لغز اختفاء جيمس دين

لم يكن الفنان الوسيم جيمس دين الذي لم يتخطى حاجز الخامس والعشرون من عمره مجرد ممثلًا عاديًا ، فقد استطاع فقط في عام ونصف القيام ببطولة ثلاثة أفلام جعلته يتربع على عرش السينما ويصبح الممثل الأكثر شعبية ليموت بعدها وهو في ذروة شبابه ومجده ! هل لك أن تتخيل أن يحالف الحظ ممثل مغمور مثله ليقوم ببطولة ثلاثة من أشهر الأفلام الناجحة ثم يموت فجأة بعدها مباشرة ؟ كان هذا لغزًا حير الكثيرين من متابعيه في منتصف القرن الماضي ومازال إلى الآن ، 

فالبعض يقول أنه راح ضحية بسبب قيادته المتهورة حيث أنه كان مولعًا بالسباقات وشارك في بعضها ، والبعض الأخر يقول أن الحادث مدبر بفعل المافيا وتجار المخدرات ، ولكن حتى الآن لم ينكشف الستار عن الفصل الأخير من رواية الممثل الشاب جيمس بايرون دين  


 من هو جيمس دين ؟ هو جيمس بايرون دين ممثلًا أمريكيًا ولد عام 1931م ، توفيت والدته وهو طفل صغير في سن التاسعة مما سبب له حالة نفسية سيئة ، كان والده يعمل بالزراعة ثم انصرف للعمل في مجال تركيب الأسنان ، ولأن والده لم يستطيع رعايته بعد وفاة أمه عهد إلى أخته بتربية ابنه الوحيد ، فانتقل جيمس للعيش مع عمته وزوجها في مزرعتهما بمدينة فيرمونت  


 وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية هناك عاد إلى كاليفورنيا حيث يعيش والده ، ثم التحق بكلية سانتا مونيكا ليدرس القانون ولكنه سرعان ما غير دراسته إلى الدراما مما جعل والده يستاء منه ، وأثناء دراسته بالجامعة تم اختياره من ضمن 350 شخص لكي يلعب بدور مالكوم في مسرحية مكبث للرائع وليم شكسبير  


 بداياته كممثل : ظهر جيمس لأول مرة في التليفزيون عام 1950م في إعلان تجاري لشركة بيبسي ، ثم مثل بعدها ثلاث أدوار صامتة في ثلاثة أفلام ، وعمل كعامل في موقف سيارات إذاعة الإس بي إس ، وكانت نقلته الحقيقية إلى عالم السينما حينما كان المخرج إليا كازان يبحث عن ممثل يلعب دور شخصية كال تراسك بطل رواية شرق عدن  
 فاقترح عليه كاتب السيناريو جيمس دين ، وبالفعل اقتنع به اليا كازان لتأدية الدور ، واستطاع دين أن يؤديه باحترافية شديدة عام 1954م ، مما رشحه لجائزة الأوسكار عن هذا الفيلم ، ولكن حدث هذا بعد وفاته التي كانت عام 1955م ، وكان ترشيحه لتلك الجائزة أول ترشيح غيبي رسمي يحدث في تاريخ جوائز الأوسكار  


 وبعد نجاح دين الكبير في هذا الفيلم رشح لفيلم متمرد بلا سبب الذي كان له شعبية كبيرة بين فئة الشباب المراهقين حيث كان الفيلم يصور بدقة فترة المراهقة والقلق الذي يحدث عند الآباء وبعدها رشح دين لفيلم العملاق ولكنه توفي قبل صدوره ورشح عنه أيضًا لجائزة الأوسكار  


 وفاته : كان جيمس دين مولعًا بقيادة السيارات وشارك في العديد من السباقات وتوفي أثناء واحدة منها وهو برفقة صديقه الميكانيكي على أحد الطرق السريعة ، ونتج عن تلك الحادثة كسر مميت في رقبته أودى بحياته ، بينما نجى الميكانيكي وسائق السيارة الفورد التي صدمته ، أشاع البعض أن الحادث مدبر والبعض الأخر أنه مجرد غلطة من دين بسبب قيادته السريعة ، ولكن ما ثبت بعد ذلك أن سرعته لم تتجاوز الـ 55 ميلًا في الساعة وهي سرعة معقولة ، 

وهذا على عكس مزاعم الشرطة التي برأت سائق السيارة الفورد ! المفارقة الغريبة في تلك الحادثة أن سيارة دين أصبحت مشهورة جدًا بعد موته ، وارتبطت باللعنة وسوء الطالع حيث أنها بيعت لعدة أشخاص ولكنها تسببت لهم بحوادث بعضها مميت ، وهكذا انتهت حياة الفنان الشاب في سن الرابعة والعشرين ولا أحد يعلم صحة ما حدث له ، هل كانت وفاة طبيعية نتيجة حادث أم أنها مدبرة بفعل بعض المنافسين نظرًا لانطلاقه السريع كالسهم في عالم الفن ؟



إعدادات القراءة


لون الخلفية