لغز المنديل المبلل

كانت هناك ثلاث فتيات تربطهن علاقة صداقة قوية جدًا منذ الصغر؛ وأثناء جلوسهن ذات مرة في بيت إحداهن، اتفقن على إقامة حفل في بيت الصديقة “مادي”. قررت كل من “فابيولا” و”نومي” الذهاب إلى السوق من أجل إحضار الطعام للحفل الذي سيقام في بيت “مادي”.

ذهبت فابيولا برفقة نومي إلى السوق، وفي إحدى المحلات التجارية شاهدتا صورة مجرم قد أعلن عنه رجال الشرطة، ووصفوه بالمجرم الخطير الهارب. وقفت الصديقتان أمام الصورة تتعجبان من ملامحه الحادة الغليظة، ثم بدأتا في المزاح فيما يخص خطورة ذلك المجرم الهارب.

انتهت الصديقتان من شراء كل الأدوات والأطعمة الخاصة بالحفل، ثم ذهبتا مُسرعتين إلى بيت مادي، لإقامة الحفل المتفق عليه. وبالفعل وصلتا إلى بيت صديقتهما التي كانت في انتظارهما برفقة صديقة أخرى تُدعى ألكسندرا.

بدا الحفل جميلًا ومُسليًا، وقامت الصديقات باللعب مع بعضهن بلعبة الزجاجة. أثناء اللعب، تحدثت فابيولا عن المجرم الهارب الذي رأت صورته في المحل التجاري، حيث يبحث عنه البوليس لأنه مجرم خطير. شعرت مادي بالخوف الشديد حينما سمعت صوت لمسات بسيطة على الباب، لكنها استجمعت شجاعتها ونهضت لتفتح الباب، بينما استمرت الصديقات في لعبهن.

حينما خرجت مادي لتترقب سبب صوت الطرقات الخفيفة بالباب، تم الهجوم عليها بعنف وتم وضع مناديل مُبللة بالكحول على وجهها. دون أن تشعر أي واحدة من صديقاتها بما حدث، تم اختفاؤها بكل سهولة ويُسر.

شعرت الصديقات بغياب مادي، مما أثار القلق في نفوسهن بسبب عدم عودة صديقتهن. فقالت فابيولا: "ما الذي يحدث؟ لماذا تأخرت مادي هكذا؟" اتجهت الصديقات إلى الباب وشعرن بالفزع الشديد حينما لم تُجبهن مادي. فاقترحت نومي الاتصال برجال البوليس كي يبحثوا عن مادي التي اختفت فجأة. وبالفعل أتى المُحقق إلى منزل مادي وظلّ يفتش هنا وهناك لعله يصل إلى خيط يدله على ما حدث لتلك الفتاة الغائبة.

وجد المُحقق عند بهو الباب منديلًا صغيرًا، وحينما رفعه بحرصٍ انتشرت منه رائحة الكحول. استدعى المخبر رجال الشرطة ليبحثوا عن سر الجريمة، واصفًا إياها بأنها قد تمت بذكاءٍ شديد واحتراف. الدليل الوحيد الذي يمتلكه البوليس الآن هو ذلك المنديل المليء برائحة الكحول الذي سقط من المجرم.

كانت فابيولا ونومي خائفتين جدًا مما حدث لصديقتهن، وأخبرتا المخبر أن ألكسندرا كانت معهن وقت حدوث تلك الحادثة. بسؤال ألكسندرا، التي استدعاها رجال الشرطة بعد رحيلها، بدت غاضبة وعصبية، وأخبرت الصديقتين أنها ليست في حالة جيدة. حيث أنها قد أصيبت بالفزع مما حدث لمادي، كما أخبرتهما أنها خائفة أن يصل إليها المجرم المحترف كما وصل إلى مادي.

أخذ رجال الشرطة المنديل إلى المعمل الجنائي كي يتفحصوا أثر المجرم، لعله يكون المجرم الذي يبحثون عنه، "أنجيل خوسيه"، الذي اشتهر باحترافه في خطف ضحاياه دون أن يترك أثرًا يدل على شخصيته. كانت الشرطة تترقب ظهوره بعد الاشتباه به.

كان الجميع في انتظار نتيجة المعمل الجنائي، كي يصلوا إلى المجرم الحقيقي. المفاجأة الصاعقة كانت إعلان المعمل بأن المنديل خالٍ من أي أثر للمجرم الذي ظلّ غامضًا.

بينما كانت الصديقات والشرطة في حالة من الحيرة والقلق، عادت فابيولا إلى المنزل لتفكر في كل ما حدث. بدأت تراجع الأحداث في ذهنها، محاولةً الربط بين التفاصيل. لاحظت شيئًا غريبًا: لم تكن ألكسندرا تظهر عليها علامات الفزع كما قالت، بل كانت تبدو هادئة بشكل غير طبيعي. قررت فابيولا التحدث مع نومي حول هذا الأمر.

بعد مناقشة قصيرة، اتفقت الصديقتان على مراقبة ألكسندرا بعناية. بدأت فابيولا ونومي تلاحظان تحركات ألكسندرا وتصرفاتها الغريبة. وفي إحدى الليالي، لاحظتا أنها خرجت من المنزل في وقت متأخر متجهةً نحو مخزن قديم في نهاية الشارع. تبعتاها بحذر.

عند وصولهما إلى المخزن، شاهدتا ألكسندرا تتحدث مع شخص غريب، يحمل نفس الملامح الحادة التي رأوها في صورة المجرم الهارب. بدأت فابيولا ونومي تفهمان الحقيقة: ألكسندرا كانت متواطئة مع المجرم.

عادتا بسرعة إلى المنزل واتصلتا بالشرطة، وأخبرتاهم بكل ما شاهدتاه. تحركت الشرطة بسرعة وقامت بمداهمة المخزن، وألقت القبض على المجرم وألكسندرا.

عند التحقيق، اعترفت ألكسندرا بأنها كانت تساعد المجرم في اختطاف مادي لسبب غير معروف، لكنهم كانوا يخططون لطلب فدية كبيرة من عائلتها الثرية. بعد استجواب مطول، تم العثور على مادي سليمة وآمنة في مكان سري، وتم تحريرها وإعادتها إلى عائلتها.

شعرت الصديقات بالراحة والسعادة لأنهن استطعن حل لغز اختفاء مادي وإنقاذها من الخطر. وعادت الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، وعلم الجميع درسًا مهمًا عن الصداقة والشجاعة في مواجهة المخاطر.



إعدادات القراءة


لون الخلفية