الفصل السادس والثلاثون: مواجهة زعيم المنظمة


انطلقت أصوات الإنذار عالياً في المقر الرئيسي، مصحوبة بأضواء حمراء وامضة تملأ الغرفة الكبيرة. تحرك آدم بسرعة وسط الفوضى، يداه تتشابك مع الحراس الذين حاولوا تقييده، لكن سرعان ما انقلبت الأمور لصالحه. في غضون ثوانٍ، سحب أحد الحراس نحو الأرض، ثم أخذ مسدسه بلمحة سريعة، وأطلق رصاصة أصابت الهدف التالي بدقة قاتلة.

"اتبعوني!" صرخ آدم، عينيه تركزان على فريقه.

ماكس لم يتأخر، انقضّ على حارس آخر، يسقطه بضربة سريعة. ريك سحب سلاحه المخبأ من حذائه، وبدأ بإطلاق النار نحو الحراس الذين حاولوا الانقضاض عليهم من الزوايا.

"لا تدعوهم يحاصرونكم!" صاح، صوته يحمل نبرة من التحذير.

كان الجميع يتحركون كأنهم وحدة قتالية واحدة. جيني، التي كانت في الجانب الآخر من المبنى تراقب الأنظمة، بدأت بتعطيل الكاميرات الواحدة تلو الأخرى، لتخلق حالة من الفوضى داخل المقر.

"آدم!" جاء صوتها عبر السماعة، يحمل نبرة من التوتر. "لديك خمس دقائق قبل أن يتفاعل النظام الاحتياطي! إذا لم تصل إلى غرفة الزعيم الآن، ستُفعّل أنظمة الدفاع بالكامل!"

"فهمت." قال آدم بحدة، ثم نظر حوله بسرعة. "ماكس، خذ ميرا واحمِها."

"ماذا؟" صرخت ميرا، عينيها تلمعان بالقلق. "لا، سأبقى معك!"

"عليك أن تذهبي معه." قال آدم بصرامة، ثم أمسك بيدها بسرعة. "إذا لم نفصل أنظمة الأمان الآن، سيقتلوننا جميعًا."

لكن ميرا لم تكن مستعدة للتراجع. نظرت إلى عينيه بعناد، ثم همست: "لن أتركك وحدك."

شعر آدم بشيء من الألم في صدره، لكنه لم يكن لديه وقت للجدال. "حسنًا… ابقي خلفي."

أومأت بسرعة، ثم تبعته وهو يندفع عبر الممرات الضيقة. كانت أصوات المعركة تتعالى من كل جانب، لكن آدم كان يركز فقط على هدف واحد: غرفة القيادة، حيث كان الزعيم ينتظر.

في غرفة القيادة…

كان الزعيم واقفًا خلف مكتبه، يرتدي بزة سوداء أنيقة، وعيناه تراقبان الشاشات أمامه ببرود. كان يشاهد كل شيء: الفوضى، القتال، والأشخاص الذين يندفعون نحو قلب المبنى.

"آدم…" همس، ثم ابتسم ابتسامة صغيرة. "أخيرًا… حان الوقت."

"سيدي، الأنظمة تتعطل واحدة تلو الأخرى!" صرخ أحد مساعديه، عينيه تملؤهما الرعب. "إذا لم نفعل شيئًا، سيصلون إلينا خلال دقائق!"

لكن الزعيم لم يتحرك. بقي واقفًا هناك، وكأنما كان ينتظر شيئًا. "دعه يأتي."

نظر المساعد إليه بذهول. "ماذا؟"

"دعه يأتي." قال الزعيم بهدوء، عينيه تلمعان بالخبث. "هذه المعركة كانت مكتوبة منذ البداية. إما أن ينتصر هو… أو أنتصر أنا."

شعر المساعد بأنفاسه تتسارع، لكنه لم يستطع الجدال. "حسنًا، سيدي… لكن ماذا عن—"

"إذا اقترب أكثر…" قال الزعيم ببطء، ثم رفع يده وأشار إلى زر صغير على مكتبه. "سننهي اللعبة."

اندفع آدم عبر الممرات، عينيه تلمعان بالتركيز والغضب. كان كل شيء يحدث بسرعة. كان الحراس يسقطون واحدًا تلو الآخر، لكن كلما اقترب أكثر، شعر بشيء من التوتر يتسلل إلى قلبه. ماذا ينتظرني هناك؟

"آدم!" جاء صوت جيني مرة أخرى. "لديك دقيقة واحدة فقط!"

"حسنًا…" تمتم، ثم توقف أمام باب معدني ضخم، مكتوب عليه: غرفة القيادة.

"هذا هو." قال بصوت خافت، ثم نظر إلى ميرا وماكس. "ابقيا هنا. سأدخل وحدي."

"لا!" صرخت ميرا، عينيها تلمعان بالدموع. "لن أدعك—"

لكن آدم قاطعها بحدة. "عليك أن تثقي بي، ميرا. إذا دخلتِ، قد لا أتمكن من حمايتك."

شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع، لكنها أومأت ببطء. ثق به… "حسنًا."

"ريك، ماكس… إذا حدث شيء، خذوها واهربوا." قال آدم بصرامة، عينيه تلمعان بالجدية.

"مفهوم." قال ماكس بجدية، ثم أمسك بيد ميرا بلطف.

أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم رفع مسدسه ببطء. "سأدخل الآن."

ثم، بحركة سريعة، دفع الباب بقدمه، واندفع إلى الداخل.

كانت غرفة القيادة ضخمة، والجدران مغطاة بالشاشات التي تراقب كل زاوية في المبنى. وقف الزعيم هناك، يراقب آدم بهدوء، وعيناه تلمعان بابتسامة خبيثة.

"مرحبًا، آدم." قال بهدوء، صوته يحمل نبرة من التهكم. "كنتُ أعلم أنك ستأتي."

"هذا سينتهي الآن." قال آدم بصرامة، عينيه تركزان على وجه الزعيم.

"هل حقًا تعتقد ذلك؟" قال الزعيم بابتسامة. "أنت تعلم أنني أتحكم بكل شيء هنا. إذا اقتربت خطوة واحدة، يمكنني تدمير كل شيء."

"ربما." قال آدم ببطء، ثم أشار إلى الزر الأحمر على مكتب الزعيم. "لكني أعتقد أنك لن تضغط على هذا الزر."

شعر الزعيم بشيء من الحذر يتسلل إلى قلبه. "ولماذا تعتقد ذلك؟"

ابتسم آدم ابتسامة باردة. "لأنني زرعت متفجرات في كل مكان داخل هذا المبنى. إذا ضغطت على هذا الزر، سأنفجر معك… لكني سأضمن أنك لن تخرج من هنا حيًا."

شعر الزعيم بأنفاسه تتباطأ. هل يعقل أنه—؟

"لا تلعب معي، آدم." قال الزعيم ببطء، صوته يحمل نبرة من التهديد. "أنت تعلم أنني لن أتردد في قتلك."

"لكني لن أموت وحدي." قال آدم ببرود، ثم أشار إلى شاشة صغيرة على معصمه. "لديّ المؤقت جاهز. إذا ضغطت على الزر، سينفجر كل شيء."

شعر الزعيم بالعرق يتصبب من جبهته. هل يعقل أنه سيُقدم على ذلك؟

"ماذا تريد؟" سأل ببطء، صوته يحمل نبرة من الحذر.

"أريدك أن تتوقف." قال آدم بصرامة، عينيه تلمعان بالجدية. "أوقف كل العمليات، وأخبر رجالك بالتراجع."

لكن الزعيم ضحك بخفة، عينيه تلمعان بالسخرية. "أنت تعلم أنني لا أستسلم، آدم. إذا أردت قتلي… عليك أن تفعلها بنفسك."

ثم، بحركة سريعة، ضغط على زر في جيبه، والباب خلف آدم انغلق بسرعة.

"لا مفر الآن." قال الزعيم بابتسامة شرسة. "لنخرج من هذا الموقف معًا."

شعر آدم بأنفاسه تتسارع. إذا كانت هذه هي النهاية… إذًا، ليكن.

"سنرى." قال ببرود، ثم اندفع نحوه.




إعدادات القراءة


لون الخلفية