كان الطريق أمامهم فارغًا، والسيارة تندفع بسرعة كبيرة بين الأشجار المظلمة. جلس آدم خلف المقود، وجهه مشدود، وعيناه تراقبان الطريق بتركيز. ميرا كانت بجانبه، أنفاسها تتسارع، بينما كانت يدها مغطاة بالدماء التي نزفت من كتف آدم المصاب.
"آدم… أنت تنزف." تمتمت بصوت منخفض، عينيها تملؤهما القلق.
شعر آدم بالألم يجتاح كتفه، لكنه لم يلتفت إليها. "لا تقلقي، هذا مجرد جرح سطحي."
لكنها لم تبدُ مقتنعة. "عليك أن تتوقف… نحتاج إلى علاجك."
"ليس الآن." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الصلابة. "لدينا مشكلة أكبر."
"مشكلة؟" سألت ميرا، عيناها تراقبانه بحذر.
"جون." قال ببطء، صوته مليء بالغضب. "هو من فعل هذا. هو من خطفكِ، وهو من كان يحاول القضاء عليّ."
شعرت ميرا بشيء من الرعب يتسلل إلى قلبها. جون… تذكرت ملامح الرجل القاسية التي رأتها عندما تم خطفها. ذلك الرجل… كان كابوسًا.
"ما الذي سنفعله الآن؟" سألت بصوت خافت.
"سننهي الأمر." قال آدم ببطء، عينيه تركزان على الطريق أمامه. "هذه المرة، لن أتركه يفلت."
لكن قبل أن تتمكن من الرد، رن هاتفه فجأة.
شعر آدم بأنفاسه تتسارع، ثم نظر إلى الشاشة. رقم مجهول… هل يعقل أن…؟ ضغط على زر الاتصال، ووضع الهاتف على أذنه.
"آدم." جاء صوت جون من الطرف الآخر، يحمل نبرة من السخرية. "يا له من أداء رائع."
شعر آدم بالغضب يغلي داخله. جون… "أين أنت؟"
"أين أنا؟" كرر جون، وكأنما كان يسخر. "آه، هذا ليس مهمًا الآن. المهم… أنني كنت أشاهد كل شيء."
"ماذا تريد؟" تمتم آدم، لكن صوته كان يحمل نبرة من التهديد.
"ماذا أريد؟" تمتم جون ببطء، ثم ضحك بخفة. "أريد أن أقدم لك عرضًا."
"عرضًا؟" سأل آدم، عينيه تلمعان بالغضب.
"نعم، عرضًا." قال جون، صوته يحمل نبرة من الجدية هذه المرة. "أنت تعلم أننا كنا نلعب هذه اللعبة لفترة طويلة. لكن… يبدو أنك بدأت تأخذ الأمور على محمل الجد أكثر من اللازم."
شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. هل هذا تهديد؟
"استمع، آدم." تابع جون، صوته يخفت. "يمكننا إنهاء كل هذا الآن. إذا سلمت نفسك… سأترك ميرا وشأنها."
تجمدت ميرا في مكانها، عيناها تركزان على آدم. ماذا يقول هذا الرجل؟
"لن أسلم نفسي." قال آدم ببطء، صوته يحمل نبرة من الغضب. "أنت تعرفني، جون. إذا أردت أن تتخلص مني، ستضطر إلى قتلي."
"ربما." قال جون بهدوء. "لكن فكر في الأمر، آدم… إلى متى ستظل تجري؟ إلى متى ستظل تختبئ؟"
شعر آدم بشيء من الشك يتسلل إلى عقله. ماذا يقصد؟
"المنظمة… لن تتوقف حتى تحصل على ما تريد." تابع جون، صوته يحمل نبرة من التحذير. "وأنت تعلم ذلك."
"لكنني لن أستسلم." قال آدم بحدة.
"إذن، عليك أن تختار." قال جون ببطء. "هل تريد أن تستمر في هذه اللعبة؟ أم أنك ستتركها وتختفي للأبد؟"
شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. ما الذي يقصده؟
"إذا أردت، يمكنني أن أساعدك." تابع جون، صوته يزداد خفوتًا. "يمكنني أن أقدم لك فرصة للخروج من كل هذا."
"كيف؟" سأل آدم، لكن عقله كان مليئًا بالأسئلة.
"أعلم أنك تريد أن تحرر نفسك من المنظمة." قال جون، صوته يحمل نبرة من الحذر. "وأعلم أيضًا أن هذا الجهاز في قلبك لا يزال يمثل تهديدًا."
شعر آدم بأنفاسه تتسارع. كيف…؟
"إذا أردت، يمكنني أن أساعدك في إزالة الجهاز نهائيًا." قال جون، صوته يزداد خفوتًا. "لكن… عليك أن تقدم لي شيئًا في المقابل."
"ماذا تريد؟" سأل آدم، عينيه تركزان على الطريق.
"ميرا." قال جون بهدوء.
شعرت ميرا بأنفاسها تنحبس في صدرها. ماذا؟
"إذا سلمتني ميرا، ستحصل على حريتك." قال جون، صوته يحمل نبرة من الخبث. "يمكنك أن تعيش حياتك كما تريد… بعيدًا عن كل هذا."
شعر آدم بأن جسده يتجمد. يسلّم ميرا…؟
"ماذا تقول؟" تمتم بصوت خافت، لكن صوته كان يحمل نبرة من الرعب.
"أنت تعلم أن هذا هو الحل الوحيد." قال جون، صوته هادئ وبارد. "لن تتمكن من الهرب إلى الأبد، آدم. في النهاية… سيعثرون عليك."
شعر آدم بأنفاسه تتسارع، لكن قبل أن يتمكن من الرد، تحدث جون مرة أخرى.
"فكر في الأمر." قال ببطء. "إذا وافقت، سأعطيك موعدًا ومكانًا… ويمكنك إنهاء كل هذا."
ثم انقطع الاتصال.
جلس آدم هناك، يده لا تزال ممسكة بالهاتف، لكن عقله كان يدور بسرعة. يستسلم…؟ هل يعقل أن يفعل ذلك؟
"آدم…" جاء صوت ميرا من جواره، لكن عندما نظر إليها، رأى الرعب في عينيها.
"لا، ميرا." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الإصرار. "لن أسلمكِ لهم."
لكن ميرا لم تبدُ مقتنعة. "وماذا لو…؟"
"ميرا." قال بحدة، عينيه تركزان على وجهها. "لن يحدث ذلك. لن أدعهم يمسونكِ بسوء."
شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. لكن… ماذا إذا كان هذا هو الحل الوحيد؟
"لكنهم سيستمرون في ملاحقتك." قالت ببطء، عينيها تملؤهما الحيرة. "إذا لم تفعل شيئًا… لن تكون حياتك آمنة أبدًا."
"لا يهم." قال بحدة، صوته يحمل نبرة من القوة. "إذا كان عليّ القتال إلى الأبد… سأفعل ذلك."
"آدم…" همست، عينيها تلمعان بالدموع.
لكن قبل أن يتمكن من الرد، رن هاتفه مرة أخرى.
شعر آدم بأنفاسه تتسارع، ثم رفع الهاتف ببطء. رقم آخر…؟
"مرحبًا، آدم." جاء صوت آخر من الطرف الآخر، لكن هذه المرة كان الصوت مختلفًا. صوت غامض، منخفض، وبارد.
"من أنت؟" سأل آدم، عينيه تلمعان بالحذر.
"أنا… رئيس المنظمة." قال الصوت بهدوء، لكنه حمل نبرة من الخطر. "وأعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء هذه اللعبة."
شعر آدم بأنفاسه تتباطأ. الرئيس…؟
"لدي عرض لك." قال الرئيس بهدوء. "لن تستمر في القتال بعد الآن. سأعطيك فرصة واحدة… لتختفي."
"وإذا رفضت؟" سأل آدم، عينيه تلمعان بالغضب.
"إذا رفضت…" قال الرئيس ببطء، صوته يحمل نبرة من التهديد. "سأضمن أنك ستعيش في الجحيم لبقية حياتك."
ثم… انقطع الاتصال.
شعر آدم بأن أنفاسه تتسارع. هذا ليس جيدًا…
"ميرا…" همس، عينيه تركزان على الطريق. "علينا أن نختفي."
"لكن… ماذا سنفعل؟" سألت ميرا، عينيها تملؤهما الخوف.
"سنهرب." قال ببطء، عينيه تلمعان بالغضب. "سنختفي… وسنعود أقوى."