الفصل الثاني والعشرون: الصباح المفاجئ

غادر دوم المنزل في وقت متأخر من الليل، تاركًا آدم وميرا وسط بحر من المشاعر المتشابكة. كان الجو هادئًا، لكن التوتر كان لا يزال يتخلل كل زاوية من زوايا المكان. نظرت ميرا إلى آدم بعينين مثقلتين بالنعاس، وكأنها تحاول استيعاب كل ما حدث في تلك الليلة المليئة بالمفاجآت.

"ميرا…" بدأ آدم، لكن صوته كان يحمل نبرة من الحذر. "هل أنتِ بخير؟"

أومأت ميرا ببطء، لكنها لم ترد. كان عقلها مشغولًا بأفكار متضاربة: حقيقة آدم، ماضيه المظلم، واللعبة التي وجدوا أنفسهم فيها. هل يمكنها الوثوق به؟ ورغم كل هذا، كان هناك شيء واحد يتضح ببطء… هي لم تعد تكرهه، على الأقل ليس كما كانت تفعل في البداية.

"تعال." همست ميرا فجأة، عيناها تلمعان بشيء من التعب. "تعال واجلس بجانبي."

شعر آدم بارتباك لحظي، لكنه لم يرفض. جلس بجانبها على الأريكة، لكن ميرا، بدلًا من التحدث، انحنت ببطء لتتكئ على كتفه، وكأنها تبحث عن شيء من الأمان في وسط الفوضى.

"ميرا، أنا آسف." همس، صوته يحمل نبرة من الندم. "لو كان بيدي… لما سمحت لكِ أن تتورطي في كل هذا."

لم ترد ميرا، لكنها أغمضت عينيها ببطء. "أنا… لا أعرف كيف أشعر الآن، آدم. لكني تعبت من كل هذا."

شعر آدم بوخزة ألم في قلبه. تعبت. هو أيضًا تعب، لكن لا خيار لهما سوى الاستمرار. رفع يده ببطء، ثم لمس شعرها برفق، يمرر أصابعه بين خصلاته كأنه يحاول تهدئتها.

"لا بأس." همس بصدق. "كل شيء سيكون بخير."

لم تقل شيئًا، لكن جسدها كان يرتخي ببطء بجانبه. ثم، دون أن يدرك، بدأ النعاس يتسلل إليهما. لم يقصدوا النوم معًا على الأريكة، لكن قبل أن يعرفا، كان كلاهما قد غرق في نوم عميق.

عندما استيقظت ميرا في الصباح التالي، شعرت بشيء غريب. كان الدفء يحيط بها، وذراع قوية ملتفة حول خصرها. فتحت عينيها ببطء، لتجد نفسها في حضن آدم، رأسها يستند على صدره، وأنفاسه الدافئة تلامس شعرها بلطف.

تجمدت للحظة، ثم شعرت بقلبها ينبض بسرعة. ماذا…؟

رفعت رأسها ببطء، لتجده لا يزال نائمًا. وجهه بدا هادئًا، بلا القسوة المعتادة التي كانت تميز ملامحه. لم يكن هذا هو آدم القاتل المأجور، أو الحبيب الزائف… كان يبدو وكأنه شخص آخر، شخص يمكنها أن تثق به.

شعرت بحرارة تخترق وجنتيها، لكنها لم تستطع التململ. هل يعقل أنها…؟ لا، لا يمكن. لكنها، رغم كل شيء، لم تكن تمانع البقاء هنا… في هذا الحضن الآمن.

"صباح الخير." جاء صوته فجأة، منخفضًا وعميقًا.

شعرت ميرا بالارتباك، لكنها رفعت رأسها لتجده ينظر إليها، عيناه تلمعان بشيء من المرح. "أنتِ مستيقظة."

"أ-آه، صباح الخير." تمتمت، لكنها شعرت بالحرج. كم من الوقت قضت وهي نائمة في حضنه؟

ابتسم آدم ابتسامة صغيرة، لكنه لم يرفع يده عن خصرها. "هل نمتِ جيدًا؟"

"نعم… أعتقد." ردت بصوت منخفض، ثم ابتعدت ببطء، تشعر بالحرارة تتصاعد إلى وجهها. ما الذي يحدث لها؟

لكن قبل أن تتمكن من التفكير في ذلك أكثر، أخذت نفسًا عميقًا، ثم نظرت إليه بجدية. "آدم، علينا أن نتحدث."

جلس آدم بصمت، عينيه تراقبانها بحذر. "عن ماذا؟"

"عن كل شيء." قالت ببطء، صوتها مليء بالتصميم. "عن المنظمة، عن مهمتك، عن ما يحدث الآن. لا أستطيع أن أعيش في الظل بعد الآن."

أخذ آدم لحظة ليفكر، ثم أومأ ببطء. "حسنًا… ماذا تريدين أن تعرفي؟"

"كل شيء." قالت ببساطة، عيناها تلمعان بالإصرار. "كيف ستخرج من هذه اللعبة؟ كيف سننجو؟"

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. النجاة. كان هذا حلمًا بعيد المنال. لكن قبل أن يتمكن من الرد، رن هاتفه فجأة.

"ما هذا؟" سألت ميرا، لكن آدم كان قد رفع الهاتف بسرعة، عينيه تركزان على الشاشة.

"لا شيء." تمتم، لكنه تجمد عندما رأى الرسالة.

تحذير: لماذا لم تفعلها مع ميرا الليلة؟ هذا شرط عليك القيام به مرة على الأقل خلال هذه السنة… في غرفتها.

شعر آدم بصدمة باردة تجتاح جسده. ماذا؟

"ماذا هناك؟" سألت ميرا، عيناها تراقبانه بقلق. "ما الذي يحدث؟"

لكن آدم لم يستطع الرد. كان قلبه ينبض بعنف. لماذا لم يخبروني بهذا من قبل؟

"آدم، ما الأمر؟" ضغطت ميرا، لكن آدم أدار الهاتف نحوها ببطء، لتقرأ الرسالة.

تجمدت ميرا، عيناها تتسعان بصدمة. "ما هذا؟"

"يبدو أنهم… كانوا يتوقعون مني أن أفعل شيئًا." قال آدم ببطء، وكأنما يحاول فهم الأمر بنفسه. "لكنني لم أكن أعلم بهذا الشرط."

"شرط؟" تمتمت ميرا، ثم شعرت بأن جسدها يرتجف. "يعني… كان عليك أن…؟"

"أن أقضي الليلة معكِ… في غرفتك." قال آدم، عينيه تضيئان بالدهشة. "لكن… لماذا؟"

"في غرفتي بالتحديد؟" سألت ميرا، صوتها يحمل نبرة من الحذر.

أومأ آدم ببطء. "نعم، هذا ما يقولونه. يجب أن يحدث هذا في غرفتك، مرة واحدة على الأقل."

شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. لكن لماذا في غرفتها؟

ثم فجأة، تذكرت شيئًا. غرفتها. في ذلك اليوم عندما استلمت آدم، كان هناك فريق من المنظمة قد دخل منزلها. هل فعلوا شيئًا في غرفتها؟

"آدم…" همست، عيناها تلمعان بالقلق. "هل يمكن أن يكون هناك شيء… مخفي في غرفتي؟"

نظر إليها آدم، عينيه تضيئان بالقلق. "ماذا تقصدين؟"

"ربما…" تمتمت، ثم شعرت بأن قلبها ينبض بعنف. "ربما زرعوا شيئًا في غرفتي. شيء لم أره."

"مثل ماذا؟" سأل آدم، لكن قلبه بدأ ينبض بسرعة. هل يعقل؟

"لا أعلم." قالت ميرا بصدق، عيناها تلمعان بالخوف. "لكن… علينا أن نبحث. علينا أن نعرف."




إعدادات القراءة


لون الخلفية