مقتل الطفلة جونبينيت رامسي: لغز لم يُحل

تعد جريمة مقتل الطفلة الجميلة جونبينيت رامسي واحدة من أكثر القضايا الغامضة والمحيرة في عالم الجريمة. وقعت أحداث الجريمة في عام 1996م قبل أسبوع من ليلة عيد الكريسماس، حيث استضافت عائلة رامسي حفلة حضرها العديد من العائلات وأبنائهم. وسط أجواء الاحتفال، كانت الأمور تبدو طبيعية، لكن الأمور أخذت منحى آخر بشكل مفاجئ ومأساوي.

في يوم الحفلة، حضر السيد بيل مكرينولدز، صديق والد جونبينيت، مرتديًا زي سانتا كلوز، وقضى وقتًا ممتعًا مع الأطفال. همس لجونبينيت بأنها ستتلقى هدية مميزة بعد عيد الميلاد، الأمر الذي أسعدها كثيرًا وجعلها تخبر والدتها وصديقتها. لكن، لم يكن أحد يعلم أن هذا اليوم السعيد سيتحول إلى مأساة.

في صباح اليوم التالي، اتصلت السيدة باتسي رامسي بخدمة الطوارئ 911 مذعورة للإبلاغ عن اختفاء ابنتها جونبينيت. تم العثور على رسالة فدية، كتبت على ورقة من دفتر العائلة، تطالب بمبلغ مالي مقابل عودة الطفلة بسلام. بعد ساعات من البحث داخل المنزل، عثر والد جونبينيت على جثتها في قبو المنزل، وقد تعرضت للخنق والضرب.

بدأت التحقيقات فورًا، وظهرت العديد من الأدلة الغريبة والمحيّرة:

  1. أناناس في معدة جونبينيت: بالرغم من تأكيد الوالدين أن الطفلة نامت فور عودتهم من العشاء خارج المنزل، إلا أن تشريح الجثة كشف عن وجود بقايا أناناس في معدتها، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت قد أكلت شيئًا بعد عودتها للمنزل.
  2. شهادة الجيران: أبلغ أحد الجيران عن سماعه لحركة غريبة وصراخ في الليلة التي قُتلت فيها جونبينيت. شهادات أخرى تحدثت عن رؤية شخص مشبوه بالقرب من المنزل.
  3. الرسالة الغامضة: تم العثور على رسالة الفدية مكتوبة بخط اليد، باستخدام ورقة وقلم من منزل العائلة، مما يشير إلى أن الجاني قضى وقتًا داخل المنزل لكتابة الرسالة.

كان المشتبه بهم كُثر، وشملت قائمة المشتبه بهم:

  1. العائلة نفسها: أظهرت التحقيقات تسجيلًا لمكالمة 911 يشير إلى أن صوت الطفل كان مسموعًا بعد ادعاء والديه أنه نائم، مما أثار الشكوك حول تورط أحد أفراد العائلة.
  2. الجيران: أبلغت عائلة أخرى عن اقتحام منزلهم والتحرش بابنتهم قبل أسابيع قليلة من مقتل جونبينيت، مما زاد من دائرة الشك.
  3. مايكل هيلجوث: كان يعمل في مجال الكهرباء، وتحدث لأصدقائه عن حصوله على مبلغ مالي كبير مقابل كسر جمجمة. تم العثور على هيلجوث مقتولًا في منزله بعد الجريمة بوقت قصير.

تعددت النظريات حول القاتل الحقيقي:

  1. النظرية العائلية: اعتقد بعض المحققين أن شقيق جونبينيت هو من قتلها بطريق الخطأ بسبب خلاف حول الطعام، وأن العائلة حاولت التستر على الجريمة.
  2. النظرية الخارجية: تشير بعض الأدلة إلى تورط شخص من خارج العائلة، ربما أحد جيرانهم أو شخص له علاقة بالعائلة من بعيد.

على الرغم من التحقيقات المكثفة والبحث المستمر، لم يتمكن المحققون من حل لغز مقتل جونبينيت رامسي بشكل قاطع. تظل هذه الجريمة واحدة من أكثر الجرائم غموضًا، ولا يزال الجاني الحقيقي طليقًا حتى يومنا هذا.



إعدادات القراءة


لون الخلفية