لم أكن أتوقع أن أحكي كل ما حدث لي في تلك الحكاية، ولكن لدي رغبة شديدة في الكتابة. في وقت قصير تم إدراك الحقيقة التي لازالت غامضة. كان المشهد مُجهزًا ليتم نقله كما هو في نص مكتوب، وانزلقت مني الكلمات العارية متسللة عبر الورق الأبيض حتى انتهت القصة بنفس الطريقة التي بدأت بها.
كان المكان قطعة أرضية صغيرة تابعة لردولفو واش، حيث وقعت الأحداث في إحدى الليالي المتأخرة ذات السماء الصافية والشوارع شبه الخالية. بدأت القصة حين أشعلت سيجارتي وجلست أفكر في الأشخاص المناسبين.
في الهواء كان هناك ثمة شيء غير عادي. ظلان يتحركان بين الأشجار برشاقة، وسيارة تتحرك ببطء بأضواءها. فجأة سمعت صوت ضوضاء حين فتحت النافذة المغلقة. ارتفع الصوت وظهر مجموعة من الصبية يمشون كأنهم خلية نمل. بين هؤلاء، كانت هناك فتاتان تحملان أعيرة نارية وتطلقان النار دون توقف.
اقترب أحد الصبية من حبل صغير بالأشجار، وأطلق ثلاث رصاصات سريعة. ظهر ظل آخر يجري بسرعة في الممر الأمامي، يطلق النار دون رد. اتجه إلى الركن الجانبي ولكن انطلقت قذيفة قوية بالقرب من رأسه، فاختبأ في مدخل بيت قريب.
كان صوت السيارة واضحًا وكأنها في حالة استعداد للانطلاق. نهضتُ خارجًا وسط الشارع بالقرب من البيت وأطلقت نظرة تجاه السيارة. في تلك اللحظة، انطلق السائق مسرعًا بينما تخترق الطلقات النارية الصفائح الحديدية للسيارة.
الرجل الذي أطلق النار كان ملثمًا، يحمل سلاحًا مليء بالتفاصيل الصلبة القاتلة. أطلق ضربة نارية، جعلتني أتوقف عن التدخين وظلّ عقلي شاردًا. بدت قطرة الجحيم تتسلل في المكان. الشاب الذي كان يعمل مع مجموعة من الشباب بديغو أوريلي تم اتهامه بقتل ضحية. اتُهم ابن زعيم مسلح سابق في نفس المكان الذي تمت فيه سبع جرائم قتل على مدار ثلاث سنوات.
المنطقة كانت متوترة جدًا من طلقات الرصاص ورائحة البارود المنتشرة والجرائم المتكررة. في حادثة أليمة، تم إطلاق النار على عشرة أطفال من قبل اثنين كانا يستقلان سيارة حمراء. كما كانت هناك جريمة اختطاف لسيدة وابنتها، ولكن إطلاق النار باتجاه السيارة الخاطفة جعل السائق يتركهما ويرحل.
رغم مطاردات رجال الشرطة، لم يصلوا إلى تلك العصابة الشرسة. كانت هناك مجموعة من الشباب المتطوعين بالدفاع عن المنطقة من الهجمات المسلحة التي تستهدف حياة الأبرياء.
أصيبت المنطقة بحالة من الهلع حينما تم إطلاق النار العشوائي في كل مكان. تفرق الأطفال في كل مكان خوفًا من الهجمات الغائرة، ومضت السيارة الحمراء تطيح بكل ما يقابلها في الطريق. لم يستطع أحد إيقافها أو الاقتراب منها. كانوا الصبية الذين اجتمعوا في المنطقة واستقلوا تلك السيارة مع ابن القائد المسلح ماكس.
وقفتُ في الشارع والشتاء يحيطني، متأملًا ما يحدث في تلك المنطقة من هجمات عشوائية لمجموعة من العصابات التي لم يستطع أحد إيقاف زحفها القاتل. وأقول الآن أخيرًا، لأن كل شيء لابد وأن يكون له نهاية. المكان مليء بالرعب والحزن من هذا الوضع السيء الذي لم توضع له نهاية بعد. لازالت قطرة الجحيم تتغلغل في كل مكان بالمنطقة.