وقف جون أمام النافذة الكبيرة في مكتبه، يراقب المدينة الممتدة أمامه. كان الظلام يلف الشوارع، الأضواء تومض في كل مكان، لكن في عقله، كان كل شيء واضحًا. الخطة الثانية… هذه المرة، لن أفشل.
أخذ نفسًا عميقًا، ثم ضغط على زر الاتصال في هاتفه. في غضون لحظات، ظهر صوت حاد على الطرف الآخر.
"الفريق جاهز، سيدي."
شعر جون بقلبه ينبض ببطء، لكن عيناه كانتا تركزان بحدة. "أريدكم أن تتحركوا الآن. الهدف: الفتاة، ميرا."
"ماذا عن المنزل؟" سأل الصوت الآخر، لكن جون قاطعه بسرعة.
"تأكدوا من أن آدم ليس في المنزل." قال ببطء، نبرته تحمل نبرة من التحذير. "إذا كان هناك، لا تتحركوا. لكن إذا كانت وحدها… أمسكوا بها فورًا."
"مفهوم، سيدي." قال الصوت، ثم انقطع الاتصال.
شعر جون بأنفاسه تتسارع قليلاً، لكنه أبقى نفسه هادئًا. هذه المرة، سنكون أكثر حذرًا. نظر إلى ساعته، ثم اتجه بسرعة نحو مكتبه. كانت هناك خريطة كبيرة معلقة على الجدار، توضح مسارات الهروب والتحركات المتوقعة.
"سيدي…" جاء صوت من خلفه. التفت بسرعة ليجد أحد عملائه يدخل الغرفة.
"ماذا هناك؟" سأل جون بحدة.
"لدينا تقارير تشير إلى أن آدم قد تحرك خارج المنزل منذ ساعات." قال العميل، عينيه تلمعان بالقلق. "هل نبدأ بالتحرك الآن؟"
ابتسم جون ابتسامة باردة. إذن، هو ليس هناك… "نعم، انطلقوا."
أومأ العميل بسرعة، ثم خرج من الغرفة. شعر جون بشيء من الإثارة يتصاعد داخله. إذا نجحت هذه العملية، سنعود للسيطرة. نظر مرة أخرى إلى الخريطة، ثم تمتم لنفسه بصوت منخفض: "آدم… هذه المرة، لن تتمكن من إنقاذها."
في مكان آخر…
كانت ميرا جالسة في مكتبها في الشركة، تحاول التركيز على الأوراق أمامها، لكن عقلها كان في مكان آخر. آدم… ماذا يفعل الآن؟ كانت تعلم أنه ذهب للقيام بشيء مهم، لكنه لم يخبرها بالتفاصيل.
"تركيزي… عليّ التركيز." تمتمت لنفسها، لكنها لم تستطع التخلص من الشعور بالقلق. منذ أن غادرت المنزل هذا الصباح، كانت تشعر بشيء غريب… كأن هناك من يراقبها.
نظرت حولها، لكنها لم ترَ شيئًا غير طبيعي. ربما أنا فقط متوترة.
لكن قبل أن تتمكن من التفكير أكثر، دخلت زميلتها إلى المكتب، وجهها يحمل نظرة من القلق.
"ميرا، هناك… هناك مجموعة من الرجال في الردهة، يسألون عنك." قالت، صوتها يحمل نبرة من الارتباك.
تجمدت ميرا في مكانها، قلبها ينبض بعنف. "رجال؟ من هم؟"
"لا أعلم." قالت زميلتها، عينيها تلمعان بالقلق. "لكنهم يقولون إنهم بحاجة للتحدث معكِ على انفراد."
شعرت ميرا بالقلق يتصاعد داخلها. هل يعقل…؟
"أين هم الآن؟" سألت بسرعة، لكنها حاولت الحفاظ على هدوئها.
"في الردهة الرئيسية." قالت زميلتها، ثم توقفت للحظة. "هل تريدين أن أتصل بالأمن؟"
هزت ميرا رأسها ببطء. "كلا، سأذهب لرؤيتهم."
شعرت زميلتها بالدهشة. "لكن—"
"لا تقلقي." قالت ميرا بسرعة، ثم أخذت نفسًا عميقًا. إذا كانوا من المنظمة… عليّ أن أكون حذرة.
خرجت من مكتبها ببطء، خطواتها تكاد لا تُسمع على الأرضية الرخامية. عندما اقتربت من الردهة، رأت مجموعة من الرجال يقفون هناك. كانوا يرتدون ملابس سوداء، ملامحهم جامدة، وكأنهم جنود.
"مرحبًا." قالت ببطء، عينيها تراقبانهم بحذر. "أنا ميرا. هل تبحثون عني؟"
تقدم أحدهم خطوة نحوها، عينيه تلمعان ببرود. "آنسة ميرا، أرجو أن تأتي معنا. هناك أمر مهم يجب مناقشته."
شعرت ميرا بقلبها ينبض بعنف. هذا ليس جيدًا… أخذت خطوة للخلف، عينيها تراقبان ملامحه بتركيز. "من أنتم؟ وما الذي تريدونه؟"
"فقط تعالي معنا، آنسة ميرا." قال الرجل بهدوء، لكنه كان هناك شيء في صوته جعل كل حواسها تصرخ بالخطر. "لن يتأذى أحد إذا تعاونتِ."
شعرت ميرا بأن جسدها يتجمد. هل هذا… اختطاف؟
لكن قبل أن تتمكن من التفكير، اقترب أحد الرجال منها بسرعة، يمد يده نحوها. "عليكِ المجيء الآن."
صرخت ميرا بغضب، وحاولت التراجع، لكن قبضتهم كانت قوية. أمسكوها من ذراعيها، ثم بدأوا بجرّها نحو الخارج.
"اتركوني!" صرخت، عيناها تملؤهما الرعب. "ماذا تفعلون؟!"
لكنهم لم يستمعوا. بدؤوا بسحبها بسرعة نحو المخرج الخلفي، حيث كانت هناك سيارة سوداء تنتظر.
"دعوني!" صاحت مرة أخرى، لكنها شعرت بأنفاسها تتقطع. آدم…
ثم فجأة، شعرت بوخز حاد في رقبتها. ما هذا؟
تجمد جسدها، عيناها تلمعان بالصدمة. حقنة…؟
شعرت بالدوار، ثم بدأت عيناها تغلقان ببطء. آخر شيء رأته كان وجه أحد الرجال، عينيه تلمعان ببرود.
"لا تقلقي، آنسة ميرا." همس الرجل، صوته يحمل نبرة من السخرية. "سنعتني بكِ."
ثم… حل الظلام.