الفصل الثاني عشر: مفاجأة غير متوقعة

كانت ميرا لا تزال تحت تأثير الصدمة بعد ما حدث. الطريقة التي لكم بها آدم الرجل، نظرة الغضب القاتلة في عينيه، جعلتها تشعر بنوع من القلق والرهبة تجاهه. لكنها لم تستطع التفكير كثيرًا في الأمر، فقد اقترب منهم اثنان من حراس الأمن الضخام، وجهيهما جامدان، ونبرتهما حازمة.

"سيدي، سيدتي، هل يمكنكم مرافقتنا؟" قال أحد الحراس، صوته عميقًا لكنه هادئ. "المدير يود التحدث معكما."

شعرت ميرا بقلبها ينبض بسرعة. "ما… ماذا؟ لماذا؟"

أومأ الحارس برأسه نحو الرجل الذي طرحه آدم أرضًا. "أنتم تسببتم في مشكلة، والآن المدير يريد التحدث معكما."

نظرت ميرا إلى آدم بقلق، لكنها شعرت بالدهشة عندما رأته يبتسم بهدوء، كأنه لم يكن منزعجًا على الإطلاق.

"بالطبع." قال آدم بهدوء، ثم نظر إلى ميرا. "لنذهب، ميرا."


تبعته بصمت، غير متأكدة مما يحدث. قادهم الحراس عبر الممرات المزدحمة إلى باب كبير يحمل لافتة: "مكتب المدير". طرق أحد الحراس الباب، ثم فتحه برفق.

"لقد أحضرنا من تسبب بالمشكلة." قال الحارس بصوت منخفض.

"ادخلوه." جاء الصوت من الداخل.

دفع الحارس الباب ببطء، ليكشف عن غرفة فاخرة بأثاث أنيق وطاولات مزينة بزخارف ذهبية. جلس خلف المكتب رجل في منتصف العمر، شعره رمادي ووجهه متجهم. لكن ما أن وقعت عيناه على آدم، حتى تجمد في مكانه.

"آآ…آآدم؟!" شهق الرجل، عينيه تتسعان بذهول. وقف بسرعة من مقعده، وكأنه قد رأى شبحًا. "ماذا تفعل هنا؟!"

ثم فجأة، ارتسمت على وجهه تعابير من الخوف الشديد. رفع يديه بسرعة، كأنه يستسلم. "أنا… أنا آسف! لم أكن أعلم أنك هنا! أرجوك، سامحني!"

شعرت ميرا بأن قلبها سيتوقف. ماذا يحدث؟ لماذا يتصرف المدير بهذه الطريقة؟

لكن قبل أن تتمكن من فهم الوضع، كانت نظرات آدم تحولت إلى شيء أكثر جمودًا. رفع يده بهدوء، وصوته صار حادًا.

"لا تتحدث كثيرًا، خاصةً أمام حبيبتي." قال بنبرة جادة، عينيه تحدقان في المدير ببرود. "لقد جئت هنا لأستمتع بوقتي، وليس لأتلقى الإزعاج. إذا كنتَ لا تريد مشاكل، فاحترم خصوصيتنا."

ارتعش المدير، ثم انحنى قليلاً، عينيه تلمعان بالقلق. "ن… نعم، بالطبع! بالطبع! أنا… أنا آسف. لن يحدث هذا مجددًا، أعدك."

كان وجه ميرا مليئًا بالدهشة، عيناها تتحولان بين آدم والمدير كأنها تحاول فهم ما يحدث. ما الذي يجري؟ لماذا يخاف المدير من آدم بهذه الطريقة؟

نظر آدم إلى المدير بهدوء، ثم قال: "سنذهب الآن. ولا أريد أن أرى هذا الرجل يقترب منا مرة أخرى."

"ن… نعم، بالتأكيد!" قال المدير بسرعة، ثم أشار إلى الحراس. "دعوهما يغادران!"

استدار آدم نحو ميرا، ثم ابتسم ابتسامة صغيرة. "لنذهب، ميرا."

عندما عادا إلى القاعة الرئيسية، كانت الموسيقى لا تزال تصدح، والناس يتراقصون بسعادة. بدت الأجواء طبيعية تمامًا، كأن شيئًا لم يحدث. لكن ميرا لم تستطع تجاهل ما رأته للتو. نظرت إلى آدم، عيناها مليئتان بالأسئلة.

"آدم…" بدأت بصوت خافت. "ما الذي حدث هناك؟"

ابتسم آدم بهدوء، ثم أمسك بيدها برفق. "تعالي."

قادهما إلى وسط القاعة، حيث كانت الأضواء الخافتة تدور حول الأرضية. سحبها برفق نحو حلبة الرقص، ثم احتضنها بين ذراعيه. شعرت ميرا بتوتر خفيف وهي تشعر بدفء جسده، لكنها لم تستطع رفضه.

"آدم…" همست، لكن صوت الموسيقى طغى على كلماتها.


أخذ بيدها، ثم وضع ذراعه الأخرى حول خصرها برفق، وجذبها نحوه. كان الأمر أشبه بحلم، كأن العالم من حولهما تلاشى، ولم يتبقَّ سوى هي وهو.

بدأ الرقص ببطء، خطواتهما تنسجم مع إيقاع الموسيقى. كان آدم ينظر إليها مباشرةً، عيناه تلمعان بشيء لم تره من قبل.

"من أنت حقًا؟" همست ميرا، عيناها لا تزالان معلقتين على وجهه. "آدم… لماذا يخافك هذا الرجل؟"

ابتسم آدم بخفة، لكن لم يكن في ابتسامته أي مرح. "ميرا، لن أكذب عليك. أنا شخص معقد. ولدي ماضٍ مليء بالأسرار. لكن… لا يمكنني التحدث عن نفسي كثيرًا الآن."

"لماذا؟" همست، تشعر بالفضول يتزايد بداخلها.

نظر إليها بعمق، ثم حرك يده بلطف على ظهرها، مما جعلها تشعر بقشعريرة خفيفة. "لأنني… مقيد. وهناك أشياء لا يمكنني الكشف عنها، على الأقل ليس الآن."

شعرت ميرا بالإحباط، لكنها لم تستطع كبح الفضول الذي يتآكل بداخلها. "هل ستخبرني يومًا ما؟"

ابتسم، ثم انحنى نحوها برفق، عينيه تلتقي بعينيها. "لدينا وقت طويل لنقضيه معًا. سنة كاملة، تذكري؟"

شعرت ميرا بأن قلبها ينبض بسرعة، لكنها لم تقل شيئًا. كانت عيناه تلمعان بشيء غامض، شيء جعلها ترغب في معرفة المزيد. لكن، في تلك اللحظة، قررت أن تترك الأمر.

"حسنًا." همست أخيرًا. "لن أضغط عليك."


ابتسم آدم، ثم أدارها برشاقة بين ذراعيه، وكأنهما في عرض راقص. شعرت ميرا أن العالم كله يتلاشى من حولها، ولم يبقَ سوى هي وهو.

"لكن تذكر…" همست، وهي تنظر إليه بجرأة. "سأعرف كل شيء في النهاية."

ضحك بخفة، ثم جذبها نحوه مجددًا. "أنتِ عنيدة جدًا، ميرا."

"أعرف." قالت بابتسامة صغيرة.

وبينما استمرا في الرقص، شعرت ميرا بشيء غريب يحدث بداخلها. كان هذا الشاب، الذي دخل حياتها فجأة، أشبه بلغز. وكلما حاولت حله، زاد تعقيده.

لكن، ربما… هذه هي البداية فقط.




إعدادات القراءة


لون الخلفية