قصة جان باتيست جرينوي: بائع العطور السفاح

جان باتيست جرينوي وُلد في ظروف غامضة وقاسية عام 1738م بسوق السمك في فرنسا. والدته التي لم ترغب فيه ألقته بين أحشاء الأسماك، لكن صوت بكائه كشف مكانه. عُثر عليه بين السلال والقاذورات، وتم أخذه إلى الملجأ بعد القبض على والدته وإعدامها. نشأ جرينوي في جو خالي من الحب والرغبة في وجوده، حيث كانت المربيات والمرضعات تشعرن بالنفور منه بسبب غموضه وبرودته.

موهبة مميزة

كبر جرينوي في جو مليء بالكراهية والنبذ، ولكنه كان يمتلك موهبة فريدة وهي أنفه المميز. عمل كعامل في مدبغة ثم انتقل للعمل لدى صانع العطور بالديني، حيث أظهر موهبته الفذة في تمييز الروائح بدقة. هذه الموهبة جعلته أشهر صانع عطور في التاريخ، حيث استطاع صنع أجمل العطور وتحقيق أرباح طائلة لمعلمه.

بداية جرينوي السفاح

رغم نجاحه في صنع العطور للنساء، إلا أن جرينوي كان يفتقد عطره الخاص. وقع في حب بائعة البرقوق التي كان يشع جسدها رائحة مميزة. تعقبها في السوق حتى مرت بميدان خالي، فاقترب منها ليشتم عطرها ولكنها ماتت بين يديه بعدما وضع يده على فمها حتى لا تصرخ. هذه الحادثة جعلته مهووسًا بفكرة صنع عطر لجسده من رائحة النساء الجميلات.

استخلاص الروائح من النساء

بدأ جرينوي في قتل النساء الجميلات لاستخلاص رائحاتهن. كان يغطي الضحية بطبقة من الدهن الحيواني ويلفها بقطعة من الثوب السميك ثم يقشط طبقة الدهن ويقوم بتقطيره لاستخراج الرائحة. قتل جرينوي اثني عشر امرأة وتقطير رائحة أجسادهن في زجاجات صغيرة، ليقترب كثيرًا من الرائحة المنشودة.

الضحية الأخيرة

لم يتبق له سوى الضحية الثالثة عشر، وهي أجمل امرأة في مدينة جراس وابنة أكثر تجار العطور ثراءً ونفوذًا. استطاع جرينوي اجتذابها وقتلها واستخلاص القنينة المنشودة من جسدها. تم القبض عليه بعد حامت حوله الشبهات والزج به في السجن لحين صدور الحكم.

نهاية السفاح

أثناء تنفيذ العقوبة، لم يعبأ جرينوي بالموت بل تطلع بهدوء إلى الجماهير المحتشدة. أخرج قنينة صغيرة بها سائل أحمر اللون، وصب منها بضع نقاط على منديل ولوح به في الهواء ثم ألقاه ليسقط على الجماهير. هذه اللحظة كانت مشهد النهاية لسفاح صنع من العطر وسيلة لجرائمه البشعة.

تأثير الجرائم

تعد قصة جان باتيست جرينوي من القصص المرعبة التي تجسد التحول المروع لشخص يمتلك موهبة فريدة إلى قاتل متعطش للدماء. تعكس هذه القصة الجانب المظلم من النفس البشرية وكيف يمكن للرغبات الشيطانية أن تقود الإنسان إلى ارتكاب أفظع الجرائم. تبقى قصة جرينوي عبرة ودروسًا حول خطر الهوس والتعلق بالأشياء غير الطبيعية، وتحذيرًا من الانجراف وراء الشهوات القاتلة.



إعدادات القراءة


لون الخلفية