تخرج السيد عبدالحميد من معهد الطيران في بريطانيا، وكان والده رجل أعمال إماراتي، ووالدته أجنبية الأصل تلح عليه بعد انفصالها عن والده أن يعمل في شركة أجنبية حتى يكون أقرب منها. لم يرفض عبد الحميد طلب والدته، وعمل قائدًا في إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية. ذات يوم، أقلع الطيار عبد الحميد بالطائرة نحو نيويورك، وكان ضمن الطاقم المخصص للضيافة شابة تدعى حنان.
شدت انتباه القائد عبدالحميد وسامة ورزانة تلك الشابة، وعلم عبد الحميد من حديثها أنها من عائلة عريقة، ولاحظ أن المضيفة حنان تنجذب إلى مساعده السيد رضوان، وذاع بين طاقم الطائرة أنهما يخططان للزواج. مع ذلك، كان القائد عبد الحميد قد حسم قراره وقرر أن يسرع في إبلاغها بأنه يريد الارتباط بها.
بعد وصولهم إلى نيويورك، دعا عبد الحميد حنان لتناول العشاء في أحد مطاعم نيويورك. لم ترفض حنان دعوته فهو رئيسها في العمل ويحظى بتقدير الجميع بتواضعه وحسن أخلاقه. أثناء العشاء، عرض عليها الزواج. صمتت حنان لدقائق معدودة وأخبرته أنها على وشك الارتباط بالمساعد رضوان. تدخل القائد وأخبرها أن زواجها من المساعد سيجعلها الزوجة الثانية وستكون لأولاده زوجة الأب التي سرقت من أمهم أباهم، خاصة وأن زواجها منه رهين بالطلاق من زوجته الأولى. بدا الكلام مقنعًا لديها وأخبرت القائد عبدالحميد أنها بحاجة لبعض الوقت حتى تنهي علاقتها برضوان.
عادت حنان إلى الفندق في ساعة متأخرة من الليل، ورافقها السيد عبدالحميد إلى الفندق. عندما دخلت حنان الفندق، فوجئت برضوان يصرخ في وجهها ويتهمها بالخيانة. ردت عليه إنها اتفقت مع القائد عبدالحميد على الزواج، وإنها قررت أن تضع حدا لعلاقتهما. كان لكلامها مفعول صب الزيت على النار، فصرخ وهددها أنه سيقضي عليها وعليه قبل أن يحققوا ما يسعون إليه.
خرج رضوان من الفندق وركب سيارة أجرة واتجه إلى الحي الصيني المشهور في نيويورك، وقصد أحد تجار الأعشاب الطبيعية هناك وطلب منه إعداد سم قاتل للحيوانات. عاد السيد رضوان إلى الفندق، وفي صباح اليوم التالي توجه الطاقم إلى المطار للعودة، وهناك التقوا بالقائد عبدالحميد.
في كابينة القيادة جلس القائد عبدالحميد ومساعده رضوان، بينما كانت حنان تتولى ضيافة ركاب الدرجة الأولى. كان معروفًا لدى الطاقم أن القائد عبدالحميد لا يحب تناول إلا ما يأتي به من منزله من عصائر وحلويات، وكان أفضلها مشروب الكركديه. أخذت حنان قنينة الكركديه من ثلاجة الطائرة وقدمتها إلى القائد.
بعد مرور عدة ساعات ونحو اقتراب موعد الهبوط، فقد القائد عبدالحميد وعيه. اتصل مساعده ببرج مراقبة المطار وتولى هو هبوط الطائرة. كانت في انتظارهم سيارة الإسعاف، وعندما صعد الطبيب على متن الطائرة كان القائد عبدالحميد قد فارق الحياة. أمرت الشرطة ببقاء طاقم الطائرة للتحريات. كشف الفحص الطبي عن وجود سم شديد المفعول في معدة القائد عبدالحميد.
كانت القنينة التي شرب منها القائد قبل فقدان الوعي عليها بصمات حنان والقائد والمساعد. في سلة القمامة بدورة مياة الطائرة تم العثور على كيس بلاستيكي به مادة رمادية، وكان على الكيس بصمات المساعد رضوان. اعترفت حنان بتهديده لها بالقضاء على القائد عبدالحميد لأنها تفكر في الزواج منه والانفصال عن رضوان. تم إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وتهديد سلامة الركاب بمحاولة قتل قائد الطائرة.
بفضل يقظة السلطات وتحرياتهم، تم كشف الجريمة ومعاقبة الجاني، لتعود العدالة إلى نصابها.