هنيبل لكتر إبنًا لأسرة عريقة ، كان قد ولد عام 1938م في ليتوانيا ، وكان والده من طبقة النبلاء ، ويلقّب بالكونت ولديه الكثير من الممتلكات من الأراضي الواسعة ، والقصور الباذخة والحياة المرفهة ، بينما كانت والدته سليلة عائلة إيطالية عريقة ، تدعى عائلة فيسكونتي ، وكان لهنيبل شقيقة تصغره ببضعة أعوام تدعى ميشا
عندما اجتاح الجنود النازيين المقاطعة التي يعيش بها هنيبل ، كان في هذا الوقت يبلغ من العمر ثمانية أعوام فقط ، وعاش لحظات فارقة في حياته عندما انطلق برفقة أسرته ، وبعض الخدم ، هربًا من الجنود النازيين ، ركضًا نحو الغابة ليعيشوا بها فترة من الوقت ، قبل أن يتمكنوا من الانطلاق والهروب مرة أخرى
ولكن أوقعهم حظهم العاثر في أيدي الجنود النازيين ، الذين فروا من شتاء روسيا المدمر لهم ، فقاموا بتعذيب السير لكتر ثم قتلوه هو وأسرته ، إلى جانب بعض الخدم الذين كانوا برفقتهم ، ولم يبقوا سوى على الطفلين هنيبل وميشا ، ولكن مع برودة الطقس وانعدام المؤن ، وشدة الجوع قام الجنود بقتل ميشا وأكلوها بوحشية مفرطة ، فيما استطاع هنيبل أن يهرب منهم
وصل هنيبل إلى أحد دور رعاية الأيتام ، عقب هروبه من الجنود النازيين ، وادعى إصابته بالصمم والبكم ، حتى لا يسأله أحدهم عن شيء يخصه ، وبدأ هنيبل في تلك المرحلة من حياته ، إظهار سلوكًا عنيفًا بين الأطفال ، ممن يتنمرون بغيرهم ويفرضون عليهم السيطرة
عقب فترة من الوقت كان هنيبل قد بلغ ثلاثة عشر عامًا من عمره ، واستطاع عم هنيبل أن يعثر عليه بأعجوبة ، وما أن وجده حتى حمله معه إلى منزله ، وبدأ في تعليمه بمنزله ، وحرص على تلقينه العلوم والفنون مثل النحت والرسم ، وكان لعمه هذا زوجة يابانية استطاعت تعليم هنيبل ، فنون الطهي من الثقافة اليابانية
وكانت أولى جرائم هنيبل ، وهو في عمر السابعة عشرة ، عندما ذهب إلى أحد الجزارين برفقة زوجة عمه ، وأهانها الأخير حتى عادت إلى المنزل باكية بشدة ، ونظرًا لعدم قدرة زوجها على الحصول على حقها ، أصابته أزمة قلبية مات على إثرها ، فذهب هنيبل إلى الجزار وقام بقتله بعدد من الطعنات ، ثم قام بفصل خديه عن وجهه وقام بطهيهما ! كانت أصابع الاتهام تشير إلى هنيبل ، ولكن زوجة عمه المتوفى استطاعت أن تخفي الأمر ، وتدافع عن ابن شقيق زوجها المتوفى ، فواصل الأخير حياته وكأن شيئًا لم يحدث ، والتحق بالجامعة ليدرس بها في مجال الطب ، وبدأ في تخصص الجراحة ثم انتقل إلى دراسة الطب النفسي ، وسرعان ما اشتهر ليصبح من أبرز الوجوه الاجتماعية المعروفة ، خاصة مع طريقته الأرستقراطية الراقية التي يتحدث بها
عندما تحول هنيبل إلى ارتكاب الجرائم ، كانت جرائمه متعمدة وتتمثل في الانتقام ، ممن قتلوا أسرته كاملة منذ أعوام واحدًا تلو الآخر ، حيث عاد إلى موطنه الأصلي في ليتوانيا ، وبدأ في اصطياد من قتلوا عائلته ، وقتلهم بنفس الكيفية ، وأكل أجزاء منهم كما فعلوا بشقيقته ميشا ، وتسببوا له في كل هذا الألم حتى يذوقوا من نفس الكأس هم أيضًا ، وعقب أن تم القبض على هنيبل لم تتم إدانته
نظرًا لعدم كفاية الأدلة المادية ضده ، إلى جانب وقوف الرأي العام إلى جواره ، على اعتبار أن ما فعله الجنود النازيون بأسرته ، لم يكن هينًا وهو بذلك يستحق التكريم لا السجن ، وبالتالي خرج هنيبل منتصرًا وعاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ليدرس بموجب منحة جديدة
عاد هنيبل إلى أمريكا ولكنه لم يعد إنسانًا كما كان ، فافتتح عيادته لعلاج الأمراض النفسية ، وبدأ في انتقاء ضحاياه من خلالها ، ليتحول بعدها إلى قاتل متسلسل وحشي ، يقتل ضحاياه ويتفنن في أكلهم ، ليشتهر فيما بعد بسفاح تشيسابيك ، قتل خلالها تسعة من مرضاه وكانوا جميعهم ، أناسًا ارتبكوا فظائع في حياتهم
وأثناء رحلة البحث عن لكتر ، انتبه المحقق إلى كتاب طبي قديم لديه ، أثناء قيام هنيبل بعلاج أحد ضحاياه ، فقلّب فيه ليكتشف به طريقة قتل الضحية السادسة للكتر ، وحاول الإيقاع بلكتر وتضليله ، ريثما يطلب هو رجال الشرطة ، ولكن هنيبل عاجله بضربة قوية على رأسه ، ثم حاول قتله بمشرط طبي ، إلا أن المحقق نجا بأعجوبة وتمسك بحياته ، وألقي القبض على سفاح تشيسابيك عام 1975م ، وتم إيداعه بمصحة نفسية في بالتيمور