الفصل العشرون: قيود الخطر

كانت ميرا جالسة بصمت، تحدق في يدها بعد أن انتهى دوم من إعادة برمجة الشريحة. كانت تشعر بشيء غريب… كأن جزءًا منها قد تم التلاعب به. نظرت إلى الشريحة الصغيرة التي أخرجها دوم، عينيها تلمعان بالقلق.

"إذن، لقد انتهينا." قالت ببطء، صوتها لا يزال يحمل نبرة من التوتر.

نظر إليها دوم بجدية، ثم أومأ برأسه. "نعم، لكن لا يمكننا التخلص من الشريحة تمامًا. علينا أن نظل حذرين."

لكن ميرا لم تكن راضية. رفعت رأسها لتنظر إلى آدم، عينيها تملؤهما التساؤلات. "لماذا لا نرميها؟ لماذا لا نتخلص منها ومن الشريحة التي في يدك؟ إذا كانت هذه الأشياء هي التي تربطنا باللعبة، فلماذا نحتفظ بها؟"

شعرت بالغضب يتصاعد داخلها. لماذا يجب أن يبقيا سجيني هذه اللعبة المجنونة؟

لكن قبل أن تتمكن من قول المزيد، كان آدم قد تقدم نحوها، وجهه يحمل نظرة من الجدية التي لم ترها من قبل.

"لا يمكننا ذلك، ميرا." قال ببطء، وكأنما يشرح لطفل صغير. "إذا تخلصتُ من الشريحة في يدي، سأموت."

تجمدت ميرا في مكانها، عيناها تتسعان بصدمة. "ماذا؟ ماذا تعني؟"

أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم رفع يده ليربت على صدره. "هناك… جهاز تفجير مزروع بالقرب من قلبي، ميرا. إذا حاولتُ التخلص من الشريحة، أو إذا اكتشفوا أننا نحاول خداعهم، سيفعلون الجهاز… وسأموت."

كانت ميرا تحدق فيه، جسدها يرتجف من هول الصدمة. جهاز تفجير؟ كيف يمكنهم فعل هذا؟ كيف يمكنهم زرع شيء بهذا الخطر داخل شخص؟

"هذا… هذا مستحيل!" همست، صوتها بالكاد يسمع. "لا يمكنك أن تعني هذا حقًا!"

لكن آدم أومأ ببطء، عينيه تحملان نظرة من الحزن والجدية. "إنه حقيقي، ميرا. لقد أصبحتُ سجينًا لهذه اللعبة، تمامًا كما أنتِ."

شعرت ميرا بأن العالم يدور من حولها. سجين؟ هل هذا ما يحدث حقًا؟ هل كلاهما محبوس في هذه الدوامة من الخطر والموت؟

"لكن… لماذا؟ لماذا لا تنهي اللعبة؟" سألت، صوتها يحمل نبرة من الرجاء. "يمكنك الهرب، أليس كذلك؟"

ابتسم آدم ابتسامة باهتة، لكنه كانت خالية من الأمل. "لا أستطيع الهرب، ميرا. إذا حاولت، سيكتشفون. وإذا اكتشفوا، سيضغطون على الزر… وينتهي كل شيء."

كانت ميرا تشعر بأن جسدها يتجمد، لكن دوم تدخل بسرعة، وكأنه يحاول إيقاف تدفق الأسئلة.

"علينا التحرك الآن." قال بصوت حازم، عينيه تراقبان آدم. "لقد تأخرنا كثيرًا."

نظر إليه آدم بجدية، ثم أومأ ببطء. "أجل، أنت محق."

"ماذا تقصد؟" سألت ميرا بارتباك، لكنها لم تتلقّ ردًا. نظر إليها آدم بسرعة، ثم لمس كتفها برفق.

"علينا العودة إلى المنزل." قال ببطء، ثم أخرج الجهاز الصغير الذي أعطاه له دوم. "يجب أن أشغل الشريحة مرة أخرى، وإلا سيشكّون في الأمر."

ثم، قبل أن تتمكن من الرد، ضغط على الزر في الجهاز. بيب.

"تم تفعيل الشريحة." قال دوم بصوت منخفض، عينيه تلمعان بالقلق. "الآن، علينا التصرف كما لو أن كل شيء طبيعي."

لكن ميرا كانت تحدق فيهما، عينيها تملؤهما الأسئلة. "لكن… لماذا؟ لماذا علينا العودة؟ ألا يمكننا الهرب؟"

أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم نظر إليها مباشرةً، عينيه تلمعان بالجدية. "لا، ميرا. لا يمكننا الهرب الآن. علينا أن ننهي هذه اللعبة… حتى النهاية."

شعرت ميرا بشيء من الغضب يتصاعد داخلها. إنه يقول ذلك وكأنه أمر بسيط. لكن قبل أن تتمكن من الرد، كان دوم قد أشار بيده نحو الباب.

"هيا، علينا التحرك. إذا تأخرنا أكثر، سيشتبهون في الأمر."

أخذ آدم بيد ميرا برفق، ثم قادها نحو الباب. "سنذهب الآن إلى البيت. عليكِ أن تتظاهري أن كل شيء طبيعي. لا أريدكِ أن تُظهري أي مشاعر… لا خوف، لا قلق."

شعرت ميرا بأن قلبها ينبض بسرعة. كيف يمكنها أن تتصرف وكأن كل شيء طبيعي؟ لكن عندما رأت الجدية في عينيه، عرفت أنه يعني ذلك.

"حسنًا." همست، ثم نظرت إلى يدها التي تحتوي على الشريحة. كل شيء… طبيعي.

عندما وصلوا إلى السيارة، كانت ميرا جالسة بجانب آدم، لكن عقلها كان يغلي بالأسئلة. جهاز تفجير؟ شريحة؟ كيف يمكنها أن تعيش مع هذه الحقيقة؟

"آدم…" همست أخيرًا، لكن آدم كان يركز على الطريق.

"ليس الآن، ميرا." قال بهدوء، لكن صوته كان يحمل نبرة من التوتر. "عندما نصل إلى المنزل، سنتحدث."

لكن ميرا لم تستطع كبح غضبها. "لقد قلت لي إنني سأكون بأمان! كيف يمكنني أن أكون بأمان وأنت… تحمل جهازًا يمكنه قتلك في أي لحظة؟"

شعر آدم بوخزة ألم في صدره، لكنه لم يستطع الرد. كيف يمكنه أن يشرح لها كل هذا؟

"سأحميك، ميرا." قال أخيرًا، صوته مليء بالتصميم. "هذا كل ما يهم الآن."

لكن ميرا لم تشعر بالارتياح. كانت تحدق في الطريق أمامها، عيناها تلمعان بالقلق والخوف. ماذا سيحدث لهما؟ كيف يمكنهما النجاة من كل هذا؟

عندما وصلا إلى المنزل، دخل الجميع بصمت. كان الجو مشحونًا بالتوتر، وكأن الجميع ينتظرون أن ينفجر شيء ما في أي لحظة. جلس آدم على الأريكة، ودوم بجانبه، بينما كانت ميرا تقف هناك، عيناها تراقبان كل حركة.

"حسنًا، ماذا سنفعل الآن؟" سألت أخيرًا، صوتها يحمل نبرة من الإصرار.

نظر آدم نحوها، ثم أومأ ببطء. "سنعيش حياتنا… كأن كل شيء طبيعي. سنتصرف وكأننا مجرد حبيبين، لا مشاكل، لا أسرار."

"هذا ليس حلًا!" صاحت ميرا بغضب، لكنها شعرت بالدموع تملأ عينيها. "أنت تقول إنك ستموت إذا حاولت الخروج… وأنا ماذا؟ هل سأبقى هكذا للأبد؟"

شعر آدم بألم حقيقي في صدره. كيف يمكنه إخبارها بالحقيقة؟

"سنجد طريقة." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الأمل. "أعدك، ميرا… سنجد طريقة."

لكن في داخله، كان يعلم أن هذا الوعد ليس إلا سرابًا. لأن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا… هي الوصول إلى النهاية.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية