بعض الأحداث المفاجئة والمؤلمة في الصغر قد يترتب عليها مصائر أناس لا علاقة لهم بتلك الأحداث سوى أنه من أخطأ بحقهم قد تعرض لصدمة ما في صغره على أيدي أشخاص آخرين ، ولعل هذا ما حدث بالفعل مع تيم والتر وضحاياه
نشأته : ولد تيم والتر غرانتس عام 1990م ، في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية ، وللأسف كان والده أحد أكبر رؤساء عصابات المافيا الأمريكية ، ولم يكن له من الحياة سوى والده هذا وشقيقته الكبرى ، التي أغدقته بالحنان الذي افتقده برحيل والدته ، وكانت تتوقع له هو وأبيه أن يصير إنسانًا راقيًا ومتميزًا حيث برع في الرسم
وكان من أنبغ الأطفال في مثل عمره ، إلا أنه ببلوغه سن العاشرة ، تبدل الحال إلى الأسوأ ، فبسبب عمل والده الخطر جدًا مع العصابات ، هاجمت مجموعة مسلحة من عصابة معادية لوالد تيم ، فيلاتهم وقتلوا الحراس ، وقتلوا والده أمام عينيه ، ثم اعتدوا على شقيقته الكبرى حتى ماتت بين أيديهم ، وتم إيداع تيم بدار أيتام تدعى هال بعد أن تم تدميره نفسيًا لتبدأ صناعة الوحش
صناعة الوحش: كان تيم قد نجا من المجزرة التي حدثت بفيلا والده ، بأعجوبة شديدة وأخذه من عثروا عليه وأودعوه دارًا للأيتام تدعى هال ، وكانت هي الدار الأسوأ على الإطلاق ، فمدير الدار كان دائم التحرش بمن فيها من الأطفال ، ولطالما تعرض تيم للضرب المبرح والتجويع والوحشية ، والاغتصاب على أيدي العاملين بالدار والمدير
وفي أحد الأيام بدأ المدير تحرشاته الدائمة بتيم ، ولكن الطفل حاول المقاومة ، فضربه المدير على رأسه فأفقده وعيه ، وبعد أن استفاق تيم ، كان قد أصيب بارتجاج في المخ ، حوله فيما بعد نتيجة عدم تلقي العلاج اللازم إلى شخص مختل ، يقوم بأفعال وحركات غير متزنة ويتحدث بطريقة متلعثمة جعلته مهرج الدار
وكان مدير الدار دائمًا ، ما يرعب الأطفال بأنهم إذا لم ينصاعوا لمطالبه سوف يأكلهم الشيطان ، وهو لا يدري أن تلك القصص قد ترسخ في أذهانهم ، خاصة تيم الذي فر هاربًا في أحد الأيام من الدار نتيجة التعذيب الشديد ، وعثر عليه رجال الشرطة جالسًا في المقابر ، أمام جثة استخرجها بنفسه ، وجلس يصلي أمامها بطريقة غريبة ، وبسؤاله أجابهم أن الشيطان يرغب أن يصلي له ، حتى يعيد له شقيقته
قام رجال الشرطة بإعادة تيم إلى الدار مرة أخرى ، ولاقى هناك أشد أنواع التعذيب من المدير ، حتى بلغ سن الثامنة عشرة من عمره ، فغادر الدار بعد أن تعلم صنعة النجارة ، التي لم يستفد منها شيئًا ، وأخذ ينام بالشوارع ويأكل من القمامة ، بعد أن صار ضخم البنية وله نظرات مرعبة للغاية
ضحايا الوحش : كانت أولى ضحايا الوحش رجلان اختطفا فتاة تدعى آشلي ويليامز تبلغ من العمر 24 عامًا ، وكادا أن يغتصبا الفتاة ، حتى شاهدهما تيم فانقض عليهما ، وظل يركلهما ويضربهما بشدة ، حتى تشوه وجهيهما ثم خنقهما ليفارقا الحياة ، وحمل تيم الجثتين وقام بخوزقتهما وقطع أعضائهما التناسلية ، وعندما وصل رجال الشرطة إلى المكان ، عقب شهادة آشلي غير المفيدة ، نظرًا لأنهم كانوا بالليل ولم تر هي وجه المهاجم جيدًا ، فوضع رجال الشرطة القضية على قائمة القضايا القصوى ، وقد أدركوا أنهم أمام وحشًا ساديًا
كانت الضحية التالية أسرة مكونة من والدين وطفل رضيع ، وكان تيم قد دخل إلى المنزل ليجد مجزرة مرعبة في المكان ، حيث قُتل الوالدين وتم قطع رأسيهما ، وانتبه تيم إلى صوت بكاء الطفل ، ووجده في الغرفة المجاورة ، فبدأ يهدهده حتى نام ، ثم تأمله قليلاً ليضعه أرضًا بشكل مفاجئ ، ويدهسه بأقدامه عليه حتى فارق الحياة ، كما لو كان يدهس حشرة صغيرة
ذهب بعدها تيم إلى دار أيتام هال ، ودخل من النافذة التي كان يهرب منها وهو طفل صغير ، ومنها إلى غرفة المدير فوجده ، جالسًا على كرسيه يشاهد التلفاز ، فقام تيم بخنقه ثم سدد له لكمات متتالية ، حتى نزف بشدة وتيم يقبض على فمه ، حتى لا يصرخ وهو يقطع عضوه الحساس ، وينتفض ألمًا ثم ذبحه بقطعة زجاج ، من الوريد إلى الوريد ، وقام بخوزقته بنفس الطريقة مع ضحاياه السابقة ، ثم انصرف تاركًا المدير خلفه ، ينتفض من الألم والرعب وهو يحتضر
الوحش تيم والتر.
كانت الضحية الأخيرة ، فتاة هاربة من منزلها عند منتصف الليل ، ليشاهدها تيم وهي تركض فذهب خلفها ، فارتعبت الفتاة وكادت أن تصرخ لولا أن أطبق تيم على فهما ، وقال لها لا تصرخين تيم لن يؤذيك ، فوافقته الفتاة فتركها ، وعادت الفتاة المذعورة إلى منزل أهلها ، وقد نسيت لماذا فرت من الأساس ، وهذه المرة كان لدى رجال الشرطة ، أوصافًا دقيقة لهذا الوحش
المحاكمة : تم إلقاء القبض على تيم عقب عمليات طويلة ، من التحري والتحقيقات والتتبع ، ليقف تيم أمام المحكمة وهو يتحدث عن جرائمه ، دون أن يطرف له رمشًا ، ولا يشعر بأي ندم ، مما استفز القاضي لجرائمه تلك ، ولكن الدفاع أخبرهم أن تيم مضطرب عقليًا ولا يعني ما يقول ، وتيم نفسه رفض أن يعامل هكذا وطالب بالإعدام لنفسه ! تم عرض تيم على كبار الأطباء النفسيين ، الذين أقروا بأنه يعاني من أزمات نفسية كبيرة ومتعددة ، وبسؤاله لم ترك الفتاة الأخيرة تعود سالمة ، أجابهم أنها كانت تضع الصليب ، ولا يمكن أن يؤذ من تلتف الملائكة حوله ، فأدرك المحققون أنه مريض نفسي ، وقرروا إيداعه بمصحة نفسية إلا أن تيم أرشدهم ، إلى أماكن أخرى لجثث أخرى ، وبمداهمة المكان عثر رجال التحقيقات على أكثر من ثلاثين جثة ، لينتهي الحكم على تيم بالإعدام بالكرسي الكهربائي