كليوباترا تلك الملكة التي كتب عنها الكثيرون ، وسردوا بشأنها العديد من القصص ، وقد بدأت قصتها عقب وفاة والدها بطليموس الثاني عشر ، ليتركها هي وشقيقتها أرسنوي ، وشقيقيها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر ، وكان عمر الشقيق الأصغر عشرة أعوام فقط ، بينما كانت كليوباترا تكبر شقيقها الأول بنحو ثمانية أعوام
وكانت كليوباترا قد ولدت لأسرة مقدونية يونانية ، بدأت حكمها منذ البداية مع بطليموس الأول ، وكانت تلك الأسرة تحكم وفقًا لقواعد ، يعرفونها جميعًا وتداولونها من حاكم لآخر ، عدا كليوباترا التي كانت تتمتع بذكاء شديد ، فتعلمت اللغة المصرية القديمة ، وكانت الوحيدة من أسرتها التي حكمت مصر
كانت كليوباترا تحلم بالعرش كل يوم ، حتى أنها ببعض الحيل استطاعت أن تنحي شقيقتها الكبرى ، لتخل لها السلطة هي وشقيقها ، ولكن ينشأ بينهما الصراع على العرش فيما بعد
وبالطبع نتج عن هذا الصراع ، هروب كليوباترا إلى سوريا القديمة والعمل على تأسيس جيش ، عادت به عام 48 ق
م لتهاجم شقيقها ، في معركة بوليسيوم الشهيرة ، ولكنها وأثناء المعركة ، علمت أنها بحاجة إلى مدد وعون ، فذهبت إلى يوليوس قيصر
منذ النظرة الأولى ، وقع يوليوس صريعًا في حب كليوباترا ، أمام جمالها وأهدابها الفاتنة ، واستمرت الحرب بينهما وبين شقيقها ، إلى أن انتهت بمحاصرتهما في قصرها بالإسكندرية ، ولكن يوليوس العاشق لم يرغب في الوقوف ، مكتوف الأيدي فطلب العون والمدد من روما ، وعقب أن وصله ما أراد كانت هزيمة شقيق كليوباترا وانتهى الصراع بقتله ، وتسلمت كليوباترا العرش برفقة شقيقها الأصغر ، وظل يوليوس إلى جوارها قرابة الثلاثة أشهر ، حتى تملكت زمام أمورها ثم عاد إلى روما منتفخ الأوداج بعشيقته الجميلة القائدة
قيل أن تلك العلاقة بين كليوباترا ويوليوس ، نتج عنها ولادة القيصرون كما أسماه أهل الاسكندرية ، وبمجرد أن علم مجلس الشيوخ بروما ، حتى عارضوا ثمرة هذا العشق ، فتآمروا عليه حتى تقلوه
بمجرد أن قُتل يوليوس دب الصراع ، بين أوكتافيوس ومارك أنطوني ، مما أدى إلى انقسام واضح في روما ، فكانت مصر من نصيب أنطوني إلى جانب بعض الدول الأخرى ، واستغلت كليوباترا الأمر بذكائها المعهود ، وبمجرد أن أتى أنطوني إلى الاسكندرية ، حتى قابلته كليوباترا بهدية عبارة عن سجادة ، مصنوعة من الحرير الخالص ، والتي ما أن تم فرشها أمامه حتى خرجت عليه كليوباترا مزدانه ، بأبهى حليها وأثمنه فشعر بأنها حورية ، هاربة من قصة أسطورية وما لبث أن هام بها حبًا
كانت حيلة ذكية للغاية من جانب كليوباترا ، فترك أنطوني كل ما تحت يده ، وأصبح حليفًا لعشيقته الجميلة ، وترك مصر التي كان ينوي ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية آنذاك
سافرت كليوباترا بعد ذلك إلى روما ، فكانت تلقي بالذهب على رؤوس الرومانيين ، إلى أن وصلت إلى القصر ، لتعود بعدها إلى مصر وتشهد معركة أكتيوم البحرية بين كل من ، أوكتافيوس وأنطوني الذي أتاه ، خبر وفاة كليوباترا وتخليها عنه ، فما كان من المحب العاشق سوى الاستسلام للموت
بالطبع نزل الخبر على رأس كليوباترا كالصاعقة ، فقد مات حليفها وحاميها ولم يبق أمامها سوى من يضمر لها شرًا طوال الوقت ، فبدأت كليوباترا تتخيل كافة السيناريوهات السيئة ، في إذلالها وهي التي كانت تسير فوق رؤوس الرومانيين ، وأخذت تفكر في حل لما تمر به من أزمة ، ولم تجد أمامها سوى إنهاء حياتها
بدأت كليوباترا في التفكير بكيفية الانتحار ، واختلف العلماء حول طريقة ولغز وفاتها ، فكليوباترا الذكية المعتزة بنفسها ، ترغب بالطبع في الوفاة دون أن تتشنج ، حتى تبدو في موتها كما يراها الجميع ، شامخة وغير ذليلة
بينما روى البعض الآخر بأنها انتحرت ، بسم الكوبرا ولكن هذا السم يسبب التشنجات ، ولم يقدم أحدهم دليلاً فعليًا على كيفية وفاة كليوباترا ، ولم يستطع أحدهم حل لغز وفاتها