ضريح العجوز

لا تستهن بإمرأة عجوز فليس كلهن سواء ، ومن تظنها لا تستطيع المضي قدمًا لبضع خطوات قد تمضي بك إلى الجحيم ! ، لذا احذر جيدًا من السيدة العجوز ، ففي عام 1980م في سان باولو بولاية كاليفورنيا وقعت حادثة حقيقية كانت بطلتها سيدة عجوز  


 يُحكى لنا ليثادور ما حدث له في أحد أعياد الهالوين هناك ويقول : كل هذا حدث قبل 28 عامًا عندما كان عمري 8 سنوات فقط ، حينما كان أبي وأمي يأخذاني للاحتفال بعيد الهالوين عند عمتي وأجدادي ، وقتها كنت أستطيع اللعب مع أبناء عمتي ، وممارسة الخدع اللطيفة كما كنا نلهو ونلبس أزياء التخفي الخاصة بعيد الهالوين  


 وبين منزل عمتي ومنزل أجدادي كان يوجد منزل متهالك قديم ، دائمًا ما كنا نمر به ذهابًا وإيابًا كانت تعيش به امرأة عجوز طولها حوالي ستة أقدام ، وكانت ترتدي دائمًا سلاسل حول عنقها وأحذية ثقيلة ، كان شكلها يبدو مريبًا خاصة أنها كانت تقف باستمرار وتراقبنا من بعيد  


 كنت أنا وأبناء عمتي نركض بالقرب من حديقتها ونلعب ونصرخ ، فكانت تخرج لنا تصرخ فينا وتقول : إن الشيطان قادم لما محالة ، فلما أخبرنا أبوينا بذلك نصحونا بالابتعاد عنها ، ولكن ابن عمتي كان لديه فضول لدخول بيت تلك العجوز ومعرفة أسرارها ، فقد كانت غريبة لا تختلط بأحد ولا تسمح لأحد بزيارتها أو الاقتراب منها  


 وفي أحد الأيام لبسنا أزياء التنكر وتوجهنا إلى بيتها وبدأ ابن عمتي برن الجرس ، كان هناك ضجيج صادر من داخل المنزل كنا خائفين وعلى وشك الانصراف ، ولكن فجأة فُتح الباب وكانت السيدة العجوز تقف هناك في ضوء خافت ، كانت تمسك شيئًا بيدها وعندما رأينا ما بيدها بوضوح ، هربنا وركضنا مسرعين في رعبٍ شديٍد ، لقد كان رأسًا مقطوعًا !  


 وصلنا إلى المنزل نكاد نتنفس بصعوبة في رعب شديد من هول المنظر ، وكان الصغار معنا يبكون وعندما أخبرنا الأسرة بذلك ضحكوا وقالوا : لا بد أنها واحدة من ألعاب الهالوين أو وجه تخفى مصطنع ، وللمرة الثانية نصحتنا جدتنا بالابتعاد عن منزل العجوز ، واللعب بجوار منزلنا فقط ، وبعد انتهاء العيد عدت إلى منزلنا بالمدينة ونسيت كل شيء  


 بعد حوالي شهر رن هاتف منزلنا وردت أمي عليه ، كانت المكالمة من جدتي وأخبرت أمي فيها بأن المرأة العجوز كادت تقتل عمتي ! ، فأثناء وصول عمتي للمنزل من التسوق كانت تحمل البقالة في ذراع وتمسك بابنها في الذراع الأخرى ، وعندما وصلت إلى باب المنزل ظهرت المرأة العجوز خلفها ، كان بيدها حبل طوقت به عنقها وحاولت خنقها  


 فانقلبت عمتي على الأرض ووقعت منها البقالة ، وهرب ابن عمتي الصغير وأخذ يصرخ ساعدوا أمي أنقذوها ، صرخت عمتي وركلت الباب بقدميها وفى تلك اللحظة سمع زوجها الضجة ، فخرج معه عصاه طويلة ضرب بها المرأة العجوز حتى فقدت وعيها ، وبأعجوبة نجت عمتي من الهجوم البشع ولكن تلك الحادثة تركت ندوب بوجهها وعنقها  


 وبعدها تم استدعاء الشرطة واعتقلوا السيدة العجوز ، وعندما بحثوا في منزلها وجدوا شيئًا غريبًا صدم الجميع ، كان أسفل منزل العجوز ضريح مبني به شموع وتماثيل مرعبة ، وكان بوسط الضريح رأس إنسان حقيقي ، كانت نفس الرأس التي رأيناها عندما ذهبنا إلى بيتها ونحن نلعب في عيد الهالوين ! 
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية