السفاح الروسي الأشهر ألكسندر بيشوشكين

السفاح الروسي الأشهر ألكسندر بيشوشكين والشهير بقاتل رقعة الشطرنج ومجنون بيستا بارك هو أحد أشهر السفاحين خلال العقد المنصرم ، حيث اتهم بقتل أكثر من 49 شخصًا في منطقة جنوب غرب بيستا بارك ، في العاصمة موسكو والتي وجدت بها ، جثث ضحاياه  


 نشأته : كان بيشوشكين طفلاً اجتماعيًا منذ صغره ، ولكن الأمور تغيرت بشكل جذري ، منذ ذلك اليوم الذي سقط فيه عن أرجوحته ، وضربت الأرجوحة جبهته عندما نهض ، وأقر الأطباء في هذا الوقت ، أن تلك الضربة قد أضرت ، بجزء من القشرة الأمامية للدماغ ، وهذا الأمر عادة يكون له علاقة ، ببعض الاضطرابات السلوكية والميول العدوانية لدى الشخص المصاب  
 وبالفعل تحولت شخصية بيشوشكين ، إلى شخصية مندفعة وعدوانية للغاية ، وكان بيشوشكين قد بدأ في تهديد زملائه بالمدرسة ، تهديدات لفظية وجسدية ، فقررت والدته نقله إلى مدرسة تهتم بذوي صعوبات التعلم  


 ومع وصول بيشوشكين إلى مرحلة المراهقة ، أدرك جده أنه يتمتع بدرجة عالية جدًا من الذكاء ، وشعر بأن موهبته وذكاءه الفطري ، سوف يضيعا نتيجة عدم الاهتمام ، فقرر جده أن يأخذه معه إلى منزله ، وعلمه كيفية لعب الشطرنج وأبد بيشوشكين بها ، حتى أن جده قد أتاح له الفرصة للمشاركة في مبارايات ، مع أشخاص يفوقون بيشوشكين عمرًا وكان يفوز عليهم ، وهنا وجد بيشوشكين متنفسًا لعدوانه البالغ  


 ولكن بوفاة جده هذا انقلبت الأمور مرة أخرى ، وأصبح بيشوشكين أكثر عدوانية من السابق ، وترك منزل جده ليعود إلى منزله لدى والدته ، وحاول الخروج من حزنه بوفاة جده ، باستهلاك كميات كبيرة للغاية من الفودكا ، واصل بيشوشكين لعبه للشطرنج ، ودخول السباقات في بيتسا بارك ، ولم يكن يتأثر بيشوشكين كثيرًا عندما يتناول الفودكا ، قبل المبارايات وفي تلك الأثناء تنامى شغف بيشوشكين  


 جرائم القتل : كانت أولى جرائم القتل التي ارتكبها بيشوشكين في عام 1992م ، والذي أقر فيما بعد أنه كان ينوي القتل بعدد مربعات رقعة الشطرنج ثم أقر مرة أخرى أنه لم يكن ليتوقف عن القتل ، إن لم يتم الإمساك به ! كان الهدف الأول لبيشوشكين هم كبار السن المشردون بالدرجة الأولى حيث يقوم بيشوشكين بإغرائهم بتناول لفودكا مجانًا معه ، ولكن بعد أن يتناولا الشراب ، يقوم بيشوشكين بضربهم بمطرقة على رؤسهم ليهشمها ، ثم يضع زجاجة الفودكا في جرح الرأس الغائر ، وكان أسلوبه هو مهاجمة الضحية من الخلف ، حتى يتجنب أن تسيل الدماء على ملابسه ، وكان ضحاياه من الرجال والنساء والأطفال سواء  


 وأقر بيشوشكين أنه كلما كان يقتل كان يشعر أنه ينفذ إرادة الله للضحية ، وأنه يقتل من أجل أن يعيش ، فالحياة بدون قتل ليس لها لذة وكان يشعر أنه يفتح الطريق ، إلى العالم الآخر من أجل هؤلاء الذين يقتلهم ، وعندما تم عرض بيشوشكين على الأطباء المتخصصون ، بمعهد سيربسكي أقروا بأنه يتمتع بقواه العقلية إلا أنه يعاني من بعض الاضطرابات النفسية والشخصية المعادية للمجتمع إلى جانب إصابته بالنرجسية  


 ووفقًا للسجلات والوثائق تم اعتقال بيشوشكين مرة واحدة فقط عندما تم إثبات أنه مرتكب جرائم بيستا بارك ، وقام بتصوير كيفية ارتكابه لجرائمه ، وإعادة تمثيلها تفصيليًا ، وكان بعض ضحاياه قد قتلوا بأسلوب مختلف ، بعيدًا عن مطرقة الرأس ، حيث ألقى بهم إلى شبكة المجاري التي تعمل ، أسفل حديقة بيتسا  
 وكان مقتل مارينا موسكاليوفا ذات الـ 36 عامًا ، هو ما أرشد الضباط إلى بيشوشكين ، حيث عُثر على جثتها في حدية بيتسا ، وفي حوزتها داخل الحقيبة إحدى تذاكر المترو ، وبفحص الكاميرات في المحطة توصل رجال التحقيقات إلى مرافقة بيشوشكين لها قبيل مقتلها داخل محطة المترو وبالتالي تم توقيفه واعتقاله فورًا  


 المحاكمة والسجن : تم اعتقال سفاح رقعة الشطرنج ، في 16 يونيو من عام 2006م ، ثم تمت إدانته عن جرائمه في عام 2007م ، وذلك على إثر ارتكابه 49 جريمة قتل ، و3 محاولات للقتل ، ثم طلبت المحكمة الروسية ، إضافة 11 جريمة قتل أخرى إلى جرائمه ، ليصبح عدد قتلاه ستين قتيلاً إلى جانب الثلاث ضحايا الباقين على قيد الحياة حتى الآن  
 وتم وضع بيشوشكين في قفص زجاجي ، أثناء المحاكمة من أجل حمايته ، من بطش ذوي ضحاياه وأهاليهم ، واستغرق الأمر مع القاضي ساعة واحدة ، من أجل إصدار الحكم بالسجن مدى الحياة ، إلى جانب قضاء خمسة عشر عامًا بالسجن الانفرادي  
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية