يشاء القدر أن نجد أشياء ، لا نعرف لها بداية وقد نظل ندور في فلك المحاولات ، من أجل الوصول إلى إجابة على تساؤلاتنا بشأن هذا الشيء ، الذي قادنا قدرنا إليه ، كأن نكتشف جثة لشخص ما على سبيل المثال ! نعم قد لا تتخيل أن تجد أثناء سيرك في الطريق العام ، ولكن هذا هو ما حدث بالفعل حيث وجد أحد الشباب جثة لطفل داخل صندوق ، وهذه قصته
قصة الجثة : وقعت أحداث هذه القصة في عام خمسينيات القرن المنصرم ، حيث كان يسير أحد الشباب الجامعي على طريق منعزل ، بضاحية فوكس جيس بمدينة فلادلفيا الأمريكية ، وفجأة تعثر الشاب في أحد الصناديق الكرتونية ليفاجأ ، أن بداخله جثة طفل صغير ذكر ، كان الطفل عاري الجسد ومن وضعه داخل الصندوق
قام بلفه بإحدى المفروشات المنقوشة الخفيفة ، فيما أغلق الصندوق بحبل أحمر اللون ، وحمل الصندوق اسم أحد محلات تغليف مهود الأطفال ، وكان يبدو على الجثة بأن الطفل في حوالي الرابعة إلى السادسة من العمر
كان جسد الطفل نظيفًا ، ويداه ملفوفتان بعناية أعلى بطنه ، بالإضافة إلى تقليم أظافره بعناية شديدة ، ولكن بدت على وجهه كدمات عدة حديثة العهد ، إلى جانب كدمات متفرقة بجسده ويبدو أنها قديمة ، مما يشير إلى معاناة الطفل من الضرب خلال فترات زمنية متفرقة وطويلة ، وتم تشخيص أسباب وفاته نتيجة الضربات المتتالية القاسية ، فوق رأسه وتم تحديد وفاته قبيل ثلاثة أيام إلى أسبوع قبل اكتشاف جثته
لم يكن رجال التحقيقات يتوقعون أية تعقيدات ، بتلك القضية التي ظنوا أنها سهلة ، فسوف ينشرون صورة مقربة للطفل ، أو يضاهون بصماته بما لديهم ويتعرفوا على هويته سريعًا ، إلا أن القضية تعقدت بعد ذلك كثيرًا ، فالطفل لم يتعرف عليه أي شخص قط عقب نشر صورته ، بالصحف المحلية الرسمية ، بالإضافة إلى عدم ظهور أية أدلة على هويته أو إلى أية عائلة ينتمى ! كما لم يحوِ الصندوق الذي وجدت به الجثة ، أية بصمات لأي شخص آخر ، فهل هبط الطفل من السماء ؟ لفتت تلك القضية أنظار وسائل الإعلام ، وصار هناك هوسًا بتحديد هوية الطفل القتيل ، ولكن دون جدوى حتى بعد أن انتشرت ، صوره في كافة أرجاء فلادلفيا ، وتم تعليق صورته على محطات الوقود ، وفي الشوارع ولكن دون جدوى
عندما لم يتوصل رجال التحقيقات إلي شيء بشأن الطفل ، وهويته تم الأمر بدفن الجثة في مقابر مجهولي الهوية ، وبمرور الوقت ومع تقدم العلم والتكنولوجيا تم نبش المقبرة واستخراج جثة الطفل ، مرة أخرى في محاولة لمضاهاة الحامض النووي خاصته ، بما هو موجود لدى الحكومة بالسجلات ، ولكن باءت تلك المحاولة بالفشل أيضًا ، وأعيد دفن الجثة مرة أخرى ، ولكن في مقابر سيدربروك وتم دفع تكلفة الدفن ، عن طريق التبرعات
فرضيات بشأن هوية الطفل : إبان رحلة الكشف عن هوية الطفل ، كان هناك موظفًا في مكتب الطب الشرعي يدعى ريمنجتون بريستو ، عمل هذا الرجل طوال حياته حتى توفى عام 1993م ، على الكشف عن هوية هذا الطفل القتيل
لذلك في عام 1960م أي عقب اكتشاف الجثة بثلاثة أعوام ، قرر ببريستو أن يلجأ إلى وسيطة روحانية ، زعمت أنها قادرة على حل هذا اللغز ، ولكنها طلبت الحصول على أي قطعة معدنية من ساحة الجريمة ، فأحضر لها بريستو مشبكين حديديين من الصندوق الذي وُجدت به الجثة
وبالفعل دخلت الوسيطة في حالة روحانية عقب أن أغمضت عينيها لفترة ، ثم أخبرت بريستو أن يبحث عن منزل له درابزين خشبي ، وإلى جانبه كوخ مجهز للعب الأطفال ، ففي هذا المكان مفتاح حل اللغز
ظل بريستو يبحث عن ضالته ، حتى وجد منزلاً يقع على الطريق على بعد 1
5 ميلاً من المكان الذي عُثر فيه على جثة الطفل ، وشعر بريستو أنه يقترب من حل اللغز ، حيث اكتشف أن هذا المكان ملك لرجل وزوجته وابنتهما ، وهم يعتنون بالأطفال اليتامى أو اللقطاء الذين ترسلهم ، المنطقة المحلية حتى يجدون لهم ملجأ آمنًا
أخبر بريستو الوسيطة الروحية ، وذهبت معه في الطريق العام ومجرد أن أمسكت بالمشبكين ، حتى وصفت لبريستو المنزل الذي وجده تحديدًا ، فبدأ الأخير رحلة لمراقبة المكان
رأى بريستو نفس مواصفات البطانية ، التي كان ملفوف بها الصبي ، وهي معلقة على أحد أحبال الغسيل ، بالإضافة إلى وجود صندوق كرتوني مثل الذي وجدت به الجثة ، مركون بالباحة الخلفية للمنزل ، وبالبحث تبين أن ابنة الزوجة كانت على علاقات متعددة وأنجبت ، الكثير من الأبناء بطرق غير شرعية ، ولعل الطفل كان أحد أبنائها ومات فتستروا على ما حدث ، حتى لا تنفضح ابنتهم
وعلى الرغم من استجواب رجال التحقيقات ، لتلك العائلة المريبة لمرات عدة ، إلا أن ذلك لم يفلح في الكشف عن الجاني ، وظلت تلك النظرية غير مثبتة ، حتى توفى بريستو وتوفى أفراد العائلة جميعًا ، وأودعت الفتاة دار رعاية للمسنين عقب مرور تلك الأعوام