أُصيب الجميع بالذعر من هول ما شاهدوه داخل دورة المياه الخاصة بالرجال بمسرح الأوبرا ؛ حيث وجدوا شابًا مقتولًا بالداخل وبلا عينين ؛ وفيما يبدو أنهما قد سُرقتا ، كان رجال الشرطة في غاية الحيرة لأنهم أمام لغز كبير ؛ حيث أنها لم تكن الجريمة الأولى التي تتم بتلك الطريقة ، ولكن كان هناك خمسة عشر ضحية أخرى قُتلت بنفس الطريقة ، ولم يصلوا إلى الجاني
كان ضحايا تلك الجريمة من الرجال والنساء من مختلف الأعمار ؛ حيث يتم قتلهم عن طريق خنقهم بحزام وسرقة أعينهم ، وكانت الظنون تدور حول أن المجرم قد يكون شابًا يبلغ عمره ما بين 25 إلى 30 عامًا ؛ كما أنه ربما يكون طبيبًا ؛ لأن عملية إخراج العيون من وجوه الضحايا تتم بتقنية متميزة للغابة
حمل رجال الشرطة الجثة إلى مستشفى إلينوي ؛ وهناك تولى مهمة فحصها الطبيب جون ستراوس وتلميذه براندون فاركاتساس ، حينما رأى الدكتور جون الجثة قال : حسنًا ؛ براندون
ماذا ترى ؟ ؛ بدأ براندون ينظر بدقة إلى الجثة ؛ وكان يفكر لحظة بلحظة في الأمر ؛ وكان يفحص الجثمان بنظراته ؛ ثم رفع حاجبيه ؛ فابتسم الدكتور جون قائلًا : هل وجدت الخطأ ؟
فأجاب براندون : ليس لديه تورمات دموية ؛ ولم يتلق أي ضربات قبل قتله ، حينها قال الدكتور جون : بالضبط هذا ما أريد توضيحه وهو أن المجني عليه كان يثق في القاتل ؛ لذلك تم مهاجمته من ظهره ، ثم سحب الدكتور جون منديلًا من أمامه وهو يقول : اللعنة ! شعر براندون أن كتفه اليمين تتحرك دون إرادته ؛ كما تجمد العرق على جبينه ؛ وكانت يداه ترتجفان ؛ وأصبح لون جلده شاحبًا ، نصحه الدكتور جون أن يذهبا إلى مكان الحادث ، وبالفعل ذهبا إلى هناك ؛ غسل وجهه ثم شعر ببعض الآلام التي جعلته يتقيأ ؛ لم يكن يعلم ماذا يحدث له بالضبط ؛ وحينما أراد أن يركز ؛ شعر بألم في رأسه واعتقد أنه ربما سيموت
صرخ براندون من شدة الألم ومسك رأسه بين يديه وأعتقد أنه حتمًا سيموت قبل أن يُنقذه الدكتور جون ، والذي قام بمحاولة لمساعدته فأعطاه بعض الأقراص المُسكنة للألم ، ثم قال : لقد أصبحت تشكو كثيرًا من الألم في رأسك خلال الفترة الأخيرة ، فأجاب براندون : نعم
أعتقد أنه بسبب ضغط العمل ، حينها قال الدكتور جون مبتسمًا وهو يداعب كتفه بحنان : إذن فلتأخذ اليوم إجازة من العمل ؛ فلتذهب لتستريح بعض الوقت ، فقال براندون : شكرًا دكتور جون
ذهب براندون وبدأ للاستماع إلى الراديو وهو في طريقه إلى البيت ، كان يستمع إلى أخبار القاتل سارق العيون ؛ كما أطلقت عليه العديد من الجرائد ، حينما وصل إلى المنزل أغمض عينيه ليسترخي بعض الوقت ؛ ثم قام بعمل فنجان من القهوة ، ثم جلس بعد ذلك على أحد الكراسي يُجيب على بعض للأسئلة التي وردته في الهاتف ، وقام أحد الأشخاص بسؤاله : هل أنت تكون براندون فاركاتساس؟ ؛ فأجابه : نعم أنا براندون ؛ من يتحدث ؟ ، فأجابه الطرف الآخر : معك ضابط من قسم شرطة إلينوي ؛ لقد قُتل الدكتور جون
لم يستطيع جون أن يصدق ذلك الخبر ، لقد كان مع دكتور جون منذ ثلاث ساعات فقط ، ثم سأل قائلًا : ماذا حدث ؟ ؛ فأجاب الشخص الآخر : حسنًا
بما أنك المساعد الخاص للدكتور جون ؛ يجب أن تعلم أنه ربما كان ضحية للقاتل سارق العيون
بكى براندون بشدة وشعر بالحزن العميق ، وقد ذهبت آلام رأسه في تلك اللحظة ، وتذكر تلك الأقراص المُسكنة التي أعطاها إليه دكتور جون ؛ حينما طلب منه أن يستريح وربت على كتفه بكل عطف وحنان
ذهب براندون وغادر الدكتور جون بعد أن قام بخنقه بحزام البنطلون ، وكانت النظرات الأخيرة لدكتور جون تسأله : لماذا يا براندون ؟ ؛ فارق الدكتور جون الحياة وسقط على الأرض دون روح ، وبعدها أخذ براندون السكين وبكل حرص أخرج عيني الدكتور جون ، قال براندون هامسًا : لأنه من الضروري أن تُعجب بي دائمًا
جلس براندون على كرسيه في منزله باكيًا كلما نظر إلى عيني الدكتور التي كانت محفوظة معه في زجاجة ، شعر بالذنب والألم ؛ غير أنه كلما نظر إلى العيون الأخرى شعر بالسعادة ، ولكن سعادته لم تدم طويلًا ؛ حيث قام رجال الشرطة بمعرفة الجاني الحقيقي وهو براندون وقاموا بالقبض عليه بعد عام كامل من جرائمه