كان صالح برفقة خطيبته عائشة يعبران الشارع ، بعد أن قضيا وقتًا ممتعًا معًا في الحديقة العامة بالمدينة ، ثم عند اقترابهم من منعطف خارج الحديقة ، شاهدا سيارة سوداء تقترب من المنعطف ، وقد نزل منها رجل يضع نظارة شمسية
وتوجه الرجل إلى صندوق أمتعة السيارة ، وأخرج كيس أسود طويل ، ملفوف بشريط لاصق ، ووضعه على الرصيف ، ثم ركب السيارة وأنطلق بسرعة جنونية ، وقد حسب صالح أن الأمر يتعلق ببضاعة سيأتي أحدهم لأخذها ، ولكن لم يحدث ذلك وقرر الاقتراب ليرى حقيقة ذلك الكيس وأبعد خطيبته قليلًا
جثة بداخل كيس اسود: ولما تقدم صالح بدا له وكأن جسم إنسان ملفوف في ذلك الكيس الأسود ، فتراجع وأخبر خطيبته أنه يفضل ترك المكان ، وعندما سألته عن ما الذي قد يحمله ذلك الكيس ، أخبرها أنه قد يكون كيس قمامة كبير قد تخلص منه الرجل
صالح يبلغ الشرطة : وعاد صالح بخطوات مسرعة ليسلك طريق منزل خطيبته ، وشعر صالح أن من واجبه أن يبلغ الشرطة ، لكن قد يُضع محط الاشتباه إن توجه بنفسه لإبلاغ الشرطة ، فقصد محل للمكالمات الهاتفية وأتصل بشرطة النجدة ، وأبلغ بما رآه ثم قطع المكالمة
أحس صالح ببعض الارتياح ، وأوصل خطيبته إلى منزلها وسلك طريق عودته لمنزله ، وتعمد أثناء عودته أن يمر بالمكان الذي ألقت فيه السيارة الكيس الأسود ، فرأى سيارة الشرطة متوقفة في المكان ، وحولها مجموعة من الفضولين فتقدم بينهم ، وتأكد من ظنه فقد كان الكيس يحوي جثة امرأة
المجرم يهدد صالح بالقتل : تراجع صالح عن المكان وقصد أحد الشوارع الجانبية المؤدية لمنزله ، وهناك أحس بخطوات مسرعًة من خلفه ، ولما ألتفت خلفه وجد الشخص الذي كان يرتدي نظارة شمسية ، وألقى بالكيس الأسود ، وأمسك الرجل بصالح ولف ذراعه نحو رقبته ، ودفع به إلى زاوية معتمة ، وبصوت خشن قال له : سنظل نراقبك وإذ ما أدليت للشرطة عن أي معلومة سيكون مصيرك كيس أسود كالذي رأيته
ولم يستطيع صالح الكلام ، حيث كاد الرجل يخنقه بذراعه ، فحرك رأسه مشيرًا بالموافقة فرحل الرجل مسرعًا ، ثم قاوم صالح خوفه وأسرع الخطى نحو منزله ، وعند وصوله للمنزل تحدث مع خطيبته هاتفيًا وأخبرها بما رآه ، بل أخبرها عن التهديد الذي تعرض له
وكان الأمر يبعث على القلق ، وأحست عائشة بأن عليها أن تتحرك ، خاصة وقد ينتقل المجرم إلى الفعل بعد التهديد ، واتصلت عائشة بشقيقها الأكبر وهو لديه صديق من ضباط الشرطة ، وأبلغته بما حدث بل وأخبرته أن خطيبها صالح لا يستطيع التوجه إلى قسم الشرطة بعد ذلك التهديد ، فأخبر شقيقها صديقه الشرطي بالوقعة
صالح تحت المراقبة: وتم وضع صالح تحت الحراسة والمراقبة ، بل وطلب منه رئيس المباحث أن يتعمد الحضور إلى قسم الشرطة ، لكي يتبعه الشخص الذي هدده ، وحضر صالح إلى قسم الشرطة ، ثم خرج وأوقف سيارة أجرة ، وأنطلق إلى عمله
وكانت سيارة الشرطة المموهة تراقبه ، وتم ملاحظة وجود سيارة بيضاء ظلت لصيقة بسيارة الأجرة التي ركبها صالح ، ولما نزل توقفت تلك السيارة بعيدًا ، ونزل منها شخص وأسرع نحو صالح وأمسك به ، وكانت في يده سكينة هدده بها ، وأرغمه على مرافقته إلى السيارة البيضاء
انطلقت السيارة البيضاء ولحقت بها سيارة الشرطة حتى تم الإمساك به ، وفي الاعترافات التي أدلى بها أقر بأن تلك الجثة هي لزوجته ، وقد قتلها عندما كشفت أسرار عن اختلاسات قام بها من خزينة العمل ، وعندما ألحت عليه إرجاعها رفض ، فهددته بإبلاغ الشرطة عنه فقام بقتلها