عندما دخلت كارول كومبتون ، البالغة من العمر 21 عاماً قاعة المحكمة ، في طريقها إلى قفص الاتهام ، جن جنون الصحافيين وأخذت أصوات الكاميرات ، تئز وتقرقع ، برغم أن هيئة المحكمة منعت دخول المصورين ، كانت المتهمة تبتسم بوجهها الشاحب وتمضغ اللبان ، دون انقطاع ، تقدمت والدتها وقبلتها من خلف القضبان
قائلة : أنت لست خائفة ؟ أليس كذلك ؟ لقد انتظرت هذا اليوم طويلاً ، أثبتي لهم براءتك
كارول والتهم الموجهة إليها : لقد كانت كارول موقوفة في جزيرة إلبا الايطالية ، منذ أغسطس عام 1982م ، بتهمة إشعال الحرائق ، ومحاولة القتل ، وبعد 16 شهراً ، تم تقديمها إلى المحاكمة ، في أول شهر ديسمبر عام 1983م ، بعد أن كانت الصحافة الإيطالية قد أشاعت أنها ساحرة
قصة كارول : فكانت كارول تعمل مربية لدى عائلة إيطالية ، وهي من مواليد اسكتلندا ، كانت التهمة الموجهة للمربية ، هي التسبب في إشعال حريقين في البيت ، كاد الثاني منهما أن يودي بحياة طفل في الثالثة من عمره ، ولم يكن اهتمام الصحافة منصباً على تهمة إشعال الحرائق ، بقدر ما كانت تتحدث عن الألغاز والطلاسم التي كانت تحدث أينما حلت كارول
قاعة المحاكمة : تألفت هيئة المحكمة من ستة قضاة وخبيرين شرعيين ، وساد قاعة المحكمة منذ البداية جو من الفوضى والاضطراب ، وخاصة بسبب سوء الترجمة مما دعا المتهمة إلى اللجوء أحياناً إلى التعبير عن أقوالها بلهجة إيطالية ركيكة ، وكلمات إيطالية قليلة كانت تعرفها ، كما أن مسئولون السفارة البريطانية ، احتجوا كذلك على عدم دقة أقوال المتهمة من الانجليزية إلى الايطالية ، أضف الي ذلك عدم تقييد الصحافيين بالتعليمات
شهادة الشهود وتفسير الخبراء : وبالرغم من كل هذه الصعوبات ، سارت المحاكمة في مجراها الطبيعي ، وتم الوصول إلى إثارة مسألة السحر ، شهدت ربة البيت التي كانت كارول تعمل لديها في روما قبل انتقالها إلى جزيرة إلبا ، بأن أموراً خارقة كانت تحدث في وجود كارول !
أمور خارقة : مثل سقوط زهرية وتهشمها ، أو سقوط صورة عن الجدار بدون أن يلمسها أحد ، واتهمتها كذلك بنشوب ثلاثة حرائق غامضة في منزلها ، خلال فترة عملها السابقة في منزلها ، وقد فسر الخبير القضائي الذي جيء به من جامعة بيزا ، بأن سقوط الأشياء قد يكون حدث بفعل الصدفة ، غير أنه لم يستطيع تفسير ظاهرة الحرائق التي كانت تحدث بفعل درجة حرارة مرتفعة بدون تصاعد اللهب ! أمور غريبة أخرى : بعد ذلك شهدت الجدة في بيت المخدومين الجدد في إلبا ، بحدوث أمور غريبة بعد وصول كارول إلى المنزل مباشرة ، مثل سقوط طبق وتهشمه بدون أن يلمسه أحد ، يومها قالت الجدة حسب زعمها : يا إله السماوات ، توجد أشباح في بيتنا
المدعى العام : ولقد حاول المدعى العام طوال المحاكمة ، أن يبتعد عن مسألة السحر والشعوذة ، وأن يركز على تهم إشعال الحرائق ، ومحاولة القتل ، وهاجم الصحافة لتأثيرها على مجرى المحاكمة ، وتحويل مسارها للحديث عن الألغاز وأعمال السحر والشعوذة
سبع سنوات بالسجن : وأخيراً طلب معاقبة المتهمة بالسجن سبع سنوات ، لتسببها في إشعال الحرائق ، رغم عدم تأكده من دوافعها ، كما قال ، وكذلك أهمل الدفاع موضوع السحر والأحداث الغامضة ، وركز في دفاعه عن نفي التهم
الإفراج عن المربية كارول : وفي نهاية المحاكمة ، صدر الحكم على المتهمة بالسجن سنتين ونصف السنة ، لمحاولتها إشعال الحرائق في بيت مخدوميها الحالي والسابق ، ونظراً لأن كارول قضت فترة طويلة في التوقيف قبل إجراء المحاكمة ، فقد تم الإفراج عنها لتعود إلى وطنها اسكتلندا