الفصل الأربعون: أسرار مخفية النهاية

دخل آدم وميرا إلى الشقة، والجو مشحون بمزيج من المشاعر المتضاربة. كانت ميرا ما تزال غير قادرة على استيعاب ما يحدث أمامها. آدم هنا… حقيقي… حي… شعرت وكأنها في حلم، وكأن الواقع يختلط بالأوهام. لكن عندما أغلق آدم الباب خلفه، ولف ذراعيه حولها، أدركت أنها ليست في حلم… لقد عاد بالفعل.

"اجلسي، ميرا." قال آدم بهدوء، وهو يشير إلى الأريكة. "لدينا الكثير لنتحدث عنه."

لكن ميرا لم تتحرك. بقيت واقفة هناك، عيناها تركزان على وجهه وكأنها تخشى أن يختفي إذا رمشت. "لا… لا أريد الجلوس." تمتمت، صوتها يحمل نبرة من الارتباك. "أريد أن أفهم… كيف؟ لماذا؟ كيف يمكن أن تكون هنا؟"

ابتسم آدم ابتسامة صغيرة، عينيه تلمعان بحنان. "سأشرح كل شيء، ميرا… لكن عليكِ أن تهدئي."

شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع، لكنها أجبرت نفسها على الجلوس ببطء على الأريكة. بقيت عيناها مثبتتين عليه، تحاول أن تفهم… كيف يمكن أن يكون هذا حقيقيًا؟

جلس آدم بجوارها، عينيه تراقبان وجهها بقلق. ثم أخذ نفسًا عميقًا، وبدأ يتحدث: "عندما قررتُ تفعيل المتفجرات في ذلك اليوم، كنت أعلم أنني لن أخرج حيًا إذا بقيت هناك. لكنني أيضًا كنت أعلم أن هناك فرصة واحدة فقط للنجاة…"

"ماذا تعني؟" همست ميرا، عيناها تلمعان بالدموع.

"كانت هناك فتحة سرية في الطابق السفلي، تستخدم للهروب في حالات الطوارئ." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الجدية. "لم أخبرك عنها، ولم أخبر أي أحد… فقط دوم كان يعرف."

"دوم؟" همست، عينيها تتسعان بالدهشة. "هل كان دوم جزءًا من هذا؟"

أومأ آدم ببطء. "نعم… دوم ساعدني على وضع خطة بديلة، خطة للخروج بعد أن أفعّل المتفجرات. إذا انفجرت المتفجرات، كان لدي خمس ثوانٍ فقط للانزلاق عبر الممر السري."

"لكن…" قالت ببطء، عينيها تلمعان بالدموع. "لماذا لم تخبرني؟ لماذا جعلتني أعتقد أنك… أنك رحلت؟"

شعر آدم بأنفاسه تتباطأ، ثم رفع يده ليمسك بيديها بلطف. "لأنني أردت حمايتك، ميرا… إذا كنتِ تعتقدين أنني ميت، فلن يطاردوكِ. كنت أعلم أنهم سيراقبونك، وكان عليّ التأكد أنكِ بأمان."

شعرت ميرا بأن جسدها يرتجف. حمايتي؟

"لقد كانوا يراقبون كل تحركاتي." قال آدم ببطء، صوته يحمل نبرة من الجدية. "إذا اكتشفوا أنني نجوت، لكانوا قد عادوا من جديد… وكانوا سيطاردونك أنتِ وكل من أحبهم."

"لكن كيف؟ كيف تمكنت من البقاء مختفيًا؟" سألت، عينيها تلمعان بالحيرة.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم أومأ ببطء. "بعد الانفجار، استخدمت الأنفاق السرية للهروب. قضيت أسابيع أتنقل من مكان إلى آخر، أبحث عن كل من كان له علاقة بالمنظمة. لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة…"

"ماذا تعني؟" سألت ببطء، عينيها تركزان على وجهه.

"كان هناك أشخاص يعملون في الظل، أشخاص لم نكن نعرف بوجودهم." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الحذر. "اكتشفت أن زعيم المنظمة لم يكن إلا واجهة… كان هناك أشخاص آخرون يسيطرون عليه."

شعرت ميرا بأنفاسها تتباطأ. أشخاص آخرون؟

"لقد تعقبني دوم لفترة، واكتشفنا شبكة معقدة من الأشخاص الذين كانوا يديرون الأمور من خلف الستار." قال آدم ببطء، عينيه تركزان على وجهها. "إذا لم أقضِ عليهم جميعًا… لكانوا قد عادوا."

"وماذا فعلت؟" همست، عينيها تملؤهما الدهشة.

ابتسم آدم ابتسامة صغيرة، لكنها كانت خالية من أي مرح. "تخلصت منهم، واحدًا تلو الآخر."

شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. تخلصت منهم؟

"كانوا مختبئين في الظل، يتلاعبون بحياة الناس كما يحلو لهم." قال ببطء، صوته يحمل نبرة من الكراهية. "لكنني وجدتهم… وأوقفتهم."

"هل قتلتهم؟" سألت، عينيها تلمعان بالقلق.

نظر إليها ببطء، ثم أومأ برأسه. "كان هذا هو الحل الوحيد، ميرا… إذا تركتهم، لكانوا قد عادوا للانتقام."

شعرت ميرا بأنفاسها تتباطأ. إذن… كل هذا الوقت… لقد كان يحارب في الظل.

"وماذا الآن؟" همست، عينيها تركزان على وجهه. "هل… هل انتهى كل شيء؟"

أخذ آدم نفسًا عميقًا، ثم أومأ ببطء. "نعم، ميرا… انتهى كل شيء. لقد قضيت على كل أثر لهم."

"لكن… كيف ستعيش؟ الجميع يعتقد أنك ميت." همست، صوتها يحمل نبرة من القلق.

ابتسم آدم بحزن، ثم أمسك بيديها بلطف. "هذا هو السبب الذي جعلني أعود إليكِ، ميرا."

شعرت ميرا بأنفاسها تتسارع. "ماذا تعني؟"

"إذا كنتِ معي… يمكنني أن أبدأ من جديد." قال ببطء، عينيه تلمعان بالحنان. "إذا كنتِ معي، لن أحتاج لأي شيء آخر."

شعرت ميرا بأن جسدها يرتجف، ثم اندفعت نحوه، ولفت ذراعيها حوله بقوة. "لا تتركني مرة أخرى، آدم… أرجوك."

شعر آدم بأنفاسه تتسارع، لكنه لف ذراعيه حولها، يحتضنها بقوة. "لن أفعل، ميرا… هذه المرة، لن أتركك."

بقيت ميرا بين ذراعيه، تشعر بالراحة لأول مرة منذ شهور. لقد عاد… لقد عاد حقًا.

"إذن… ماذا سنفعل الآن؟" همست، صوتها يحمل نبرة من الحيرة.

ابتسم آدم بخفة، ثم رفع وجهها بلطف. "سنبدأ من جديد، ميرا… سنبني حياة جديدة."

"لكن كيف؟" سألت، عينيها تلمعان بالقلق.

نظر إليها بعمق، عينيه تلمعان بالحب. "بأي طريقة ترغبين بها."

شعرت ميرا بأنفاسها تتباطأ، ثم ابتسمت ببطء. "طالما أننا معًا… لا يهمني."

ثم، ببطء، اقترب منها، وشفتيه تلامسان شفتيها في قبلة طويلة، مليئة بكل الحب والحنين الذي كان يختبئ في قلبه. كانت قبلة مليئة بالوعود، بالحياة التي يرغبان ببنائها معًا… بالحياة التي ستبدأ من جديد.

عندما تراجعا، نظر إليها، عينيه تلمعان بالإصرار. "هذه المرة، لن أترككِ أبدًا."

"ولن أدعك ترحل." همست، عينيها تلمعان بالحب.

ثم، ببطء، احتضنها مجددًا، بينما كانت الدموع تملأ عينيها. لقد عاد… وسيبقى.
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية