بووووم!

انفجرت العبوة، والباب المعدني اهتز بعنف، ثم… انفتح.

"لنذهب!" صرخ آدم، ثم اندفع إلى الداخل. كان الجو في الداخل باردًا، ورائحة العفن والمطهرات تملأ المكان.

"ميرا!" صرخ، عينيه تلمعان بالقلق.

كان المكان أشبه بزنزانة، الجدران الخرسانية كانت باردة وقاسية. عندما نظر حوله، رأى بابًا صغيرًا على الجانب الأيمن، مقفلاً بقفل إلكتروني.

"هناك." قال ماكس، عينيه تركزان على الباب.

"سأفتحه." قال ريك بسرعة، لكن قبل أن يتمكن من التحرك، جاء صوت من داخل الغرفة.

"آدم…؟"

شعر آدم بأن قلبه يتوقف للحظة. هذا صوت…

"ميرا!" صرخ، ثم اندفع نحو الباب. كان القفل صغيرًا، لكنه لم يهتم. رفع مسدسه، ثم أطلق رصاصة مباشرة نحو القفل.

كراك!

انفتح الباب، واندفع آدم إلى الداخل. كانت ميرا هناك، جالسة على الأرض، عيناها تلمعان بالصدمة.

"آدم…؟" همست، وكأنها لا تصدق ما تراه.

شعر آدم بأن أنفاسه تتباطأ. هي هنا… إنها بخير. ركض نحوها، ثم جثا على ركبتيه بجانبها.

"ميرا…" همس، صوته يحمل نبرة من الألم والراحة. "أنتِ بخير."

نظرت إليه، عيناها تملؤهما الدموع. "ظننت… ظننت أنك لن تأتي."

شعر آدم بوخزة في قلبه، ثم احتضنها بشدة. "لن أترككِ أبدًا، ميرا. أبدًا."

لكن قبل أن يتمكنوا من الاستمتاع بلحظة الراحة هذه، انطلق صوت صافرة أخرى.

"لقد اكتشفونا!" صرخ ريك، عينيه تركزان على المدخل. "علينا الخروج الآن!"

شعر آدم بأنفاسه تتسارع. لا وقت…

"ميرا، هل تستطيعين المشي؟" سأل بسرعة، عينيه تركزان على وجهها.

أومأت ببطء، لكنها كانت لا تزال ترتجف. "نعم… أستطيع."

"حسنًا، ابقي خلفي." قال بجدية، ثم رفع مسدسه. "سنخرج من هنا، وسنفعل ذلك معًا."

"آدم، لديك خمس دقائق قبل أن يُغلق المكان!" صاحت جيني عبر السماعة. "إذا لم تخرجوا الآن، سيغلقون كل الأبواب، وستُحاصرون!"

شعر آدم بأنفاسه تتسارع، لكنه أومأ ببطء. "حسنًا، لنذهب."

تحركوا بسرعة، عيونهم تراقب كل زاوية. عندما اقتربوا من المدخل الرئيسي، رأوا الحراس وهم يندفعون نحوهم، أسلحتهم تلمع تحت الأضواء.

"النجدة!" صرخ ريك، ثم أطلق النار بسرعة.

بدأت الطلقات تتطاير في المكان، والصوت يملأ الجو. لكن آدم لم يتوقف. كان يتحرك بسرعة، عينيه تركزان على المخرج.

"إلى اليمين!" صرخ ماكس، ثم انقضوا نحو الممر الجانبي.

"ثلاث دقائق!" صرخت جيني، صوتها يحمل نبرة من التوتر.

"هيا، لنخرج!" صرخ آدم، ثم اندفعوا نحو الباب الرئيسي.




إعدادات القراءة


لون الخلفية