الجزء 3

"الينا انتي اتجننتي."

كانت تلك الكلمات التي نطق بها "مهران" حينما رآى "الينا" مرتدية (جلفزات) الملاكمة في يدها و تكيل الضربات الي اختيها المسطحتان علي الفراش أمامها لا حول لهما ولا قوة منكمشتين علي نفسيهما يصرخون معتذرين منها:مش هنعدها تاااني، اااه.

ردت علي والدها بحنق من فعلتهما ، من بين أنفاسها اللاهثة قائلة: هم اللي جنوا علي نفسهم لما فكروا يخوفوني.

لم تنهي ردها حتي صرخا "حلا"و "تقي" في نفس واحد : اسفين والله..مش هنعدها تاني.

توقفت "الينا" ثم نهضت عنهما واقفة تلتقط أنفاسها قائلة: احمدوا ربنا اني مقربتش ناحية وشكم.

نهضت كل منهما متآوهة ممسكة جزء من جسدها يؤلمها ، لعنت "حلا" من تحت أنفاسها "تقي" علي تلك الفكرة الغبيه..

وخلال ذلك كانت أعين والدهما تراقبهم بنظرات ليست قاسية ولكن نظرات يشوبها الحنان ، ودمعة لامعة في طرف عينه تآبي النزول.. وبتلقائية اندفع نحوهم بهدوء جلس بينهم واحاطهم بذراعيه جاذبا "الينا" لتشاركهم ذلك الحضن الحنون من والدهم العظيم..
- ر بنا يخليكم ليا يا اغلي حاجه في حياتي كلها، يا حته من اجمل ست في الدنيا ،فرحتني لما جابتكم ليا تنوروا لي حياتي و مشيت وسبتكم ليا عوض.

التمعت الدموع في أعينهم جميعا لتنظر له" الينا " بحنان ، تهز رأسها اعتراضا علي دمعته المتحجرة علي وجنته تمسحها بيدها الناعمة قائلة برقة ودفء: ربنا يرحمها ، ويخليك ليا يا احن أب في الدنيا كلها.

ابتسم "مهران" لها وقال بحماس ليخرجهم من حالة الشجن تلك: يلا بقي يا أميرات قلب بابا قوموا اجهزوا علشان نخرج نحتفل بره بعيد ميلاد الاميرة الاولي في عيلة مهران.

ابتسم ثلاثتهن ووقفنا ينحنين له احتراما قائلات بتمثيل: امرك مطاع يا مولانا.

قهقه مهران علي فعلهم الدرامي ذاك ثم تنهد متمنيا لهن السعادة الابدية في حياتهن..

ابتسمت "إلينا" وقالت: في طلب يامولاي عاوزه اطلبه.
أومأ والدها لتبدأ بالحديث قائلة: عاوزه اركب موتوري والبس جينس وانا خارجه انا مش بحب..

لم تكمل فقد رأت الغضب الذي احتل نظرات والدها فور سماعه كلامها..فآثرت الصمت حتي تسمع رده...
ايمان احمد يوسف...
في الطائرة العائدة من دبى المحلقة في الخطوط المصرية الجوية اطلق" آدم" صوت انذار بسيط ثم اعلن عن وصل الطائرة لخطوط الجوية المصرية و أشار الي ربط احزمة الامان استعدادا للهبوط..

وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة وكانت عجلات الطائرة تطأ أرض مطار القاهرة الدول معلنة في صالات الانتظار عن وصول الطائرة بامان..

انهي" آدم" عمله ثم اتجه لالتقاط حقيبة سفره الصغيره واضعا كابه أسفل ابطه مخفيا عيناه الساحره أسفل نظارته الشمسيه ، مر بجوار "ديانا" متجاهلا اياها تماما ..

متجها الي الجراش ليفتح سيارته السوداء الرياضيه الفاخرة ويضع حقيبته فيها ثم ا تجه نحو مقود السيارة واضعا كابه علي الكرسي المجاور له،زفر انفاسه الثقيلة بارهاق ثم اخرج هاتفه ليفتحه وما ان فتحه حتي وصلته رسائل عده تجاهل جميعها باستثناء عمته بدور التي اتصل بها علي الفور..
-الو.. وعليكم السلام
-انا وصلت من ساعتين تقريبا وجاي في الطريق ، دانه كويسه؟!، طيب انا جاي حالا ..مع السلامة.

اغلق هاتفه وانطلق مسرعا لشقيقته التي يري فيها طفلته التي لم ينجبها وليس مجرد شقيقته الصغرة فقط ..
انطلق متلهفا لرؤيتها .. متلهفا لاحتضانها و القاء جسده علي الفراش متناسيا العالم غارقا في سبات عميق افتقده منذ اعوام ماضيه.

يتمني ان يعود له شعور الارتياح في النوم حتي يصل للتعمق فيه.. ولكن هيهات فكوابيسه لن تجعله ينعم ابدا ، كأنه ولد ليكتب الشقاء عليه امرا مسلما به.
ايمان احمد يوسف.
في سدني في شركة فخر الدين الشرقاوي..

لم يتمكن" ساري" من محادثة والده لفترة طويلة بسبب ذلك الاجتماع الذي خطفه منه ، فما كان منه الا ان غادر متجها الي جامعته ، التي ما ان وصلها حتي تلقاه صديقه الاسترالي" جاك" بحفاوة قائلا: صديقي المصري لم يحضر منذ الصباح ، و متأخر علي غير عادته ، مابك يا رجل؟

ابتسم" سارى" له بود وقال:كنت منشغلا قليلا ، لم أحمل هما للمحاضرة (ربت علي كتف" جاك" مكملا) فقد تركت محاضرا قادر علي شرحها لي افضل بكثير من ذلك البغبغان الذي يقف بالساعات ولا افهم منه كلمه واحده.

انتفض "جاك" وقال بطريقة درامية : ارجوك دعني احضر حفل عيد مولد فلورا اليوم.. لا اريد المذاكرة .. لا اريد.. أرجوك.

غمز "سارى" له مشاكسا اياه : وهل ستخبرها بعشقك اللعين لها اليوم.

تغيرت ملامح" جاك " قليلا لخوفه من رفضها له ، تنهد بتوتر قائلا بعد ان تلاشت ابتسامته المرحة: اجل ساعترف اليوم ، واتمني ان لا يكون يوم اعدام روحي العاشقة اليوم.. أيضا.

ربت "ساري" علي كتفه قائلا: هون عليك يا رجل فلورا تحبك ايضا و...

قاطعه قائلا بضيق ممزوج بتوتر: تحبني كصديق وفي ليس الا . . سارى.

لوي "ساري" شفتيه بابتسامة وقال ساخرا: نظرة عيناكما تقول غير ذلك مطلقا..
نظر له "جاك " قليلا ثم تنهد قائلا: فلنذهب الي المحاضرة.

ذهب الصديقان الي صفهما و بعد سويعات حل الليل..

خارج الملهي الليلي كان" سارى" يضرب "جاك" بكل ما اوتي من قوة، ليقع امامه والدماء تسيل من انفه وفمه، مسح جاك دمه بيده ونظر بغل لسارى..و....
*******


إعدادات القراءة


لون الخلفية