كان المستودع القديم يقع في ضواحي المدينة، محاطًا بالمباني المهجورة والمناطق الصناعية المتروكة. عندما وصل آدم، كان الظلام قد بدأ يحل، والسماء تلبدت بالغيوم الداكنة، وكأنها تعكس الحالة التي كان يعيشها. أوقف سيارته أمام الباب الكبير، ثم ترجل منها بسرعة، عينيه تركزان على المبنى.
ماكس… يجب أن تكون هنا بالفعل. دفع الباب المعدني، ليدخل إلى الداخل. كانت الرائحة الكريهة للزيوت القديمة والصدأ تملأ المكان، لكن لم يكن لديه وقت للتفكير في ذلك. تحرك بخطوات سريعة نحو الغرفة الرئيسية، حيث كانت الأضواء الخافتة تلمع.
"آدم!" جاء صوت عميق من الجهة الأخرى. رفع آدم رأسه ليجد ماكس واقفًا هناك، ضخم الجثة، يرتدي ملابس سوداء ضيقة، وعيناه تلمعان بالاهتمام.
"ماكس." قال آدم، عينيه تركزان على صديقه القديم.
"يا له من يوم." قال ماكس بابتسامة صغيرة، لكنه كان هناك شيء من الحذر في صوته. "إذن، الأمور معقدة الآن؟"
أومأ آدم ببطء. "لقد خطفوا شخصًا يهمني."
"سمعت." قال ماكس، عينيه تتنقلان بين آدم والأشخاص الآخرين الذين بدأوا يتجمعون حوله. "أنت تريدنا أن نساعدك في استعادتها."
"ليس فقط هذا." قال آدم ببطء، عينيه تلمعان بالغضب. "أريد أن أدمرهم. أريد أن أجعلهم يدفعون الثمن."
كان هناك صمت ثقيل، ثم نظر ماكس إلى الأشخاص الذين معه. "حسنًا، هذا يعني أننا سنواجه المنظمة وجهاً لوجه."
شعر آدم بأن أنفاسه تتسارع. نعم، هذا هو. "هل الجميع مستعد؟"
ابتسم ماكس ابتسامة صغيرة. "معك أفضل فريق، آدم. تعرفهم جميعًا."
نظر آدم حوله، ليرى وجوهًا مألوفة: سامي، القناص المحترف الذي يمكنه إصابة هدف على بعد ميل؛ جيني، خبيرة التكنولوجيا والقرصنة التي كانت دائمًا قادرة على اختراق أكثر الأنظمة تعقيدًا؛ وريك، المحارب الذي لا يخشى شيئًا.
"الجميع هنا." قال ماكس بهدوء، ثم أشار إلى طاولة كبيرة في منتصف الغرفة. "دعنا نبدأ."
اقترب آدم من الطاولة، ليرى خريطة للمدينة، وعلامات توضح مواقع محددة. "ما الذي لدينا حتى الآن؟"
بدأت جيني تتحدث بسرعة. "لدينا تتبع لموقع الهاتف الذي استخدموه للتواصل مع والد ميرا. الهاتف تحرك بسرعة إلى ضواحي المدينة، ثم توقف في مكان محدد… هنا." أشارت إلى نقطة على الخريطة، مكان محاط بغابة صغيرة.
"هذا المكان." قالت ببطء، عينيها تركزان على آدم. "إنه ليس مجرد منزل عادي. يبدو أنه مخبأ سري. هناك تقارير تشير إلى وجود نشاط غير طبيعي في تلك المنطقة منذ بضعة أشهر."
"مخبأ؟" تمتم آدم، عينيه تلمعان بالغضب. "إذن هم هناك."
"لكن هناك مشكلة." قال ريك، صوته عميق ومليء بالجدية. "المكان محصن بشكل كبير. الكاميرات، الحراس، وحتى نظام إنذار تحت الأرض. إذا اقتربنا، سيكتشفوننا فورًا."
شعر آدم بأنفاسه تتسارع. يجب أن أكون حذرًا. لكن لا يمكنه الانتظار.
"ما الخيارات؟" سأل بسرعة، عينيه تركزان على جيني.
ابتسمت جيني ابتسامة صغيرة، ثم سحبت لوحة إلكترونية. "أنا قادرة على تعطيل الكاميرات والأنظمة لفترة قصيرة. لكن إذا فشلنا في اقتحام المكان خلال 15 دقيقة، سيُفعل النظام الاحتياطي… وستصبح الأمور أصعب بكثير."
"خمسة عشر دقيقة…" تمتم آدم، لكنه أومأ ببطء. "يمكننا فعلها."
"ما الخطة؟" سأل ماكس، عينيه تراقبان آدم.
أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم أشار إلى نقطة قريبة من المخبأ. "سنقسم إلى فريقين. فريق الاقتحام: سنكون أنا، ماكس، وريك. سنتسلل إلى الداخل ونبحث عن ميرا."
"وأنا؟" سألت جيني، عينيها تلمعان بالاهتمام.
"أنتِ ستتأكدين من تعطيل الأنظمة قبل أن نصل." قال ببطء، عينيه تركزان على وجهها. "إذا كنتِ جاهزة، سنبدأ الهجوم."
ابتسمت جيني ابتسامة صغيرة. "دائمًا جاهزة، عزيزي."
شعر آدم بشيء من الأمل يتسلل إلى قلبه. نعم، هذا ما أحتاجه… فريق مستعد للقتال.
"حسنًا، هل الجميع مستعد؟" سأل بجدية.
"مستعدون." قالوا جميعًا بصوت واحد.
"لننهي هذا." قال آدم، عينيه تلمعان بالغضب والتصميم. "اليوم… سنستعيد ميرا."
بعد ساعات…
تحركت الفرق بسرعة في ظلام الليل. كان الجو مشحونًا بالتوتر، لكن آدم كان يشعر بأن كل حواسه في حالة تأهب قصوى. عندما اقتربوا من المخبأ، رأى الحراس وهم يتحركون في المكان، أسلحتهم تلمع تحت الأضواء الخافتة.
"جيني." همس عبر سماعة الأذن. "هل يمكنك رؤيتهم؟"
"أجل، أرى الجميع." جاء صوت جيني من السماعة. "الكاميرات معطلة الآن، لديك 15 دقيقة."
"حسنًا، لنبدأ." قال آدم، ثم أشار إلى ماكس وريك.
تحرك الثلاثة بسرعة، أجسادهم تنزلق بين الأشجار بصمت. عندما وصلوا إلى الجدار الخارجي للمخبأ، توقف آدم، عينيه تركزان على الحراس.
"ريك، اقضِ على الحارس الأيسر." قال بصوت منخفض.
أومأ ريك بسرعة، ثم سحب خنجرًا صغيرًا. تحرك بسرعة، وكأنه شبح في الظلام، ثم… انقضّ على الحارس من الخلف. لم يكن هناك أي صوت، فقط حركة سريعة، ثم سقط الحارس بلا حراك.
"واحد أقل." قال آدم، عينيه تلمعان.
"لديك 14 دقيقة." جاءت صوت جيني، وكأنها تحثهم على الإسراع.
"حسنًا." همس آدم، ثم أشار نحو الباب الأمامي. "ماكس، هل أنت جاهز؟"
ابتسم ماكس ابتسامة شرسة. "دائمًا."
تحركوا معًا، خطواتهم سريعة ودقيقة. عندما وصلوا إلى الباب، كان ريك قد بدأ بتعطيل القفل الإلكتروني.
"لديك 13 دقيقة." قالت جيني، صوتها يحمل نبرة من التوتر.
"أسرع، ريك." همس آدم.
ثم… بيب.
"تم فتح الباب." قال ريك بابتسامة.
"لنذهب." قال آدم، ثم دخلوا إلى الداخل.