القاتل المحترف: قصة هروب ألكسندر سولونيك من العدالة

لقد هرب ألكسندر سولونيك من السجون التي لا يمكن اختراقها، رغم أنه قتل زعماء للمافيا وعاش بأمان في سرية تامة، حتى أصبح قاتلًا محترفًا. وقد يكون أو لا يكون في القوات الخاصة في الجيش السوفيتي، فلم يكشف أبدًا عن من دفع له نظير عمليات القتل. كانت المهام التي يتولاها تكلف أرباب العمل آلاف الدولارات لكل عملية يقوم بها.

الحياة المبكرة والمهنة:

ولد سولونيك في كورجان بروسيا في 16 أكتوبر 1960م. عندما كان في سن المراهقة، كان شابًا قويًا يحب الرياضة وكان متسابقًا ممتازًا في الركض. من المفترض أنه انضم إلى الجيش السوفييتي، حيث صقل مهاراته كقاتل بدم بارد مع وحدته في ألمانيا الشرقية.

يُقال إن مهمة سولونيك كانت اغتيال مسؤولين رفيعي المستوى في الناتو خلال الحرب الباردة، بهدف زعزعة الاستقرار في أوروبا الغربية. يقول محامي سولونيك السابق، فاليري، عن موكله: "لقد أصبح مهووسًا بفكرة أن يصبح سوبرمان. وجد شيئًا رومانسيًا حول هذا الموضوع، لذلك عندما خدم في الجيش، قرر أن يصبح شرطيًا".

ولكن في عام 1987م، أخذت حياة سولونيك دورًا مختلفًا تمامًا. تم فصله من مدرسة الشرطة بعد ستة أشهر بسبب قسوته تجاه السجناء، ثم ألقي القبض عليه بتهمة الاغتصاب أثناء عمله. بعد وقت قصير من إقالته من مدرسة الشرطة، نجا سولونيك برشاقة من تهمة الاغتصاب من خلال القفز من نافذة قاعة المحكمة من الطابق الثاني.

ثم وصل إلى سيبيريا، وفي تيومين حاول سولونيك البقاء متخفيًا. أزال شامة كانت على وجهه وكذلك الوشم الذي كان على يده. لكنه تم القبض عليه في صالون التجميل وقضى عامين في السجن. هذه المرة هرب سولونيك بالزحف من خلال فتحة تهوية ذات إطار صغير بحجم 5.5 سم فقط.

كان ذلك في أبريل 1990م. لسوء الحظ، ظل عالقًا في تيومين بسيبيريا في وسط أرض قاحلة متجمدة. لكن القتل التعاقدي أصبح تذكرته للحرية بعد ذلك.

قاتل محترف:

كانت أول عمليات القتل لسولونيك كقاتل محترف في 3 يوليو 1990م، أي بعد شهر ونصف فقط من هروبه من السجن. كان لديه العديد من المزايا، فقد كان يعرف كيف يهرب من المواقف غير المستقرة، وكان يمكنه الدفاع عن نفسه جيدًا أثناء وجوده في السجن.

استطاع سولونيك أن يطلق النار بأسلوب رائع، وبأكثر من مسدس في كل يد في نفس الوقت. كلفه رئيس عصابة روسية بأول عقد قتل له مع عصابة إجرامية متنافسة في سيبيريا، وبعدها انتقل سولونيك إلى موسكو ليحسن حرفته.

كانت أهدافه الرئيسية هم أعضاء عصابة إجرامية متنافسة قتل معظمهم بدم بارد، وكذلك من مسافة بعيدة. سرعان ما انتشرت قصص مهارته، وأصبح معروفًا في بعض الأوساط باسم "الإسكندر الأكبر". كانت شرطة موسكو عاجزة عن منعه لأن سولونيك يمتلك قدرة خارقة على الاختفاء بسرعة.

في عام 1992م، وقع في معمعة الجريمة المنظمة في موسكو، ضد فيكتور نيكيفوروف وفاليري دلوجاتش. كانت عملية قتل دلوجاتش واحدة من أكثر عمليات القتل التي قام بها سولونيك جرأة، فقد كان لدى دلوجاتش حماية خاصة من الحراس الشخصيين وعربة مدرعة. لكن سولونيك نجح في اغتيال دلوجاتش علانية في ملهى ليلي في موسكو.

الديون غير المدفوعة:

وبحلول عام 1994م، عاد سولونيك إلى مجموعة الجريمة في تيومين، لتسوية بعض الديون. كان هناك شخص مدين له بمليون دولار، لكنه رفض إعطائه المبلغ. عاد سولونيك إلى موسكو، لكنه وجد الرجل وبعض مساعديه ميتين بعد أيام قليلة من عودته.

أُلقي القبض على سولونيك ورفيقه في موسكو في وقت لاحق من ذلك العام، لكن الشرطة لم تتحقق من معطفه الواقي من المطر، ففتح النار على الجنود هو ورفيقه وقتلوا أربعة من رجال الشرطة قبل أن يفروا وهم ما زالوا في الأصفاد. قتلوا أيضًا حراس الأمن، وركض سولونيك رغم إصابته في كليته، لكن سرعان ما أمسكته الشرطة على الرغم من هروب رفيقه.

هذه المرة، لم تعبث السلطات معه وألقته في سجن مشدد للغاية يُسمى "ماتروسكيا تيشينا". وكالعادة، لم يستمر سولونيك في سجنه هذه المرة أيضًا. في عام 1995م، كان هو الشخص الوحيد الذي هرب من سجن "ماتروسكيا تيشينا" المحصن. كان هذا الهروب ممولًا من قبل المافيا الروسية، حيث زوده رجل يدعى سيرجي مينشيكوف بحبل، وتسلق إلى السقف مع مسدسات وبنادق حتى يتمكن من الفرار. كان بانتظاره سيارة بي إم دبليو.

قضى سولونيك وقته في السجن بالتفكير في حياته، وبعد 43 ضحية، فكر القاتل المحترف في إنهاء عقد المافيا. استخدم ثروته المتبقية للفرار إلى اليونان في أوائل عام 1997م. حتى الصحف كانت في رهبة شديدة من قدراته، حيث كتبت الصحيفة الأوروبية: "يمكن استدعاء سولونيك لقتل الإرهابيين، فهو واحد من أفضل القتلة المعروف قدرتهم الخارقة تقريبًا على الاختفاء والظهور مرة أخرى، والتي يمكن مقارنتها بسهولة بقدرة الإرهابي الدولي 'كارلوس ابن آوى'".

مؤامرة المافيا عليه:

استأجر زعماء المافيا القاتل ساشا سولدات، وهو قاتل متعاقد آخر كان من رفاق سولونيك، لتعقبه. أدى هذا التعقب إلى فيلا بالقرب من أثينا كان يأخذها بإيجار قدره 90,000 دولار في السنة. كان القصر يحتوي على ملعب لكرة السلة، وملعب للجولف، وحديقة مليئة بالمنحوتات. عاش سولونيك وصديقته، الفائزة السابقة في ملكة جمال روسيا، سفيتلانا كوتوفا، حياة ساحرة هناك.

في 30 يناير 1997م، نفد حظ سوبركيلر في النهاية. فقد رحب بسولدات بأذرع مفتوحة وبدأ في الحديث معه، ومع تحول ظهره إلى رفيقه لفّ سولدات حبلًا رفيعًا حول عنقه وخنقه حتى مات. كما قتل سولدات ورجاله صديقة سولونيك أيضًا.

ميراث:

لم تعثر الشرطة في أثينا على الجثتين لمدة شهرين. حتى بعد وفاته، وجد سولونيك طريقة للبقاء بعيدًا عن الأنظار. رغم رحيله، تعيش أسطورة ألكسندر سولونيك في الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تتحدث عن مآثره. حتى أن البعض يعتقد أن وفاته كانت مزورة، وأنه لا يزال يعيش في سرية إلى الآن.



إعدادات القراءة


لون الخلفية