عالم الجريمة يذخر بالكثير من القصص التي أذهلت البعض في حبكتها والدراما التي ارتبطت بها. ومعظم هذه القصص تدور حول الجرائم التي ارتكبت في يوم عيد القديسين، أو كما يُشتهر بالهالوين، حيث يخرج الشباب والأطفال متنكرين في أزياء قتلة وأشباح وأرواح هائمة. ومن بين هذه القصص، قصة الرجل الأرنب التي ارتبطت بعيد القديسين بطريقة مرعبة ومثيرة للدهشة.
في أحد الأيام، كانت سيارة نقل مرضى الأمراض العقلية من مصحة مدينة كليفتون تنقلهم إلى منطقة أخرى. أثناء سير السيارة على الطريق، انقلبت الحافلة بمن داخلها من المرضى، وتوفى سائقها والحراس متأثرين بجراحهم جراء انقلاب السيارة. عقب انقلاب السيارة بإحدى الغابات الواقعة على الطريق، استطاع المرضى أن يهربوا إليها. ولكن سرعان ما تمكن رجال الشرطة من اعتقالهم عدا واحد منهم فقط، ويدعى دوجلاس جريفون، الذي كان أخطر المرضى النفسيين بالمصحة.
كان دوجلاس قد اعتقل بعد قيامه بقتل زوجته وأبنائه في عيد القديسين. منذ صغره، اشتهر بين أقرانه ومن يعرفونه بأنه يقتل الحيوانات ويسلخها ويعذبها. بعد هروبه، بدأت الشرطة تتلقى تقارير عن وجود جثث أرانب عدة تم سلخها وتعليقها على أعمدة الإنارة بالطرقات. لم يعر رجال الشرطة الأمر اهتمامًا كبيرًا حتى تم العثور على جثة إنسان مسلوخة ومعلقة بدلاً من الأرانب على أحد أعمدة الإنارة.
ثبت أن الجثة تعود لشخص يدعى ماركوس وليستر، وبتكثيف التحقيقات ثبت أن القاتل هو دوجلاس جريفون. بدأت عمليات البحث عن دوجلاس، واكتُشف أنه مختبئ في إحدى المناطق النائية بالغابة. تحركت فرق الضبط نحوه، ولكنه علم بقدومهم فهرب باتجاه طريق السكة الحديدية. أثناء عبوره، دهسه قطار قادم وجعله أشلاء متناثرة على الطريق. ومنذ ذلك الحين، أطلق عليه السكان المحليون اسم "الرجل الأرنب".
لم تكن تلك الواقعة هي الوحيدة الشهيرة باسم الرجل الأرنب. ففي عام 1970م، كان روبيرت بينيت يقود سيارته برفقة خطيبته على طريق غينيا، ولكنه اضطر لتوقيف سيارته في مدينة بورك. بينما كان واقفًا، تهشم زجاج السيارة الأمامي ووجد خلفه شخصًا يرتدي زي أرنب. تمكن روبيرت من الفرار بسرعة، ولكنه سمع الشخص يهتف خلفه مهددًا إياه بملاحقته.
تقدم روبيرت ببلاغ للشرطة، وبعد عشرة أيام، تقدم أحد عمال البناء ببلاغ آخر أفاد فيه بأنه رأى شخصًا يرتدي زي أرنب يقوم بتقطيع الأخشاب بالفأس. حذر الرجل الأرنب العامل من الاقتراب وإلا هشم رأسه. لم تنجح الشرطة في التوصل إلى هوية الرجل الأرنب، وانتشرت القصص حوله مما تسبب في حالة من الذعر بين السكان.
ارتبط زي الأرنب بعيد القديسين وأصبح رمزًا للرعب، وتحولت قصة الرجل الأرنب إلى فيلم رعب درامي. تُخلد هذه القصة في ذاكرة السكان كأحد أكثر الأحداث المرعبة التي شهدوها في عيد القديسين، وتبقى كتحذير من قسوة الطبيعة البشرية وما يمكن أن تفعله الظروف القاسية بالأفراد.