لا أحد يعلم متى تتغير شخصية المرء ، أو ما الذي يدفعه لارتكاب إثم ما ، ولكن القاعدة الأكثر أهمية ، هو أنه لا يولد أحد مجرمًا أو سفاحًا قاتلاً ، ولكن قد يحدث أمر ما يغير في شخصيته ، فهل هذا ما حدث مع بيل جونيس؟ بيل جونيس ، سيدة نرويجية الأصل لا أحد يعرف متى تبدلت شخصيتها أو صارت بتلك القسوة ، ولكن ما عرف عنها هو أنها كانت سيدة عادية ، مثلها مثل غيرها من النساء ، وقالت شقيقتها بأن أهم ما حدث في حياتها ، هو ليلة عيد الميلاد ، حيث كانت بيل حاملاً في طفلها الأول ، ووقفت لترقص احتفالاً بليلة الميلاد ، ولكن في منتصف الحفل ، وكزها أحد الأشخاص فسقطت أرضًا ، لتجهض وتفقد طفلها ، وقد أقسمت شقيقتها بأن ما حدث كان هو بداية التحول ، فمن أجهضت وكانت ترقص هي شخص ، ولكن من استفاقت من تلك الكبوة كان شخص آخر لا تعرفه
عقب هذا الحدث المريع ، أصرت بيل على زوجها أن يغادرا النرويج ويتجها إلى مكان آخر ، وبالفعل عملت بيل في مزارع لمدة ثلاثة أعوام متصلة ، حتى تستطيع الحصول على ثمن تذكرتها نحو العالم الجديد
وفي عام 1881م سافرت بالفعل إلى أمريكا وتوجت حلمها بالسفر ، حيث ذهبت بيل إلى شقيقتها في أمريكا ، وكانت تعمل في البداية كخادمة حيث أرادت جمع المال ، وهو ما لفتت إليه شقيقتها النظر حيث قالت ، كانت بيل مغرمة ومهووسة بشدة بجمع المال ، وكان هو غايتها الرئيسية
محطات من حياة بيل : بحلول عام 1884م كانت بيل قد طُلقت ، وتزوجت مرة أخرى من شخص يدعى ماذر سورينيون ، وقاما معًا بعمل مشروع للحلوى ، ولكن المشروع فشل ، ثم فجأة احترق المكان عن بكرة أبيه ، ووقتها ادعت بيل بأن المصباح النفطي قد سقط أرضًا فاشتعلت النيران في كل مكان ، وحصلت بيل وزوجها على مبلغ التأمين ، على الرغم من عدم العثور قط على شظايا هذا المصباح النفطي ! استخدمت بيل مبلغ التأمين في شراء منزل ، ولكن سرعان ما احترق هو الآخر ! وحصلت بيل على مبلغ تأميني جديد ، وقامت بشراء منزل آخر ، رزقت بيل من زوجها بأربعة أطفال ، سرعان ما توفت طفلتين منهم ، عقب حالة من الإسهال والحمى في أعراض أشبه بالتسمم ، وحصلت بيل على مبلغ التأمين على حياة الطفلتين
وعقب أن تسلم زوجها بوليصتي تأمين على حياته ، توفى هو الآخر عقب حمى وإسهال شديد ، وأصر أقاربه على تعرضه للتسمم ولكن الطبيب ، دوّن في تقريره أنها أزمة قلبية ، وحصلت بيل على مبلغ يقدر بـ8500 دولار ، وكان ثروة ضخمة للغاية في هذا الوقت ، تمكنت بواسطته بيل من شراء منزل بمزرعة في ولاية إنديانا ، وبدأت من خلاله جرائمها
مزرعة الرعب : كان المنزل الذي اشترته بيل ملكًا ، لرجل يدعى بيتر جونيس وهو من حصلت بيل على لقبه فيما بعد ، وكان لديه طفلان ويعمل في تربية الخنازير في مزرعته ، كان رجل ضخم الجثة ومفتول البنيان ، ولكن توفى طفله عقب زواجه من بيل بشكل مفاجئ ، ثم مات بيل نفسه في حادث غريب ، حيث ادعت بيل بأن آلة حادة قد سقطت على رأسه فجأة ، وهو يقف أسفل الرف الذي وُضعت عليه الآلة ، الأمر الذي استهجنه الكثيرون نظرًا لأن بيتر رجلاً قوي البنية
وفي المدرسة أخبرت جانيت ابنة بيتر بأنها شاهدت زوجة أبيها وهي تضربه على رأسه ، بآلة حادة وأصرت على صديقتها بألا تخبر أحدًا ، ولكن الطفلة أخبرت والديها فقاما بالإبلاغ الشرطة وتم إلقاء القبض على بيل ، ولم يستطيع أحد خلال التحقيقات أن يثبت شيئًا ضد بيل ، فأُطلق سراحها ولكن اختفت جانيت عقب إطلاق سراح بيل بأسبوع واحد
ولم يشاهدها أحدهم مرة أخرى ، وادعت بيل بأن الفتاة ذهبت إلى مدرسة داخلية خاصة في ولاية مجاورة ، ولكن الحقيقة هي أن جانيت كانت جثتها ترقد في المزرعة ، عقب أن تخلصت منها بيل وقتلتها بوحشية
نهاية بيل : قامت بيل باستئجار رجل أعزب لرعاية المزرعة ، حيث تفرغت هي لنشر إعلان عن سيدة جميلة ترغب في الزواج من رجل ثري مثلها ، وأنه لابد أن يوافق على دمج ثروتيهما ، ولن تلتفت سوى للمقابلات الشخصية ، بدأ الرجال يتوافدون عليها من كل حدب وصوب ، وهم يطمعون في الحصول على ثروة الأرملة الجميلة
وكانوا جميعًا قد اختفوا عقب زيارتها ، مما جعل الشكوك تحوم حولها ، وفي إحدى المرات ذهب إليها رجلاً ولكن لم يأخذ معه أي شيء من ثروته ، ولكن بيل لم تعجبه فهي ليست بالجمال الذي توقعه هو ، بينما أعجبت هي به وطلبت منه ، المبيت في مزرعتها ولكن المسكين ، استفاق ليلاً وبيل تقف فوق رأسه وتحمل فأسًا وشمعة ، ولكنها انصرفت فغادر المنزل فورًا لا يلوي على شيء
كان المزارع المستأجر ويدعى لامفر ، قد بدأ في حب بيل ويهيم بها عشقًا ، وبدأ أقارب الرجال المختفون يبحثون عنهم ولكن بيل أخبرتهم بأنها لم ترهم عقب انصرافهم
أكلت الغيرة قلب لا مفر ، فواجه بيل وهددها بأنه سوف يبوح بأسرارها ولكنها طردته ، وسبحت كافة أموالها ، وأودعتهم بأسماء أطفالها الثلاثة ، وفي اليوم التالي استيقظ لا مفر على رائحة دخان ، فنهض ليجد المنزل مشتعلاً ففر هاربًا من النافذة ، واستعدى النجدة التي جاءت بعد أن استحال المنزل إلى كومة من التراب ، ووجدوا داخله جثث لأربعة أشخاص منهم واحدة لسيدة بالغة مقطوعة الرأس ، ظن البعض أنها لبيل ولكن الجيران أقروا بأنها أقصر قامة من بيل ، وليس نفس بنية الجسد
اعترافات لامفر : أثناء احتضار لامفر أخبر القس ، بأن الجثة ليست لبيل ، بل جثة مدبرة منزل أحضرتها بيل للعمل لديها ، وفي نفس اليوم قامت بقتلها وقطع رأسها ، ووضعتها بردهة المنزل ،
ثم قامت بخنق أطفالها الثلاثة وممدتهم إلى جوار الجثة ، بعد أن خلعت اثنين من أسنانها ووضعتهم إلى جوار الجثة حتى يظن الجميع بأنها لها ، وألبستها بعضًا من ثيابها كذلك
ثم اتفقت مع لامفر بأن يهربا سويًا ، ولكنها خدعته وفرت وحدها بعد أن أوهمته بحبها ، وأنها امرأة ثرية للغاية جمعت أكثر من ربع مليون دولار ، من الرجال الذين قتلتهم بمساعدته ، ولكن الكثيرون تشككوا في رواية لامفر ، نظرًا لأنه متهم رئيس في نفس القضية ، بينما أقسم الكثيرون على رؤية بيل في أكثر من مكان ولم يتم التثبت من أي بلاغ منهم ، وظل لغز بيل جونيس حيًا حتى وقتنا هذا